عربي
Thursday 7th of November 2024
0
نفر 0

دور التربیة في إبراز الأخلاق الفطریة و توجیهها

الشيخ ضیاء آل سنبل

 

قال تعالی : « و لقد كرّمنا بني آدم و حملناهم في البرّ و البحر و رزقناهم مّن الطیبات و فضّلناهم علی كثیر ممّن خلقنا تفضیلاً».(1)

كرّم الله سبحانه و تعالی الانسان علی غیره من المخلوقات ، و یتجلّی هذا التكریم في مظاهر كثیرة ، من أهمّها : نعمة كمال العقل الذي وهبه الله للانسان لیمیّز به بین الخیر و الشر ، و منها: ما أودعه الله سبحانه و تعالی في نفس الانسان من أخلاق یدركها الانسان بفطرته.

و هذه الاخلاق یسمّیها علماء الاخلاق بالأخلاق الفطریة أو (الوجدان الخلقي) في مقابل الأخلاق المكتسبة ـ و هي التي لا یدركها الانسان بفطرته ، بل تأتي من التربیة و الاكتساب.

فالأخلاق الفطریة تكون مغروسة في فطرة الانسان ، و لذا تكون هذه الاخلاق موجودة في وجدان أي شخص من البشر ؛ فعندما یولد الانسان تكون نفسه بمنزلة الجوهرة النفسیة التي یمكن أن یحافظ علی نقائها و صفائها ، كما یمكن ان تنمّي و توضع في قالب یبرز جمالها ، و عی العكش : یمكن إهمالها و العبث فیها ، و كذا حال الانسان فانّ الله تبارك و تعالی جعل في قلبه و وجدانه نوعاً من القوانین التي یحترمها و یقدسها بحسب فطرته ، بل و یمارسها في حیاته عملیاًَ ، و مما یدل علی أنها فطریة انّه یمارسها و ان لم تكن علی وفق مصلحته الشخصیة ، كما في الایثار مثلاً فإنّ الانسان یؤثر غیره علی نفسه بأمور قد یكون هو بحاجة الیها، و الإنصاف خلق فطري حسن درج علیه البشر، و كما في خیانة الأمانة فانه خلق فطري قبیح ، و في هذا یتساوی وجدان جمیع الشعوب بلا استثناء من دون ان یتفاوت في ذلك أهل زمان علی آخر أو أهل مكان علی آخر، أو أهل شریعة دون أخری .

و من هنا نلاحظ ما ورد عن النبي الاعظم (ص) من قوله (إنّما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) (2) یعغني انّ الهدف من البعثة هو بناء الانسان و تربیته ، فانّه یحمل من مكارم الأخلاق ما یحتاج الی تكمیل.

و من هنا یبرز دور التربیة و أهمیتها في المساعدة علی إبراز هذه الأخلاق الكامنة في وجدانه، و في تنمیة و توجیه الأخلاق و المحافظة علیها؛ فإنّ الانسان و ان أودع الله سبحانه و تعالی في فطرته الأخلاق الحسنة و فیه استعداد للترقي و التكامل ؛ لكنه خُلق ضعیفاً اذ خلقت معه غرائز و شهوات و هناك مؤثرات خارجیة من البیئة التي یعیش فیها و الجماعة التي یصاحبها و ما یتلقّاه من تعلیم أو معارف من وسائل متعددة و ما الی ذلك من أمور قد تؤثر فیه فیحتاج الانسان الی التربیة من أجل الحفاظ علی تلك القوانین الفطریة المودعة فیه ، مضافاً الی تعدیل وسائل اكتساب الاخلاق عنده و توجیهها و جهتها الصحیحة.

اذن ، الانسان بحسب طبعه ضعیف و یتأثر بما حوله كما انّه یضعف أمام الهوی و الشهوات، ولذا قال عنه سبحانه و تعالی « الله الذي خلقكم مّن ضعفِ »(3) أي أنّه تعالی جعل الضعف أساس أمر الانسان فهو ضعیف عن مخالفة هواه فلا یصبر عن اتباع الشهوات و لا یصبر أمام رغائبه و أهوائه...

و كما أنّ نفس الانسان قابلة للفجور و الباطل فهي قابلة للتقوی و الحق، قال تعالی « و نفسٍ و ما سوّاها* فألهمها فجورها و تقواها» (4) فقد ورد في تفسیر الآیة الشریفة : (عرّفها و ألهمها ثم خیّرها فاختارت)(5) أي هناك حق و باطل و الله سبحانه و تعالی ألهم الانسان معرفة الحق و الباطل ، فان الفجور هو المیل عن الحق و الانبعاث في المعاصي.

و في مقابل ضعف الانسان تكمن الحاجة الملحة للتربیة الصحیحة المبنیّة علی الأخلاق القویمة لتجاوز هذا الضعف الی القوة و هذا النقص الی الكمال و البعد من ساحة الرذیلة الی ساحة الفضیلة.

و تكمن وظیفة المربّي في المحافظة علی تلك القوانین الفطریة و تنمیة الروح الانسانیة المودعة فیه و فطرته السلیمة التي خلق علیها، مضافاً الی الإشراف علی القوانین الخُلقیة المكتسبة ، بحیث یوازن المربّي بین الرغبات المودعة في الانسان و كیفیة اشباعها بتوازن بحیث لا یطغی جانب علی آخر.

و لأهمیة التربیة الخلقیة نجد الاهتمام بها في كل زمان و مكان و في جمیع المجتمعات و في مختلف المدارس الفكریة و ان كان هناك فرق في الاهداف من التربیة فانّ الهدف منها في الاسلام هو تزكیة ا لنفس و ذلك بعبادة الله سبحانه و تعالی و امتثال أوامره و جتناب نواهیه، بحیث یحصل من ذلك حفظ إنسانیة الانسان في سمو روحه و سلامة نموّه مضافاً لجسمه. بینما التربیة في المدارس الأخری لا لأجل هذا الهدف السامي بل من أجل أغراض تناسب توجّهاتها الفكریة و التي تلاحظ العالم المادي من دون ملاحظة انسانیة الانسان، و العالم الأخروي. و علی كل حالِ، هناك اهتمام في جمیع المدارس الفكریة بمسألة التربیة و ذلك لأنها ضروریة لبناء شخصیة الطفل الأخلاقیة، و یؤكد هذا الاهتمام الاتجاهات الحدیثة في النظر الی التربیة علی أنّها عملیة نمو شامل و متكامل لكل جوانب شخصیته الانسانیة ؛ و من أهم الأسالیب التربویة الحدیثة التركیز علی تربیة الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، لما لذلك من أثرِ كبیر في تكوین شخصیة الفرد؛ فكان من معطیات علم النفس التربوي الحدیث في مجال الطفولة التركیز علی المرحلة المبكرة من الطفولة بحیث تكون الطفولة المبكرة هي الموضوع الأساسي لعلم النفس التربوي الحدیث؛ فجاءت البحوث و الدراسات المتعدّدة في طبیعة هذه المرحلة بمختلف مستویاتها المعرفیة و غیرها؛ و جاءت نتیجة هذه الدراسات و البحوث جمیعاً في التأكید علی أهمیة الانطلاق من دراسات حاجات الطفل و میوله و اهتماماته في العملیة التربویة نعم یجب ان تكون التربیة شاملة للطفل ، بحیث تُعنی بعقل الطفل و نفسه و روحه كما تعتني ببدنه ، لذا صار للتربیة فروع متعددة كالتربیة البدنیة ، و التربیة الدینة ، و التربیة الأخلاقیة و التربیة الوطنیة و ما الی ذلك من فروع .

و قد جاءت الروایات ایضاً مؤكدة علی الإعتناء بالتربیة مبكراً ، فعن الامام علي(ع) : (( و إنّما قلب الحدث كالارض الخالیة ما ألقي فیها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن یقسو قلبُك و یشتغل لبّك لتستقبل بجدِّ رأیك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغیته و تجربته ، فتكون قد كفیت مؤونة الطب و عوفیت من علاج التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنّا نأتیه ، و استبان لك منه ما ربّما أظلم علینا فیه))(6).

فالمبادرة في غرس الأخلاق الحسنة مبكراً ضروري في تكوین شخصیة الطفل و تغذیته بالفضیلة و إبعاده عن الرذیلة ، لیكون بعد ذلك فتیً صالحاً نافعاً في مجتمعه..

و انّ الاهتمام بالتربیة في مرحلة الطفولة المبكرة، لا یعني انتهاء دور التربیة بانتهاء هذه المرحلة، بل هناك فترة النشیء و الفتوّة و الانتقال من عالم الطفولة الی دنیا الاستقلال عن الآخرین ، و في هذه المرحلة أیضاً یحتاج الی بذل المزید من الجهود في التوجیه و التربیة للمحافظة علی الشباب.

نعم للتربیة في مرحلة الطفولة دورٌ في تحصین الشباب من الانفلات الخلقي لكنّه لیس كل شيء ، بل التربیة مهمة حتی بعد مرحلة الطفولة. و علی الخصوص في مرحلة ما یسمّی بالمراهقة ، أي مرحلة البلوغ فان فیها من الاضطراب في نفسیّة البالغ و هي مرحلة حساسة قد یحصل فیها انحراف الشاب، ، و هنا تبرز أهمیة التربیة في ضبط هذه المرحلة لیتجاوزها الشاب بسلام. نسأله تعالی أن یوفق القائمین علی التربیة و یعنیهم في هذه المسؤولیة انّه خیر موفق و معین.

 

المنهج التربوي في الإسلام

نحاول في هذا المختصر أن نلقي الضوء علی تحدید بعض ملامح المنهج التربوي الاسلامي في تعامله مع الانسان مع الوجهة الاخلاقیة..

من الواضح أنّ الاسلام یمثّل نظاماً حیاتیاً شاملاً للانسان، و لذا كانت مناهجه و تعالیمه شاملة لجمیع النواحي ؛ فانّ الاسلام ینظر إلی الحیاة و الكون و الفرد و المجتمع بحیث تنسجم أنظمته و قوانینه مع ذلك كلّه.

و اذ أردنا العیش بسلام في هذه الدنیا مع تجاوز الصعوبات التي تواجهنا فلابدّ من السیر علی خطی الاسلام و أخذ أحكامه و قوانینه منهاجاً لنا في جمیع أمورنا..

و في مورد التربیة و الأخلاق : هناك منهج إسلامي تربوي متكامل و شامل و ربّاني ، و ضعه خالق الانسان العالم بضعفه و حاجاته و میوله ، و هو الذي أودع فیه الغرائز ، فهو العالم بكیفیة إشباعها ، فان الانسان مؤلّف من الروح و الجسد،و كلٌ منهما یحتاج الی ما یشبعه ، المنهج الاسلامي لم یوضع للروح فقط أو للجسم فقط ، و انّما وضع للانسان جسماً و روحاً ، فاعتني بكل شيء من شأنه أن یدخل فط عملیة التربیة ، فراعی طبیعة ضعف الانسان من حیث تركیبه و غرائزه و رغباته و میوله ، فنظر إلی الجسد كما نظر إلی الروح بتوازن من دون ان یطغی أحدهما علی الآخر ..

و منهج الاسلام في التربیة منهج متكامل كما قلنا ، فنجده من جهةٍ یغرس في نفس الانسان بعض القیم النافعة في المجال التربوي ، كالایمان بالله ، الإیمان بالثواب و العقاب ، و ذكر الموت و أهوال الآخرة ، و الرضا بالقضاء ، و ما إلی ذلك من قیم معنویة تربویة.

و من جهة أخری نجده یهتم بالجانب الأخلاقي في مجال التربویة ، فنری القرآن الكریم یمدح النبيّ الاعظم بأخلاقه فیقول تعالی « و إنّك لعلی خلق عظیم »(7).

و نلاحظ النصوص الكثیرة في التأكید علی الأخلاق الفاضلة و عظم ثوابها فعن النبيّ الاعظم (ع) : (إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم ) (8) بل سأله بعضُ أصحابه : ما أفضل ما أعطي المرء المسلم ؟ قال : (( الخلق الحسن))(9).

و ماهذا الامن أجل تربیة المسلمین علی مكارم الاخلاق و فضائلها.

و اذا راجعنا القرآن الكریم نجد الكثیر من الایات الواردة في مجال تربیة الانسان أخلاقیاً ، و نذكر بعض الأمثلة علی ذلك ، منها ما ورد في مورد العفو و الصفح یقول « فاعفوا و اصفحوا حتّی یأتي الله بأمره»(10).

و في مورد رعایة الآمانة و العدل « إنّ الله یأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلی أهلها و إذا حكمتم بین الناس أن تحكموا بالعدل»(11).

و في مورد الانفاق « لن تنالوا البرّ حتّی تنفقوا ممّا تحبّون و ما تنفقوا من شيء فإنّ الله به علیم»(12).

و في مورد الصدق « قال الله هذا یوم ینفع الصّادقین صدقهم»(13)الآیة.

و في مورد الغیبة : « و لا یغّتب بّعضكم بعضاً أیُحبُّ أحدكم أن یأكل لحم أخیه میتا فكرهتموه و اتّقوا الله إنّ الله توّاب رحیم»(14).

و في مورد الكذب : « و اجتنبوا قول الزّور»(15).

و في مورد الصبر : « یا ایها الذین آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتّقوا الله لعلّكم تفلحون»(16).

و ما الی ذلك من آیات كثیرة أخری تأمر بالفضائل الأخلاقیة ، ففي القرآن ـ لو قرأناه و تدبرناه ـ دستورٌ شامل في التربیة الأخلاقیة.

و أما في الروایات فهي كثیرة جداً.

و من هذا كله نری أنّ الأخلاق في منهج التربیة الاسلامیة منبثقة من العقیدة و لیست منفكة عنها ، و لذا ورد عن الامام الصادق(ع) ((من الایمان حسن الخلق و إطعام الطعام)) (17) فالأخلاق جزء أساسي في نظام الاسلام الشامل.

و لذا اذا لاحظنا أحكام الإسلام من الواجبات و المحرمات العبادیة و غیرها نجدها من أجل تربیة الأخلاق و تهذیب النفس ، و لنأخذ (الصوم) مثالاً فانّ له فوائد كثیرة من جملتها تهذیب النفس و تربیتها و تدریب الصائم علی الاخلاق الحسنة مثل الصبر و الشفقة علی الفقراء و البر و الاحسان إلیهم ، و كما في (الحج) مثلاً فإنّه یعطینا دروساً في التربیة الأخلاقیة ، حیث یتربّي الحاج علی الخیر و التعاون و البعد عن الاثم و المعصیة و یعیش السلوك الجمعي الذي یؤهله لأن یكون فرداً فاعلاً و صالحاً في المجتمع مضافاً الی تهذیب النفس..

و كما في الأمر بالدعاء ، فقد اهتم به الاسلام اهتماماً كثیراً ، نجده في الایات و الروایات و الممارسة الفعلیة من النبي و آله و العظماء من أصحابه ، فقال تعالی « قل ما یعبا بكم ربّي لو لا دعاؤكم» (18)« و قال ربّكم ادعوني أستجب لكم» (19)و عن النبي الاعظم (أفضل العبادة الدعاء) (20) فالدعاء یحمل منهجاً تربویاً كبیراً لأنّ المراد منه لیس مجرد التذلیل و الخشوع ، بل لیسیر الانسان في هذه الدنیا مراعیها للهدف الذي خلق من أجله و هو ان یحقق رصیداً في الآخرة ؛ وهذا لن یتمّ الا بعد أن یحقّق الخیر و الأخلاق الفاضلة في الدنیا لینال رضا ربّه سبحانه و تعالی في الاخرة ، فبواسطة الدعاء یراجع الانسان تصرفاته و یحكم میوله بما یوافق رضا الباري جلّ و علا.

و من الأمور التي تجب علی المسلم التأسي و الاقتداء بالنبي الأعظم (ع) فقال تعالی « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لّمن كان یرجو الله و الیوم الاخر و ذكر الله كثیرا»(21).

و قد أثبتت الدراسات أهمیة القدوة في التربیة ، فهذا الحكم و هو التأسي بالنبي (ع) له فوائد كثیرة من جملتها ملاحظة أخلاق النبي الأعظم (ع) التي تحدث القرآن عنها بقوله تعالی« فبما رحمة مّن الله لنت لهم و لو كنت فظّا غلیظ القلب لانفضّوا من حولك » (22)و قوله تعالی « و إنّك لعلی خلقٍ عظیم » (23) ، و كذلك قراءة سیرته العطرة المشتملة علی الدروس العظیمة في الاخلاق الحسنة من الشجاعة و الجود و الحلم و الحیاء والتواضع و الصبر و الصدق و ما إلی ذلك من الأخلاق الفاضلة.

نخلّص ممّا تقدّم كلّه إلی أنّ الإسلام أولی هذا الجانب و هو التربیة الأخلاقیة إهتماماً كبیراً، تجلّی في جمیع أحكامه من أوامره و نواهیه من أجل تحصین المجتمع من الامراض الاخلاقیة..

و هنا یبرز سؤال حول واقعنا الاجتماعي الاخلاقي و التربوي فهل انّ المجتعات الاسلامیة خالیة من تلك الأمراض الاخلاقیة باعتبار أنّ المجتمع إسلاميٌ یعیش الاسلام في مناهجه و قوانینه؟

و الجواب عن ذلك : إنّ الواقع الاجتماعي و الاخلاقي و التربوي في المجتمعات الاسلامیة ، و ان كان أحسن حالاً منه في غیر المجتمعات الإسلامیة ، فإنّا نجد في غیر المجتمعات الاسلامیة ظواهر متعددة كتمرد الشباب و انحسار العاطفة و كثرة الجرائم بكافة أنواعها و الانتحار و شیوع الأمراض العصبیة و النفسیة ، و إلی ذلك ، نتیجة الابتعاد عن التربیة الربّانیة الا انّ المجتمع الاسلامي بدأ یعاني من بعض هذه المشاكل و إن كان بنسب متفاوتة داخل المجتمعات الإسلامیة..

و یعود السبب في ذلك إلی انّ المناهج التربویة التي تسود مجتمعنا الاسلامي علی مستوی مختلف المراحل الدراسیة و علی الأخص المراحل العلیا من الدراسات ما هي الا نفس المناهج الغربیة البعیدة عن الفكر الإسلامي و ان غُلّفت بغطاء الإسلام ، فنحتاج إلی تظافر الجهود و قیام المتخصصین ممن جمع بین العلوم الاسلامیة و الانسانیة بوضع منهج متكامل علی ضوء الاسلام ، و تدریس ذلك في مختلف المراحل الدراسیة ، مضافاً إلی قیام المربّین من أسرةٍ و علماء و مسئولین بوظیفتهم المثلی في التربیة حتی تتحقق التربیة الفاضلة الذي أرادها لنا الاسلام العظیم ، و هنا نركز علی الاسرة فانّ علیها مسؤولیة عظمی في الاهتمام بتربیة الأبناء و إعداء الأبناء الصالحین ، و هناك قصور أو تقصیر في هذا الجانب ، مما سبّب الأمراض الأخلاقیة في المجتمعات الاسلامیة ، مضافاً إلی لزوم أن تأخذ المدرسة دورها في التربیة و كذلك المسجد و وسائل الإعلام الهادفة في مقابل محاولات تمییع المجتمعات و سلخها عن هویتها الإسلامیة الأصیلة ، و مع ماهو موجود في المجتمعات الاسلامیة من ذلك الا انّه لیس متأصلاً و متجذّراً بحیث لا یمكن علاجه (كما في بعض المجتمعات الأخری) ، بل مازالت المجتمعات تعیش الاخلاق الاسلامیة الكامنة التي تحتاج إلی تركیز و عنایة من أجل إبرازها و إظهارها ، و هذا یتوقف كما قلنا علی جهود المسؤولین علی التربیة من الأسرة و غیرها ، نسأله تعالی ان یوفق القائمین علی ذلك ، و الحمد لله ربّ العالمین.

 

 

(1) الاسراء : 7.

(2) مكارم الاخلاق : 8.

(3) الروم : 54.

(4) الشمس : 8.

(5) تفسیر نور الثقلین : 586: 5.

(6) تحف العقول : 71.

(7) القلم : 4.

(8) وسائل الشیعة : 149:12

(9) وسائل الشیعة 154:12

(10) البقرة : 109.

(11) النساء : 58.

(12) آل عمران : 92.

(13) المائدة :119.

(14) الحجرات : 12.

(15) الحج:30

(16) آل عمران : 200.

(17) وسائل الشیعة : 50:4

(18) الفرقان : 77.

(19) غافر: 60.

(20) وسائل الشیعة 31:7

(21) الاحزاب : 21.

(22) آل عمران : 159

(23) القلم : 4.

 

 


source : www.almonji.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تشريع صلاة التراويح
الرؤية العقلية
التقية في الاسلام
نصوص الوصية
الجبر والاختيار
في علمه تعالى
موقف الخلافة من المصحف العلوي ومصيره بعد ذلك
عصمة الإمام في القرآن
زكاة الفطرة وفوائدها
ماذا بعد الموت

 
user comment