عربي
Monday 23rd of December 2024
0
نفر 0

أنّه تعالى مُدرِكٌ

الإدراك في أصل اللغة هو بلوغ أقصى الشيء ومنتهاه .
 
ويطلق في الإنسان على اطلاعه على الاُمور الخارجيّة التي تدرك بالحواسّ الخمسة زائداً على العلم .
  
فإنّه قد يعلم الإنسان شيئاً فيكون عالماً به ، ثمّ يراه عياناً فيكون مدركاً له .
 
لكن بالنسبة إلى الله تعالى الذي هو منزّه عن الحواس يدرك أقصى الشيء وغايته ومنتهاه إدراكاً لا بحاسّة .
 
بل هو مدرك للأشياء بمعنى أنّه عالم بالمدركات ، أي أنّه عالم بما يدرك بالحواس إدراكاً أعظم من إدراكنا ، حيث انّه قد يقع الخطأ فيما ندركه ، ولكن لا يخطئ الله جلّ شأنه في إدراكه .
 
فالمراد بإدراكه تعالى هو العلم الخاصّ ، كما أفاده في حقّ اليقين (1).
 
ومن هنا يعلم أنّ هذه الصفة الكمالية من صفات ذاته المقدّسة .
 
ويدلّ على هذه الصفة في الله أدلّة العلم الثلاثة المتقدّمة .
 
ويضاف إلى ذلك ما يستفاد من تقريب المعارف: «إنّ وجود المدرك وارتفاع الموانع تستلزم الإدراك ، والله تعالى كامل مستجمع لجميع صفات الكمال ، ولا سبيل للنقص والموانع إلى ذي الجلال ، فيكون مدركاً لكلّ محسوس ، وعالماً بكلّ ما يحسّ » (2).
ودلائل مُدركيّته واضحة بالعيان لكلّ ذي حسّ ووجدان ..
  
وكيف لا يدرك المحسوسات مَن هو عالم بالغيوب والخفيّات ، بل يعلم السرّ وأخفى ؟
  
يعلم ما أسرّه الإنسان وما نساه وغاب عن خاطره ويعلم الغيب والشهادة ، فيكون عالماً بالمحسوسات بالأولويّة القطعية .
  
فالله تعالى مدرك لجميع الأشياء المحسوسة ، وعالم بكلّ شيء محسوس وغير محسوس ، حاضر وغائب ، وكلّ غيب وحضور ، كما تلاحظ ذلك في الأحاديث الشريفة (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حقّ اليقين : (ج1 ص30) .
(2) تقريب المعارف : (ص84) .
(3) بحار الأنوار : (ج4 ص79 ب2 ح2 و3) ، وقد مرّ آنفاً الحديثان الدالاّن عليه في بحث « إنّه تعالى عالم ... » .


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

العلامة أبو الفتح الكراحكي
آل محمد( ص ) في القرآن
ائمة أهل البيت (عليهم السلام) اعلم من جميع ...
النبوة الخاصة
النهج الصحيح للتربيه سر النجاح والموفقيه
الحلقة الاولى البحث العلمي لتزكية النفس
ظروف ولادته كانت عسيرة جداً حيث كان الطاغية ...
زيارة عاشوراء سنداً ومكانةً (2)
الأخوة في القرآن الكريم
هندسة القضاء والقدر

 
user comment