عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

التوبة وشرائطها -فلسفة التوبة

إنّ التوبة من المكفّرات التّي نص الكتاب والحديث على تكفير الذنوب بها، تحت شرائط خاصة واشباع الكلام فيها يتم بالبحث في أُمور:

 
 فلسفة التوبة

ربما يتوّهم أنّ في تشريع التوبة والدعوة إليها إغراءً بالمعصية وتحريضاً على ترك الطاعة، بدعوى أنّ الانسان اذا أيقن أنّه سبحانه يقبل توبته رغم اقترافه المعاصي، تزيد جرأته على هتك الحرمات، والانهماك في الذنوب، فيدق باب كل قبيح، معتمداً على التوبة.

ولكنه توهم ساقط من أصله، فانه لو كان باب التوبة موصداً في وجه العصاة، واعتقد المجرم بأنّ العصيان مرّة واحدة يدخله في عذاب اللّه، فلا شكّ أنّه سيتمادى في اقتراف السيئات وارتكاب الذنوب، معتقداً بأنه لو غيّر حاله إلى الأحسن، لما كان له تأثير في تغيير مصيره، فلأي وجه يترك لذات المحرمات في ما يأتي من ايام عمره.

وهذا بخلاف ما لو اعتقد بأنّ الطريق مفتوح والنوافذ مشرعة، وأنّه لو تاب توبة نصوحاً ينقذ من عذابه سبحانه، فهذا يعطيه الأمل برحمة اللّه تعالى ويترك العصيان في مستقبل أيامه. وكم من الشباب عادوا الى الصلاح بعد الفساد في ظل الاعتقاد بالتوبة، بحيث لو لا ذلك الاعتقاد لأسهروا لياليهم في المعاصي، بدل الطاعات.

ولأجل ذلك نرى في التشريعات الجنائية العالمية قوانين للعفوعن السجناء المؤبّدين، اذا شوهدت منهم الندامة والتوبة، وتغيير السلوك، فتشريع هذا القانون يكون موجباً لإصلاح السجناء، لا تقوية روح الطغيان فيهم. فالانسان حي برجائه، ولو ساد عليه اليأس والقنوط من عفوه ورحمته سبحانه، لزاد في طغيانه في عامة أدوار عمره.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تتمّة فيها فوائد مهمّة-2
السياسة عند الامام الحسن عليه السلام
اهمية البناء التبربوي للطفل في الاسلام
فيما نذكره عند المسير من القول و حسن التدبير
الحرية بين النخبة والأمة
المکاره في الاسلام
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
حب علي (ع) و بغضه
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
مقتل الحسين عند رهبان اليهود والنصارى وفي كتبهم ...

 
user comment