تعدّ مسألة الإمامة من أهمّ المحاور الأساسية التي وقع فيها الخلاف بين الاتجاهات الإسلامية. وللوقوف على ذلك يكفي المرور ولو عابراً على البحوث الكلامية ومسائل الفقه السياسي، وما أنتجت من اختلافات على مختلف المستويات العقائدية والفقهية والسياسية والاجتماعية. ولا نبالغ إذا قلنا إن هذه الاختلافات والانقسامات العميقة التي ضربت المجتمع الإسلامي فكراً وعقيدة وتاريخاً، وأدّت إلى مصادمات دامية في كثير من الأحيان، ترجع في جذورها الأساسية إلى الاختلاف الذي وقع في مسائل الإمامة وشرائطها وموانعها. لذا قال الشهرستاني في الملل والنحل: (وأعظم خلاف بين الأمّة خلاف الإمامة، إذ ما سُلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سُلّ على الإمامة في كلّ زمان).