المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، في البدء نعزيكم ونعزي العالم الإسلامي ولاسيما صاحب العصر والزمان (صلوات الله وسلامه عليه) بذكرى حلول اربعينية أبي الضيم وسيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وابنائه الطيبين الطاهرين)، ثم احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أعْلَم من جميع الانبياء السابقين. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سيتبين لكم حقيقة ان الائمة (صلوات الله وسلامه عليهم) وهم اوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعلم من جميع الانبياء الذين سبقوا نبوة الخاتم (صلى الله عليه وآله) طبعا وبحث الادلة القرآنية والروائية المبينة والمفصلة المؤكدة لهذه الحقيقة. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً واحيي باسمكم ضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم مساحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.
المقدم: سماحة السيد قبل الدخول في تفاصيل حلقة اليوم وعنوان حلقة اليوم، لا بأس بالاشارة إلى العلاقة القائمة بين النبوة والرسالة والإمامة والقواعد المستفادة من هذه العلاقة.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بانه يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقات السابقة قلنا ان هذه العناوين الثلاثة التي اشار اليها القرآن الكريم وهي عنوان النبوة وعنوان الرسالة وعنوان الإمامة، هذه تعد من المقامات الإلهية في القرآن الكريم، يعني ان كل عنوان من هذه العناوين الثلاثة تشير إلى مرتبة من مراتب الإنسان في قربه إلى الله (سبحانه وتعالى)، إذا اردنا ان نتكلم عن مراتب القرب الالهي فالانسان لا يصل إلى مقام النبوة الا بعد ان قطع شوطا في هذه الدرجات، ولا يصل إلى مقام الرسالة إلا ان يقطع شوطاً اكبر، ولا يمكنه ان يصل إلى قمة هذه المقامات وهي مقام الإمام إلا بعد ان ينتهي من كل المقامات السابقة، ويتذكر أيضاً المشاهد الكريم اننا قلنا بأن القاعدة التي على اساسها يمكن للانسان ذكرا كان أو انثى يمكن للانسان ان ينطلق إلى مقامات القرب الالهي هي العبودية وهذا ما نصت عليه روايات كثيرة وقبل ذلك اشار إليه القرآن الكريم ان الله اتخذ ابراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا، فالعبودية لله (سبحانه وتعالى) هي الأساس التي ينطلق منها الإنسان إلى مقامات النبوة والرسالة والإمامة وهذه حقيقة قرآنية وقفنا عندها في ابحاث متعددة.
النقطة الأولى التي بودي ان اشير فيها إلى القواعد المستفادة من هذه العلاقة أو من هذه المقامات الثلاثة هو انه إذا فرضنا ان انسانا بلغ جميع هذه المقامات يعني كان نبيا وكان رسولا وكان إماما فان مقام امامته تعد اعظم من مقام رسالته ومقام رسالته تعد اعظم من مقام نبوته، يعني هذه المراتب، هذه الدرجات، هذه المقامات الإلهية اعظم المقامات الإلهية التي يمكن لعبد ان يصلها هي مقام الإمامة (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) والروايات أيضاً أكدت هذه الحقيقة، هذا هو الأصل الاول، إذن الأصل الأول في العلاقة بين هذه المقامات الثلاثة ان مقام الإمامة تعد اعظم واهم في درجات القرب الالهي من مقام الرسالة ومقام النبوة، ومرة أخرى ولعله للمرة العشرين اقولها، مرادي هذه الإمامة القرآنية ليس الحديث في الإمامة السياسية، ليس الحديث في الإمامة الكلامية، لها حديث آخر، انا اتكلم الآن في الإمامة القرآنية وهي قوله تعالى لابراهيم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) هذا هو الأصل الاول، الأصل الثاني الذي لابد ان يلتفت إليه جيدا هو ان كل رسول فهو نبي وليس العكس وليس كل نبي فهو رسول، قد يكون النبي بالاضافة إلى مقام نبوته رسولا وقد لا يكون، ولكن إذا بلغ الإنسان مقام الرسالة وكان رسولا من قبل الله (سبحانه وتعالى) فهو نبي ايضا، ومن هنا نحن عندما نضع ايدينا على عدد الانبياء فليس كل الانبياء بالضرورة هم من المرسلين ولكن كل المرسلين هم بالضرورة انبياء من قبل الله (سبحانه وتعالى) هذا هو الأصل الثاني الذي لابد ان يلتفت اليه.
الأصل الثالث: ان أفضل الانبياء والمرسلين هم انبياء أولي العزم، فان هؤلاء الخمسة وهو نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وعليهم اجمعين) هؤلاء يعدون سادة الانبياء والمرسلين يعني أفضل من بلغ مقامات النبوة والرسالة هم هؤلاء الخمسة، وانا وقفت في بحث النبوة والرسالة في ابحاث سابقة ما هي الخصائص التي يجعل من خلالها نبي من انبياء اولو العزم أو رسول من رسل اولو العزم، إذن هؤلاء الخمسة هم أفضل جميع الانبياء والمرسلين، هذا هو الأصل الثالث.
الأصل الرابع: وهذا بودي ان يلتفت إليه المشاهد الكريم بشكل مهم وهو انه جميع انبياء اولي العزم وهؤلاء الخمسة من اولي العزم هؤلاء هم أئمة بحسب الاصطلاح القرآني، صحيح ان القرآن الكريم اشار إلى ابراهيم قال (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ولكن نوح أيضاً هو إمام وموسى أيضاً إماما وعيسى أيضاً إمام والخاتم (صلى الله عليه وآله) أيضاً إمام وذلك لنصوص روائية أكدت ان جميع الانبياء من اولي العزم هم أئمة ايضا، من باب الإشارة حتى انه المشاهد الكريم يتذكر أيضاً الأبحاث التي اشرنا اليها فيما سبق، التفتوا هذه الرواية واردة في أصول الكافي كتاب الحجة، باب طبقات الانبياء والرسل والائمة قال: وهو إمام مثل اولي العزم وقد كان ابراهيم، إذن كل انبياء اولي العزم هم من الائمة بحسب الاصطلاح القرآني، هذا أيضاً أصل رابع.
الأصل الخامس: الذي لابد ان يلتفت إليه وبودي ان المشاهد الكريم ان يلتفت إلى هذا الأصل ان كل نبي وكل رسول من انبياء اولو العزم له ورثة يرثون علمه يرثون درجاته، يرثون مقاماته، ما هو المراد من الوراثة؟ اؤكد، الآن ليس بحثي في هذه النقطة ولكنه من باب الاشارة، يعني المراد من الوراثة بحسب الاصطلاح الوارد في القرآن الكريم والوارد في النصوص الروائية بودي انه اولا اشير ان الوراثة لها اصطلاح قرآني، لها اصطلاح عرفاني، لها اصطلاح روائي، ولها اصطلاح فقهي، يعني في الفقه عندما نقول الورثة مرادنا من يرثه من حيث البعد المالي، يعني البعد النسبي، اما الوراثة التي تقول بان نبيا ورث نبيا آخر أو أئمة أهل البيت ورثوا النبي الأكرم أو (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) من الواضح ان هذا الارث وهذه الوراثة ليست هي الوراثة النسبية، ليست هي الوراثة الفقهية المرتبطة بالامور المادية وما هو قبيل ذلك، وانما المراد من الوراثة يعني وراثة العلم، وراثة الأمور المعنوية، ما معنى ان شخصا يرث شخصا آخر، المراد منه يعني بتوسطه تصل إليه هذه المعارف، يعني يكون واسطة الفيض بالنسبة اليه، يعني عندما نقول ان أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يرثون النبي الأكرم مع الاسف الشديد البعض يتصور عندما نقول ان أئمة أهل البيت يرثون النبي يتصورون نظرية الوراثة الموجودة في بعض البلدان الإسلامية مثلاً وهو انه الوراثة الملكية او.. إلى غير ذلك، مراد من الوراثة الواردة في الروايات والنصوص والآيات القرآنية يعني ان علمهم يأخذونه من النبي وبتوسط النبي، يعني كل ما يصل إلى الائمة من علي والحسن والحسين إلى باقي الائمة والزهراء البتول انما يصل إلى هؤلاء مباشرة من الله (سبحانه وتعالى) أو بتوسط النبي الاكرم؟ بتوسط النبي الأكرم وهذا معنى الوراثة، معنى الوراثة التي نقولها بالنسبة لائمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وانهم ورثة النبي مرادنا الارث المعنوي اولا ومرادنا انه بتوسط النبي الأكرم ثانيا، ليس مرادنا البعد المادي وليس مرادنا الوراثة بالبعد الفقهي، وانما مرادنا انه ما يصل إلى علي وأهل بيته وابنائه، وهذا ليس فقط في حياتهم، يعني القضية ليست فقط في الحياة، لا يتصور احد انه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مادام في الدنيا فانه واسطة علوم أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لا، ليس الأمر كذلك، بل وهو في البرزخ وهو في الحشر الأكبر الآن النبي (صلى الله عليه وآله) يعيش النشأة البرزخية ولكن لا يصل علم إلى الحجة إلى الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) إلا ويبدأ بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بل أكثر من ذلك، بودي ان المشاهد الكريم يقف على هذه الحقيقة وان بينتها مفصلاً في كتاب علم الإمام هناك بينت انه العلم لا يصل إلى الإمام اللاحق إلا من خلال الإمام السابق، يعني يبدأ العلم برسول الله إذا اراد ان يصل إلى الإمام الثاني عشر ويمر بأمير المؤمنين والحسن وباقي الائمة إلى ان يصل إلى الإمام الثاني عشر (عليه أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: يعني هنا استيضاح سماحة السيد، كلامكم واضح بحمد الله تعالى، لكن قد يسأل سائل من الاخوة من غير اتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) يقول إذن ما الفرق بين ائمتكم وسائر الصحابة أيضاً الصحابة انتهى إليهم علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد بلّغ الوحي والقرآن والسنّة وبالتالي هم أيضاً اخذوا علم الله بتوسط رسول الله (صلى الله عليه وآله).
آية الله السيد كمال الحيدري: سؤال جيد جدا، أولاً ان العلم الذي اخذه الصحابة كان هو العلم المتعارف يعني من خلال الالفاظ ومن خلال الكلمات، ومن خلال التعليم والتعلّم الظاهري، هذا أولاً، وعلم أهل البيت ليس كذلك، لم يثبت عندنا ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) اخذوا العلم بهذا الطريق المتعارف، ولذا ورد عندنا في نصوص متعددة ان العلم الذي عندنا لا هو مأخوذ من كتاب ولا هو مأخوذ من افواه الرجال وانما هو علم لدني وعلم خاص وطريق مفصول، هذا اولا، إذن فارق كبير بين طريقة العلم، وهذا أيضاً بينته إذا تسمح لي دكتور في كتاب (علم الإمام) هناك عندما وقفنا عند هذه المسألة انا بودي ان المشاهد الكريم إذا اراد ان يرجع إلى بيان هذه الحقيقة، قلت وسائل تحقق علم الإمام بماذا يتحقق علم الإمام؟ الجواب: يتحقق من خلال النكث في القلوب، يتحقق من خلال الإلهام، يتحقق من طرق مخصوصة لا تخطئ، زقوا العلم زقا، يعني ذلك العلم الذي هو طريق مخصوص وهذا ليس موجوداً عند الصحابة الآخرين، هذا أولاً، وثانيا ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا العلم الذي وصل اليهم هم معصومون في تلقيه وفي حفظه وفي ابلاغه للناس، وهذا ما لم يتوفر عند جميع الصحابة، إذن في تلقيهم قد يقع الخطأ، في حفظهم قد يقع الخطأ، في ابلاغهم قد يقع الخطأ، ولكن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت وهذا ما بينته أيضاً في كتاب (عصمة الانبياء) قلت ان هذه المراحل الثلاث وهي مرحلة؛ اخذ العلم، تلقي العلم، ومرحلة حفظ العلم وانه لا يسهو لا يشتبه لا يخطأ لا يفهم خطأ، والثالثة في تبليغ العلم لأنّه قد الإنسان يخطأ في التلقي وقد لا يخطأ في التلقي ولكن يخطأ في الحفظ، وقد لا يخطأ في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية ولكن يخطأ في المرحلة الثالثة، إذن هناك فارقان اساسيان بين علم أئمة أهل البيت وبين علم الصحابة الذين اخذوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولاً في الطريق هناك يوجد فارق أساسي وهو ان علم أهل البيت علم لدني وليس علما من افواه الرجال أو من خلال الكتاب، وثانياً انه لا يقع فيه اي خطأ أو اشتباه أو سهو أو نسيان في اي مرحلة من هذه المراحل الثلاث التي اشير اليها.
المقدم: احسنتم، فقط أيضاً استيضاح آخر سماحة السيد إذا سمحتم، يعني القرآن يقول (وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ) والرسول (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يؤد عني إلا انا أو علي، يعني هل هذا ما يسمى بالعلاقة السنخية؟
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم هذا الذي نريد ان نقول بانه يا علي انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى إلا انك لست بنبي، ولذا عندما يسمع أمير المؤمنين ما يسمع الرسول ومن الواضح ان الرسول (صلى الله عليه وآله) ليس هو المراد السمع الظاهري وانما المراد التلقي الآخر يعني الوحي، أو الرواية تقول ان علياً أيضاً يوجد عنده هذا السنخ من التلقي هذا السنخ من الاخذ، ولكنه ليس بنبي، إذن بهذا يتضح والحق سؤال مهم كان وهو انه الكل اخذوا ما الفارق بين أمير المؤمنين اخذ من رسول الله وبين الصحابة الآخرين الذين اخذوا من رسول الله؟ الجواب: هذا هو الفارق الأساسي بين مدرسة أهل البيت، ولذا نحن صرنا من اتباع مدرسة أهل البيت وبين الآخرين الذين هم تابعوا مدرسة الصحابة. إذن الأصل الخامس قلنا انه الوراثة هذا معناها، سؤال: هل يمكن لوارث من موروثه يعني افترضوا لمن يرث ابراهيم الخليل، ما معنى يرث ابراهيم الخليل؟ يعني يأخذ علومه بتوسط ابراهيم، يعني بعبارة أخرى العلم لكي يصل إلى ورثة ابراهيم الخليل لابد ان يبدأ ويمر بابراهيم حتى يصل إليهم، هل يمكن لورثة ابراهيم الخليل ان يصلوا إلى درجة من العلم يكونوا بها اعلم من ابراهيم الخليل؟ الجواب: كلا، لأنّه كل ما يصل إليهم يصل إليهم بتوسط ابراهيم، فكيف يمكن ان يكونوا اعلم من ابراهيم، لأن كل ما وصل اليهم يصل اليهم من طريق ابراهيم الخليل، نعم، قد يكونون مساوين له في العلم، ولكن يستحيل ان يكونوا اعلم منه، ومع ذلك حتى لو ساووه في العلم فالفضيلة تكون لابراهيم على ورثته لماذا؟ باعتباره انه هو الواسطة وهؤلاء هم ورثته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، كذلك عندما نأتي إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) فان أئمة أهل البيت بلغوا ما بلغوا من العلم ووصلوا ما وصلوا إليه من مقامات العلم يعني علموا ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة كما نصت واوضحته مفصلا في كتاب (علم الإمام) يبقوا هم ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ما معنى انهم ورثة رسول الله، يعني يأخذوا العلم بتوسط رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وطبعاً هنا لابد ان يلتفت لا يمكن ان يساووه، يعني بالنسبة إلى ورثة النبي الأكرم لا يمكن ان يساووه، لماذا؟ لان هناك خصوصيتان في النبي الأكرم وهي انه نبي وانه رسول وإمام، وهذا ما لا يوجد عند أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إذن نحن كل مقام اثبتناه لائمة أهل البيت فهو بطريق أولى وبالاولوية وبالدليل القطعي ثابت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيادة، ليس فقط ثابت له، وزيادة، ولذا تجد ان الإمام الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول: اما رسول الله وعلي فلهما فضلهما. يعني لهما فضلهما على باقي الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وهذا هو الأصل الخامس وانا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا، إذن إلى هنا انتهينا بأنه معنى الوراثة يعني هي ان يأخذ العلم عن توسط الذي يرثه لا انه يأخذه بلا تلك الواسطة، تلك الواسطة لها مدخلية في وصول العلم اليهم، يعني أئمة أهل البيت لا يصل العلم اليهم إلا بتوسط، نعم بطريق مخصوص كما اشارت الروايات انهم محدثون انهم ملامون، انهم ينقر في القلوب كما ورد بانه بواسطة القذف والنقر في القلوب والاسماع ونحو ذلك التي هذه الطرق المخصوصة وهي طريق تحصيل العلم من السماع أو من القراءة في الكتب ونحو ذلك. من الأصول الأخرى التي لابد ان يلتفت اليها جيدا، وهو انه أيضاً قد ثبت في الأبحاث السابقة في مباحث النبوة وواضح أيضاً للمشاهد الكريم ان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو أفضل جميع الانبياء والمرسلين نبوة ورسالة وإمامة، يعني في جميع هذه المقامات والمراحل الثلاث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) رسول الله هو أفضل واعلم واعظم من جميع الانبياء والمرسلين وهذا صريح القرآن والروايات التي تثبت هذه الحقيقة.
الأصل السابع - الذي أيضاً لابد ان يلتفت إليه-: وهو ان الوارث ليس بالضرورة لابد ان يرث جميع مقامات ذلك الاصل، يعني عندما نقول ان أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ورثوا النبي الاكرم، ليس بالضرورة انه ورثوا نبوته ورسالته وإمامته، بل قد يرثون مقام دون آخر، ولذا في النصوص ورثوا مقام إمامته لا مقام نبوته ورسالته وهذا بخلاف الانبياء السابقين، يعني عندما نأتي إلى ابراهيم الخليل إذا ورثه احد قد يرث أيضاً مقام النبوة والرسالة والإمامة ومرادنا من الوراثة يعني هذه الواسطة في الفيض، والدليل على ذلك كما اشرنا في الأبحاث السابقة لان النص القرآني والنصوص المتواترة القطعية الروائية اثبتت انه لا نبي بعدي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي.
الأصل الاخير - الذي بودي أيضاً ان اشير إليه وبه يرتبط ان شاء الله بحثنا بحلقة هذه الليلة، هو انه التفتوا جيدا، المشاهد الكريم بودي ان يلتفت إلى هذه النقطة-: وهي انه بالامكان من الممكن ان يكون وارث نبي اعلم من نبي آخر، يعني إذا اردنا ان نضرب امثلة يمكن من الناحية الامكانية يمكن ان يكون وارث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) اعلم من الانبياء السابقين، الآن انا اعبّر بيمكن، لماذا؟ لأنّه إذا دلّ الدليل التزمنا بالاعلمية، إذا لم يدل الدليل فقط امكان الوقوع، والوقوع وكما تعلمون ان الإمكان اعم من الوقوع، الآن بأي بيان، كيف يمكن هذا؟ الجواب: لان وارث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يأخذ علمه من النبي الاكرم، ولا يأخذ علمه بتوسط ابراهيم الخليل، لو كان علي بن أبي طالب، لو كان الحسن، لو كان الحسين (عليهما أفضل الصلاة والسلام) يأخذون علمهم كما يأخذون بتوسط رسول الله يأخذونه من خلال ابراهيم لا يمكنهم ان يكونوا اعلم من ابراهيم، ولكنه النصوص صريحة عندنا لعله ان شاء الله صار وقت اقرأها نصا نصا، النصوص صريحة في ان هؤلاء اخذوا العلم من النبي الأكرم ورثوا النبي الاكرم، يعني بتوسط النبي الأكرم لا بتوسط الانبياء السابقين، وهذه نقطة اساسية بودي ان المشاهد الكريم يلتفت وانا اعلم أيضاً جناب الدكتور وايضا المشاهد الكريم يقول إذن كيف تفسرون مثلا ما نقرأه في زيارة الحسين وإنا نعيش اربعينية الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) ان نقول السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله، موسى كليم الله، عيسى روح الله، إذن هم ورثة الانبياء السابقين بحسب هذا النص وهذه النصوص كثيرة وليست قليلة إذن كيف يمكن ان يكون أئمة أهل البيت اعلم من الانبياء السابقين، هذا ان شاء الله إذا يسمح لي المشاهد الكريم سوف اجيب عليه لاحقا، ولكن بنحو الإجمال في الأصل الثامن نحن نريد ان نبيّن هذه الحقيقة وهي انه يمكن ان يكون وارث نبي ووصي نبي وان لم يكن نبيا اعلم من أنبياء سابقين أو من الانبياء السابقين، هذا على مستوى الامكان طبعا.
المقدم: إذنصار واضحا سماحة السيد، الآن يأتي السؤال، هل ورد نص قرآني مثلا أو نص روائي يثبت انه يوجد عبد من عباد الله أو شخص من الاشخاص أو امكانية وقوع هذه الحقيقة فيكون اعلم من نبي ولو كان من اولو العزم؟
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، في الواقع سؤال أساسي ومهم وانا اتصور انه في ذهني في الحلقة السابقة اشرنا إلى هذه القضية بنحو الاجمال، قلنا انه قرآنياً نعم، صريح القرآن الكريم اثبت لنا كما في سورة الكهف الآية (65) (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى - يعني قال موسى لذلك العبد الصالح- ) انا بودي ان المشاهد يلتفت إلى هذه القضية وهو ان الآية المباركة لم تبيّن لنا ان ذلك العبد كان نبيا أو ليس بنبي، فإذا اردنا مطلق، وهذا يكشف لنا عن انه يمكن لعبد من عباد الله ان يكون اعلم من نبي من انبياء اولي العزم وهو يعيش أيضاً في زمانه لا انه من بعده (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا (التفتوا جيدا، علمه لم يكن علما متعارفا، لم يكن علما من خلال القراءة في الكتب أو من خلال السماع وغير ذلك، قال) وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) هذا هو العلم اللدني، انا بودي ان أقول جملة في العلم اللدني إذا تسمح لي دكتور، العلم اللدني ليس معناه العلم الذي يؤخذ من الله بلا واسطة، مع الاسف من الاخطاء الشائعة عند بعض من لا خبرة له ولا تحقيق له في مثل هذه المسائل يتصور عندما نقول ان فلان عنده علم لدني يعني علمه من الله بلا واسطة، لا، ليس الأمر كذلك، المراد من العلم اللدني، العلم اللدني ينقسم إلى قسمين، علم لدني بلا واسطة وهذا مختص بحقيقة الخاتم: اول ما خلق نور نبيكم، هذا العلم اللدني بلا واسطة مختص بالخاتم ولا يوجد احد في عالم الامكان يوجد عنده علم لدني بلا واسطة إلا الخاتم، وعندنا علم لدني ولكنه مع الواسطة، إذن ما هو المراد من العلم اللدني، المراد من العلم اللدني يعني العلم من غير هذه الطرق المتعارف، الطرق المتعارفة ما هي؟ ان تسمع، ان تلمس، ان تشم، ان تقرأ، ان.. إلى غير ذلك، هذه الطرق المتعارفة، علمهم ليست من هذه الطرق، يعني ليست من طرق (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ) ليس علمهم من هذه الطرق المتعارفة، من السماع، من القراءة في الكتاب، من الذوق، من الشم، من اللمس ونحو ذلك وانما له طريق خاص وهو الذي عبّرت عنه الروايات والنصوص والآيات القرآنية انه بنحو التفهيم بنحو الالهام بنحو التحديث بنحو النقر، بنحو النكث ونحو ذلك من الامور.
المقدم: بدليل ان عيسى (عليه السلام) وهو في المهد بلّغ ولم يأخذه بأي واسطة من الواسطات.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذه الوسائط المتعارفة لم يأخذها، ولكن هل ان علمه كان بلا واسطة من الله؟ الجواب كلا، علمه لدني، إذن هنا عندما تقول الآية (آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا) لا يتبادر إلى ذهن احد انه هذا علم بلا واسطة من الله، لا، هذا علم مع الواسطة ولكن من الطرق الخاصة وليست من الطرق المتعارفة عندنا، قال له موسى لذلك العبد (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ) واضحة الآية، ان موسى وهو نبي من انبياء اولي العزم يطلب ان يتعلم من ذلك العبد، إذن سؤال وهو انه هل كان يعلم هذا العلم موسى أو لا يعلم؟ ان كان يعلم بتحصيل للحاصل لا معنى لأن يطلب التعلم، إن كان لا يعلم إذن يمكن ان نفرض عبداً من عباد الله اعلم من نبي من أنبياء اولي العزم وهو يعيش في زمانه، إذن هذه نقطة اساسية، إذن القرآن الكريم صريح (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (وصريح الآية) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) وانتم في الحلقة السابقة تتذكر دكتور، ذكرت مثال، قلت بأنه يمكن ان يكون طائرا اعلم من نبي كما بالنسبة إلى هدهد قال (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) فهذا طائر الهدهد يقول لنبي من انبياء الله انك احطت بما لم تحط به صريحة الآية، إذن القرآن الكريم والشواهد كثيرة على هذا، يثبت لنا يمكن ان يثبت لنا اثبت لنا لا فقط الامكان بل اثبت لنا الوقوع، يعني انه عبد من عباد الله يملك علماً لا يوجد عند نبي من انبياء اولي العزم، سؤال، هنا يطرح هذا التساؤل، وهو انكم تريدون ان تقولوا بأنه يمكن ان يوجد عبد ولي وارث اعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأنّه أيضاً نبي من انبياء اولي العزم هل يعقل ان يوجد هناك من هو اعلم من رسول الله؟ هنا ثبت قرآنيا انه يوجد من هو اعلم من موسى الذي هو نبي من انبياء اولي العزم، هل يمكن ان يوجد من هو اعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو لا يوجد؟ انا بودي هنا ان ابين هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، اتفقت كلمة علماء المدرستين، يعني مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) انه يمكن لنبي من انبياء أولي العزم أي نبي كان ان يوجد من من هو اعلم منه إلا الخاتم (صلى الله عليه وآله) فان الله جمع له علم الاولين والآخرين، وجمع له علم الطريقة والحقيقة والشريعة على حد اصطلاحهم وانه لم يجمع لأحد كل هذه المعارف إلا لرسول الله، انظروا إلى كلام الآلوسي في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الكهف قال: ما جمعت الحقيقة والشريعة (المراد من الحقيقة يعني ذلك العلم الذي كان يملكه ذلك العبد الصالح، والشريعة العلم الذي كان يملكه موسى عليه أفضل الصلاة والسلام، وتعبيرات متعددة، علم الظاهر والباطن، علم الشريعة والحقيقة، هذه اصطلاحات الآن ليست محل بحثنا) إلا لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ولم يكن للانبياء إلا احدهما. التفتوا جيدا تصريح من الالوسي انه ما اجتمعت على اكملها إلا عند الخاتم اما عند غيره من الانبياء لا، قد تكون علم الشريعة وعلم الطريقة أو علم الحقيقة موجودة ولكن الدرجة الكاملة منها أو ليست الدرجة الكاملة؟
المقدم: ليست الدرجة الكاملة.
آية الله السيد كمال الحيدري: ولذا يمكن ان يفرض عبد اعلم منهم، قال: ولم يكن للانبياء إلا احدهما على معنى انها ما جمعت على الوجه الاكمل إلا له (صلى الله عليه وآله) ولم يكن للانبياء على ذلك الوجه إلا أحدهما ثم يشير بأن الاولياء يعني اولياء الخاتم أيضاً يكونوا اعلم من الانبياء السابقين، ولذا ينقل عن بعض الاكابر ان الاولياء، يعني ورثة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد يكون لاحدهم من علوم الولاية ما هو أكثر من علوم ولاية اولو العزم، الذين هم اعلى منهم درجة.
المقدم: هنا الاثارة لما اجمع المسلمون على ان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا يمكن ان يوجد عبد اعلم منه لا من السابقين ولا من اللاحقين، فكيف سمحوا لانفسهم بان يكون احد الصحابة الذين منّ الله تعالى عليه بنعمة الإسلام بعد ان عبد الاوثان والاصنام ان يختلف مع رسول الله فينزل جبرائيل فيقول يا رسول الله ان الحق مع فلان.
آية الله السيد كمال الحيدري: وكثير من هذه المفارقات، الإنسان عندما يدخل إلى تاريخ الصحابة والى مدرسة الصحابة واقعاً انا اتصور بأنه هذا النبي الذي عرّفه لنا القرآن الكريم ليس هو النبي بالمواصفات التي عندهم .
المقدم: احسنتم سماحة السيد. مشاهدينا الكرام نستقبل اتصالاتكم، إذن معنا اتصال من الأخ ابو عبد المحسن من السعودية تفضلوا.
المتصل ابو عبد المحسن من السعودية: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل ابو عبد المحسن من السعودية: قبل السؤال اعظم لكم الاجر في ذكرى استشهاد أبي الحسن الإمام الرضا (عليه السلام)، وسؤالي بالنسبة للمعصومين إذا تواجدوا في زمن واحد، هل يختلف علم احدهم عن الآخر، وهل الانتقال من إمام إلى إمام يحتاج إلى زمن إلى وقت، وهل هناك فرق في علم الائمة إذا كانوا تواجدوا في زمن واحد، هذا هو السؤال.
المقدم: حياكم الله. معنا الأخ حامل اللواء الشريف من تونس تفضلوا.
المتصل الأخ حامل اللواء الشريف من تونس: السلام عليكم وعلى ضيفكم الكريم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ حامل اللواء الشريف من تونس: سؤالي هل هناك علاقة بين ختم النبوة برسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ووراثة الائمة (عليهم السلام) للرسول (صلى الله عليه وسلم) للعلم.
المقدم: إذن السؤال ما هي العلاقة بين ختم النبوة ووراثة الائمة لهذه النبوة، شكرا لكم. إذن نبدأ بالاجابة سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بسؤال الأخ من السعودية هو انه أساساً في زمن واحد إذا كانوا عدة أئمة نعم يمكن ان نفترض ان بعضهم اعلم من البعض الآخر، يعني عندما اجتمع اصحاب الكساء الخمسة فكان هناك الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وكان هناك علي وكان الحسن وكان الحسين وكانت الزهراء، فبعد ذهاب الرسول الأعظم بعد رحلة الرسول الأعظم بقوا أربعة، يعني الإمام أمير المؤمنين، الحسن، الحسين، الزهراء، الجواب نعم، أولاً ان الإمامة لامير المؤمنين لا للحسن ولا للحسين، ما معنى انه له؟ يعني هو واسطة الفيض بالنسبة اليهما، هذا اولاً. وثانيا انه علي هو اعلم وافضل منهما ولذا ورد الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وابوهما خير منهما. وانا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت، هذه الخيرية اخواني أساسها العلم ولكن ليس العلم المتعارف، لا يذهب ذهننا إلى هذا العلم المتعارف يعني يعرف اصطلاحات يعني علوم حصولية اكثر، لا ابدا، وانما أساس التفاضل بين الانبياء وهذا ما اثبتّه في كتاب (علم الإمام) بين الانبياء بين الائمة انما يقوم على أساس العلم والمعرفة بالله (سبحانه وتعالى)، إذن يمكن ان نفرض في زمن واحد أئمة متعددون ولكن احدهم اعلم من الآخرين، يعني انه واسطة الفيض بالنسبة إليهم.
المقدم: احسنتم، نأخذ هذا الاتصال سماحة السيد، معنا الأخ محمد من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ محمد من العراق: السلام عليكم مولانا.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ محمد من العراق: عندي توضيح فقط انه توجد عبارة لك سيدنا جزاك الله خير وهي (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، هل ان المراد من الصادقين خصوص أهل البيت (سلام الله عليهم) لأنّه لا توجد هنالك آيات
تقول: كونوا من الصادقين، بل كلها تقول (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فما هي هذه الخصوصية جزاك الله خير سيدنا.
المقدم: احسنتم. معنا الأخ علي من ايران تفضلوا.
المتصل الأخ علي من ايران: السلام عليكم، السلام عليك جناب الدكتور وعلى سماحة السيد كمال الحيدري وعظم الله لكم الاجر بمناسبة اربعين الإمام أبي عبد الله الحسين (سلام الله عليه).
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ علي من ايران: سؤالي هو انه السيد كمال الحيدري (حفظه الله) قال بأنه يمكن ان يكون العبد أعلم من النبي، ولكن عندما نراجع التاريخ نرى انه العبد.
المقدم: يعني قصدكم اخ علي الانبياء مطلقاً يعني حتى الخاتم أم من أنبياء سابقين؟
آية الله السيد كمال الحيدري: ما قلت انا هذا الكلام أخي العزيز، أخي العزيز انا لم اقل ان عبدا يكون اعلم من رسول الله، أعوذ بالله، قلت مرارا وتكرارا لا يمكن لاحد ان يكون اعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نعم يمكن ان يكون إنسان اعلم من الانبياء السابقين وهو فرق بين ان يكون اعلم من الرسول واعلم من الانبياء السابقين.
المتصل الأخ علي من ايران: جزاكم الله خير الجزاء.
آية الله السيد كمال الحيدري: لا مولانا، إذا هذا فهمته فأنا اعتذر لعله بياني ما كان موصل.
المقدم: لا، لا واضح، حياكم الله.
آية الله السيد كمال الحيدري: في كلمة واحدة لا يعقل ان يوجد احد اعلم من النبي الأكرم أولاً، بل لا يعقل ان يوجد احد يساوي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، يعني هنا اضيف ليس فقط لا يوجد من هو اعلم من الرسول بل لا يمكن ان يوجد من هو مساوي للرسول، لماذا؟ لان الرسول الأعظم بحسب حقيقته وباطنه وملكوته هو واسطة الفيض بالنسبة لمن دونه فكل من جاء فهو يأخذ من معين علمه (عليه أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: احسنتم، وقد صرّح الائمة (عليهم السلام) وقالوا نحن من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله).
آية الله السيد كمال الحيدري: اما سؤال الأخ حامل اللواء الشريف من تونس.
المقدم: يقول هل ان ختم النبوة له علاقة بورثة الانبياء؟
آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب: نعم، يعني انما تعددوا ورثة الخاتم (صلى الله عليه وآله) باعتبار انه هو النبي الخاتم ومن هنا لابد ان تعطى مسافة زمنية اوسع لورثته لبيان المعارف الدينية أولاً ولابلاغها للناس ثانيا، ولتربية جيل يستطيع ان يتحمل هذه الرسالة إلى قيام الساعة.
المقدم: احسنتم، لأنّه لا تخلو الأرض من حجة فلابد من بقائهم (صلوات الله عليهم).
آية الله السيد كمال الحيدري: اما سؤال الأخ محمد من العراق في جملة واحدة إذا تسمح، نعم المراد من الصادقين مصداقهم أئمة أهل البيت، لماذا عبّر مع الصادقين ولم يقل من الصادقين؟ لأنّه لا يمكن لاحد ان يصل إلى مرتبة هؤلاء، ولذا لابد ان يكون معهم لا ان يكون منهم، إذا عبّرت الآية "من" قد يصل الإنسان إلى مستواهم، ولكنه مع الصديقين والشهداء كما في سورة النساء، المعية يعني اللحوق بخلاف من يعني ان يكون بعضا منهم.
المقدم: احسنتم كثيرا، إذن سؤال الأخ علي أيضاً فصلتموه، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، وشكرا للاخوة المشاهدين الكرام والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.