
دعاوه لوداع شهر رمضان
«1» اللَّهُمَّ يا من لا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ «2» و يا من لا يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ «3» و يا من لا يُكَافِىُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوَاءِ . «4» مِنَّتُكَ ابْتِدَا ، و عَفْوُكَ تَفَضُّلٌ ، و عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ ، و قَضَاِّْؤُک خِيَرَةٌ «5» إِنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنٍّ ، و إِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً . «6» تَشْكُرُ من شَكَرَكَ و أَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ . «7» و تُكَافِىُ من حَمِدَكَ و أَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ . «8» تَسْتُرُ عَلَى من لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ ، و تَجُودُ عَلَى من لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ ، و كِلَاهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ و الْمَنْعِ غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ ، و أَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ . «9» و تَلَقَّيْتَ من عَصَاكَ بِالْحِلْمِ ، و أَمْهَلْتَ من قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلَى الْإِنَابَةِ ، و تَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلَا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ ، و لا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إِلَّا عَنْ طُولِ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِ ، و بَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ ، كَرَماً من عَفْوِكَ يا كَرِيمُ ، و عَائِدَةً من عَطْفِكَ يا حَلِيمُ . «10» أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَى عَفْوِكَ ، و سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ ، و جَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ الْبَابِ دَلِيلًا من وَحْيِكَ لِئَلَّا يَضِلُّوا عَنْهُ ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ و يُدْخِلَکُمْ جَنَاتٍ تَجْرِي من تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ . «11» يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ و الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ، نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ و بِأَيْمَانِهِمْ ، يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ، و اغْفِرْ لَنَا ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ . فَمَا عُذْرُ من أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ و إِقَامَةِ الدَّلِيلِ «12» و أَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ ، و فَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ ، و الزِّيَادَةِ مِنْكَ ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ و تَعَالَيْتَ من جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ، و من جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا . «13» و قُلْتَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ، و اللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ، و قُلْتَ من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً . و ما أَنْزَلْتَ من نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ من تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ . «14» و أَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ من غَيْبِكَ و تَرْغِيبِكَ الَّذِي فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى ما لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ ، و لَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ ، و لَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهَامُهُمْ ، فَقُلْتَ اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ، و اشْكُرُوا لِي و لا تَكْفُرُونِ ، و قُلْتَ لئن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّکُمْ ، و لَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ . «15» و قُلْتَ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ، فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً ، و تَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً ، و تَوَعَّدْتَ عَلَى تََرْکِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ . «16» فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ ، و شَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ ، و دَعَوْكَ بِأَمْرِكَ ، و تَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ ، و فِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ من غَضَبِكَ ، و فَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ . «17» و لَوْ دل مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً من نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِي دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوفاً بِالْإِحْسَانِ ، و مَنْعُوتاً بِالِامْتِنَانِ ، و مَحْمُوداً بِكُلِّ لِسَانٍ ، فَلَكَ الْحَمْدُ ما وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ ، و ما بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ به ، و مَعْنًى يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ . «18» يا من تَحَمَّدَ إِلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ و الْفَضْلِ ، و غَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ و الطَّوْلِ ، ما أَفْشَى فِينَا نِعْمَتَكَ ، و أَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ ، و أَخَصَّنَا بِبِرِّكَ «19» هَدَيْتَنَا لِدِينِكَ الَّذِي اصْطَفَيْتَ ، و مِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ ، و سَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ ، و بَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ ، و الْوُصُولَ إِلَى كَرَامَتِكَ «20» اللَّهُمَّ و أَنْتَ جَعَلْتَ من صَفَايَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ ، و خَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ من سَائِرِ الشُّهُورِ ، و تَخَيَّرْتَهُ من جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ و الدُّهُورِ ، و آثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ من الْقُرْآنِ و النُّورِ ، و ضَاعَفْتَ فِيهِ من الْإِيمَانِ ، و فَرَضْتَ فِيهِ من الصِّيَامِ ، و رَغَّبْتَ فِيهِ من الْقِيَامِ ، و أَجْلَلْتَ فِيهِ من لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ . «21» ثُمَّ آثَرْتَنَا به عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ، و اصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُونَ أَهْلِ الْمِلَلِ ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ ، و قُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ و قِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ من رَحْمَتِكَ ، و تَسَبَّبْنَا إِلَيْهِ من مَثُوبَتِكَ ، و أَنْتَ الْمَلِي ءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إِلَيْكَ ، الْجَوَادُ بِمَا سُئِلْتَ من فَضْلِكَ ، الْقَرِيبُ إِلَى من حَاوَلَ قُرْبَكَ . «22» و قَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ ، و صَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ ، و أَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ ، و انْقِطَاعِ مُدَّتِهِ ، و وَفَاءِ عَدَدِهِ . «23» فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ من عز فِرَاقُهُ عَلَيْنَا ، و غَمَّنَا و أَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا ، و لَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الَْمحْفُوظُ ، و الْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ ، و الْحَقُّ الْمَقْضِيُّ ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يا شَهْرَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ ، و يا عِيدَ أَوْلِيَائِهِ . «24» السَّلَامُ عَلَيْكَ يا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ من الْأَوْقَاتِ ، و يا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الْأَيَّامِ و السَّاعَاتِ . «25» السَّلَامُ عَلَيْكَ من شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الآْمَالُ ، و نُشِرَتْ فِيهِ الْأَعْمَالُ . «26» السَّلَامُ عَلَيْكَ من قَرِينٍ جل قَدْرُهُ مَوْجُوداً ، و أَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً ، و مَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ . «27» السَّلَامُ عَلَيْكَ من أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلًا فَسَرَّ ، و أَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ «28» السَّلَامُ عَلَيْكَ من مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ ، و قَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ . «29» السَّلَامُ عَلَيْكَ من نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ ، و صَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الْإِحْسَانِ «30» السَّلَامُ عَلَيْكَ ما أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّهِ فِيكَ ، و ما أَسْعَدَ من رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ «31» السَّلَامُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ ، و أَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ «32» السَّلَامُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الُْمجْرِمِينَ ، و أَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ «33» السَّلَامُ عَلَيْكَ من شَهْرٍ لا تُنَافِسُهُ الْأَيَّامُ . «34» السَّلَامُ عَلَيْكَ من شَهْرٍ هو من كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ «35» السَّلَامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ ، و لا ذَمِيمِ الْمُلَابَسَةِ «36» السَّلَامُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ ، و غَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئَاتِ «37» السَّلَامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً و لا مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَماً . «38» السَّلَامُ عَلَيْكَ من مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ ، و مَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ . «39» السَّلَامُ عَلَيْكَ كم من سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا ، و كم من خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا «40» السَّلَامُ عَلَيْكَ و عَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ «41» السَّلَامُ عَلَيْكَ ما كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَيْكَ ، و أَشَدَّ شَوْقَنَا غَداً إِلَيْكَ . «42» السَّلَامُ عَلَيْكَ و عَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ ، و عَلَى مَاضٍ من بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ . «43» اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا به ، و وَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الْأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ ، و حُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ فَضْلَهُ . «44» أَنْتَ وَلِيُّ ما آثَرْتَنَا به من مَعْرِفَتِهِ ، و هَدَيْتَنَا لَهُ من سُنَّتِهِ ، و قَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ و قِيَامَهُ عَلَى تَقْصِيرٍ ، و أَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلًا من كَثِيرٍ . «45» اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْرَاراً بِالْإِسَاءَةِ ، و اعْتِرَافاً بِالْإِضَاعَةِ ، و لَكَ من قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ ، و من أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الِاعْتِذَارِ ، فَأْجُرْنَا عَلَى ما أَصَابَنَا فِيهِ من التَّفْرِيطِ أَجْراً نَسْتَدْرِكُ به الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ ، و نَعْتَاضُ به من أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ . «46» و أَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى ما قَصَّرْنَا فِيهِ من حَقِّكَ ، و ابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا ما بَيْنَ أَيْدِينَا من شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ ، فَإِذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنِّا عَلَى تَنَاوُلِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ من الْعِبَادَةِ ، و أَدِّنَا إِلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ من الطَّاعَةِ ، و أَجْرِ لَنَا من صَالِحِ الْعَمَلِ ما يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ من شُهُورِ الدَّهْرِ . «47» اللَّهُمَّ و ما أَلْمَمْنَا به فِي شَهْرِنَا هَذَا من لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ من ذَنْبٍ ، و اكْتَسَبْنَا فِيهِ من خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا ، أَوْ عَلَى نِسْيَانٍ ظَلَمْنَا فِيهِ أَنْفُسَنَا ، أَوِ انْتَهَكْنَا به حُرْمَةً من غَيْرِنَا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ ، و اعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ ، و لا تَنْصِبْنَا فِيهِ لِأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ ، و لا تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاعِنِينَ ، و اسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً و كَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لا تَنْفَدُ ، و فَضْلِكَ الَّذِي لا يَنْقُصُ . «48» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و اجْبُرْ مُصِيبَتَنَا بِشَهْرِنَا ، و بَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِ عِيدِنَا و فِطْرِنَا ، و اجْعَلْهُ من خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبِهِ لِعَفْوٍ ، و أَمْحَاهُ لِذَنْبٍ ، و اغْفِرْ لَنَا ما خَفِيَ من ذُنُوبِنَا و ما عَلَنَ . «49» اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلَاخِ هَذَا الشَّهْرِ من خَطَايَانَا ، و أَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ من سَيِّئَاتِنَا ، و اجْعَلْنَا من أَسْعَدِ أَهْلِهِ به ، و أَجْزَلِهِمْ قِسْماً فِيهِ ، و أَوْفَرِهِمْ حَظّاً مِنْهُ . «50» اللَّهُمَّ و من رَعَى هَذَا الشَّهْرَ حق رِعَايَتِهِ ، و حَفِظَ حُرْمَتَهُ حق حِفْظِهَا ، و قَامَ بِحُدُودِهِ حق قِيَامِهَا ، و اتَّقَى ذُنُوبَهُ حق تُقَاتِهَا ، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ ، و عَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ ، فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ من وُجْدِكَ ، و أَعْطِنَا أَضْعَافَهُ من فَضْلِكَ ، فَإِنَّ فَضْلَكَ لا يَغِيضُ ، و إِنَّ خَزَائِنَكَ لا تَنْقُصُ بَلْ تَفِيضُ ، و إِنَّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لا تَفْنَى ، و إِنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا . «51» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ و آلِهِ ، و اكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ من صَامَهُ ، أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . «52» اللَّهُمَّ إِنَّا نَتُوبُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيداً و سُرُوراً ، و لِأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً و مُحْتَشَداً من كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ ، أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ ، أَوْ خَاطِرِ شر أَضْمَرْنَاهُ ، تَوْبَةَ من لا يَنْطَوِي عَلَى رُجُوعٍ إِلَى ذَنْبٍ ، و لا يَعُودُ بَعْدَهَا فِي خَطِيئَةٍ ، تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ من الشَّكِّ و الِارْتِيَابِ ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا ، و ارْضَ عَنَّا ، و ثَبِّتْنَا عَلَيْهَا . «53» اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ ، و شَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّى نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدْعُوكَ به ، و كَأْبَةَ ما نَسْتَجِيرُک مِنْهُ . «54» و اجْعَلْنَا عِنْدَكَ من التَّوَّابِينَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ ، و قَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ ، يا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ . «55» اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبَائِنَا و أُمَّهَاتِنَا و أَهْلِ دِينِنَا جَمِيعاً من سَلَفَ مِنْهُمْ و من غَبَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . «56» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا و آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، و صَلِّ عَلَيْهِ و آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، و صَلِّ عَلَيْهِ و آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، و أَفْضَلَ من ذَلِكَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، صَلَاةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا ، و يَنَالُنَا نَفْعُهَا ، و يُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا ، إِنَّكَ أَكْرَمُ من رُغِبَ إِلَيْهِ ، و أَكْفَى من تُوُكِّلَ عَلَيْهِ ، و أَعْطَى من سُئِلَ من فَضْلِهِ ، و أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ
رغب فيه: اراده و رغب عنه لم يرده.
الندم: الاسف و الحزن على ما وقع منه.
السواء: الاستواء و هو التعادل و التماثل من غير تفاوت.
اللهم يا من لا يرغب فى الجزاء و يا من لا يندم على العطاء و يا من لا يكافى ء عبده على السواء هذه اوصاف المخلوق الضعيف فيجل عنها الخالق الكبير فان الله عندما يعطى الانسان و يغدق عليه لا يطلب من وراء ذلك بدلا عنه و عوضا عما اعطاه كمن يعطى درهما ليربح درهمين و كذلك لا يندم على ما اعطى لانه الله الذى لا يتاثر و لا ينفعل لان الندم انما يكون لجهل المعطى بحق المعطى او لعدم استحقاقه، تعالى ربنا عن ذلك و كذلك الله لا يعطى ما يستحقه العبد بل يعطى بالحسنه عشرا و بالشكر زياده فهو يعطى على القليل الكثير.
رغب فيه: اراده و رغب عنه لم يرده.
الندم: الاسف و الحزن على ما وقع منه.
السواء: الاستواء و هو التعادل و التماثل من غير تفاوت.
اللهم يا من لا يرغب فى الجزاء و يا من لا يندم على العطاء و يا من لا يكافى ء عبده على السواء هذه اوصاف المخلوق الضعيف فيجل عنها الخالق الكبير فان الله عندما يعطى الانسان و يغدق عليه لا يطلب من وراء ذلك بدلا عنه و عوضا عما اعطاه كمن يعطى درهما ليربح درهمين و كذلك لا يندم على ما اعطى لانه الله الذى لا يتاثر و لا ينفعل لان الندم انما يكون لجهل المعطى بحق المعطى او لعدم استحقاقه، تعالى ربنا عن ذلك و كذلك الله لا يعطى ما يستحقه العبد بل يعطى بالحسنه عشرا و بالشكر زياده فهو يعطى على القليل الكثير.
رغب فيه: اراده و رغب عنه لم يرده.
الندم: الاسف و الحزن على ما وقع منه.
السواء: الاستواء و هو التعادل و التماثل من غير تفاوت.
اللهم يا من لا يرغب فى الجزاء و يا من لا يندم على العطاء و يا من لا يكافى ء عبده على السواء هذه اوصاف المخلوق الضعيف فيجل عنها الخالق الكبير فان الله عندما يعطى الانسان و يغدق عليه لا يطلب من وراء ذلك بدلا عنه و عوضا عما اعطاه كمن يعطى درهما ليربح درهمين و كذلك لا يندم على ما اعطى لانه الله الذى لا يتاثر و لا ينفعل لان الندم انما يكون لجهل المعطى بحق المعطى او لعدم استحقاقه، تعالى ربنا عن ذلك و كذلك الله لا يعطى ما يستحقه العبد بل يعطى بالحسنه عشرا و بالشكر زياده فهو يعطى على القليل الكثير.
منتك: عطاوك.
قضاوك: حكمك.
خيره: خير.
منتك ابتداء و عفوك تفضل و عقوبتك عدل و قضاوك خيره احسانك و عطاياك ابتدات بها على هذا الانسان من اصل وجوده الى كل موجوده... و بماذا يستحق على الله حتى يعطيه هذا العطاء... و متى كان؟... و ماذا فعل...؟ و ما قدم...؟ انه الكرم الالهى الذى افاض اصل الوجود و اعطى لهذا الانسان كل موجود... و عفوك تفضل فاذا عفوت عن المسيئين و غفرت للمذنبين فان ذلك تفضل و صفح منك بدون استحقاق عن المعفو عنهم... و عقوبتك عدل فلا تعاقب الا من يستحق العقاب و هذا مقتضى العدل.
و قضاوك خيره فان حكمك بالشى ء و على الشى ء انما هو الخير كله و لا تحكم الا بالخير لانه لمصلحه العباد و البلاد.
تشب: تخلط و تمزج.
المن: قول يكدر العطاء و ينقصه لما يتضمنه من التعيير.
ان اعطيت لم تشب عطاوك بمن و ان منعت لم يكن منعك تعديا ان اعطيت- و قد اعطيت كل شى ء- لم تكدر معطيك بالمن عليه بهذه النعم بحيث يشعر بالاذى و الضعه و لا تعيره بها او تهينه بلذتها، و ان منعت عن احد شيئا لم يكن منعك ظلما له او جورا عليه لان عطاءه و منعه لا يصدران الا عن حكمه اقتضتها معرفته بمصلحه هذا الانسان و ما ينفعه و يضره...
تشكر من شكرك و انت الهمته شكرك تجازى من شكرك و تعطيه جزاء شكره و انت الذى القيت فى نفسه شكرك و هديته الى ذلك او انك تجازى من شكرك على القليل من شكره و انت بفعلك وجهته الى الشكر...
تكافى ء: تجازى و تثيب.
و تكافى ء من حمدك و انت علمته حمدك تجازى و تثيب من حمدك و انت بفضلك علمته حمدك، فانت دللته على الحمد لتجزيه عليه...
بنيت: اثبت و اسست.
التفضل: الاحسان.
التجاوز: من جازه اذا تعداه و عبر عنه.
تستر على من لو شئت فضحته فانت ستار العيوب لو كشفت الغطاء و هتكت الستر عن اصحاب السيئات لا نكشفت عوراتهم و سقطت منزلتهم ولكنك سترتها عليهم بفضلك و منك.
و تجود على من لو شئت منعته فانت الكريم لا تمنع حتى من يستحق المنع بل انت تعطى و تتكرم على عبادك.
و كلاهما اهل للفضيحه و المنع فكل منهما يستحق الفضيحه دون الستر و المنع دون الجود ستار العيوب الجواد الكريم.
غير انك بنيت افعالك على التفضل فافعالك كلها احسان بدون استحقاق انت تتكرم على عبادك و تجود عليهم دون ان يكون لهم حق فى ذلك.
و اجريت قدرتك على التجاوز فانت بقدرتك العظيمه لا تواخذ بها كل سى ء بل تتعداه و تمهله و تغفر له سيئاته و تمهله لعله يرجع و يعود.
تلقيت: استقبلت.
الامهال: عدم الاستعجال.
الاناه: من التانى و هو التمهل و عدم العجله.
الانابه: الرجوع و العوده.
ترادف الحجه: تتابع الادله و البراهين.
العائده: الفائده و النفع.
و تلقيت من عصاك بالحلم و امهلت من قصد لنفسه بالظلم فمن عصاك حلمت عليه و استقبلته بالعفو عنه و الصبر عليه و من ظلم نفسه بالتعدى على محارمك و ارتكاب ماثمك فانت من امهلته و اخرت عقوبته لعله يرجع او يعود فصفاتك الحلم و العفو و الصبر...
تستنظرهم باناتك الى الانابه و تترك معاجلتهم الى التوبه لكيلا يهلك عليك هالكهم و لا يشقى بنعمتك شقيهم الا عن طول الاعذار اليه و يعد ترادف الحجه عليه كرما من عفوك يا كريم و عائده من عطفك يا حليم انك لم تاخذهم بما يستحقونه بل تنظرهم و تتباطا عليهم بتمهلك و عدم العجله عليهم حتى يرجعوا اليك بالتوبه فلا يعذب بعذابك و لا يشقى فينحرف و يعصى شقيهم و عاصيهم بما انعمت عليه حيث حول نعمه الله نقمه و رحمته الى عذاب... لا يهلك او يشقى الا بعد مده مديده من الاعذار اليه بحيث قدمت له ما يوجب العذر لعذابه و قدمت اليه الحجه بعد الحجه و البرهان بعد البرهان على وجوب الايمان و الالتزام كرما من كرمك و فضلا من جودك و نفحه و فائده من كرمك يا حليم لا تاخذ عبيدك بالشده و السرعه... و بعباره اوجز ان الله لا يواخذ عباده بالعجله بل يشملهم كرما منه وجودا حتى يعودوا اليه و ينيبوا الى ساحه جوده فاذا ابوا و رفضوا الرجوع كان الهلاك بايديهم بعد الاعذار لهم و الانذار الطويل...
انت الذى فتحت لعبادك بابا الى عفوك و سميته التوبه و جعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه الله سبحانه و تعالى فتح لعباده بابا يدخل منه الانسان الى عفوه و كرمه وجوده و ذلك الباب هو التوبه فمن تاب دخل باب العفو و المغفره و قد بينه الله فى كتابه و اوضحه لعباده لئلا يضلوا عنه او يخطوه اذا ارادوه.
فقلت تبارك اسمك آمرا عبادك بالتوبه قائلا: توبوا الى الله توبه صادقه تنصحون بها انفسكم فيقبلها ربكم منكم فيغفر سيئاتكم و يدخلكم الجنه التى وصفها بانها تجرى من تحتها الانها
و يومها لا يذل الله النبى و الذين معه من المومنين به العاملين بامره هولاء الذين نورهم و هى اعمالهم التى مارسوها من الطاعات تنير لهم الدرب امامهم و تكشف لهم الظلمات و تزيل العقبات عن يمينهم حتى يدركوا مطلوبهم و يصلوا الى غايتهم... انهم و هم فى ذلك النعيم الوفير يقولون ربنا اتمم لنا نورنا و اغفر ذنوبنا و ما عملناه من سيئاتنا انك على كل شى ء قدير فبقدرتك امح السيئات و اغفر الخطيئات و لا عذر بعد هذا لمن اغفل نفسه او غفل عن دخول ذلك المنزل و هو العفو بعد فتح الباب و هو التوبه و اقامه الدليل الذى هو قول الله المتقدم القائل: توبوا الى الله...
السوم: الثمن.
فاز بالشى ء: ظفر به مع السلامه.
الوفاده: القدوم و الورود.
المثل: النظير.
و انت الذى زدت فى السوم على نفسك لعبادك تريد ربحهم فى متاجرتهم و فوزهم بالوفاده عليك و الزياده منك... و انت الذى زدت فى الثمن على نفسك لعبادك ففى الوقت الذى يتعامل الناس و ينقصون من الثمن الذى يدفعون انت سبحانك تعطى الزياده تريد ان تربحهم فى تجارتهم معك و تريدهم ان يفوزوا و ينتصروا بالقدوم عليك و الزياده منك... انك تريد سعادتهم و فوزهم فلذلك تعطيهم على العمل القليل الثواب الكثير...
و قلت: مثل الذين ينفقون اموالهم فى سبيل الله كمثل حبه انبتت سبع سنابل فى كل سنبله مائه حبه و الله يضاعف لمن يشاء و قلت من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيره و ما انزلت من نظائرهن فى القرآن من تضاعيف الحسنات انه سبحانه فتح لعباده باب الرحمه و اراد لهم ان يدخلوا الجنه و وفر لهم فى سبيل ذلك كل ما يوصلهم اليها فجعل الحسنه بعشر امثالها و اما السيئه فواحده رحمه منه بهذا الانسان و لذا ورد فى الخبر: ويل لمن غلبت آحاده عشراته اى سيئاته حسناته لان السيئه واحده بينما الحسنه بعشره
و قلت: مثل الذين ينفقون اموالهم فى سبيل الله كمثل حبه انبتت سبع سنابل فى كل سنبله مائه حبه و الله يضاعف لمن يشاء و قلت من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيره و ما انزلت من نظائرهن فى القرآن من تضاعيف الحسنات انه سبحانه فتح لعباده باب الرحمه و اراد لهم ان يدخلوا الجنه و وفر لهم فى سبيل ذلك كل ما يوصلهم اليها فجعل الحسنه بعشر امثالها و اما السيئه فواحده رحمه منه بهذا الانسان و لذا ورد فى الخبر: ويل لمن غلبت آحاده عشراته اى سيئاته حسناته لان السيئه واحده بينما الحسنه بعشره
و زاد سبحانه من فضله على عباده حينما جعل الدرهم ينفق فى سبيله على الفقراء و المساكين و المشاريع التى تفيد الانسانيه و تعينها على مشقات الحياه، جعل كل درهم كحبه قمح تنبت سبع سنابل فى كل سنبله مئه حبه فيصبح الدرهم بسبع مائه و لم يكتف بذلك بل ترك الزياده اليه بقوله: و الله يضاعف لمن يشاء فقد يكون سبعه آلاف و قد يكون سبعه ملايين و قد يكون اكثر من ذلك و هو الغنى جعل صدقه من يتصدق على عباد الله كانها قرض له لا يوفيه مثله فحسب بل بضاعفه له اضعافا كثيره و هى فى علم الله ارقام لا يحدها و لا يعلمها الا هو و هذا فضل لا يحصيه الا علام الغيوب و هو اكرم الاكرمين... و هناك آيات اخرى مثل هذه و فى مضمونها تفيد فائدتها كقوله تعالى: من جاء بالحسنه فله خير منها.
دللته: ارشدته.
حظهم: بختهم و نصيبهم.
لم تعه: لم تحفظه و تفهمه.
و انت الذى دللتهم بقولك من غيبك و ترغيبك الذى فيه حظهم على ما سترته عنهم لم تدركه ابصارهم و لم تعه اسماعهم و لم تلحقه اوهامهم و انت يا رب بفضلك و جودك و رحمتك قد ارشدتهم و دللتهم بما انزلت اليهم من غيبك المحجوب على السنه انبيائك و قد رغبتهم بما فيه سعادتهم على ما هو محجوب عنهم لم يهتدوا اليه بابصارهم و لا باسماعهم و لا باوهامهم التى هى عقولهم... و بعباره اخرى لو لا ان الله انزل من عنده ما هو محجوب عن عباده لم يهتدوا الى مصالحهم و ما ينفعهم لان ما يملكونه من قوى لا تساعدهم لقصورها عن ذلك.
الاستكبار: العلو بغير حق.
داخرين: اذلاء صاغرين.
فقلت: فاذكرونى اذكركم و اشكروا لى و لا تكفرون و قلت: لئن شكرتم لازيدنكم و لن كفرتم ان عذابى لشديد و قلت: ادعونى استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين فقلت سبحانك اذكرونى فى كل حال اذكركم فلا انساكم و اعطيكم على كل حال اذكرونى فى الرخاء اذكركم فى الشده و اذكرونى حال الغنى اذكركم حال الفقر و اذكرونى بالدعاء اذكركم بالاجابه و اذكرونى فى الخلوات اذكركم فى الفلوات و هكذا... و كذلك من شكر الله على النعمه زادها و اغدقها عليه و من كفر بنعمه الله و لم يشكره فله من الله عذاب شديد و قال سبحانه ادعونى و اطلبوا حوائجكم منى و لا تتكبروا عن دعائى فان جهنم جزاء المتكبرين يدخلونها اذلاء صاغرين... دعوه الى جمله من مستلزمات الايمان و خصائصه...
فسميت دعاءك عباده و تركه استكبارا و توعدت على تركه دخول جهنم داخرين و هكذا وردت الاحاديث حيث سميت الدعاء عباده ففى الحديث عن الصادق يقول لاحد اصحابه: ادع الله و لا تقل قد فرغ من الامر فان الدعاء هو العباده ان الله عز و جل يقول: ان الذين يستكبرون عن عبادتى... و قد كان عباده لان العباده تعنى التذلل و الخضوع و اطاعه امر الله و هذا موجود فى الدعاء و زياده لما فيه من التضرع و الخشيه و البكاء...
من عليه: انعم عليه.
فذكروك بمنك و شكروك بفضلك و دعوك بامرك و تصدقوا لك طلبا لمزيدك و فيها كانت نجاتهم من غضبك و فوزهم برضاك و ان عبادك المومنين قد استجابوا لك و التزموا امرك فذكروك باحسانك و جميل ما فعلت بهم و شكروك على نعمك و كرمك و ما اوليتهم من فضل و احسان و دعوك كما امرت بلسان حالهم و مقالهم و فقرهم و افتقارهم و تصدقوا لك من اجلك و فى سبيلك طلبا لمزيد فضلك و نعمك بهذه الطاعات و الالتزامات كانت نجاتهم من عذابك و انتقامك و فوزهم برضاك و نعمك و ما اعددته للمطيعين لك و الموتمرين بامرك... فكانوا كما اردت فى كل ما امرت...
و لو دل مخلوق مخلوقا من نفسه على مثل الذى دللت عليه عبادك منك كان موصوفا بالاحسان و منعوتا بالامتنان و محمودا بكل لسان لو ان انسانا بما يملك من حجج و بينات اقامها لانسان آخر و دله على صفات الله و افعاله لاستحق ان يكون محسنا متفضلا متكرما لانها حجج تعرفه بالله العزيز القهار و تنقذه من النار و هو واسطه لم يستقل بقدرته لو لا قدره الله و اعانته على القيام بذلك فكيف بالله الذى تولى هو تعريف نفسه و بيان صفاته و افعاله و احكامه فهو يستحق بالنتيجه ان يكون خير المحسنين و خير المتفضلين و المعطين و خير المحمودين بكل لسان على كل لسان...
فلك الحمد ما وجد فى حمدك مذهب و ما بقى للحمد لفظ تحمد به و معنى ينصرف اليه لك الحمد كما تستحق ما وجد طريق الى حمدك و هى كثيره لا تعد و لا تحصى انها فى الاقوال كما هى فى الافعال و ما بقى للحمد لفظ- على كثرته- تحمد به و من المعانى التى ينصرف اليها.
غمره: غطاه و ستره.
الطول: بالفتح الانعام.
فشى الشى ء: ظهر و انتشر.
سبغت النعمه: اتسعت و فاضت.
بصرته الشى ء: عرفته اياه.
الزلفه: الحظوه و المنزله.
يا من تحمد الى عباده بالاحسان و الفضل و غمرهم بالمن و الطول ما افشى فينا نعمتك و اسبغ علينا منتك و اخصنا ببرك هديتنا لدينك الذى اصطفيت و ملتك التى ارتضيت و سبيلك الذى سهلت و بصرتنا الزلفه لديك و الوصول الى كرامتك احسان الله و فضله هما اللذان يستوجبان حمد الله، فبهما كانه يطلب الحمد، و ذلك مقتضى شكر المنعم و المحسن و المتفضل و ما غمرهم اى اعطاهم و اغدق عليهم من العطايا و الكرم و الفضل... نعمتك ما اكثرها انتشارا بيننا حيث هى فى نفسها كثيره و ما اسبغها علينا من حيث شمولها و عمومها لكل مخلوقاتك فهى اكثر و اعم من كل شى ء و لكل شى ء و قد خصصتنا و ميزتنا باحسانك حيث سخرت لنا ما فى الكون كله ثم عدد بعض تلك النعم انها الهدايه لدينك و هو الاسلام الذى اخترته و اصطفيته انها اعظم النعم و اكبرها لان بها الحياه و السعاده و شريعتك التى ارتضيتها لنا لنعمل بها و نشفى من العلل بمقتضاها و طريقك الذى سهلته و جعلته على مقتضى الفطره يتقبله الانسان بدون حرج او عسر و عرفتنا المنزله القريبه منك لنطلبها و نحاول الوصول اليها و الى كرامتك التى هى الجنه و رضاك...
غمره: غطاه و ستره.
الطول: بالفتح الانعام.
فشى الشى ء: ظهر و انتشر.
سبغت النعمه: اتسعت و فاضت.
بصرته الشى ء: عرفته اياه.
الزلفه: الحظوه و المنزله.
يا من تحمد الى عباده بالاحسان و الفضل و غمرهم بالمن و الطول ما افشى فينا نعمتك و اسبغ علينا منتك و اخصنا ببرك هديتنا لدينك الذى اصطفيت و ملتك التى ارتضيت و سبيلك الذى سهلت و بصرتنا الزلفه لديك و الوصول الى كرامتك احسان الله و فضله هما اللذان يستوجبان حمد الله، فبهما كانه يطلب الحمد، و ذلك مقتضى شكر المنعم و المحسن و المتفضل و ما غمرهم اى اعطاهم و اغدق عليهم من العطايا و الكرم و الفضل... نعمتك ما اكثرها انتشارا بيننا حيث هى فى نفسها كثيره و ما اسبغها علينا من حيث شمولها و عمومها لكل مخلوقاتك فهى اكثر و اعم من كل شى ء و لكل شى ء و قد خصصتنا و ميزتنا باحسانك حيث سخرت لنا ما فى الكون كله ثم عدد بعض تلك النعم انها الهدايه لدينك و هو الاسلام الذى اخترته و اصطفيته انها اعظم النعم و اكبرها لان بها الحياه و السعاده و شريعتك التى ارتضيتها لنا لنعمل بها و نشفى من العلل بمقتضاها و طريقك الذى سهلته و جعلته على مقتضى الفطره يتقبله الانسان بدون حرج او عسر و عرفتنا المنزله القريبه منك لنطلبها و نحاول الوصول اليها و الى كرامتك التى هى الجنه و رضاك...
صفايا: جمع صفيه الخيار و الخالص من كل شى ء.
الوظائف: جمع وظيفه و هى ما يعين من عمل او رزق.
الخصائص: ما يختص بالشى ء من الصفات دون غيره.
الفروض: الواجبات و ما وجب على الانسان القيام به.
آثرته: فضلته.
اللهم و انت جعلت من صفايا تلك الوظائف و خصائص تلك الفروض شهر رمضان الذى اختصصته من سائر الشهور و تخيرته من جميع الازمنه و الدهور اللهم انك قد القيت علينا تكاليف كثيره و اوجبت علينا واجبات عديده ولكنك قد اخترت و اصطفيت منها شهر رمضان الذى جعلته مخصوصا من بين شهور السنه لميزات فيه و خصوصيات تحتويه اخترته من بين الازمنه و الدهور...
و آثرته على كل اوقات السنه بما انزلت فيه من القرآن و ضاعفت فيه من الايمان و فرضت فيه من الصيام و رغبت فيه من القيام و اجللت فيه من ليله القدر التى هى خير من الف شهر و قد امتاز شهر رمضان و تقدم على غيره من الشهور و كان له الفضل و فيه البركه لامور يذكرها الامام و اعظمها واهمها نزول القرآن فيه فان اعظم ميزه و خصوصيه لهذا الشهر هو كونه قد نزل فيه القرآن الذى هو كلام الله الذى يهدى الناس و يرشدهم و يسددهم فى طريق الاستقامه... و باعتبار اهميه القرآن و دوره و عظمته كان للشهر الذى نزل فيه هذا الفضل و كذلك يتضاعف فيه الايمان و ينمو لان الصفاء و الطهر و النزاهه يكتسبها الانسان بالطاعات فيه، و الالتزام بخصوصياته و لكثره الاعمال تزداد الطاعات و لما فرض الله فيه من الصيام و هو بما فيه من الروحانيه و التنزه عن صغائر الارض جعله الله مباركا طيبا و قد ندب الله الى قيامه بان يتوجه الانسان الى الله فيه فيصلى و يدعو و يناجى ربه...
و لكون ليله القدر التى هى خير من الف شهر قد جعلها الله فيه و هذه خصوصيه تفقدها بقيه الشهور... انها ليله مباركه.
الملى ء: الغنى، المقتدر.
ثم آثرتنا به على سائر الامم و اصطفيتنا بفضله دون اهل الملل فصمنا بامرك نهاره و قمنا بعونك ليله متعرضين بصيامه و قيامه لما عرضتنا له من رحمتك و تسببنا اليه من مثوبتك ثم اخترتنا و فضلتنا بسببه على جميع الامم فهو الذى جعل لنا الفضل و التقدم فى تكلفنا به بخصوصياته المعهوده التى لم يشاركنا فيها غيرنا من الامم و قد التزمنا يا رب بما امرت فصمنا نهاره و قمنا لك فى صلاه و تهجد و عباده ليله طالبين بذلك- بصيامه و قيامه- رحمتك التى اردتها لنا و ثوابك الذى كتبته لمن ادى ما اردت و قام بما طلبت...
و انت الملى ء بما رغب فيه اليك الجواد بما سئلت من فضلك القريب الى من حاول قربك انت الغنى الملى ء و كل شى ء لك و فى قبضتك اذا رغب اليك احد فى امر وجده فى ساحتك، يداك مبسوطتان تعطى من سالك و تجود عليه بما طلب و فوق ما طلب قريب تلبى دعاوه و تعطيه ما سال... و هذه امور ثلاثه تختص بالله و هى دعائم اساسيه للعطاء لا يشاركه فيها غيره بقول مطلق اولا: الغنى فالفقير لا يملك حتى يعطى... ثم بعد الغنى يشترط الجود و الكرم و ليس هذا متوفرا فى كل غنى فلرب غنى كان اشد منعا من الفقير المعدم و نحن نرى الاغنياء كيف يمنعون من يطلبون منهم شيئا و ثالثا بعد الغنى و السخاء يشترط القدره على الايصال و هذا لا يتحقق الا بالقرب فقد يكون المعطى من البعد بمكان بحيث يمنعه من العطاء بينما الله قريب للانسان بل هو اقرب اليه من حبل الوريد، فالله غنى جواد قريب فيتحقق العطاء مع الدعاء...
و قد اقام فينا هذا الشهر مقام حمد و صحبنا صحبه مبرور و اربحنا افضل ارباح العالمين ثم قد فارقنا عند تمام وقته و انقطاع مدته و وفاء عدده و باعتبار انه سينقضى شهر رمضان و تنصرم ايامه فكانه عند حلوله علينا قد اقام فينا بايامه المعدوده اقامه موقته و لذا يمدحه الامام باقامته المباركه و كونه محمود الاقامه كريم الصحبه كثير الخيرات لما فيه من الصيام و الصلاه و العبادات و قد اربحنا و اكسبنا افضل من كسب و ربح العالمون فان الربح الدائم الباقى هو ذلك الذى ينال به الجنه و يبتعد به عن النار و هذا افضل ما يناله الناس و يحصل عليه بنو البشر...
ثم بعد هذه الاقامه الطيبه النافعه ارتحل عنا عند كماله و انتهائه و انقضاء ايامه المحدوده المعدوده و هى لا تتجاوز الثلاثين يوما و لا تنقص عن التسعه و العشرين...
غمنا: احزننا.
الوحشه: ضد الانس.
الذمام: العهد.
الحرمه: ما لا يحل انتهاكه و التفريط فيه.
الحق المقضى: الذى يجب ان يودى.
فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا و غمنا و اوحشنا انصرافه عنا و لزمنا له الذمام المحفوظ و الحرمه المرعيه و الحق المقضى فنحن قائلون: لقد ارتحل شهر رمضان ولكن عطره لا يزال فى انوفنا و بركته لا تزال فى ايدينا و فى قلوبنا... ارتحل شهر رمضان ولكنه خلف فى نفوسنا الطهر و النزاهه فلذا نحن نودعه وداع عزيز علينا يرتحل و يفارقنا... لقد اوحشنا بعد انسنا به... كنا فى انس ودعه معه و فى ايامه و بعد رحيله استوحشنا و هذه حاله الصائمين المتقين يشعرون بلذه الصوم فى اثنائه و بعد انقضائه... انهم يعيشون ذكراه و يحفظونه بنقل بركاته و ما جرى فيه من الطهاره و العفه و النزاهه و وجب لذلك ان يحفظه المسلم و يحفظ حقه و ذلك باخذ الزاد منه و التزود لغيره من الشهور و الايام...
السلام عليك يا شهر الله الاكبر و يا عيد اوليائه،
و كان شهر رمضان شهر الله الاكبر لانه افضل الشهور و كان عيد اوليائه لما فيه من الطاعات و القرب من الله و الاولياء يفرحون بتكاليف الله و يرون سرورهم و قره اعينهم فى طاعته و التزام امره و المحب يفرح و ينشرح اذا كلفه من يحبه بامر و يحاول ارضاءه و التعبير عن حبه بامتثاله و قضائه و الاولياء يفرحون بامر الله و يعبرون عن حبهم له بتنفيذه و تطبيقه...
السلام عليك يا اكرم مصحوب من الاوقات و يا خير شهر فى الايام و الساعات
و قد كان اكرم مصحوب من الاوقات و خير شهر فى الايام و الساعات لما فيه من الطاعات... فشهر يتحول فيه الصائم الى عابد و ان كان نائما على فراشه و تتحول انفاسه الى تسبيح و نومه الى عباده و عمله يصبح مقبولا شهر عظيم، شهر بركه و رحمه و خير و عطاء... و اكرم به من مصحوب و اكرم بوقته فانه خير شهر فى الايام و الساعات...
السلام عليك من شهر قربت فيه الامال و نشرت فيه الاعمال و وجه قرب الامل فيه... ان آمال المسلم و حلمه الذى يتطلع اليه هو رضا الله و القرب منه و دخول الجنه و البعد عن النار و هذه امور يمكن ان تتحقق فى شهر رمضان اذا دعا الانسان ربه لا نجاحها و اكمالها باعتبار انه شهر يقبل فيه الدعاء و تستجاب فيه المسالات و كذلك هو شهر نشرت فيه الاعمال اى كثره الاعمال الصالحه فترى الناس بين قائم و قاعد و راكع و ساجد وداع و متهجد و متخشع و متوسل و هكذا...
الفجيعه: الرزيه و الحزن.
السلام عليك من قرين جل قدره موجودا و افجع فقده مفقودا و مرجو آلم فراقه السلام عليك يا شهر رمضان كنت قرينا و صاحبا عظيما حيثما كنت موجودا معنا و حينما رافقتنا فى رحلتنا حيث كانت البركه و كان الخير و كان العطاء و كان الوفاء و كان الصفاء و حينما ذهبت و فقدت اى غبت و انتهيت اصبنا بغيابك و فجعنا بفقدك و قد كان مرجوا للرحمه الالهيه و العطاء الربانى فتالمنا لفراقه و بعده عنا...
المضض: الالم و الوجع.
السلام عليك من اليف آنس مقبلا فسر و اوحش منقضيا فمض اذا اقبل عليك من تالفه و يالفك و تحبه و يحبك انشرح له صدرك و اتسعت اساريرك و استانست بقدومه و سررت بحضوره و اذا ذهب عنك استوحشت بعد انس و توجعت لفراقه و تالمت لغيابه و لان شهر رمضان اليف محبوب كانت له هذه الاهميه حين القرب و البعد...
رق القلب: لان و خشع.
السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب و قلت فيه الذنوب ورقه القلوب باعتبار ما فى الصوم من حاله روحانيه يرتفع الانسان بها الى التفكير فى حال الضعفاء و المساكين و اصحاب الفاقه و الحاجه و يعيش مع الله فى طهر و صفاء و اما قله الذنوب باعتبار ان الصائم يبتعد عنها او لاعتبار ان الله يغفرها كما ورد فى الحديث: »من صام شهر رمضان ايمانا و احتسابا...« »... خرج من الذنوب كما يخرج من الشهر«...
السلام عليك من ناصر اعان على الشيطان و صاحب سهل سبل الاحسان باعتبار ان الشيطان يغوى و يغرى ولكن شهر رمضان باعتباره يمنع الانسان عن الجريان وراء الرذيله حيث تتعطل محلات اللهو و تختفى مظاهر الفسق فهو ينصر الفرد على الشيطان و يسهل طرق الخير فيه لما فيه من الترغيب فى العطاء و الانفاق و ثواب ما اعده الله للمحسنين فيه و المطيعين و العاملين...
العتقاء: الاحرار و الطلقاء.
رعى حرمته: حافظ عليها و لم ينتهكها.
السلام عليك ما اكثر عتقاء الله فيك و ما اسعد من رعى حرمتك بك ان الله سبحانه يغفر فى شهر رمضان ما لا يغفر فى غيره و قد ورد فى الخبر: ان لله عز و جل فى كل ليله من شهر رمضان عتقاء و طلقاء من النار الا من افطر على مسكر فاذا كان فى آخر ليله منه اعتق فيها مثل ما اعتق فى جميعه.. و السعيد السعيد من حفظ حق هذا الشهر و ادى ما وجب فيه و ما استحب و اجتنب ما حرم و كره...
السلام عليك ما كان امحاك للذنوب و استرك لانواع العيوب ان لله فى شهر رمضان نفحات يغفر بها سيئات المذنبين فباعتبار بركه هذا الشهر و انتسابه الى الله بما فرض الله فيه كان محو الذنوب و اما ستر العيوب فلان التجاهر بالمعاصى محرم و يتاكد فى شهر رمضان و لا يقول الانسان الا الحق و العدل فيه مراعاه لحقه و لا يذكر عيوبه و معاصيه فيه...
السلام عليك ما كان اطولك على المجرمين و اهيبك فى صدور المومنين فان المنحرفين المعبر عنهم بالعاصين هولاء يصرحون بثقل شهر رمضان على قلوبهم و بطوله عليهم لانه يمنعهم من الاسترسال وراء شهواتهم التى يمارسونها و يمنعهم من التجاهر بها و اما المومنون فان له فى قلوبهم قدرا و قيمه و جلاله و يقفون معه وقفه فيها الاحترام و التقدير...
لا تنافسه: لا تزاحمه و لا تباريه.
السلام عليك من شهر لا تنافسه الايام و اى يوم يعادل ايام شهر رمضان حتى يجاريه و يعادله او ينطق بلسان الحال انه افضل منه فى الطاعات...
السلام عليك من شهر هو من كل امر سلام ففيه سلامه الدين و صحه اليقين و هى السلامه الحقيقيه و ما دونها يهون...
الذميم: غير المحمود.
السلام عليك غير كريه المصاحبه و لا ذميم الملابسه من عرف شهر رمضان لم يكره مصاحبته بل احبها و لم يذممه بل يحمده و يشكر الله على هدايته لصيامه...
السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات و غسلت عنا دنس الخطيئات ان شهر رمضان قدم علينا و هو يحمل معه البركات ففيه الصيام و فيه القيام و فيه الدعاء و فيه الذكر و فيه التوجه الى الله و الخلوص له و التوكل عليه، و فيه تغفر الخطيئات و يعفى عن السيئات و كل خطيئه و سخ معنوى يزيله الصوم الصادق و الايمان الصادق...
برما: ضجرا.
السام: الملل.
السلام عليك غير مودع برما و لا متروك صيامه ساما فنحن نودع شهر رمضان ليس لاننا ضجرنا منه و لم يعدلنا طاقه به و لم نترك صيامه بعد انتهائه لاننا مللنا منه و طالت مدته علينا، بل نودعه مع حبنا له لان ايامه معدوده و مهما احببت شيئا لا بد من مفارقته و لا بد و ان تنتهى مدته و زمانه لا بد و ان يصل الى النهايه...
السلام عليك من مطلوب قبل وقته و محزون عليه قبل فوته فالمتقون يطلبون شهر رمضان قبل قدومه فمنذ شهر شعبان يحسبون كم بقى لقدومه و وفوده و يصومون شهر شعبان ليدخل عليهم رمضان و هم اشد استعدادا و مرانا و ترى المومنين اذا اشرف شهر رمضان على نهايته يحزنون و يتاسفون و يتمنون ان تطول ايامه و يدوم مقامه لانهم الفوه و احبوه و عشقوا العيش معه...
السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا و كم من خير افيض بك علينا لقد صرف عن الناس ببركه هذا الشهر اسواء كثيره فان من صام كف اذاه عن الناس، فلسانه امتنع عن تناولهم و يده عن ايذائهم و هكذا و بالعكس فان الخيرات تفيض ببركته على الناس لان الناس تعرف فضله و فضل الانفاق فيه و العطاء للفقراء و المساكين فيبادرون الى الخيرات...
السلام عليك ما كان احرصنا بالامس عليك و اشد شوقنا غدا اليك فعندما كنت معنا و كنا فى رحابك كنا نحبك و نريدك و نريد بقاءك و عندما تفارقنا غدا سنشتاق اليك و تميل نفوسنا الى ايامك و ما فيها من خيرات...
السلام عليك و على فضلك الذى حرمناه و على ماض من بركاتك سلبناه لقد حرمنا فضل شهر رمضان و بركاته و اى فضل و فى الدعاء فيه اجر كبير و فى الصلاه اجر كبير و فى الصدقه اجر كبير و فى التخفيف عن الناس اجر كبير و فى كل فعل فيه و خير اجر كبير و فى التخفيف عن الناس اجر كبير و فى كل فعل فيه و خير اجر يفوق الفضل فى غيره من الشهور... انها بركات قد اخذت منا قهرا عنا حيث ان الزمن لا بد و ان يدور دورته و يجرى فى سيرته و يصل الى غايته و لا بد لشهر رمضان ان تنقضى ايامه و تزول اوقاته...
الشرف: علو المنزله.
التوفيق: التسديد.
المن: الاحسان.
اللهم انا اهل شهر رمضان الذى شرفتنا به و وفقتنا بمنك له حين جهل الاشقياء وقته و حرموا لشقائهم فضله اللهم انا اهل شهر رمضان لاننا الذين نصومه و نهتم به و نحفظ حقوقه فنحن الذين اعليت قدرنا به و رفعت منزلتنا بصيامه و سددتنا باحسانك الينا فيه، فى الوقت الذى جهل فضله الاشقياء و هم العاصون لك و المنحرفون عنك و المتمردون على ارادتك فلم يعرفوه و لم يصوموه و منعوا من عطائه و فضله لتعاستهم و سوء حظهم..
آثرتنا به: فضلتنا به.
السنه: الطريقه.
انت ولى ما آثرتنا به من معرفته و هديتنا له من سنته و قد تولينا بتوفيقك صيامه و قيامه على تقصير و ادينا فيه قليلا من كثير و انت الذى قمت يا رب بتعريفنا خصوصياته و ما فضلتنا به و ارشدتنا الى سنته من المستحبات و المندوبات و قد قمنا بتوفيقك و تسديدك و على بعض التقصير منا بصيامه و قيامه حيث صمنا نهاره و قمنا فى الصلاه و التهجد و العباده ليله و قد اوصلنا قليلا من كثير طلبت منا و جزءا من كل اردتنا القيام به... و بعباره قصيره جدا: بفضلك اهتدينا الى معرفه هذا الشهر و مستحباته و بتوفيقك جئنا ببعض ما امرتنا به... و لم نات به كله تقصيرا منا..
الاضاعه: الاهمال و التقصير و اصل الاضاعه الهلاك.
العقد: نقيض الحل، تاكيد الامر و ابرامه.
اجرنا: اثبتا.
التفريط: التقصير.
الفضل: الاحسان.
اعتاض: اخذ العوض.
الذخر: ما يدخره الانسان و يحفظه لوقت الحاجه.
اللهم فلك الحمد اقرارا بالاساءه و اعترافا بالاضاعه و لك من قلوبنا عقد الندم و من السنتنا صدق الاعتذار فاجرنا على ما اصابنا من التفريط اجرا يستدرك به الفضل المرغوب فيه و نعتاض به من انواع الذخر المحروص عليه و بعد الاساءه و الذنب و بعد الاهمال و التقصير فلك الحمد اعترافا بهذا الانحراف و الاهمال فنحن نحمدك حال كوننا مسيئين و مهملين و نحن نعطيك من انفسنا عهدا بالندم على ما صدر منا من الهنات بحيث يكون ذلك رادعا لنا و موهلا لما يستقبل كى نعمل به و نقتفى اثره و لك من السنتنا ان تكون صادقه فى دعواها الالتزام بكل ما امرت و ما نهيت و اذا كانت هذه رغبتنا و هذا هو توجهنا فاكتب لنا اجرا من كرمك و جودك على ما فرطنا اجرا جابرا لما فاتنا و ما نامله من الفضل المرغوب فيه و ناخذ بدله من الثواب و الاجر المذخور الى يوم الدين الذى يحرص عليه الاتقياء و الصالحون و من يدينون لرب العالمين...
اوجب له الشى ء: اثبته له.
ادنا: اوصلنا.
اجر لنا: ادرر لنا و تابع.
الدرك: من ادركت الشى ء اذا لحقته و وصلت اليه.
و اوجب لنا عذرك على ما قصرنا فيه من حقك اكتب لنا عذرك و اجعل اعذارنا مقبوله على ما قصرنا و ما لم نقم فيه من حقك من امر تركناه و نهى ارتكبناه...
و ابلغ باعمارنا ما بين ايدينا من شهر رمضان المقبل، فاذا بلغتناه فاعنا على تناول ما انت اهله من العباده و ادنا الى القيام بما يستحقه من الطاعه و اجر لنا من صالح العمل ما يكون به دركا لحقك فى الشهرين من شهور الدهر بيدك الاعمار فانت تطيلها و انت تقصرها فاسالك ان تطيل باعمارنا حتى ندرك شهر رمضان المقبل و اذا كتبنا من اهله فساعدنا وقونا بقدرتك و قوتك على القيام بما تستحق من العباده و الطاعه و اوصلنا الى ان نقوم بما يستحق ذلك الشهر من الطاعه لله بصيامه و قيامه و التهجد فيه و وفقنا بمنك الى صالح الاعمال و هى الاتيان بكل اوامر الله و الانتهاء عن كل نواهيه و الالتزام بكل اخلاقيات الدين و آدابه بحيث يكون ذلك تعويضا و استدراكا عن الشهرين الماضى و المقبل مدى العمر.
لا تنصبنا: لا تقيمنا.
شمت: شماته اذا فرح بمن نزلت المصيبه فيه.
الطعن: الضرب بالرمح و استعير للقدح و الوقيعه.
الحطه: المساله فى انزال الذنب و غفرانه...
انكر عليه كذا: اذا عاب عليه فعله.
الرافه: الرحمه.
نفذ الشى ء: اذا فنى و انقطع.
اللهم و ما الممنا به فى شهرنا هذا من لمم او اثم او واقعنا فيه من ذنب و اكتسبنا فيه من خطيئه على تعمد منا او على نسيان ظلمنا فيه انفسنا او انتهكنا به حرمه من غيرنا اللهم و ما عملناه فى شهرنا هذا و هو شهر رمضان من ذنوب صغيره ارتكبناها او ذنوب كبيره فعلناها او اكتسبنا فيه من معصيه متعمده منا و عن سابق اصرار و علم بها و بجرائرها او فى حاله نسيان و ذهول و عدم تحفظ و احتياط بحيث ظلمنا انفسنا بها لانها تجرنا الى النار او كان فيها تعد على حقوق غيرنا من ايذاء مومن او غيبته او شى ء يضر به ماديا او معنويا.
فصل على محمد و آله و استرنا بسترك و اعف عنا بعفوك و لا تنصبنا فيه لاعين الشامتين و لا تبسط علينا فيه السن الطاغين و استعملنا بما يكون حطه و كفاره لما انكرت منا فيه برافتك التى لا تنفذ و فضلك الذى لا ينقص اللهم صل على محمد و آله و لهم المقام المحمود و المنزله العظيمه و ساله ان يستره فلا يفضحه و يكشف سيئاته كما ساله ان يعفو عنه بمحو ذنوبه و تكفيرها و ان لا يقيمه امامه انظار الشامتين الذين يفرحون بمصائب الناس و يظهرون السرور بما يصبهم من شدائد و آلام و ساله ان لا ينشر السنه القادحين فيه الذين همهم ان يبحثوا عن عيوب الناس و يبثوها بين الناس و يتهكموا على اصحابها و يسخروا منهم ثم بعد ان طلب من الله ان يكف عنه هذه الجهات السلبيه ساله الابواب الايجابيه و اهمها ان يشغله الله بما يكون حطه لذنوبه بحيث تسقطها و لا يعود مطالبا بها و تكون هذه الاعمال كفاره تستر الذنب و تغفره فلا يطالب بعمل ينكره الله و لا يريده و هو كل ذنب فعله هذا الانسان برافتك التى هى رحمتك التى وسعت كل شى ء و لا يحدها حد و لا تتوقف عن العطاء و لا انتهاء لها وجودك الذى مهما اعطيت لا ينقص و لا يقل...
الممنا: باشرنا.
اللمم: صغائر الذنوب.
الاثم: المعصيه و الخطيئه.
واقع الامر: اقترفها و ارتكبها و خالطها و منه الوقاع للجماع.
انتهكنا: استحللنا.
الحرمه: ما وجب القيام به من الحقوق.
الجبر: ضد الكسر و هو اصلاحه.
المصيبه: الشده.
جلب الشى ء: اذا ساقه و اتى به.
اللهم صل على محمد و آله و اجبر مصيبتنا بشهرنا و بارك لنا فى يوم عيدنا و فطرنا و اجعله من خير يوم مر علينا اجلبه لعفو و امحاه لذنب و اغفر لنا ما خفى من ذنوبنا و ما علن اللهم صل على محمد و آله و عوضنا عما خسرناه فى شهر رمضان من هنات او نقص او خلل وقع فيه و اجعل البركه و الخير فى يوم عيدنا و هو يوم الفطر بان تجعله من خير الايام التى تمر علينا و الخيريه التى يطلبها هى انه ياتى معه العفو عن ذنوبنا و تكفير سيئاتنا و محو خطايانا و اغفر لنا فيه ما استتر من ذنوبنا و ما ظهر منها لاعين الناس.
السلخ: فى الاصل نزع جلد الحيوان و سلخ الشهر اذا مضى.
اجزلهم: من جزل الشى ء اذا كثر و اتسع.
القسم: بالكسر الحصه و النصيب.
اوفرهم: اكملهم و اتمهم.
الحظ: النصيب.
اللهم اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا و اخرجنا بخروجه من سيئاتنا و اجعلنا من اسعد اهله به و اجزلهم قسما فيه و اوفرهم حظا منه اللهم فكما ان هذا الشهر- و هو شهر رمضان- ينسلخ عنا و يمضى فاجعل خطايانا تخرج عنا و نخرج منها كما يخرج الشهر و اخرجنا من ذنوبنا كما يخرج عنا و اجعلنا من اسعد من عاش فيه و صامه و تعبد لك خلاله و اكثرهم سهما و نصيبا من خيراته و بركاته.
الرعايه: الحفظ.
الوجد: الغنى.
غاض الماء: اذا غار و ذهب فى الارض.
تفيض: تكثر و تتسع.
المهنا: الشى ء الذى لا مشقه فيه و لا عسر.
اللهم و من رعى هذا الشهر حق رعايته و حفظ حرمته حق حفظها و قام بحدوده حق قيامها و اتقى ذنوبه حق تقاتها او تقرب اليه بقربه اوجبت رضاك له و عطفت رحمتك عليه فهب لنا مثله من وجدك و اعطنا اضعافه من فضلك فان فضلك لا يفيض و ان خزائنك لا تنقص بل تفيض، و ان معادن احسانك لا تفنى، و ان عطاءك للعطاء المهنا اللهم و ان هناك من عبادك من حفظ حدود هذا الشهر حق حفظها فلم يخرج عنها و لم يتعدها بل نظر ما يتم به الصوم و يكون صحيحا كاملا فاتى بكل ما يحفظه و نظر الى آدابه و مستحباته فجاء به كما امر الله فلم يقرب ذنبا اذهب صومه او انقص منه و كذلك اى عبد تقرب اليك بقربه بان عمل صالحا لوجهك الكريم دون رياء او عدم اخلاص فاوجبت له رضاك عليه بل قبلت منه عمله و اثبته عليه و رضيت عنه و جعلت رحمتك تناله و تطاله.. اللهم فهب لنا مثله... اعطنا مثل اجره رحمه من عندك و صدقه من جودك و غناك و اعطنا امثاله من جودك و كرمك فان فضلك و كرمك لا ينفد و لا يزول و ان خزائن جودك و عطائك لا تنقص او تقل بل هى تكثر و تتسع و تزداد و ان مصادر كرمك و احسانك لا تفنى بل انت اصل الفيض و العطاء و نبع الحق و الصفاء و ان كل عطاء المعطين يشوبه الكدر و المن و الاذى و ان عطائك هو العطاء المهنا الخالص من كل كدر و اذيه...
اللهم صل على محمد و آله و اكتب لنا مثل اجور من صامه او تعبد لك فيه الى يوم القيامه اللهم صل على محمد و آله و تقبل صلواتنا عليهم و اكتب لنا مثل ثواب من صامه لك خالصا او تعبد لك و تهجد لوجهك فيه من اليوم الى يوم القيامه حيث ينتهى دور الانسان على الارض...
المله: الدين.
احتشدوا: اجتمعوا.
السوء: ما يغم الانسان و يسوه.
سلف: قعد و مضى.
ثبت: دام و استقر.
اللهم انا نتوب اليك فى يوم فطرنا الذى جعلته للمومنين عيدا و سرورا و لاهل ملتك مجمعا و محتشدا من كل ذنب اذنبناه او سوء اسلفناه او خاطر شر اضمرناه... توبه من لا ينطوى على رجوع الى ذنب و لا يعود بعدها فى خطيئه توبه نصوحا خلصت من الشك و الارتياب فتقبلها منا و ارض عنا و ثبتنا عليها اللهم انا نتوب اليك فى يوم فطرنا الذى جعلته للمومنين عيدا يعود عليهم الله فيه بالعفو و الرحمه و سرورا حيث عاشوا فتره الصراع و انتهوا بالنصر لجانبهم و جعلته يوم مجمع لاهل الاسلام حيث يجتمعون فيه للصلاه و التهانى و القيام بمراسم العيد، اللهم اجعل هذه التوبه شامله لكل ذنب عملناه او سوء قدمناه او خاطر سوء خطر فى قلوبنا فطويناه و لم نظهره للناس... توبه صادقه لا ننوى الرجوع عنها الى الذنوب و لا نعود بعدها الى الخطايا... توبه نصوحا صافيه خالصه من الشك و التردد بحيث تكون التوبه الاخيره فتقبلها منا و اجعلها ماحيه لذنوبنا و مكفره عن سيئاتنا و ارض عنا بقبولها و ادمنا عليها بحيث لا ننقضها بذنب او تستبدلها بمعصيه...
الوعيد: التهديد بالعقوبه.
الكابه: اشد الحزن.
اللهم ارزقنا خوف عقاب الوعيد و شوق ثواب الموعود حتى نجد لذه
ما ندعوك به و كابه ما نستجيرك منه و اجعلنا عندك من التوابين الذين اوجبت لهم محبتك و قبلت منهم مراجعه طاعتك يا اعدل العادلين اللهم انك اوعدت العصاه بالعقاب الاليم و خوفتهم باشد الوان العذاب فاجعلنا ممن يخاف من عقاب وعيدك على المعاصى و اجعلنا نتشوق و نرغب فيما وعدت عبادك من الثواب على الطاعات حين نجد لذه و نشوه ما ندعوك به من الخيرات و الثواب و حزن ما نستجيرك منه و هو العذاب و الالام و اجعلنا عندك من التوابين الذين اوجبت و اثبت لهم محبتك حيث قلت: ان الله يحب التوابين.. و قبلت منهم ان يعودوا الى طاعتك بعد المعصيه فانك اعدل العادلين تنصف عبادك و لا تقبل لهم الظلم او الجور..
الوعيد: التهديد بالعقوبه.
الكابه: اشد الحزن.
اللهم ارزقنا خوف عقاب الوعيد و شوق ثواب الموعود حتى نجد لذه
ما ندعوك به و كابه ما نستجيرك منه و اجعلنا عندك من التوابين الذين اوجبت لهم محبتك و قبلت منهم مراجعه طاعتك يا اعدل العادلين اللهم انك اوعدت العصاه بالعقاب الاليم و خوفتهم باشد الوان العذاب فاجعلنا ممن يخاف من عقاب وعيدك على المعاصى و اجعلنا نتشوق و نرغب فيما وعدت عبادك من الثواب على الطاعات حين نجد لذه و نشوه ما ندعوك به من الخيرات و الثواب و حزن ما نستجيرك منه و هو العذاب و الالام و اجعلنا عندك من التوابين الذين اوجبت و اثبت لهم محبتك حيث قلت: ان الله يحب التوابين.. و قبلت منهم ان يعودوا الى طاعتك بعد المعصيه فانك اعدل العادلين تنصف عبادك و لا تقبل لهم الظلم او الجور..
تجاوز: اصفح و اعف.
اللهم تجاوز عن آبائنا و امهاتنا و اهل ديننا جميعا من سلف منهم و من غبر الى يوم القيامه اللهم نسالك العفو عن سيئات آبائنا و امهاتنا و اغفر لهم خطاياهم و لاهل ديننا من المسلمين جميعا الذين آمنوا بك و صدقوا رسولك و عملوا باوامرك من مضى منهم و مات و من ياتى الى يوم القيامه...
اللهم صل على محمد نبينا و آله كما صليت على ملائكتك المقربين و صل عليه و آله كما صليت على انبيائك المرسلين و صل عليه و آله كما صليت على عبادك و افضل من ذلك يا رب العالمين صلاه تبلغنا بركتها و ينالنا نفعها و يستجاب لها دعاونا انك اكرم من رغب اليه و اكفى من توكل عليه و اعطى من سئل من فضله و انت على كل شى ء قدير فان افضل رحمات الله و بركاته قد نالت الملائكه المطيعين لله الذين لا يعصونه ما امرهم و هم بامره يعملون و كذلك صلواتك المباركه قد نالها الانبياء ثم بعدهم عباد الله الصالحون الذين التزموا بامر الله و نهيه هولاء قد نالوا افضل صلوات الله فالامام يسال لنبى الله محمد افضل تلك الصلوات بل افضل منها فهى ترفع شان رسوله على الانبياء جميعا بحيث تصلنا بركاتها و ينالنا نفعها حيث يشملنا النبى بالشفاعه المقبوله و الدعاء المستجاب اذا كلما ارتفعت منزلته عند الله كان اشد و اقرب لاستجابه ما طلب و دعاء انك يا رب تغدق تفضلك و جودك على من رغب اليك فى امر و طلبه منك و انك الكافى لمن انقطع اليك و توكل عليك و سالك من فضلك و جودك و انت على كل شى ء قدير...