من هم آكلة لحم الخنزير وما هو مصيرهم في الكتاب المقدس الحالي؟
يقول اشعياء عليه السلام في سفره 66: 17:
(لأنّ الرب بالنار يعاقب وبسيفه على كل البشر يكثر قتلى الرب الذين يقدّسون ويطهرون أنفسهم في الجنّات وراء واحد في الوسط آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ يفنون معاً يقول الرب).
وفي هذا النص مسائل منها:
أولاً: الوعيد بالنار لمن يتناول لحم الخنزير ويطهره وهو نجس...
|
|
|
ثانياً: وضع لحم الخنزير ولحم الجرذ في مرتبة واحدة حيث قال: (آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ) ممّا يظهر مدى قذارة الخنزير ولحمه.
وعليه فإنّي أتوجّه إلى الذين يأكلون الخنزير، أن تخلّوا عن هذه العادة المحرّمة، وتأمّلوا بماذا شبّه الله تعالى لحم الخنزير.
بلحم الجرذان الذي لا تأكلوه ولو متّم جوعاً على سبيل المثال.
وعن اشعياء عليه السلام أنّه قال: (بسطت يدي طول النهار إلى شعب تمرّد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره شعب يغيظني بوجهي دائما يذبح في الجنات ويبخّر على الآجر يجلس في القبور ويبين في المدافن يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة)... اشعياء 65: 2 ـ 5.
وقد استعمل الخنزير للدلالة على الاشرار في عهد المسيح عليه السلام حيث نقرأ عنه أنه قال محذرا الناس من رمى أموالهم أمام الفريسيين..
(يا مرائي أخرج أولا الخشبة التي في عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين أخيك لا تعطوا القدس للكلاب
|
|
|
ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزّقكم) متى 7: 6.
وبحسب تفسير لجنة من علماء اللاهوت يقولون:
(كانت الخنازير حيوانات نجسة بحسب الشريعة في العهد القديم (تثنية 12: 8) وكان كل من يمس حيوانا نجساً يصبح نجساً طقسياً فلا يمكنه الذهاب إلى الهيكل للعبادة إلى أن يتطهر من نجاسته ويقول الرب يسوع إننا يجب ألا نعهد بالتعاليم المقدسة لشعب نجس أو غير مقدس فمن العبث أن تحاول تعليم مفاهيم مقدسة لشعب لا يريد الإصغاء وكل ما يعمله هو أن يمزّق ما تقول ولكن ليس معنى هذا أن نكفّ عن تقديك كلمة الله لغير المؤمنين إذ علينا دائما أن نكرز بالإنجيل ولكن علينا أن نكون حكماء ولنا التمييز لمعرفة من نعلمهم حتى لا نضيع وقتنا سدى) التفسير التطبيعي للكتاب المقدس صفحة 1892 الفقرة الأولى.
وبذلك فإنّ الكنيسة المسيحية تكون قد اعترفت ضمنياً بنجاسة الخنزير وعدم حلّية لمسه وأكله.
|
|
|
ومن أبرز الحوادث المدونة في العهد الجديد ما ورد في إنجيل متى 8: 30 ومرقس 5: 11 ولوقا 8: 32 حيث نقرأ:
(ولما جاء (المسيح) إلى العير إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداً حتى لم يكن أحد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى فالشياطين طلبوا إليه قائلين إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير).
والملفت ان الشياطين ترغب بالسكن داخل هذه الحيوانات القذرة ومن المعلوم ان الشياطين نجسة ولا يسكن النجس في الطاهر بتاتاً.
وعليه فإن الذين لا يستطيعون أن يطبقوا الوصايا الإلهية التي جاء المسيح ليتممها هم كما يصفهم الكتاب المقدس (لأنّه كان خير لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعد ما عرفوا يرتدون عن الوصيّة المقدسة المسلمة لهم قد أصابهم ما في المثل
|
|
|
الصادق كلب قد عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة).
بعد بيان نظرة الكتاب المقدس إلى تحريم الخنزير دعونا نتأمّل في موقف الإسلام منه.
لقد اتفق المسلمون على نجاسة الخنزير وحرمة تناول لحمه في كافة كتب الفقه والحديث فهنالك العديد من الأحاديث التي تثبت تحريم هذا اللحم وتنجيسه، وقد ورد تحريمه في القرآن الكريم في عدّة مواضع منها:
1- سورة البقرة: 173.
2- سورة المائدة: 30.
3- وسورة النجل: 115.
حيث نقرأ فيها: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإنّ الله غفور رحيم(115)).
|
|
|
وأنزل منزلة الرجس والنجس في سورة الأنعام: 145: (قل لا أجد في ما أوحى إليّ محرّما على طاعم يطعمه إلا ان يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنّه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم (145).
ولذلك كان واجبا على الذين يريدون اتباع الحق المتمثل بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يكونوا (الذين يتّبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157) صدق الله العلي العظيم.
بعد استعراض تحريم الكتاب المقدس والقرآن الكريم للحم الخنزير دعونا نستوضح أسباب التحريم على ضوء العلم الحديث.
يقول الدكتور محمد كمال عبد العزيز في مؤلفه (لماذا حرم الله هذه الأشياء).
|
|
|
لحم الخنزير، حرّمه الله منذ الأمد الطويل ليكشف علم الناس منذ قليل أن في لحمه ودمه وأمعائه دودة شديدة الخطورة وهي (الدودة الشرطية) التي تعيش في فضلات الخنزير على هيئة أكياس والتي إذا أكلها الإنسان قد تسبب العديد من الأمراض أبرزها:
1 ـ انطلاق اليرقة إلى خارج جدار المعدة بعد ثقبه ووصولها إلى الدورة الدموية، وعن طريقها إلى أي جزء من السم وأخطرها القلب والمخ...
2 ـ فالأكياس التي تصل إلى العضلات ينشأ عنها آلام روماتزمية شديدة، وقد تكون هذه عضلات اللسان أو الحنجرة، أو عضلات الصدر أو الفكين أو الأذرع أو الأرجل، أو عضلات البطين.
3 ـ وينشأ عن تناول لحم الخنزير المليء بالدهون حالات مرضية مختلفة أبرزها: تصلّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، والتهاب المفاصل.
ومن عادات الخنزير السيئة أنّه في طبعه لا يغار على أنثاه ولا
|
|
|
يهتم إذا ما أقامت علاقة جنسية مع غيره وقد أثبت العلم التجريبي الاختباري أنّ هذه العادة تنتقل من الخنزير إلى أكلة لحمه وفي ذلك قال الشاعر:
أرى كل قوم يحفظون حريمهم |
وليس لأصحاب الخنزير حريم |
الخلاصة:
لم يحرّم الله تعالى شيئا على الإنسان، إلاّ بعد علمه تعالى بأنّه مضرّ ومهلك، وما أراد سبحانه لعباده سوى الراحة والسعادة، ولذلك حرّم الخنزير في كافة الكتب السماوية لعلمه تعالى بالنفس البشرية التي لا تقبل المشورة بالطريق السهل.
فرغم الأمراض التي تنشأ عن تناول لحم الخنزير والتي لم يجد لها العلم حتى اليوم دواء، وبالإضافة إلى تحريمها في الكتب السماوية تأكيداً على عدم تناولها.
ترى الأغلبية الساحقة من أهل الكتاب السماوي، والذين يدّعون العلم والمعرفة يتعاطون هذا النوع من الأطعمة والمشروبات المحرّمة، لماذا؟
|
|
|
لأنّهم وكما يقول الكتاب المقدس عميان قادة عميان (لوقا 6: 39) ومن الذي أعماهم يقول الكتاب المقدس: (الذين فيهم إله هذا الدهر (الشيطان) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة مجد الإنجيل) 2 كو: 4: 4...
فاتبع الحق دون سواه |
تصل إلى مرضاة الله |
ولا تجزع ممن حولك |
فالله يـغيث من ناداه |
|
|
|
الحمد لله الذي بعث في كل قوم نذير، وجعل للمؤمنين كتاب حق منير، وبشر بالنبي محمّد قبل بعثه في التوراة والإنجيل، مقفلاّ بذلك باب الهروب المبرر عن الحق، وملقييا الحجة على كافة الخلق، فنعمّا للذين اتبعوا هداه إلى النجاة، وويل لمن تمرّد عليه وانساق إلى الهلاك.
منذ بداية رحلتنا في هذه السلسلة ونحن نسعى إلى المعرفة التي تؤدي بنا إلى الوحدة، ومن الأساليب المتبعة لدينا، أسلوب الدراسة الشاملة للكتب السماوية دون تفريق أو تمييز، لكي نصل إلى الحقيقة بتجرّد.
وبعد الدراسة المطولة للكتب المقدسة توصلنا إلى مجموعة حقائق ثابتة نرى ضرورة تحتم إظهارها للآخرين علّهم يجدون
|
|
|
الحق الإلهي دون الغوص في مجال البحث المتعب وكانت الخلاصة في هذه السلسلة.
وقد ألحقنا أفكارنا ونتائجنا التي توصلنا إليها بالسند من الكتب السماوية إفساحاً بالمجال للقارئ العزيز ليتأكد من النصوص المنقولة، فنحن لا نهدف إلى التجريح بتعاليم الكنيسة المسيحية وبكيانها، بل إلى اظهار الحقيقة غير المبينة ضمن تعاليمها، إما سهوأ أو عمداً.
وقد بيّنا في هذا الكتاب كيف يمكن للنصارى والمسلمين أن يتوحّدوا على الأقل في المواضيع المطروحة في سلسلتنا هذه، على أمل اللقاء في العدد القادم مع عقائد أخرى موحدة بين الطرفين.
ولكن الواقع الملموس ان أغلب النصارى الذين يبحثون عن الحقيقة ليسوا مستعدين لقبول ما يخالف عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها عن آبائهم، فهم لا يريدون التخلي عن هذه العادات لأن الكنيسة قد أقرتها.
والسؤال هل كان الرهبان في القرون الأولى كاملين لا
|
|
|
يعتريهم نقص ولا خطأ؟ وهل كانوا رسلاً من الله تعالى ليقرّوا عادات ومبادئ تخالف ما أنزل الله على الأنبياء؟
قطعاً لا، فكيف نأخذ عنهم تاركين ما جاء به الوحي الإلهي وراء ظهورنا، أو لا يعتبرمثل هذا العمل بعداً عن الواقع وتعتيماً على الحق.
فحذار من الوقوع في فخ إبليس الذي يسعى منذ خلق آدم إلى إبعاد البشر عن الله عزّوجلّ عن طريق العاطفة والخوف الذين يستغلهما وينميهما داخل النفوس البشرية الضعيفة، فسوف نصل في نهاية المطاف إلى خط لا يمكننا الرجوع عنه.
نأمل من المولى عزّوجلّ ان يتقبّل عملنا، وأن ينير بصرنا وبصيرتنا لنرى من خلالهما معاً الإيجابيات المتعلقة بالحوار مع إخواننا وأحبائنا من النصارى المؤمنين.
والنداء الموجه إليكم، أن اتبعوا الكتاب المقدس وتعاليمه التي تؤكد على مجيء الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار، وتحولوا من البعد عنه إلى ما هو أقرب تأملوا القرآن وطالعوه ثم قرروا إن كنتم تجدونه كتاب حقّ أم لا ففي ذلك خلاص لكم ورحمة.