عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

إدريس بن زياد الكفرتوثي([1])

إدريس بن زياد الكفرتوثي([1])

 

إعتنق المذهب الشيعي الإمامي لما شاهده من الإمام أبي الحسن عليّ بن محمد الهادي(عليه السلام)، الإمام العاشر من أئمـّة أهل البيت(عليهم السلام) من اخباره(عليه السلام) اياه بأمر قبل ان يبديه له(عليه السلام).

حدّث أحمد بن محمد بن قابنداذ الكاتب الاسكافي قال: تقلّدت ديار ربيعة، وديار مُضر، فخرجت واقمتُ بنصيبين وقلّدت عمالي وانفذتهم إلى نواحي أعمالي، وتقدمت أن يحمل اليّ كلّ واحد منهم كلّ من يجده في عمله ممن له مذهب... فانا ذات يوم جالس اذ ورد كتاب عامل بكفرتوثا يذكر أنـّه توجّه اليّ برجل يقال له ادريس بن زياد، فدعوت به فرأيته وسيماً قسيماً([2]) قبلته نفسي، ثمّ ناجيته فرأيته ممطوراً([3]) ورأيته من المعرفة بالفقه والأحاديث على ما اعجبني.

فدعوته إلى القول بإمامة الإثنى عشر، فأبى وأنكر عليّ ذلك، وخاصمني فيه. وسألته بعد مقامه عندي أيّاماً أن يهب لي زورة إلى سرّ من رأى([4])، لينظر إلى أبي الحسن(عليه السلام) وينصرف.

فقال لي: أنا اقضي حقك بذلك، وشخص([5])... ثمّ انّه قدم فدخل إليّ، فأوّل ما رآني أسبل عينيه بالبكاء، فلمّا رأيته باكياً لم اتمالك حتى بكيت، فدنى منّي وقبّل يديّ ورجليَّ، ثمّ قال:

يا أعظم الناس منّة (عليّ) نجّيتني من النار، وأدخلتني الجنّة، وحدّثني، فقال: خرجت من عندك، وعزمي إذا لقيت سيّدي أبا الحسن(عليه السلام) أن اسأله مسائل، وكان فيما أعددته ان أسأله عن عرق الجُنُب، هل يجوز الصلاة في القميص الذي أعرق فيه وأنا جنب، أم لا؟

فصرت إلى سرّ من رأى... فعدلت إلى باب دار فيه، فجلست أرقبه ونعست، فحملتني عيني، فلم انتبه إلاّ بمقرعة قد وضعت على كتفي، ففتحت عيني فإذا هو مولاي أبو الحسن(عليه السلام) واقف على دابته فوثبت، فقال لي: يا إدريس أما آن لك؟

فقلت: بلى يا سيّدي. فقال: إن كان العَرق من حلال فحلال، وإن كان من حرام فحرام. من غير أن أسأله، فقلت به، وسلّمت لأمره([6]).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ كفرترثا: اسم قرية كبيرة من اعمال الجزيرة، واسم قرية في فلسطين، وقيل غير ذلك.

[2] ـ حسن الوجه.

[3] ـ رجل ممطور: كثير السواك (اقرب الموارد).

[4] ـ سامرّاء.

[5] ـ ذهب.

[6] ـ إثبات الوصية للمسعودي صفحة 229 طبع النجف.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السياسة عند الامام الحسن عليه السلام
اهمية البناء التبربوي للطفل في الاسلام
فيما نذكره عند المسير من القول و حسن التدبير
الحرية بين النخبة والأمة
المکاره في الاسلام
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
حب علي (ع) و بغضه
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
مقتل الحسين عند رهبان اليهود والنصارى وفي كتبهم ...
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)

 
user comment