عربي
Thursday 7th of November 2024
0
نفر 0

الدعاء إجابة أم احتجاب

المعصومون عليهم السلام معدودون بأسمائهم، أمّا نحن فليس أحدّ منّا لا يقع في الذنب، وتجدنا نهتمّ بأجسامنا لكي نتجنّب الأمراض ونحافظ عليها، وهذا ما يؤكّد عليه ديننا القويم، لكنّه يؤكّد أيضاً على شيء أهمّ من الجسد وهي الروح، وهي التي بها يكون الإنسان إنساناً، يؤكّد على الروح من أن تتلوّث بالمعاصي، وتتأثّر بالذنوب، المهلكات، فلماذا لا نهتمّ بها؟
الدعاء إجابة أم احتجاب

المعصومون عليهم السلام معدودون بأسمائهم، أمّا نحن فليس أحدّ منّا لا يقع في الذنب، وتجدنا نهتمّ بأجسامنا لكي نتجنّب الأمراض ونحافظ عليها، وهذا ما يؤكّد عليه ديننا القويم، لكنّه يؤكّد أيضاً على شيء أهمّ من الجسد وهي الروح، وهي التي بها يكون الإنسان إنساناً، يؤكّد على الروح من أن تتلوّث بالمعاصي، وتتأثّر بالذنوب، المهلكات، فلماذا لا نهتمّ بها؟
نعم، نحن قد أُعطينا الفرصة في هذه الأيّام المحدودة التي نعيشها، وما زالت مفتوحة أمامنا. لكن تعالوا نتعرّف على آثار الذنوب، في الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة. عسى أن تكون المعرفة مانعة لنا من اقترافها، أو من التفكير بها والحذر منها، لأنّ المعرفة أحد أهمّ الأسباب التي ينبغي توفّرها في طريق الوصول إلى الله سبحانه وتعالى، فإذا تعرّفنا إلى الذنب وآثاره وما يترتّب عليه بعُدنا عنه، ونكون بذلك قد تحلّينا بالصفات التي يجب توفّرها في الإنسان الذي جعله الله خليفة له في الأرض وفضّله على كثيرٍ من الملائكة.

من دعاء أبي حمزة الثماليّ:
"الحمد لله الذي أدعوه فيُجيبني وإن كنت بطيئاً حين يدعوني، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلاً حين يستقرضني، والحمد لله الذي أناديه كلّما شئت لحاجتي، وأخلو به حيث شئت لسرّي، بغير شفيعٍ فيقضي لي حاجتي، الحمد لله الذي لا أدعو غيره ولو دعوتُ غيره لم يستجب لي دعائي".

الدعاء وأهميـّته
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿ادْعُونِي أسْتجِبْ لكُمْ إِنّ الّذِين يسْتكْبِرُون عنْ عِبادتِي سيدْخُلُون جهنّم داخِرِين﴾(1).
الدعاء عبادة يُمارسها الإنسان في جميع حالاته. وهو عبارة عن كلام المخلوق مع خالقه، ويُترجم عمق الصلة بين العبد وربّه، ويعكس حالة الافتقار المتأصّلة في ذات الإنسان إلى الله سبحانه، والإحساس العميق بالحاجة إليه والرغبة فيما عنده.
فالدعاء مفتاح الحاجات ووسيلة الرغبات، وهو الباب الّذي خوّله تعالى لعباده، كي يلجوا إلى ذخائر رحمته وخزائن مغفرته، وهو الشفاء من الداء، والسلاح في مواجهة الأعداء، ومن أقوى الأسباب
الّتي يُستدفع بها البلاء ويُردّ بها القضاء. ولذلك، فإنّنا نجد الدعاء من أبرز القيم الرفيعة عند الأنبياء والأوصياء والصالحين عليهم السلام، ومن أهمّ السنن المأثورة عنهم، قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "ألا أدلّكم على سلاح يُنجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟".
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء"(2).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "الدعاء مخّ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد"(3).
وفي الحديث القدسيّ: "يا موسى، سلني كلّ ما تحتاج إليه، حتّى علف شاتك، وملح عجينك"(4).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الدعاء ترس المؤمن، ومتى تُكثر قرع الباب يُفتح لك"(5).
وعن الرضا عليه السلام أنّه كان يقول لأصحابه: "عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء"(6).
من آداب الدعاء: الابتداء بالحمد
ومن المعلوم أنّ لكلّ أمر عباديّ آدابه وشروطه، والدعاء واحد من أهمّ العبادات في حياة الإنسان، لا سيّما الإنسان المؤمن، فله آدابه الظاهريّة والباطنيّة، ومنها:
تقديم المدحة لله والثناء عليه قبل المسألة: فقد روى الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "إيّاكم إذا أراد أن يسأل أحدكم ربّه شيئاً من حوائج الدنيا حتّى يبدأ بالثناء على الله عزّ وجلّ والمدحة له، والصلاة على النبيّ (وآله)، ثمّ يسأل الله حوائجه"(7).
وقال عليه السلام: "إنّ رجلاً دخل المسجد وصلّى ركعتين، ثمّ سأل الله عزّ وجلّ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعجل العبد ربّه، وجاء آخر فصلّى ركعتين ثمّ أثنى على الله عزّ وجلّ وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سل تعطه"(8).
وعن عيص بن القاسم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "إذا طلب أحدكم الحاجة فليثنِ على ربّه وليمدحه، فإنّ الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيّأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة، فمجّدوا الله العزيز الجبّار وامدحوه وأثنوا عليه..."(9).
قد لا يستجاب الدعاء
لكن مع رعاية الكثير من الآداب الظاهرية والباطنيّة، والإلحاح بالدعاء، نجد أنّ الله سبحانه وتعالى لا يستجيب دعاءنا، ولا تتحقّق آمالنا، فما السرّ في ذلك؟ والجواب عن هذا السؤال أن السرّ يعود لعدّة أسباب:
هناك أشخاص لا يُستجاب دعاؤهم أبداً مهما دعوا:
روى جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "أربعة لا يُستجاب لهم دعوة:
1- رجل جالس في بيته يقول: اللهم ارزقني. فيُقال له: ألم آمرك في الطلب؟
2- ورجل كانت له امرأة فاجرة، فدعا عليها. فيقال له: ألم أجعل أمرها إليك؟
3- ورجل كان له مال فأفسده، فيقول: اللّهمّ ارزقني. فيقال له: ألم آمرك بالإصلاح (أي الاقتصاد). ثمّ قال: ﴿والّذِين إِذا أنفقُوا لمْ يُسْرِفُوا ولمْ يقْتُرُوا وكان بيْن ذلِك قوامًا﴾(10).
4- ورجل كان له مال فأدانه بغير بيّنة. فيقال له: ألم آمرك بالشهادة؟"(11).

من دعا بقلب قاسٍ أو لاهٍ:
وهذه من أعظم المصائب الّتي يُبتلى بها الإنسان المؤمن، بحيث يُسلب منه لذيذ مناجاة الله سبحانه، فهو يدعو بلسانه، وقلبُه معلّق بالدنيا ومشاغلها، فكيف يتوقّع استجابة دعائه وهو لا يلتفت لما يدعو ومن يدعو؟! بل عليه أن يلتفت بكلّه لمسبّب الأسباب، ويتوجّه بقلبه إلى ربّ الأرباب، حتّى يتوقّع الإجابة.
روى سليمان بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "إنّ الله لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن بالإجابة"(12).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاسٍ"(13).
من لم يتقدّم في الدعاء لم يُسمع منه إذا نزل به البلاء:
كثيرٌ من الناس لا يعرف الدعاء إلّا بعد حلول البلاء عليه، وبعد نزول المصائب، فأين كان أيّام الدعة والرخاء؟ ولم لم تكن الملائكة تسمع صوته عندما كان معافى وغنيّاً وآمناً؟! فإذا أراد الإنسان أن يُستجاب دعاؤه عند نزول الشدائد والمصائب والابتلاءات- وهذه هي حال الدنيا- فعليه أن يدعو الله سبحانه على كلّ حال، ويستعجل بالدعاء وهو في أمن وأمان، وصحّة وسلام، وغنى وإنعام،
فليس الدعاء لدفع الضرر فقط، وإنّما هو لاستدرار الخير أيضاً، وعلى الإنسان أن يلتفت إلى أنّ الشرور والمصائب الّتي يدفعها الله عنه كثيرة جدّاً، ونِعم الله عليه لا تُحصى. فحريّ به أنْ يدعوه ويشكره على كلِّ حال.
روى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من تقدّم في الدعاء استُجيب له إذا أُنزل به البلاء، وقيل: صوت معروف ولم يُحجب عن السماء، ومن لم يتقدّم في الدعاء، لم يُستجب له إذا نزل به البلاء وقالت الملائكة: إنّ هذا الصوت لا نعرفه"(14).

من دعا وهو مصرّ على المعاصي لا يُستجاب دعاؤه:
كيف يتوقّع الداعي أنْ يستجيب الله له وهو مصرّ على معصيته!؟ وكيف يتوقّع الخير وهو لا ينفكّ عن فعل الشرّ!؟
عن أبي ذرّ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، في وصيّته له قال: "يا أبا ذرّ، يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح، يا أبا ذرّ، مثل الّذي يدعو بغير عمل كمثل الّذي يرمي بغير
وتر. يا أبا ذرّ إنّ الله يُصلح بصلاح العبد ولده وولد ولدِه، ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم"(15).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "كان رجل من بني إسرائيل يدعو الله تعالى أنْ يرزقه غلاماً، ثلاث سنين، فلمّا رأى أنّ الله لا يُجيبه قال: يا ربّ، أبعيد أنا منك فلا تسمعني، أم قريب فلا تُجيبني؟ فأتاه آتٍ في منامه قال: إنّك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسانٍ بذيء وقلبٍ عاتٍ غير نقيّ، ونيّة غير صافية (صادقة)، فأقلع عن بذائك، وليتّق الله قلبُك، ولتحسِّن نيّتك، ففعل الرجل ذلك عاماً فولد له غلام"(16).
وروى علي بن أسباط عن أبي عبد الله عليه السلام: "من سرّه أنْ تُستجاب دعوته فليطيّب مكسبه"(17).
وقال عليه السلام: "ترك لقمة الحرام أحبّ إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوّعاً"(18).
وعنه عليه السلام: "ردّ دانق حرام يعدل عند الله سبعين حجّة مبرورة"(19).
وفيما وعظ الله به عيسى عليه السلام: "يا عيسى، قل لظلمة بني إسرائيل: غسلتم وجوهكم ودنّستم قلوبكم، أبي تغترّون، أم عليّ تجترئون؟ تتطيّبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة، كأنّكم أقوام ميّتون.
يا عيسى، قل لهم: قلّموا أظفاركم من كسب الحرام، وأصمّوا أسماعكم عن ذكر الخنا (الفحشاء)، وأقبلوا عليّ بقلوبكم، فإنّي لست أريد صوركم.
يا عيسى قل لظلمة بني إسرائيل: لا تدعوني والسحت تحت أقدامكم، والأصنام في بيوتكم، فإنّي آليت (أقسمت) أن أُجيب من دعاني، وإنّ إجابتي إيّاهم لعناً لهم حتّى يتفرقوا"(20).

ظُلم الناس
كيف تأمل أن يستجيب لك الله وأنت تظلم أحداً من عباده، وأنت تظلم أخوتك، أو زوجتك، أو أولادك، أو المسؤول عنهم، أو جيرانك أو أحداً من أهل ملّتك ومذهبك وهم ليس لهم ناصرٌ ولا معين غير الله؟ أتظنّ أنّه يُقدِّم دعاءك على دعائهم وأنت تعلم أنّ دعاء المظلوم لا يحجبه عن الله حاجب؟ فلنتّق الله، ولنُحاسب أنفسنا على تعاملنا مع الآخرين قبل يوم الحساب، ولنُسارع إلى رفع مظلمتنا عنهم،
عسى أن يقبل الله توبتنا، ونجوز على الصراط إلى جنّات النعيم.
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنّ ربّك لبِالْمِرْصادِ﴾(21) قال: "قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة"(22).
عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: "لما حضر علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة ضمّني إلى صدره، ثمّ قال: يا بُنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به.
قال: يا بُنيّ إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلّا الله"(23).

من لا يردّ دعاؤه
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان أبي عليه السلام يقول: خمس دعوات لا تحجبن عن الربّ تبارك وتعالى:
1- دعوة الإمام المقسط (العادل).
2- ودعوة المظلوم، يقول الله عزّ وجلّ: لأنتقمنّ لك ولو بعد حين.
3- ودعوة الولد الصالح لوالديه.
4- ودعوة الوالد الصالح لولده.
5- ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب، فيقول: ولك مثله"(24).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إيّاكم ودعوة المظلوم، فإنّها تُرفع فوق السحاب حتّى ينظر الله عزّ وجلّ إليها فيقول: ارفعوها حتّى أستجيب له، وإيّاكم ودعوة الوالد فإنّها أحدُّ من السيف"(25).
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من قدّم أربعين من المؤمنين ثمّ دعا استُجيب له"(26).
وعن عبد الله بن طلحة النهديّ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة لا تُردُّ لهم دعوة حتّى تُفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش:
1- الوالد لولده.
2- والمظلوم على من ظلمه.
3- والمعتمر حتّى يرجع.
4- والصائم حتّى يُفطر"(27).
المصادر :
1- غافر:60.
2- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 468، ح 3
3- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسيّ، ج 300، ص93
4- عدّة الداعي، ابن فهد الحلّي، ص 123.
5- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 468، ح 4.
6- م. ن، ص 469، ح5.
7- م. ن، ص 484، ح 1.
8- م. ن، ص 484، ح 5.
9- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 485، ح 6.
10- الفرقان:67.
11- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص511،ح2.
12- عدّة الداعي، ابن فهد الحلّي، ص 126.
13- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 474، ح4.
14- م. ن، ص 472، ح1.
15- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، آل البيت، ج7، ص 85، ح 3.
16- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 325، ح7.
17- وسائل الشيعة الحرّ العاملي، آل البيت، ج7 باب استحباب ملازمة الداعي للصبر، وطلب الحلال، ح 2.
18- عدّة الداعي، ابن فهد الحلّي، ص 129.
19- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 90، ص 373.
20- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، آل البيت، ج7، ص 145، ح 6.
21- الفجر:14.
22- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 331، ح 2.
23- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 331، ح 5.
24- م. ن، ص 509، ح 1.
25- م. ن، ح 3.
26- م، ن، ح 5.
27- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 509، ح 6.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

موقف الخلافة من المصحف العلوي ومصيره بعد ذلك
عصمة الإمام في القرآن
زكاة الفطرة وفوائدها
ماذا بعد الموت
معاني الإمامة ومراتبها
العدل الإلهي والعقوبة الأُخروية
موقف ابن تيمية من مناقب علي بن أبي طالب عليه ...
مراتب وأقسام التوحید
شروط وصفات الولي
فكّر ثم فكّر ثم فكّر حتى يؤمن بك الناس وتؤمن ...

 
user comment