عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

فصل في دلالة العقل عليه أولا

أصل فى بيان الغرض من ايجاد الخلق

فصل في دلالة العقل عليه أولا

لايـجوز أن يفعل الحكيم شيئا لالغرض (111) له فيه , لا نه عبث وسفه . فغرضه لابدمن كونه نـفـعـا, لان اضرار البري ء من غير منفعة قبيح , ولا يجوز عوده اليه تعالى , لا نه غنى ومحتاج اليه الكائنات . فلو فرضت الحاجة فيه لزم منه الدور وهو باطل (112) لان فيه صيرورة العلة معلولا والـمـعـلـول عـلة (113) , وكون الشي ء الواحد موجوداومعدوما في حالة واحدة بشرط كون الـحـاجتين متماثلتين . فلابد من عودالنفع الى الغير,وذلك الغرض اما منقطع أودائم . والحمل على الـدوام لـه أولـى , لان الـعـلمأ اتفقوا على أ ن الغرض بايجاد الانسان , الاحسان الدائم . وأما هذا الفاني (114) فهو أنموذج لباقي (115) ثواب الجنان , وعقاب (116) النيران .
ولـذلك جعل ما يغتذي
(117) به المكلف , في الكسب ليعلم (118) أن الفاني (119) لايعطى (120), وهذه والاجلال من غير شي ء جزافا؟ لـطـيفة (121) . وجعل ما يشرب من غيركسب , لاظهار قدرته , واختياره (122) بأ نه قادر على كل شي ء.
فصل
(123)

فصل في دلالة الشرع عليه ثانيا

الدال على أن أفعاله تعالى معللة بأغراض صحيحة , أشيأ منها:
قوله تعالى : (ماخلقت هذا باطلا)
(124) .
وقال
(125) : (أفحسبتم أنما خلقنا كم عبثا) (126) .
وقال تعالى : (أيحسب الا نسان أن يترك سدى )
(127) .
(وما خلقنا السمأ والا رض وما بينهما لا عبين )
(128) .
(وما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون )
(129) و (130) عـلى أ نه خلق (131) لامر عظيم وهو العبادة . وبرهانه قوله تعالى : (وماخلقت الجن والا نس الا ليعبدون ). (132) وفـي الزبور: (ما (133) خلقت الخلق للكثرة (134) ولا للمؤانسة , ولاليجروا الى منفعة , ولالـيـدفعوا عني مضرة , بل خلقتهم ليعبدون ). (135) وهذه (136) اللا م فيها للتعليل . ثم بين (137) الاشيأ المنتفع بها خلق الانسان (138) , فقال : (هوالذي خلق لكم ما في الا رض جميعا). (139) والدليل على أ نه (140) خلق الانسان للاحسان (141) الدائم أ نه قال : (خلقت عبادي كلهم حنفأ (142) ....
وقال [النبى (ص )]: كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يهودانه , وينصرانه ,ويمجسانه
(143) ولـذلـك (144) قـلـنا: انه تعالى خلق العالمين مؤمنين بدليل أنه (145) من مات دون خمس عـشـرة سـنـة مـن الذكور أو دون عشر سنين من الاناث فهو من أهل الجنة , وان كان أبواهما كـافـريـن (146) فدخولهما (147) الجنة , بذلك الايمان الفطري الخلقي (148) اذا كان طينة الشخص طيبة . وان كان من (149) السفاح فلا يدخل الجنة , بل هو في النار وان مات صبيا أومات صالحا (150) , ولايعاقب فيها, بل هوبمنزلة الزبانية , أو كابراهيم (ع ) في نار نمرود, و ان كان فاسقا فيعاقب على ما استحقه .
وبـرهـانـه الخبر المجمع عليه من
(151) قول النبي (152) (ص ): ولدالزنا لايدخل الجنة ولاولد ولده (153) .
وفـي الاخـبـار ردع لـلـمكلف عن الزنا, لان أحب الاشيأ الى العاقل ولده , فلايرضى
(154) بدخوله النار. فربما لايميل الى الزنا رعاية لولده عن دخول النار.
فصل
(155)

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الشفاعة عند الشيعة الإمامية
الموت أفضل من الحياة
صدق دعوى الأنبياء
القرآن يتجلى في تكوين المياه العذبة
لذة العبادة والمناجاة وتاثيرها في التكامل
ثبوت الصفة لله
في اعماقنا مثال لمحكمة القيامة
مصير الشمس على ضوء القرآن
لغة القرآن إعراب سورة الكوثر
ملابسات الشهادة الثالثة

 
user comment