عربي
Sunday 22nd of December 2024
0
نفر 0

أصول الدين عند الشيعة

مقدمة : يقوم الإنسان في سبيل تحقيق حاجاته ورغباته والقيام بمختلف أعماله في عصرنا الحاضر باستخدام أجهزة وآلات متنوِّعة ، ومعقَّدة ، ومتطوِّرة ، وأحد هذه الأجهزة هو ( العقل الإلكتروني ) الذي يقوم بحركات وفعاليات جبَّارة . فمثلاً في مجال الطلب يقوم هذا الجهاز خلال دقائق بتقديم كشف كامل لسوابق المريض - مخزونة في الجهاز - إلى طبيبه المعالج ، لمعرفة نوع المرض ، ويستطيع هذا الجهاز المعقد ملاحظة جزئيات أي حالة مرضية ، كانت قد غُذِّي بها مسبقاً ، ثمَّ يحدِّد أسلوب العلاج ونوع الدواء المطلوب لهذه الحالة
أصول الدين عند الشيعة

مقدمة :

يقوم الإنسان في سبيل تحقيق حاجاته ورغباته والقيام بمختلف أعماله في عصرنا الحاضر باستخدام أجهزة وآلات متنوِّعة ، ومعقَّدة ، ومتطوِّرة ، وأحد هذه الأجهزة هو ( العقل الإلكتروني ) الذي يقوم بحركات وفعاليات جبَّارة .

فمثلاً في مجال الطلب يقوم هذا الجهاز خلال دقائق بتقديم كشف كامل لسوابق المريض - مخزونة في الجهاز - إلى طبيبه المعالج ، لمعرفة نوع المرض ، ويستطيع هذا الجهاز المعقد ملاحظة جزئيات أي حالة مرضية ، كانت قد غُذِّي بها مسبقاً ، ثمَّ يحدِّد أسلوب العلاج ونوع الدواء المطلوب لهذه الحالة أو تلك .

وهذا العقل الإلكتروني يستخدم في مجالات الحياة المختلفة لتنظيم عمل سائر الأجهزة المعقَّدة الأخرى ومراقبة عملها .

هل من العقل أنَّ هذا الجهاز العجيب قد صنعته الصدفة ؟‍! أم أنَّ دقَّته ونظامه وعمله المحيِّر يعتبر شاهداً قويّاً على ذكاء صانعه ومعرفته الواسعة ؟ من هنا يبدو لنا دليل عام ومبدأ بديهي مسلم وهو : إن النظام والتنسيق يجب أن ينبع من عليم قادر ، وإنَّ الصدفة لا يمكن أن تكون منشأ لعجائب النظام والتنسيق ، ذلك لأن لكل شيء أثره المناسب والملائم .

فكما أنَّ توقٌّع الإحراق أن يكون من الماء البارد أمر لغو فإن الاعتقاد بوجود نظام مرتَّب ودقيق قائم على أساس الصدفة ، فهو لغو وهراء أيضاً ، والقرآن الكريم يشير إلى هذا المعنى بقوله عزَّ وجلَّ : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) الطور : 35 .

وللدين الإسلامي أصول أساسية خمسة ، على كل مسلم أن يعرفها و يعتقد بها دون تقليد ، وهي :
أولاً : التوحيد :

يتصور بعض الناس خطأ أنه عزَّ وجلَّ أوجد هذا العالم ثم تركه في شأنه ، فإنَّ حركة الكون وفعالياته واستمرارها واستمرار الوجود إنَّما يتمُّ بقدرته ومشيئته عزَّ وجلَّ ، فلا شيء يمكن وجوده ودوامه بدون إذنه وإرادته ، فالموجد والمبقي والناظر والحاكم هو الله عزَّ وجلَّ .

إنَّ الإنسان الذي يعتقد بِعَظمة الخالق سبحانه وقدرته ، ويفوح الإيمان من قلبه الذي يموج بحبِّ الله جلَّت قدرته ، لن يجد نفسه على الإطلاق وحيداً مخذولاً يائساً ، بل إنَّ نور الله المستعان يشرق في حنايا قلبه ، وتجاويفه وزواياه كافة ، ومن البديهي أن مثل هذا الإنسان المؤمن بالله عزَّ وجلَّ سيعد نفسه بكل شوق للحياة الأمثل والأكثر شمولاً لمعاني الفضيلة والكمال .

ومن العقل والصواب أنَّ الله تعالى واحد لا شريك له ، فقوله تعالى في محكم كتابه العزيز : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) الأنبياء : 22 .

والتوحيد بمعناه الواقعي يربِّي الإنسان الحر الصحيح الفكر ، المطمئنِّ البال ، ولا يدعه يتخبَّط في المسالك المعقَّدة ، والضلال والاختلاف والاستعباد ، وهو يمنح الإنسان الحرية والعزة والكرامة ، ويأخذ بيده نحو العدالة الاجتماعية والرقي والسؤدد .

ومن هنا تبين سِرُّ ومغزى قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : ( قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله تُفلِحُوا ) .
ثانياً : العدل :

لما عرفنا أن الله عزَّ وجلَّ هو خالق مطلق قدير عزيز كريم ، يفضي على عباده وسائر مخلوقاته بالنِّعَم الوفيرة والألطاف الكثيرة ، وله الوحدانية المطلقة ، ولا إله سواه ، فبذا تتحقق عدالته لسائر البشر ، ولا حاجة له بالظلم - معاذ الله - وإنَّما يحتاج إلى الظلم الضعيف .

والظلم هو حصيلة الجهل والضعف والمنافسة والخوف والحرمان والعجز ، وتعالى الله سبحانه عن هذه علوّاً كبيراً ، وإن الله عزَّ وجلَّ هو العالم المطلق والقادر المطلق ، ولا يحتاج إلى أيِّ أحد أو أيِّ شيء حتى يخاف فقدانه .

وما هذا التفاوت الذي نلاحظه بين أبناء المجتمع الواحد ، أو المجتمعات المختلفة ، إلا لتسيير الأمور وإدارة الأوضاع كي تجري طبيعية ، ملبِّية لحاجات البشر ، فقال تعالى : ( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) الأنعام : 165 .

فعلى الإنسان أن يعرف طريق الحق القويم الذي يؤدي إلى تكامله في مختلف نواحي الحياة ، ليعيش كما أراد له الله عزَّ وجلَّ ، وكما فطره عليه ، عزيزاً كريماً منعَّماً خيّراً ، شريفاً في تعامله مع سائر البشر بالصدق والصراحة والاحترام ، والعدالة والمساواة ، والإخلاص والتسامح ، وما إلى ذلك من صفات الخير .

فقال عزَّ وجلَّ : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) النحل : 90 .

فهل من العقل والحكمة والصواب أن يأمر الله عزَّ وجلَّ عباده بالعدل مؤكِّداً تكراراً ، وهو مجرَّد عنه ؟! سبحانه وتعالى عمَّا يصفون .
ثالثاً : النبوَّة :

إن الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) بشر تميَّزوا على سائر البشر بقدراتهم الذاتيَّة وصفاتهم الشخصيَّة النبيلة ، من تربية طيِّبة صالحة ، وأخلاق سامية ، وسريرة حسنة ، وانقياد للحقِّ والإنصاف والعدل ، لذا نجد الأمانة والصدق وطيبة القلب وحبُّ الخير لكلِّ البشر هي من جملة صفاتهم الحميدة .

وهم بذلك مؤهَّلون لتحمل مسؤولية قيادة البشر نحو الخير والصلاح ، وهدايتهم إلى طريق الحقِّ وسبيل الرشاد ، والصدع لأوامر الله ونواهيه ، ليقيهم من شرور الدنيا وعذاب الآخرة .

لذلك كان لزاماً اختيار الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) للقيام بهذه المهمة الخطيرة ، وهي القيادة الحكيمة التي صمَّم الله سبحانه وتعالى مخطَّطها ، وحدَّد جوانب مسؤوليَّاتها .

يقول هشام بن الحكم إن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال للزنديق الذي سأله : من أين أثبِتُ الأنبياء والرسل ؟ : ( إنَّا لمَّا أثبتنا أنَّ لنا خالقاً صانعاً مُتَعَالياً عنَّا وعن جميع ما خَلَق ، وكان ذلك الصانعُ حكيماً مُتَعَالياً لم يجز أن يشاهده خَلْقُه ، ولا يُلاقُوه ، فيباشرهم ويباشروه ، ويحاجُّهُم ويحاجُّوه ، فيسألوه عن واجباتهم .

ثبتَ أنَّ له سُفَراء في خلقه ، يعبرون عنه إلى خلقه وعِبَاده ، ويدلُّونهم على مَصَالِحِهم ومنافعهم ، وما بِه بقاؤُهُم ، وفي تَركِهِ فَناؤُهُم .

فثبت الآمِرونَ والنَّاهُونَ عن الحكيم العليم في خَلقِه ، والمعبِّرون عنه جلَّ وعزَّ ، وهُمُ الأنبياء ( عليهم السلام ) وصفوته مِنْ خَلقه ، حُكَمَاء مؤدَّبون بالحِكْمة ، مَبْعوثُونَ بها ، غير مُشاركين للنَّاس - على مشاركتهم لهم في الخَلْقِ والتركيب - في شيء مِنْ أحوالِهِم ، مؤدَّبون من عِنْدِ الحَكيم العليم بالحِكْمة .

ثمَّ ثبتَ ذلك في كلِّ دهرٍ وزمان ما أتَتْ به الرُّسل والأنبياء ( عليهم السلام ) من الدلائِلِ والبَراهِين ، لكي لا تَخْلو أرض الله من حُجَّة يكون معه علم يدلُّ على صِدق مقالَتِه وجَوَاز عَدَالَته ) أصول الكافي : 168 .

وقد قرن الله عزَّ وجلَّ أنبياءه ورسله ( عليهم السلام ) بمعاجز تتناسب وعقول أهل زمانهم ، وتفوق ما اشتهر في ذلك الزمان إلى حدِّ الإعجاز والإفحام ، كمعجزة الطوفان على يد النبيِّ نوح ( عليه السلام ) .

والنجاة من النار عند إحراق النبيِّ إبراهيم ( عليه السلام ) ، والتكلُّم في المهد وبرء وشفاء الإنسان الأبرص والأكمة وإحياء الموتى على يد النبيِّ عيسى ( عليه السلام ) ، وعصا النبيِّ موسى ( عليه السلام ) ، وانفلاق ماء البحر له ولقومه ، فيعبرون ويغرق فرعون وجنوده .

ومعجزه القرآن الكريم هي المعجزة الخالدة ما خلد الدهر ، وهي التي خصَّ الله عزَّ وجلَّ نبيَّه الكريم محمَّد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) بها .

حيث نزلَتْ في عصر بلغ فيه المجتمع العربي ذروة بلاغة الكلام ، وفنون الخطاب والنظم ، وتميُّز ذلك العصر بالأدب الرفيع ، وبلاغة المنطق .

فجاء الذكر الحكيم بتعابير وصياغات كلاميَّة سَلِسلة بديعة ، وتراكيب جميلة وسامية ، ألجمت أفواه عظماء المتكلِّمين والخطباء ، والشعراء والسجَّاعين ، وبلغاء ذوي المنطق والبيان ، وأذهلَتْ أفكارهم ، وحيَّرَتْ عقولهم ، وعجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله .

ولقد تحدَّاهم القرآن الكريم بقوله تعالى : ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة : 23 .

وقوله تعالى : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) الإسراء : 88 .

هذا وقد كادَ بُلَغاؤهم وفصحاؤهم كيدهم على أن ينقضوه ويبطلوه ، إلاَّ أنَّهم عجزوا وباتوا في حيرة من أمرهم هذا ، كل ذلك كان بمشيئة الله عزَّ وجلَّ وإرادته ، وقوَّته وعظمته ، وحكمته وعدالته ، ولقد شاء جلَّ وعلا بمقتضى رحمته وحكمته أن يختار الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) لهداية البشريَّة إلى الصراط المستقيم ، بقيادتهم الرَّشيدة ، وهدايتهم الحميدة ، وتحذيرها من سبيل الضلال والانحراف .

وليمكِّنوا الإنسان أن يخطو إلى قِمَم العلاء والكرامة والكمال الإنسانيِّ والصفات الحسنة جميعاً ، من خلال سلوك هذا السبيل القويم ، لهذا فإن الله سبحانه وتعالى نزَّهَ أنبياءه ورسله ( عليهم السلام ) عن أيِّ ذنب أو معصية ، أو اشتباه أو خطأ أو نسيان .

وبكلمة أخرى فإنه جلَّ وعلا جعلهم معصومين منزَّهين ، لكي يتمكَّنوا من قيادة الإنسانية نحو التكامل في جميع المجالات ، ونحو الطاعة المطلقة والتسليم المطلق لأوامر الله ونواهيه .

كما أنَّ علم الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) ودرايتهم الكاملين التامِّين بقدرة الله جلَّ وعلا وعظمته ، وأنهم على بيِّنة حقَّة بنعيم الآخرة وعذابها ، ورؤية آثار الذنب في ذلك العالم كان يشكِّل أقوى عامل يحفظهم من ارتكاب المعاصي والأوزار .

فيقول تعالى : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ) ص : 45 - 47 .
رابعاً : الإمامة :

لا بُدَّ للأمة الإسلامية من قائدٍ حكيم نزيه كُفء ، يقوم مقام النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) بأزمَّة الأمور ، كي لا يتصدَّع أو يتهدَّم ذلك الكيان العظيم ، وتذهب جهود النبي ( صلى الله عليه وآله ) أدراج الرياح .

والشيعة يعتقدون أنَّ رحمةَ الله الواسعة ، وحكمتَه البالغة ، ورأفتَه بعباده ، أوجبت أن لا يبقى الناس تائهين مهمَلين بدون قائد حكيم معصوم عالم ، ممَّا يضمن عدم انحرافه مُطلقاً في قولٍ ولا عمل ، ويكون نموذجاً صادقاً ومختاراً من قبل الله عزَّ وجلَّ ، ومثلاً سامياً للتكامل الإنساني ، كي يستطيع قيادة هذه الأمَّة وهدايتها إلى شاطئ السلامة والأمان .

إنَّ الحكمة الإلهية تفرض أن يختار الله سبحانه وتعالى أشخاصاً مثاليِّين قَيِّمين على دينه ، لِحِفظ رسالته المقدَّسة ، وقد تمَّ ذلك بالتعيين والتنصيب والتنصيص الإلهي .

يقول الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضوان الله عليه ) لمَّا نزلت الآية الشريفة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء : 59 .

قلت يا رسول الله : قد عرفنا الله ورسوله ، فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( هُمْ خُلَفائي وأئمَّة المُسلِمين بَعدي ، أوَّلُهُم عليُّ بن أبي طَالب ثمَّ الحَسَنُ والحُسَينُ ، ثمَّ عَليُّ بن الحسينِ ، وثمَّ مُحمَّدُ بن عليِّ المعروفُ في التوْرَاةِ بالباقر ، وسَتُدرِكه يا جَابر ، فإذا لَقيتَهُ فأقْرِأه عَنِّي السَّلامَ ، ثُمَّ الصَّادقُ جَعفَرُ بن مُحمَّدٍ ، ثمَّ مُوسَى بن جَعفَرٍ ، ثمَّ عليُّ بن مُوسَى ، ثمَّ مُحمَّدٌ بْن عَليٍّ ، ثمَّ عَليُّ بن مُحمَّدٍ ، ثمَّ الحَسنُ بن عليٍّ ، ثمَّ سَميِّي وكنيِّي حُجَّةُ اللهِ في أرضِهِ ، وبقيَّتُه في عِبَادِه ، ابنُ الحَسَنِ بن عَليٍّ ) منتخب الأثر : 101 .

ولا يَزال المسلمون مشمولين بعناية الله ولطفه ولم يخلوا من قَائِد ، بوجود الإمام الثاني عشر الإمام المهديِّ القائم المنتظر ( عليه السلام ) ، وهو حيٌّ غائب عن أنظار الناس ، إلى حين يأذن الله له بالظهور وقيادة الأمَّة ، وقد تواترت فيه الروايات من الشيعة وأهل السنَّة .
خامساً : المعاد :

لقد صرَّحت جميع الأديان السماوية بحقيقة ثابتة ، وهي أن الإنسان لا يفنى بعد الموت ، بل ينتقل من هذا العالم إلى عالم آخر ، حيث يُثاب أو يجازى على أعماله الحسنة أو السيِّئة .

وقد ذكَّر أنبياء الله ورسله ( عليهم السلام ) جميعاً أتباعهم بأن هذا العالم بتشكيلاته ونظامه لم يوجد عبثاً ، وأن كلَّ ما يجري على هذه البسيطة من أعمال ومُمَارسات سيعرض على طاولة الحساب ، بعد الانتقال من هذه العالم .

ولذا فقد كانوا ( عليهم السلام ) يُعدُّون أنفسَهم وأتباعهم للمستقبل المحتوم ، وقد صرَّحت آيات مباركة بالمعاد والحساب ، والثواب والعقاب ، والجنَّة والنار ، منها قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة : 72 .

وقوله تعالى : ( فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) النحل : 29 .

وقوله تعالى :
( إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) محمد : 12 .


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أدلة إثبات وجود الله سبحانه وتعالى
أسئلة حول المعاد -ما هو المحشور من الأبدان ...
عقائد الشيعة اصولاً وفروعاً
الإمامة في ضوء المذهب الذاتي
إثبات واجب الوجود
وُجُوبِ الْإِخْلَاصِ فِي الْعِبَادَةِ وَ ...
الاِنسانُ في نَظَر الاِسلام
العدل الالهي
عصمة الأنبياء (عليهم السلام) عند المذاهب ...
العدل الإلهي فلسفة الشرور والآلام

 
user comment