ربيع تبتل ومنهاج تزكية
ان شهر رمضان هو ربيع الدعاء والتبتل والتزكية، والتوجه الى الخالق.. ولكن لمن يستغل هذا الربيع. فالبعض من الناس يزدادون بعداً عن الله في شهر رمضان، لانهم لم يتوجهوا الى تلاوة القرآن الكريم وقراءة الأدعية، فغلبت عليهم شقوتهم.
وهذا يعني ان الانسان من الممكن له ان يتخذ من شهر رمضان أو اية مناسبة روحية اخرى، معراجاً الى الله سبحانه وتعالى، فتحدث عنده هذه المناسبة حالة نفسية متسامية يتخلص من خلالها من الصفات السلبية كالاختلاف مع اخوته، وطغيان الشهوات عليه، واليأس من روح الله، والتكاسل عن العمل.. فالفرصة انما تكون لمن يغتنمها.
ان شهر رمضان المبارك يجب ان نتخذ منه وسيلة لاصلاح انفسنا وتزكيتها، ورفع الحجب التي تحول دون فهمنا للحياة. ولاشك ان للقراءة المعمقة للقران الكريم وللأدعية الشريفة الدور الأكبر في ذلك.
فلنكثر من اعمالنا الصالحة، لان الاعمال مهما كانت كبيرة تعد قليلة بالنسبة الى المسؤوليات الضخمة الملقاة على عاتق الانسان. والانبياء والصالحون والزهاد كان ديدنهم استصغار اعمالهم، وعدم الاغترار بها، فكيف بنا نحن واعمالنا - على قلتها - مشوبة بالنوايا الدنيوية ؟
فلنخلص نياتنا، ولننتفع بهذا الشهر الفضيل في جميع قضايانا، وخصوصاً القضايا السياسية. فعندما يقف أحدنا ثائراً أمام حاكم جائر قربة الى الله تعالى، فلا شك ان ثوابه سيكون عظيماً، لان نيته كانت خالصة لوجه الله الكريم؛ ففي بعض الاحيان يثأر الانسان انتقاماً لكرامته، وثأراً لشخصيته.. ولكنه في هذه الحالة سوف لايحصل على الثواب العظيم الجزيل الذي يكون من نصيبه فيما اذا قاوم الطاغوت تقرباً الى الله جلت قدرته.
source : sibtayn