عربي
Saturday 2nd of November 2024
0
نفر 0

باب الاعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج عليهم السلام

الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أفضل من الملائكة
§         الملائكة روحانيون معصومون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يأكلون ولا يشربون ولا يألمون ولا يسقمون ولا يشيبون ولا يهرمون طعامهم وشرابهم التسبيح والتقديس وعيشهم من نسيم العرش وتلذذهم بأنواع العلوم خلقهم الله أنوارا وأرواحا كما شاء وأراد وكل صنف منهم يحفظ مما خلق الله
- الاعتقادات - الشيخ المفيد  ص 89، 91 :

قال الشيخ رحمه الله: اعتقادنا في الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أنهم أفضل من الملائكة.

وقول الملائكة لله عز وجل لما قال لهم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} هو التمني فيها لمنزلة آدم عليه السلام، ولم يتمنوا إلا منزلة فوق منزلتهم، والعلم يوجب فضله.

قال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} فهذا كله يوجب تفضيل آدم على الملائكة، وهو نبي لهم، بقول الله تعالى: {أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ}.

ولما ثبت تفضيل آدم على الملائكة أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، لقوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}. ولم يأمرهم الله بالسجود إلا لمن هو أفضل منهم، وكان سجودهم لله تعالى عبودية وطاعة لآدم إكراما لما أودع الله صلبه من النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: "أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ومن جميع الملائكة المقربين، ومن حملة العرش وأنا خير البرية، وأنا سيد ولد آدم".

وأما قوله تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} فليس ذلك بموجب لتفضيلهم على عيسى. وإنما قال تعالى ذلك، لأن الناس منهم من كان يعتقد الربوبية لعيسى ويتعبد له وهم صنف من النصارى، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصابئون وغيرهم، فقال الله عز وجل لن يستنكف المسيح والمعبودون دوني أن يكونوا عبادا لي.

والملائكة روحانيون، معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون. لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يألمون، ولا يسقمون، ولا يشيبون، ولا يهرمون. طعامهم وشرابهم التسبيح والتقديس، وعيشهم من نسيم العرش، وتلذذهم بأنواع العلوم. خلقهم الله أنوارا وأرواحا كما شاء وأراد، وكل صنف منهم يحفظ مما خلق الله تعالى.

وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم، لأن الحال التي يصيرون إليها أفضل من حال الملائكة. والله أعلم وأحكم.


source : http://aqaedalshia.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

البَضْعة الزكيّة
محبة الرسول واله صلى الله عليه وآله
سؤال القبرفي کلام امير المؤمنين
إبراهيم عليه السلام أول الموحدين
مما يهوِّن هول المحشر
مفهوم الإنتظار
نظرة متطورة الى الاقتصاد عند الطهطاوي
ما يصح السجود عليه
من التراث الفقهي للإمام الباقر(عليه السلام)
عشيرة سال سائل بعذاب واقع

 
user comment