روي أن إبراهيم (عليه السلام)كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز المرجل من خوف الله تعالى في صدره و كان سيدنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)كذلك و كان أمير المؤمنين إذا قال وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ يتغير وجهه و يصفر لونه فيعرف ذلك في وجهه من خيفة الله تعالى و أعتق ألف مملوك من كد يمينه .
و كان يغرس النخل و يبيعها و يشتري بثمنها العبيد و يعتقهم و يعطيهم مع ذلك ما يغنيهم عن الناس و أخبره بعض عبيده أنه قد نبع في بستانه عين فينبع الماء منها مثل عنق البعير فقال بشر الوارث بشر الوارث بشر الوارث ثم أحضر شهودا فأشهدهم أنه أوقفها في سبيل الله حتى يرث الله الأرض و من عليها و قال إنما فعلت ذلك ليصرف الله عن وجهي النار و أعطى معاوية للحسن (عليه السلام)فيها مائتي ألف دينار فقال ما كنت لأبيع شيئا أوقفه أبي في سبيل الله و ما عرض له أمران إلا عمل بأشدهما طاعة و كان إذا سجد سجدة الشكر غشي عليه من خشية الله تعالى و كانت فاطمة (عليها السلام)تنهج في صلاتها من خوف الله تعالى. و كان علي بن الحسين (عليه السلام)يتغير وجهه في صلاته من الله تعالى .
و قال لقمان (عليه السلام)لابنه يا بني خف الله خوفا لو أتيته بعمل الثقلين خفت أن يعذبك و ارجه رجاء لو أتيته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر لك .
و قال علي بن الحسين (عليه السلام)ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظا من نفسك و ما كان الخوف شعارك و الحزن دثارك ابن آدم إنك ميت و محاسب فأعد الجواب و أوحى الله تعالى إلى موسى يا موسى خفني في سرائرك أحفظك في عوراتك و اذكرني في سرائرك و خلواتك و عند سرور لذاتك أذكرك عند غفلاتك و املك غضبك عمن ملكتك أمره أكف غضبي عنك و اكتم مكنون سري و أظهر في علانيتك المداراة عني لعدوك و عدوي .
و قال الصادق (عليه السلام)ما الدنيا إلا بمنزلة الميتة إذا اضطرت إليها أكلت منها يا حفص إن الله تعالى علم ما العباد عاملون و إلى ما هم صائرون فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة بعلمه السابق فيهم و إنما يعجل من يخاف الفوت فلا يغرنك تأخير العقوبة ثم تلا قوله تعالى( تِلْكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(1) و جعل يبكي و يقول ذهبت الأماني عند هذه الآية ثم قال فاز و الله الأبرار و خسر الأشرار أ تدري من هم الذين خافوه و اتقوه و تقربوا إليه بالأعمال الصالحة و خشوه في سرائرهم و علانياتهم كفى بخشية الله علما و كفى بالاغترار به جهلا يا حفص من تعلم و عمل كتب في الملكوت عظيما إن أعلم الناس بالله أخوفهم منه و أخشاهم له و أزهدهم في الدنيا فقال له رجل يا ابن رسول الله أوصني فقال اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش قال الصادق (عليه السلام) :
بينما رسول الله ذات يوم قاعدا إذ نزل جبرائيل كئيبا حزينا فقال له رسول الله يا أخي جبرائيل ما لي أراك كئيبا حزينا فقال و كيف لا أكون كذلك و قد وضعت منافيخ جهنم اليوم فقال و ما منافيخ جهنم فقال إن الله أمر بالنار فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ظلمات بعضها فوق بعض و لو أن حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الجبال لذابت من حرها و لو أن قطرة من الزقوم و الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها فبكى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و بكى جبرائيل فأوحى الله إليهما قد أمنتكما من أن تذنبا ذنبا تستحقان به النار و لكن هكذا كونوا و أما ما جاء من الخوف و الخشية في القرآن فكثير مثل قوله تعالى : (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)(2)و قال (وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)(3)
و قال في مدح قوم يخافون ربهم من فوقهم و قال وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قال وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى و قال إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و الخشية ثمرة العلم و لا علم لمن لا خشية له و الخشية سراج النفس به تهتدي من ظلمتها و ليس الخوف من يبكي و يمسح دموعه و إنما ذلك خوف كاذب و إنما الخائف من يترك الأمر الذي يعذب عليه و لو خاف الرجل النار كما يخاف الفقر لأمن منها و إن المؤمن لا يطمئن قلبه و لا تسكن روعته حتى يترك جسر جهنم وراءه و يستقبل باب الجنة و لا يسكن الخوف اليوم إلا قلب من يأمن غدا و كذلك قال الله تعالى و عزتي و جلالي لا أجمع لعبدي بين خوفين و أمنين إذا خافني في الدنيا أمنته في الآخرة و إذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة الخوف توقع العقوبة في كل ساعة و ما فارق الخوف إلا قلبا خرابا و دوام المراقبة لله في السر و العلانية يهيج الخوف في القلب و من علاماته قصر الأمل و شدة العمل و الورع .
و قال رجل لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قول الله تعالى :( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)(4) يعني بذلك الرجل الذي يزني و يسرق و يشرب الخمر و هو خائف قال لا و لكن الرجل الذي يصلي و يصوم و يتصدق و هو مع ذلك يخاف أن لا يقبل منه و متى سكن الخوف القلب أحرق منه موضع الشهوات و طرد عنه رغبة الدنيا و أظهر آثار الحزن على الوجه .
عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه فليقطع رجاءه من الناس و ليصله به فإذا علم ذلك منه لم يسأله شيئا إلا أعطاه و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال جبرائيل قال الله تعالى عبدي إذا عرفتني و عبدتني و رجوتني و لم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك و لو استقبلتني بملإ الأرض خطايا و ذنوبا أستقبلك بملئها مغفرة و عفوا و أغفر لك و لا أبالي و قال رسول الله يقول الله عز و جل أخرجوا من النار من كان في قلبه مقدار حبة من خردل إيمانا ثم يقول و عزتي و جلالي لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار مع من لم يؤمن بي و حقيقة الرجاء انبساط الأمل في رحمة الله و حسن الظن به و اعلم أن علامة الراجي حسن الطاعة لأن الرجاء ثلاث مراتب رجل عمل الحسنة فيرجو قبولها و رجل عمل السيئة فيرجو غفرانها و رجل كذاب مغرور يعمل المعاصي و يتمنى المغفرة مع الإصرار و التهاون بالذنوب .
و قال رجل للصادق (عليه السلام)إن قوما من شيعتكم يعملون بالمعاصي و يقولون نرجو فقال كذبوا ليسوا من شيعتنا كل من رجا شيئا عمل له فو الله ما من شيعتنا منكم إلا من اتقى الله و قال إن قوما استقبلوا عليا فسلموا عليه و قالوا نحن شيعتكم يا أمير المؤمنين فقال ما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة قالوا و ما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين فقال صفر الوجوه من السهر عمش العيون من البكاء خمص البطون ذبل الشفاه حدب الظهور من القيام عليهم عبر الخاشعين و قال رجل يا ابن رسول الله إني ألم بالمعاصي و أرجو العفو مع ذلك فقال له يا هذا اتق الله و اعمل بطاعته و ارج مع ذلك القبول فإن أحسن الناس بالله ظنا و أعظمهم رجاء أعملهم بطاعته و لقد كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و أمير المؤمنين (عليه السلام)أحسن الناس بالله ظنا و أبسطهم له رجاء و كان أعظم الناس منه خوفا و أشدهم له هيبة و منه رهبة (صلی الله عليه وآله وسلم)و كذا سائر الأنبياء لم يكن في زمان كل واحد منهم أحد أحسن منه رجاء و لا أشد منه خوفا.
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)لأصحابه و إن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله و يحسن ظنكم به فاجمعوا بينهما فإنما يكون حسن ظن العبد بربه على قدر خوفه منه و إن أحسن الناس بالله ظنا أشدهم خوفا منه فدعوا الأماني منكم و جدوا و اجتهدوا و أدوا إلى الله حقه و إلى خلقه فما صنع أحد حقه إلا كان براءة من النار و ليس لأحد على الله حجة و لا بين أحد و بين الله قرابة فما ضرب الله تعالى مثل آدم في أنه عصى بأكل حبة إلا عبرة لكم و تذكرة و لقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام)يقول في تسبيحه سبحان من جعل خطيئة آدم عبرة لأولاده أراد بها أن أباكم آدم الذي هو أصلكم قد اصطفاه و جعله أبا الأنبياء سماه عاصيا و أهبطه من الجنة إلى الأرض و طفق هو و أمكم حواء يخصفان عليهما من ورق الجنة لأجل أكل حبة واحدة فكيف بكم و أنتم تأكلون البيادر كلها هذا هو الطمع العظيم في جنب الله و ينبغي أن يكون الرجاء و الخوف كجناحي طائر في قلب المؤمن إذا استويا حصل الطيران و إذا حصل أحدهما دون الآخر فقد انكسر أحد الجناحين و حصل النقص في القلب و في العمل و ينبغي للعبد أن يبسط رجاه في الله تعالى و يحدث في نفسه أن يعاين من عفوه و رحمته و كرمه عند لقائه ما لم يكن في حسابه و لا شك أن العاقل يرى نفسه مقصرا و ليس له وثوق بقبول عمله يعتمد أحسن الظن بالله و الرجاء لعفوه و حلمه و كرمه و الرغبة إليه و التضرع بين يديه و الابتهال كما قال (صلی الله عليه وآله وسلم)إلهي ذنوبي تخوفني منك و جودك يبشرني عنك فأخرجني بالخوف من الخطايا حتى أكون غدا في القيامة عتيق كرمك كما كنت في الدنيا ربيب نعمك و ليس ما تبذله غدا من النجاة بأعظم مما قد منحته من الرجاء و متى خاب في فنائك آمل أم متى انصرف بالرد عنك سائل إلهي ما دعاك من لم تجبه لأنك قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و أنت لا تخلف الميعاد فصل على محمد و آل محمد و استجب دعائي و لا تقطع رجائي برحمتك يا أرحم الراحمين .
و روي أن سبب نزول قوله تعالى نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)مر بقوم يضحكون فقال أ تضحكون فلو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم طويلا فنزل جبرائيل و قال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ .
و قالت أم سلمة سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول إن الله تعالى ليعجب من يأس العبد من رحمته و قنوطه من عفوه مع عظيم سعة رحمته و روي أن علي بن الحسين (عليه السلام)مر بالزهوي و هو يضحك قد خولط فقال ما باله فقالوا هذا لحقه من قتل النفس فقال و الله لقنوطه من رحمة الله أشد عليه من قتله و ينبغي أن يعتمد العبد على حسن الظن بالله تعالى فإنه وسيلة عظيمة فإن الله يقول أنا عند حسن ظن عبدي و رأى بعضهم في المنام صاحبا له على أحسن حال فقال بأي شيء نلت هذا فقال بحسن ظني بربي و ما ينال أحد خير الدنيا و الآخرة إلا بحسن الظن بالله تعالى.
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)الثقة بالله و حسن الظن به حصن لا يتحصن به إلا كل مؤمن و التوكل عليه نجاة من كل سوء و حرز من كل عدو .
و قال الصادق (عليه السلام)و الله ما أعطي مؤمن خير الدنيا و الآخرة إلا بحسن الظن بالله و رجائه له و حسن خلقه و الكف عن أعراض الناس فإن الله تعالى لا يعذب عبدا بعد التوبة و الاستغفار إلا بسوء ظنه و تقصيره في رجائه و سوء خلقه و اغتيابه للمؤمنين و ليس يحسن ظن عبد بربه إلا كان عند ظن عبده به لأن الله تعالى يستحي أن يخلف ظن عبده به و رجائه فأحسنوا الظن بالله و ارغبوا فيما عند الله فإنه سبحانه يقول: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)(5) .
و رأى بعضهم صاحبا له في المنام فقال له ما فعل الله بك فقال غفر لي و محا ذنوبي كلها بحسن ظني به و روي أن الله سبحانه يقول أنا عند حسن ظن عبدي بي فلا يظن بي إلا خيرا و كان بعضهم كثيرا يسأل الله العصمة فرأى في منامه كلكم يسألني العصمة فإذا عصمتكم جميعا من الذنوب لمن يشمل عفوي و نعم رحمتي و أوحى الله إلى داود (عليه السلام)قل لعبادي لم أخلقكم لأربح عليكم و لكن لتربحوا علي صدق الله العظيم و دليل ذلك أنه جعل الحسنة بعشر و زاد لمن يشاء بسبعمائة ضعف لقوله تعالى :
(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(6)و جعل السيئة سيئة واحدة و الاهتمام بالحسنة حسنة و إن لم يفعلها و لا شيء في الاهتمام بالسيئة إن لم يفعلها و جعل التوبة من الذنب حسنة و إنه تعالى يحب التوابين فدل ذلك على أنه خلقنا ليربحنا عليه في معاملته .
و روي عن الحسن العسكري (عليه السلام)أن أبا دلف تصدق بنخلة تمر ثم أعطاه الله بكل تمرة منها قرية و كان فيها ثلاثة آلاف تمرة و ستون تمرة فأعطاه الله تعالى بها ثلاثة آلاف قرية و ستون .
و روي أن امرأة في زمان داود (عليه السلام)خرجت من دارها و معها ثلاثة أرغفة و ثلاثة أرطال شعيرا فسألها فقير فأعطته الثلاثة الأرغفة و قالت أطحن الشعير و آكل منه و هو في شيء على رأسها فهبت ريح عاصفة فأخذتها من رأسها فوحشت لذلك و ضاق صدرها فأتت داود (عليه السلام)و شكت إليه فقال لها امضي إلى ابني سليمان فاحكي له ذلك فمضت إليه فأعطاها ألف درهم فرجعت إلى داود فأخبرته فقال رديها عليه و قولي له ما أريد إلا أن تخبرني لم أخذت الريح شعيري فقال لها سليمان يا امرأة قد أعطيناك ألف درهم فقالت ما آخذها فأعطاها ألف أخرى فرجعت إلى داود (عليه السلام)فأخبرته فقال لها رديها و قولي له لم آخذ شيئا بل أسأل الله أن يحضرلك الموكل بالريح لم أخذت شعيري أ عن إذن الله تعالى فسأل الله تعالى فأحضره و سأله عن شعيرها فقال بإذن الله تعالى أخذناه فإن تاجرا كان معه مراكب كثيرة و قد نفد زاده و نذر أنه إن أكل من زاد أحد كان له ثلث أموال المراكب و قد أعطيناه الشعير فأكله و وجب عليه الوفاء بالنذر فأحضره سليمان فسأله فأقر له بذلك و سأله إحضار صاحبة الشعير فقال التاجر للمرأة قد حصل لك من ثلث المراكب فحقك ثلاثمائة ألف دينار و ستون ألف دينار و أقبضها المال فقال داود يا بني من أراد المعاملة الرابحة فليعامل هذا الرب الكريم و من هاهنا جاء الحديث إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة فسبحان الله ما أربح معاملته و ما أنجح مرابحته .
المصادر :
1- القصص : 83
2- آل عمران :175
3- النحل 51
4- المؤمنون :60
5- الفتح :6
6- البقرة :
source : rasekhoon