جئت لاسأل عن أربعة أحرف فإن خبرت بها أسلمت، فقالوا له: انتظر قليلا، وأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) من بعض أبواب المسجد، فقالوا له: عليك بالفتى، فقام إليه، فلما دنا منه قال له: أنت علي بن أبي طالب؟ فقال له علي: أنت فلان بن فلان بن داود؟ قال: نعم، فأخذ علي يده وجاء به إلى أبي بكر، فقال له اليهودي: إني سألت هؤلاء عن أربعة أحرف فأرشدوني إليك لاسألك، قال: اسأل.
قال: ما أول حرف كلم الله به نبيكم لما أسري به ورجع من عند ربه؟ وخبرني عن الملك الذي زحم نبيكم(1) ولم يسلم عليه، وخبرني عن الاربعة الذين كشف عنهم مالك طبقا من النار وكلموا نبيكم؟ وخبرني عن منبر نبيكم أي موضع هو من الجنة؟ قال علي(عليه السلام) أول ما كلم الله به نبينا(عليه السلام) قول الله تعالى " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه "(2)، قال: ليس هذا أردت، قال: فقول رسول الله " والمؤمنون كل آمن بالله " قال: ليس هذا أردت، قال: اترك الامر مستورا، قال: لتخبرني أولست أنت هو، فقال: أما إذ أبيت فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما رجع من عند ربه والحجب ترفع له قبل أن يصير إلى موضع جبرئيل ناداه ملك: أحمد، قال: إن الله يقرء عليك السلام ويقول لك: أقرأ على السيد الولي منا السلام، فقال رسول الله: من السيد الولي؟ فقال الملك: علي بن أبي طالب، قال اليهودي: صدقت والله إنى لاجد ذلك في كتاب أبي.
فقال علي(عليه السلام): أما الملك الذي زحم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فملك الموت جاء به من عند جبار من أهل الدينا قد تكلم بكلام عظيم فغضب الله، فزحم رسول الله ولم يعرفه، فقال جبرئيل: يا ملك الموت هذا رسول الله أحمد حبيب الله(صلى الله عليه وآله)، فرجع إليه فلصق به واعتذر، وقال: يا رسول الله إني أتيت ملكا جبارا قد تكلم بكلام عظيم فغضبت ولم أعرفك، فعذره.
___________________________________
(1) زحمه زحما وزحاما: ضايقه ودافعه.
(2) البقرة: 285.
(*)
وأما الاربعة الذين كشف عنهم مالك طبقا من النار فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مر بمالك ولم يضحك منذ خلق قط، فقال له جبرئيل: يا مالك هذا نبى الرحمة محمد فتبسم في وجهه ولم يتبسم لاحد غيره، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): مره أن يكشف طبقا من النار، فكشف فإذا قابيل ونمرود وفرعون وهامان، فقالوا: يا محمد اسأل ربك أن يردنا إلى دار الدنيا حتى نعمل صالحا، فغضب جبرئيل فقال بريشة(1) من ريش جناحه فرد عليهم طبق النار.
وأما منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإن مسكن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جنة عدن وهى نة خلقها الله بيده ومعه فيها اثنا عشر وصيا، وفوقها قبة يقال لها: قبة الرضوان، وفوق قبة الرضوان منزل يقال له: الوسيلة، وليس في الجنة منزل يشبهه وهو منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال اليهودي صدقت والله إنه لفي كتاب أبي داود يتوارثونه واحد بعد واحد حتى صار إلي ثم أخرج كتابا فيه ما ذكره مسطورا بخط داود، ثم قال: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنه الذي بشر به موسي(عليه السلام)، و أشهد أنك عالم هذه الامة ووصي رسول الله، قال: فعلمه أمير المؤمنين شرايع الدين ".
فتأملوا يا معشر الشيعة - رحمكم الله - ما نطق به كتاب الله عزوجل وما جاء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعن امير المؤمنين والائمة(عليهم السلام) واحد بعد واحد في ذكر الائمة الاثني عشر وفضلهم وعدتهم من طرق رجال الشيعة الموثقين عند الائمة، فانظروا إلى اتصال ذلك ووروده متواترا، فإن تأمل ذلك يجلو القلوب من العمى وينفى الشك ويزيل الارتياب عمن أراد الله به الخير ووفقه لسلوك طريق الحق، ولم يجعل لابليس على نفسه سبيلا بالاصغاء إلى زخارف المموهين وفتنة المفتونين، وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الائمة(عليهم السلام) خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الاصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث
___________________________________
(1) أى أشار، وفى معنى القول توسع.
(*)
أهل البيت(عليهم السلام) وأقدمها لان جميع ما اشتمل عليه هذاالاصل إنماهوعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام) والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين(عليه السلام) وسمع منهما، وهو من الاصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها، وإنما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب وغيره من وصف رسول الله(صلى الله عليه وآله) الائمة الاثنى عشر ودلالته عليهم وتكريره ذكر عدتهم، وقوله " إن الائمة من ولد الحسين تسعة تاسعهم قائمهم ظاهرهم باطنهم وهو أفضلهم " وفى ذلك قطع لكل عذر، وزوال لكل شبهة، ودفع لدعوى كل مبطل، وزخرف كل مبتدع، وضلالة كل مموه ; ودليل واضح على صحة أمر هذه العدة من الائمة لايتهيأ لاحد من أهل الدعاوي الباطلة - المنتمين إلى الشيعة وهم منهم براء - أن يأتوا على صحة دعاويهم وآرائهم بمثله، ولا يجدونه في شئ من كتب الاصول التي ترجع إليها الشيعة ولا في الروايات الصحيحة، والحمد لله رب العالمين.
(فصل) في ما روى أن الائمة اثنا عشر من طريق العامة وما يدل عليه من القرآن والتوراة(1) ثم إنا وجدنا أصحاب الحديث من العامة بعد هذا قد رووا في كتبها من طرق شتى ذكر الاثنى عشر إماما، أوردناها في هذا الباب على حسب ما انتهى إلينا منه زيادة في تأكيد الحجة على المخالفين والشاكين، على أنا لا نعول إلا على رواية الخاصة، ولعل كل ما تضمن هذا [الباب من] الكتاب أن يطرق سمع بعض الناس ممن له عقل وتمييز فيعرف الحق ويعمل به.
ومن ذلك:
31 - ما رواه محمد بن عثمان بن علان الدهني البغدادي بدمشق، قال: حدثنا
___________________________________
(1) العنوان ليس في النسخ انما أضفناه تسهيلا للباحثين.
(*)
أبوبكر بن أبى خيثمة(1) قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا زهير بن معاوية(2)، عن زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني(3)، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: " يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، قال: فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا له: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج ".
32 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا ابن أبي خيثمة، قال: حدثني علي ابن الجعد، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن زياد بن علاقة ; وسماك بن حرب ; و حصين بن عبدالرحمن(4) كلهم عن جابر بن سمرة أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: " يكون بعدي اثنا عشر خليفة " ثم تكلم بشئ لم أفهمه فقال بعضهم: سألت القوم فقالوا: قال: " كلهم من قريش ".
33 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد(5) قال: حدثنا عبيدالله بن عمر
___________________________________
(1) هو أبوبكر بن زهير بن حرب، روى النسائى عنه، عن أبيه زهير، والظاهر أن اسمه أحمد لكن لم نعثرعلى عنوانه بهذاالاسم في التراجم.
(2) على بن الجعد بن عبيد الجوهرى البغدادى صدوق عند النسائى، وموثق عند الجوزجانى، وثقة عند ابن معين.
ولد سنة 136 ومات سنة 230.
وزهير بن معاوية بن خديج أبوخيثمة الكوفى أحد الاعلام الحفاظ كما في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، وثقة ثبت كما في التقريب مات سنة 173.وزياد بن خيثمة الجعفى قال في التقريب هو كوفى ثقة.
(3) الاسود بن سعيد الهمدانى الكوفى قال ابن حجر ثقة ثبت.
وجابر بن سمرة - بفتح السين المهملة وضم الميم - ابن جنادة السوائى - بضم المهملة - صحابى ابن صحابى، نزل الكوفة ومات بها، قال الذهبى في الكاشف: مات سنة 72.
(4) زياد بن علاقة الثعلبى يكنى أبا مالك كوفى، مات سنة 125، وثقه ابن معين.وسماك بن حرب بن أوس أبوالمغيرة الكوفى أحد الاعلام التابعين، وثقه أبوحاتم وابن معين كما في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال.وحصين بن عبدالرحمن هو أبوالهذيل السلمى الكوفى ابن عم منصور بن المعتمر، وثقه جل أرباب الجرح والتعديل.
(5) الظاهر كونه ابن أبى خيثمة المتقدم ذكره.يروى عن عبيدالله بن عمر القواريرى أبى سعيد البصرى الذى وثقه ابن معين وتوفى في ذى الحجة سنة 235 كمافى التذهيب والكاشف.وفى بعض النسخ " عبدالله بن عمر " وكأنه تصحيف.
قال: حدثنا سليمان الاعمش، قال: حدثنا ابن عون(1)، عن الشعبى، عن جابر ابن سمرة قال: ذكر أن النبى(صلى الله عليه وآله) قال: " لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثنى عشر خليفة - فجعل الناس يقومون ويقعدون - وتكلم بكلمة لم أفهمها، فقلت لابي أو أخر: أي شئ قال؟ قال: فقال: " كلهم من قريش ".
34 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن أبى خيثمة، قال: حدثنى يحيى بن معين، قال: حدثنا عبدالله بن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد(2)، عن
___________________________________
(1) يعنى به عبدالله بن عون الخزازا لبصرى - يكنى بابى عون أيضا - أحد الاعلام، كما في التذهيب وقال: قال ابن مهدى: ما أحد أعلم بالسنة بالعراق من ابن عون، وقال روح ابن عبادة: ما رأيت أعبد منه، توفى سنة 151، روى عنه سليمان بن مهران الاعمش وهو ثقة ثبت كما قاله العجلى، وحافظ عارف بالقراءة ورع، كما قاله ابن حجر.وما في النسخ من " سليمان بن أحمر " أو " سليمان بن أحمد " فمن تصحيف النساخ.وأما الشعبى فهو عامر بن شراحيل الحميرى أبوعمرو الكوفى الامام العلم، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه وقال في التقريب: أبوعمرو ثقة مشهور فقيه.مات بعد المائة وله نحو من ثمانين.
(2) يحيى بن معين أبوزكريا البغدادى عنونه الخزرجى الانصارى في التذهيب وقال: هو الحافظ الامام العلم، وعنونه ابن حجر في التقريب وقال: امام الجرح والتعديل، مات بالمدينة 233.
وعبدالله بن صالح أبوصالح المصرى هو كاتب الليث بن سعد، قال أبوحاتم: سمعت أبا الاسود نضر بن عبدالجبار وسعيد بن عفير يثنيان على عبدالله كاتب الليث، وقال أيضا: سمعت عبدالملك بن شعيب بن الليث يقول: ابوصالح ثقة مأمون.
والليث بن سعد بن عبدالرحمن الفهمى مولاهم الامام هو عالم مصر وفقيهها ورئيسها، قال ابن بكير هو أفقه من مالك، ووثقه يحيى بن معين وغيره، يروى عن خالد بن يزيد الجمحى أبى عبدالرحيم وهو فقيه عالم ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبوزرعة والنسائى: ثقة، توفى سنة 139 كما في تهذيب التهذيب.
(*)
خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال، عن ربيعة بن سيف(1)، قال، كنا عند شفي الاصبحي(2) قال: سمعت: عبدالله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " يكون خلفى اثنا عشر خليفة ".
35 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا عفان ; ويحيى ابن إسحاق السالحينى(3) قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا عبدالله بن عثمان عن أبى الطفيل(4) قال: قال لي عبدالله بن عمرو: يا أبا الطفيل اعدد اثنى عشر من بني كعب بن لؤي ثم يكون النقف والنقاف ".(5)
___________________________________
(1) سعيد بن أبى هلال الليثى أبوالعلاء المصرى نزيل المدينة وقيل: كان مدنى الاصل الصدوق، وقال في التهذيب والتذهيب: موثق.
وربيعة بن سيف بن ماتع المعافرى الاسكندرانى قال ابن حجر: صدوق، وقال النسائى: ليس به بأس.
(2) شفى بن مانع الاصبحى يكنى أبا عثمان أو أبا سهل قال العجلى: تابعى ثقة، كما في التهذيب، يروى عن عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل الذى قيل فيه: أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء.
وما في النسخ من " سيف الاصبحى " فهو من تصحيف النساخ، وابنه عمران بن شفى الاصبحى الكوفى كان من أصحاب الصادق عليه السلام، روى عنه على بن الحسن الطاطرى كما في فهرست النجاشى.
(3) عفان هو ابن مسلم بن عبدالله أبوعثمان البصرى كما قال العجلى، ثقة ثبت، ويحيى بن اسحاق السالحينى أو السيلحينى كما في التقريب في ضبطه يكنى أبا زكريا فهو شيخ صالح ثقة صدوق كما نقل عن أحمد بن حنبل، يروى عن حماد بن سلمة بن دينار وهو الذى يعد من الابدال، وثقه ابن معين وأجمع أهل العلم على عدالته وأمانته.
(4) عبدالله بن عثمان بن خيثم أبوعثمان المكى حليف بنى زهرة قال ابن معين: ثقة حجة، وقال ابن سعد: توفى في آخر خلافة أبى العباس، أو أول خلافة أبى جعفر المنصور، وكان ثقة، يروى عن أبى الطفيل عامر بن واثلة المتقدم ذكره في الباب الاول وذكرنا أنه مقبول الرواية، يروى عن عبدالله بن عمرو بن العاص الذى تقدمت ترجمته.
(5) روى الخطيب هذا الخبر في التاريخ ج 6 ص 263 باسناده عن عبدالله بن عثمان ابن خيثم عن أبى الطفيل، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبى صلى الله عليه وآله هكذا " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله " اذا ملك اثنا عشر من بنى كعب بن لؤى كان النقف والنقاف ".وفى مجمع الزوائد ج 5 ص 190 نحوه وقال: رواه الطبرانى في الاوسط.وفى النهاية الاثيرية " في حديث عبدالله بن عمرو " أعدد اثنى عشر من بنى كعب بن لؤى ثم يكون النقف والنقاف " أى القتل والقتال، والنقف: هشم الرأس، أى تهيج الفتن والحروب بعدهم ".
36 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا المقدمي(1) عن عاصم بن عمر بن علي ابن مقدام قال: حدثنا أبى، عن فطر بن خليفة، عن أبى خالد الوالبى(2)، قال: حدثنا جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " لا يزال هذا الامر ظاهرا، لا يضره من ناواه حتى يكون اثناعشر خليفة كلهم من قريش ".
37 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عيسى بن يونس(3)، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبى(4)، عن مسروق قال:
___________________________________
(1) يعنى بالمقدمى محمد بن أبى بكر بن على بن عطاء بن مقدم، أبا عبدالله البصرى، وثقة أبوزرعة ويحيى بن معين، ويروى كثيرا عن عمه عمر بن على المقدمى، فما في السند " عن عاصم بن عمر " كأنه يروى عن ابن عمه عاصم بن عمر عن عمه، كما في بعض النسخ " عن المقدمى، عن عاصم بن عمر، عن عمر بن على بن مقدام " وفى نقل الشيخ عن المؤلف في كتاب الغيبة " عن المقدمى قال: حدثنى عاصم بن على بن مقدام أبويونس ".
وبالجملة عمر بن على بن مقدام الثقفى المقدمى كما قال الجزرى في التذهيب: هو أبوحفص البصرى قال ابن سعد: ثقة يدلس، وقال عفان: لم اكن أقبل منه حتى يقول: " حدثنا " وقال ابنه عاصم: مات أبى سنة 190.وفى بعض النسخ " عن على بن مقدام أبويونس " وفى بعضها " أبوقريش " وذلك كما ترى.
(2) فطر بن خليفة القرشى أبوبكر الحناط الكوفى عنونه ابن حجر في التهذيب وقال: قال العجلى: كوفى ثقة حسن الحديث وكان فيه تشيع قليل، وقال أبوحاتم: صالح الحديث.وأبوخالد الوابلى كوفى اسمه هرمز، ويقال: هرم، قال أبوحاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وابن سعد في الطبقة الاولى من اهل الكوفة.كما في تهذيب التهذيب.
(3) عبدالله بن جعفر بن غيلان الرقى يكنى أبا عبدالرحمن، قال ابن حجر: قال أبوحاتم وابن معين: ثقة.
وعيسى بن يونس بن أبى اسحاق السبيعى يكنى أبا عمرو، وثقه غير واحد من الاعلام وتوفى سنة 187 أو 190.
(4) مجالد بن سعيد أبوعمرو ويقال أبوسعيد كوفى، واختلف فيه ضعفه طائفة، وجماعة قالوا: ليس بالقوى، وحكى التهذيب والتذهيب عن النسائى توثيقه تارة في موضع وفى موضع آخر قال: ليس بالقوى، وقال ابن عدي: له عن الشعبى عن جابر أحاديث صالحة.
ومسروق هو ابن الاجدع بن مالك الهمدانى أبوعائشة الكوفى، قال ابن معين: ثقة لا يسأل عن مثله، كما في التذهيب.
والشعبى هو عامر بن شراحيل المتقدم ذكره.
كنا عند ابن مسعود فقال له رجل: أحدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال: نعم وما سألني عنها أحد قبلك، فإنك للاحدث القوم سنا، سمعته(صلى الله عليه وآله) يقول: " يكون بعدي عدة نقباء موسى عليه السلام ".
38 - أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن أبى خيثمة، قال: حدثنا الفضل بن دكين(1)، قال: حدثنا فطر، قال: حدثنا أبوخالد الوالبي، قال: سمعت جابر بن سمرة السوائى يقول: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): " لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ".
والروايات في هذ المعنى [من طرق العامة] كثيرة(2) تدل على أن مراد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذكر الاثنى عشر وأنهم خلفاؤه، وفى قوله في أخر الحديث الاول: " ثم الهرج " أدل دليل على ما جاءت به الروايات متصلة من وقوع الهرج بعد مضى القائم(عليه السلام) خمسين سنة، وعلى أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يرد بذكره الاثنى عشر خليفة إلا الائمة الذين هم خلفاؤه، إذ كان قد مضى من عدد الملوك الذين ملكوا بعده منذ كون أميرالمؤمنين(عليه السلام) إلى هذا الوقت أكثر من اثنى عشر واثنى عشر،
___________________________________
(1) الفضل بندكين الكوفى واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير التيمى مولاهم الاحول، مشهور بكنيته، قال في التذهيب: الحافظ العلم، وحكى عن أحمد بن حنبل أنه قال: ثقة يقظان عارف مات سنة 219.
وقال ابن حجر: ثقة ثبت.ويعنى بفطر فطر بن خليفة.
(2) راجع صحيح مسلم كتاب الامارة ح 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10، وصحيح البخارى كتاب الاحكام، وسنن الترمذى كتاب الفتن، ومسند أحمد ج 1 ص 398 و 406.وج 5 ص 86 و 90 و 93 و 98 و 99 و 101 و 106 و 107.ثم اعلم أنا نقلنا ترجمة هؤلاء الرجال من مصادر أهل السنة لتكون أقوى للحجة.
(*)
فإنما معنى قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الاثنى عشرالنص على الائمة الاثنى عشر الخلفاء الذى هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه حتى يردوا عليه حوضه.
والحمد لله على إظهار حجة الحق وإقامته على البراهين النيرة حمدا يكافئ نعمه، وله الشكر على طيب المولد والهداية إلى نوره بما يستحق من الشكر أبدا حتى يرضى.
ويزيد باذن الله تعالى هذا الباب دلالة وبرهانا وتوكيدا تجب به الحجة على كل مخالف معاند وشاك ومتحير بذكر ما ندب إليه في التوراة وغيرها من ذكر الائمة الاثنى عشر(عليهم السلام) ليعلم القارئ لهذا الكتاب أن الحق كلما شرح أضاءت سرجه، وزهرت مصابيحه، وبهر نوره فمما ثبت في التوراة مما يدل على الائمة الاثنى عشر(عليهم السلام) ما ذكره في السفر الاول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة وما خاطب الله تعالى به إبراهيم(عليه السلام) في أمرها وولدها قوله عزوجل: " و قد أجبت دعاءك في إسماعيل، وقد سمعتك ما باركته وسأكثره جدا جدا، وسيلد اثنى عشر عظيما، أجعلهم أئمة كشعب عظيم " أقرأنى عبد الحليم بن الحسين السمري - رحمه الله - ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرجان(1) يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها(2) من أسماء الائمة(عليهم السلام) بالعبرانية وعدتهم، وقد أثبته على لفظه، وكان فيما قرأه أنه يبعث من ولد إسماعيل - في التوراة اشموعيل - يسمى " مامد "(3) يعنى محمدا(صلى الله عليه وآله) يكون سيدا، ويكون من آله اثنا عشر رجلا أئمة وسادة يقتدى بهم وأسماؤهم " تقو بيت، قيذوا، ذبيرا، مفسورا، مسموعا، دوموه مثبو، هذار، يثمو، بطور، نوقس، قيدموا(4) ".
___________________________________
(1) " أرجان " بشد الراء المهملة هى مدينة كبيرة كثيرة الخير، بها نخل وبينها وبين البحر مرحلة وهى من كورة فارس.كما في المراصد.
(2) أى بأرجان.
(3) في بعض النسخ " مابد ".
(4) النسخ في ضبط هذه الاسماء مختلفة وفي بعضها " بوقيث، قيذورا، ذبير، مقشون، مسموعا، ذوموه، مشتو، هذار، ثيمو، بطون، يوقش، فتدموا ".
وفى بعضها " بقونيث، قيدودا، رئين، ميسور، مسموعا، دوموه، شتيو، هذار، يثمو بطور، توقش قيدموا ".
وفى البحار: " قلت: فانعت لى هذه النعوث لاعلم علمها، قال: نعم فعه عنى وصنه الا عن أهله وموضعه ان شاء الله اما " تقوبيت " فهو أول الاوصياء ووصى آخر الانبياء.
وأما " قيذوا " فهو ثانى الاوصياء، وأول العترة الاصفياء.
وأما " دبيرا " فهو ثانى العترة وسيد الشهداء، وأما " مفسورا " فهو سيد من عبدالله من عباده.
وأما " مسموعا " فهو وارث علم الاولين والاخرين. وأما " دوموه " فهو المدرة الناطق عن الله، الصادق.
وأما " مثبو " فهو خير المسجونين في سجن الظالمين.
وأما " هذار " فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان الممنوع.
وأما " يثمو " فهو القصير العمر الطويل الاثر.
وأما " بطور " فهو رابع اسمه.
وأما " نوقس " فهو سمى عمه.
واما " قيدموا " فهو المفقود من أبيه وأمه، الغائب بامر الله وعلمه والقائم بحكمه ".
ونقله العلامة المجلسى عن كتاب مقتضب الاثر.
وسئل هذا اليهودي عن هذه الاسماء في أى سورة هي؟ فذكر أنها في مشلى سليمان يعنى في قصة سليمان(عليه السلام) وقرأ منها أيضا قوله " وليشمعيل شمعتيخا هنيى برختي اوتو وهيفريتى اوتو وهيريتى أتو بميئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ونتتيو لغوي غادل.
وقال تفسير هذا الكلام: أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارك عليه صلاتي وعليه رحمتى، يلد من آله اثني عشر رجلا يرتفعون ويبجلون(1) ويرتفع اسم هذا الرجل ويجل ويعلو ذكره، وقرء هذا الكلام والتفسير على موسى بن عمران ابن زكريا اليهودي فصححه، وقال فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه اليهودي الفسوى مثل ذلك، وقال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك.
فما بعد شهادة كتاب الله عزوجل ورواية الشيعة عن نبيها وأئمتها، ورواية العامة من طرقها عن رجالها، وشهادة الكتب المتقدمة وأهلها بصحة أمر الائمة الاثنى عشر - لمسترشد مرتاد طالب، أو معاند جاحد - من حجة تجب، وبرهان يظهر، وحق يلزم، إن
___________________________________
(1) بجله من باب التفعيل أى عظمه.
(*)
في هذا كفاية ومقنعا ومعتبرا ودليلا وبرهانا لمن هداه الله إلى نوره، ودله على دينه الذي ارتضاه وأكرم به أولياءه وحرمه أعدائه بمعاندتهم من اصطفاه وإيثار كل امرئ هواه وإقامته عقله إماما وهاديا ومرشدا دون الائمة الهادين الذين ذكرهم الله في كتابه لنبيه(صلى الله عليه وآله) " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد "(1) في كل زمان إمام يهدى به الله من اتبعه واقتدى به دون من خالفه وجحد واعتمد على عقله ورأيه وقياسه وأنه موكول إليها بإيثاره لها، جعلنا الله بما يرتضيه عاملين، وبحججه معتصمين، ولهم متبعين، ولقولهم مسلمين، وإليهم رادين، ومنهم مستنبطين، وعنهم آخذين، ومعهم محشورين، وفى مداخلهم مدخلين، إنه جواد كريم.
39 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن ابن عقدة قال: حدثنا محمد ابن سالم بن عبدالرحمن الازدي في شوال سنة إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الطويل، عن أحمد بن سير(2)، عن موسى بن بكر الواسطي، عن الفضيل(3) عن أبى عبدالله(عليه السلام) في قوله " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " قال: كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم "(4).
40 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن ابن عقدة قال: حدثنا محمد ابن سالم بن عبدالرحمن الازدي في شوال سنة إحدى وستين(5) ومائتين، قال:
___________________________________
(1) الرعد: 7.
(2) كذا في النسخ وهو تصحيف، والصواب ام النضر بن سويد أو حنان بن سدير وكلا هما في طريق هذه الرواية راجع بصائر الدرجات ب 3 والكافى ج 1 ص 192 وتفسير العياشى ذيل الاية.
(3) يعنى الفضيل بن يسار النهدى.
(4) يدل الخبر على أن قوله " هاد " مبتدأ، و " لكل قوم " خبره، وقيل: " هاد " عطف على " منذر ".
وتفسيره في الروايات بعلى(ع) أو باقى الائمة من باب الجرى.
(5) كذا في النسخ وكانه تصحيف والصواب " سنة احدى وثمانين " كما في السند< السابق لكون ميلاد ابن عقدة كما ذكره الخطيب في تاريخه كان ليلة النصف من المحرم سنة تسع وأربعين ومائتين فيكون سنة احدى وستين ابن اثنتى عشرة سنة ولا يتحمل في مثل هذا السن غالبا.وسيأتى في باب ما ذكر في اسماعيل أو اخر الكتاب روايته عن جعفر بن عبدالله المحمدى في سنة 268.
حدثنا على بن الحسن بن رباط، عن منصور بن حازم، عن عبدالرحيم القصير، عن أبى جعفر الباقر(عليه السلام) في قول الله تعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " قال: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) المنذر، وعلى الهادي، أما والله ماذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة ".