يقول تعالى: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾(1)، هذه الآية الكريمة على قصرها تؤكّد حقيقة أنّ الحسنات لا تكون إلّا بما علم الله تعالى وأوحى به لأنبيائه، وأنّ طريق الهداية لا يمكن الاهتداء بها لولا الوحي الّذي رسمَ الله تعالى من خلاله طريق الهداية للناس، فهم إن اتّبعوا ما أُنزِل إليهم عبر الأنبياء اهتدوا، وأمّا إن تركوا مضمون هذا الوحي ليبحثوا عن طرق وصول خلف ذلك معتمدين على أنفسهم فلن يحصدوا إلّا الخيبة، ولن تكون لهم إلّا السيّئة.
على السالك إلى الله سبحانه وتعالى أن يحصر ما يودّ عمله بموارد لا يعتريها الشكّ، كما أنّ عليه الحذر من أمور أخرى، وحينها يكون قد نهل العلم من منابعه الأصيلة الّتي لا يعتريها كدر ولا يشوبها باطل، ولا بدّ من أن يكون هذا الالتزام بالموارد المحدّدة والحذر من الأمور الأخرى:
على صعيد العبادات والأوراد فينبغي التنبّه للصحيح منها وما ثبت شرعاً وما لم يثبت وأن لا يقوم بكلّ عمل سمعه من هنا أو هناك، بل عليه التحقّق من حقيقته ومصدره ومنبعه فعن الإمام عليّ عليه السلام: "لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادّخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحقّ نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام"(2).
وسنذكر فيما يلي المنابع الأصيلة وما ينبغي الحذر منه في هذه الطريق الطويلة.
المنابع الأصيلة
1- القرآن الكريم:
فالقرآن الكريم كتاب الهداية الّذي أنزله الله تعالى على رسوله الأكرم محمّد صلى الله عليه واله لكي يكون كتاب هداية للأمّة سواء من خلال التشريع الّذي تضّمنه، أو من خلال الإرشاد والوعظ الموجود فيه، فعن الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام في صفة القرآن: "جعله الله ريّاً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء"(3).
وفي وصيّة الإمام عليّ عليه السلام إلى ابنه الإمام الحسن عليه السلام: "ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق... أن أبتدئك بتعليم كتاب الله عزَّ وجلَّ وتأويله، وشرائع الإسلام وأحكامه، وحلاله وحرامه، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره"(4).
2- الرسول الأكرم صلى الله عليه واله:
إلّا أنّه لسائل أن يسأل: كيف يمكن للإنسان أن يعرف مراد القرآن؟ ولا سيّما أنّ المفسّرين قد يختلفون في تفسيره، وأنّ كلّ الفئات والمذاهب والمسالك تدّعي تمسّكها بالقرآن الّذي يُعتبر الفرقان بين الحقّ والباطل، فكيف لنا أن نعلم مراد الله الحقيقيّ من خلال التفسير على اختلافه بين العلماء؟
ومن هنا لا بدّ من أن نرجع إلى الرسول الأكرم الّذي يُعتبر أولى الناس بشرح معاني القرآن ومراد الله تعالى منه، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾(5).
3- أهل البيت عليهم السلام:
وقد حدّد لنا الرسول الأكرم صلى الله عليه واله منهجاً واضحاً ومعياراً وميزاناً وأمرنا بالتمسّك به حينما قال صلى الله عليه واله: "إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض"(6).
في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال: لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: "شرّقا وغرّبا لن تجدا علماً صحيحاً إلّا شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت"(7).وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنّة ماضية، ولا أدري"(8).
4- العلماء:
ويمكن للسائل أن يسأل من جديد: إنّ ما وصل إلينا من الروايات فيه الصحيح وغيره، فمن أين للإنسان أن يميّز الغثّ من السمين، والصحيح من السقيم؟
والجواب أنّه ليس على كلّ إنسان أن يميّز الصحيح من السقيم من هذا الكمّ الهائل من الأحاديث الّتي وردت إلينا، بل إنّ أهل البيت عليهم السلام، قد أرشدونا إلى الطريق لمعرفة ذلك، فعن الإمام العسكريّ عليه السلام: "أما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوامّ أن يقلّدوه"(9).
فعلماؤنا رضوان الله تعالى عليهم قد بذلوا أعمارهم، وأضنَوْا عيونهم في دراسة ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام من روايات ليحدّدوا الصحيح منها من السقيم، ويتلمّسوا المراد من صحيحها، وما عناه أهل البيت عليهم السلام من أسرار العلوم الإلهيّة الحقّة.
فالعلماء كما وصفهم الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ العلماء ورثة الأنبياء، وذلك أنّ الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً، وإنّما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئاً منها فقد أخذ حظّاً وافراً، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"(10).
وبعد هذا كلّه يتلخّص لدينا أنّ على السائر إلى الله تعالى أن يستقي العلم من القرآن المشروح بلسان الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وأهل البيت عليهم السلام، فيما ورد وقال عنه العلماء بأنّه صحيح ممّا قالوه وشرحوه لنا من أسرار علومهم وما استنبطوه من الأحكام من خلال الأحاديث والآيات القرآنيّة المباركة، فإنّ من أعظم التوفيقات الإلهيّة أن يجد الإنسان المرشد من العلماء الّذين أطاعوا الله تعالى حقّ طاعته، فيكون بمثابة دليل له في هذا الطريق، يحذّره من قطّاعها
ويعرّفه على تفاصيلها ويشدّ عزمه لو أحسّ منه الكسل أو الضجر، ويقوّمه لو رأى منه الزلل.
ما ينبغي الحذر منه :
1- ما يخالف الشريعة:
قد يتّجه بعض الناس إلى أساليب غير شرعيّة ظنّاً منهم أنّ ذلك سيوصلهم إلى تكامل وروحيّة معيّنة وقد يحصل لبعضهم بعض القوى الروحيّة كالعلم بالضمائر أو القدرة على المشي على النار فيعتبر ذلك كمالاً له، إلّا أنّ ذلك ليس إلّا لأجل الرياضات الّتي روّض نفسه عليها، وليس ذلك من الله بشي ء، كما أنّ الحصول على هذه القوى ليس هدفاً للإنسان السالك إلى الله تعالى، بل قد تكون عائقاً في كثير من الأحيان أمام الاستمرار في السلوك لما يتبعها من العُجْب أو الاعتداد الزائد بالنفس، ومن تلك الأساليب غير الشرعيّة الّتي ينبغي الحذر منها:
أ- إرهاق الجسد: ويكون ذلك بتعذيبه أشدّ العذاب كالجرح بالآلات الحادّة أو التجويع الّذي يُشارف الإنسان فيه على الموت أو الهلاك وغيرها من الأمور الّتي تحرمها الشريعة من باب عدم جواز أذيّة النفس.
ب- السقوط من أعين الناس: وأصحاب هذه الفكرة السقيمة يقومون بارتكاب المحرّمات أمام الملأ ليسقطوا من أعين الناس؛ لأنّ سقوطهم من أعين الناس - بحسب زعمهم - يجعلهم نظيفي النفوس من حبّ الاشتهار الّذي يرجع إلى حبّ النفس، وهذا محرّم شرعاً بما فيه من تحقير للنفس الّتي كرّمها الله، ومن ارتكاب للمحرّمات الّتي تُسقط الإنسان من عين الله قبل أعين الناس.
ج- العزلة عن المجتمع: ويتصوّر أصحاب هذه النظريّة أنّ الابتعاد عن الناس يجعل قلب الإنسان صافياً وعبادته خالية من الرياء وغيره من الشوائب، ويكفي رداً عليهم ما جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه واله من منع للرهبانيّة، بل ورد عنه صلى الله عليه واله: "لا رهبانيّة في الإسلام"(11).
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه واله: "من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس منهم"(12).
بل إنّه صلى الله عليه واله قد حارب هذه الممارسة منذ أيام الدعوة الأولى وطيلة حياته ففي الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنّ ثلاث نسوة أتين رسول الله صلى الله عليه واله فقالت إحداهنّ: إنّ زوجي لا يأكل اللحم، وقالت الأخرى: إنّ زوجي لا يشمّ الطيب، وقالت الأخرى: إنّ زوجي لا يقرب النساء، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله يجرّ رداءه، حتّى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم ولا يشمّون الطيب ولا يأتون النساء؟! أما إنّي آكل اللحم وأشمّ الطيب وآتي النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي"(13).
2- الاختراع:
والاختراع هو أن يبتدع الإنسان من خلال عقله عبادة معينة لم ترد في الكتاب ولم ترد في السنّة المأثورة عن نبيّنا صلى الله عليه واله وأهل بيته، وهذا الاختراع ممّا نهى عنه أهل البيت عليهم السلام، ففي الرواية عن عبد الرحيم القصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جُعلت فداك إنّي اخترعت دعاء قال: "دعني من اختراعك إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله صلى الله عليه واله وصلّ ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه واله..."(14).
3- الهوى:
وهو ما تمنّيه النفس الخياليّة للإنسان من شهوات لتزيله عن مرتبة الإخلاص كالجاه وحبّ الدنيا وغيرها من الشهوات الزائلة، ومنها الكرامة بين الناس وقد روي عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: "... أمّا اتباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وطول الأمل يُنسي الآخرة"(15).
خلاصة الدرس
- على السالك إلى الله سبحانه وتعالى أن يحصر ما يودّ عمله أو الاعتقاد به بموارد لا يعتريها الشكّ، كما أنّ عليه الحذر من أمور أخرى، وحينها يكون قد نهل العلم من منابعه الأصيلة الّتي لا يعتريها كدر، ولا بدّ من أن يكون هذا الالتزام بالموارد المحدّدة والحذر من الأمور الأخرى.
- على صعيد العبادات والأوراد فينبغي التنبّه للصحيح منها وما ثبت شرعاً وما لم يثبت، وأن لا يقوم بكلّ عمل سمعه من هنا أو هناك .
- المنابع الأصيلة هي: القرآن الكريم الّذي شرحه الرسول صلى الله عليه واله وأهل البيت عليهم السلام، وتولّى العلماء تفسيره لنا .
- ما ينبغي الحذر منه: ما يخالف الشريعة، الاختراع، الهوى .
ميزان السلوك
من مواعظ الإمام الخميني قدس سره في كتاب "الأربعون حديثاً":
ومن إبداع الشيطان الموسوس في صدور الناس، الفريد من نوعه هو أنّه مع بيان عذب ومليح، وأعمال مغرية، قد يعلّق البعض بشحمة أذن فاتنة جميلة ويُسوِّغ هذه المعصية الكبيرة بل هذا الشرك لدى العرفاء، بأنّ القلب إذا كان متعلّقاً بشي ء واحد استطاع أن يقطع علاقاته بالآخرين بصورة أسرع فيركّز كلّ توجهه أوّلاً على الفتاة الجميلة بحجّة أنّ القلب ينصرف عن غيرها، وأنّه منتبه إلى شي ء واحد، ثمّ يقطع هذا الارتباط الوحيد ويركّز قلبه على الحقّ المتعالي.
وقد يدفع الشيطان بإنسان أبله نحو إنسانٍ أبله، بل شيطان قاطع للطريق ويلتجىء في تسويغ هذا الشرك الجليّ إلى أنّ هذا المرشد هو الإنسان الكامل وأنّه لا سبيل للإنسان في الوصول إلى مقام الغيب المطلق إلّا بوساطة الإنسان الكامل المتجسّد في المرآة الأحديّة للمرشد، ويلتحق كّل منهما حتّى نهاية عمرهما بعالم الجنّ والشياطين: حيث يفكّر المرشد في جمال معشوقه ومفاتنه، وهذا الإنسان البسيط بتركيز الانتباه على محيّا مرشده البائس المنكوس حتّى آخر حياته فلا تنسلخ العلقة الحيوانيّة عن هذا المرشد، ولا يبلغ الإنسان الأبله الأعمى منشودَه ومبتغاه.
ولا بدّ من معرفة أنّ المؤمن لمّا كان سيره في هذا العالم معتدلاً، وقلبه سويّاً، وتوجّهه نحو الله وصراطه مستقيماً، كان في ذلك العالم أيضاً صراطه مستقيماً وواضحاً، وجسمه معتدلاً وصورته وسيرته وظاهره وباطنه في صورة الإنسان وهيئته. وعند مقارنة قلب المشرك بقلب المؤمن نستطيع أن نفهم موقع قلب المشرك ومصيره، فحيث إنّ قلبه قد خرج عن الفطرة الإلهيّة، وانحرف عن النقطة المركزيّة للكمال، وعن بحبوحة النور والجمال، وابتعد عن التبعيّة للهادي المطلق والوليّ الكامل، وانشغل بأنّيته وأنانيّته بالدنيا وزخارفها، لم يُحشر المشرك في العوالم الأخرى في سيرة الإنسان وصورته المعتدلة، وإنّما يُحشر في صورة حيوان منكوس الرأس؛ لأنّ الهيئة والصورة في ذلك العالم تتبع القلوب، وأنّ الظاهر هناك ظلّ لباطن الإنسان هنا، وأنّ القشر انعكاس للبّ...
فالقلوب الّتي أعرضت عن الحقّ والحقيقة، وخرجت عن فطرتها المستقيمة وأقبلت على الدنيا، ألقت بظلالها على ذلك العالم حيث يخرج أصحابها هناك من الاعتدال ويكونون منكوسين، ومتّجهين نحو عالم الطبيعة والدنيا الّتي تعتبر أسفل السافلين. فمن المحتمل أن يمشي بعض مكباً على وجهه وتكون ساقه نحو الأعلى ويمشي بعض على بطنه، وبعض على يديه ورجليه، كما كان اتجاهه في هذا العالم ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم﴾(16)فمن الممكن أنّ هذا الاستعمال المجازي في هذا العالم المجازي، يتحوّل إلى واقعيّة وحقيقة في عالم الحقائق والظهور للروحانيّات والغيبيّات.
لقد فَسّرت الأحاديث الشريفة: ﴿صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم﴾ المذكور في نهاية هذه الآية المباركة بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة المعصومين:
عن الكافي بإسناده عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: "قُلْتُ: ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم﴾؟ قالَ: إنَّ َ الله ضَرَبَ مَثَلاً، من حَادَ عَنْ وِلاَيَةِ عَلِيّ ٍ عليه السلام كَمَنْ يَمْشي عَلى وَجْهِهِ لا يَهْتَدِي لأَمْرِهِ، وَجَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ سَوِيّاً عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ أميرُ الْمُؤْمِنين".
المصادر:
1- النساء: 79
2- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج3، ص2108
3- م. ن، ج3، ص2102
4- نهج البلاغة، ج3، ص41
5- الحشر: 7
6- وسائل الشيعة، الحر العاملي، (آل البيت)، ج27، ص34
7- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج2، ص92
8- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج3، ص2103
9- مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج8، ص576
10- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج2، ص92
11- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج1، ص206
12- وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج61، ص337
13- الكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص496
14- الكافي، ج3، ص476
15- منية المريد، الشهيد الثاني، ص146
16- الملك: 22
source : .www.rasekhoon.net