جانب آخر
زيارة النساء لقبور البقيع
إن زيارة النساء للبقيع ودخولهم في تلك البقعة الطاهرة أو في سائر مراقد الأنبياء والأئمة والصالحين (عليهم السلام) مستحب شرعًا، لاستواء الرجال والنساء في الأحكام الشرعية إلا ما خرج بالدليل القطعي، ولا دليل في المقام على عدم الجواز، بل الدليل على الجواز.
وهذه بعض الأدلة من كتب العامة التي تدل على جواز زيارة القبور للنساء:
الأول: وفيه: "عن أبي بكر الأثرم قال حدثنا مسدد حدثنا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزور قبر حمزة بن عبد المطلب كل جمعة وعلمته بصخرة، ذكره أبو عمر"(1).
الثاني: روى الترمذي في سننه قال: "حدثنا الحسين بن حريث حدثنا عيسى بن يونس عن بن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بحبشي قال فحمل إلى مكة فدفن فيها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكــا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا"(2)
والترمذي أيضا في سننه: "حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن زوارات القبور، قال وفي الباب عن ابن عباس وحسان بن ثابت قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي (صلى الله عليه وآله) في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم: إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن"(3).
وفي مصنف عبد الرزاق الصنعاني: "عبد الرزاق عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزور قبر حمزة كل جمعة"(4).
وأيضًا: عن ابن أبي مليكة قال: "ورأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ومات بالحبشي وقبر بمكة"(5).
وأيضًا: "عبد الرزاق عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن عائشة قالت كنت سألت النبي (صلى الله عليه وآله) كيف نقول في التسليم على القبور، فقال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون"(6).
وفي مصنف ابن أبي شيبة: "حدثنا عيسى بن يونس عن أسامة عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بالحبشي قال ابن جريج الحبشي إثني عشر ميلا من مكة فدفن بمكة، فلما قدمت عائشة أتت قبره فقالت:
وكنــــــا كندماني جزيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلمــا تفرقنا كأنــــــي ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا"(7)
وفي (نوادر الأصول في أحاديث الرسول): "و روي عن فاطمة رضي الله عنها أنها كانت تأتي قبر حمزة رضي الله عنه في كل عام فترمه وتصلحه" ثم قال: "وروي عن غير واحدة من النساء أنها كانت تأتي قبور الشهداء فتسلم عليهم"(8).
وفي المستدرك على الصحيحين: "... قال العطاف: وحدثتني خالتي أنها زارت قبور الشهداء، قالت: وليس معي إلا غلامان يحفظان علي الدابة، قالت: فسلمت عليهم فسمعت رد السلام، قالوا والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضا، قالت فاقشعررت، فقلت يا غلام ادن بغلتي فركبت، هذا إسناد مدني صحيح ولم يخرجاه"(9).
الهوامش:
(1) في تفسير القرطبي: ج10 ص381 ط دار الشعب القاهرة.
(2) ج3 ص371 ح1055 ط دار إحياء التراث العربي بيروت.
(3) ج3 ص371 باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء ح1056
(4) مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص572 ح6713.
(5) مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص571 ح6711.
(6) مصنف عبد الرزاق الصنعاني: ج3 ص 576 ح6722.
(7) مصنف ابن أبي شيبة: ج3 ص29 ح11811 ط مكتبة الرشد الرياض.
(8) نوادر الأصول في أحاديث الرسول، لابي عبد الله الحكيم الترمذي: ج1 ص126 ط دار الجيل بيروت.
(9) المستدرك: ج3 ص331 ط دار الكتب العلمية بيروت ح4320.
source : حوزة الإمام أمير المؤمنين