إذا عرفنا ضرورة الإمامة ، وضرورة وجود الإمام فی کلّ عصر وزمان . وعرفنا أیضاً السنّة الإلهیّة فی طبیعة عمل الإمام فی الأمّة ، فإننا نذکّر هنا بالشیء الذی تدخلت فیه الإرادة الإلهیّة واقتضته المشیئة الربانیّة وهو أن لا یزید عدد الأئمّة الأطهار على الاثنی عشر إماماً ، ولا ینقص عن عدد نقباء بنی إسرائیل. ولم تُترک هذه القضیّة للزمن ، بحیث کلّما مات إمام أو قتل ، خَلَفَهُ إمامٌ آخر ، لأن ترکها إلى الزمن لسوف یزید الأمر تعقیداً ، ویجعل الأطروحة الإلهیّة الإسلامیة
إذا عرفنا ضرورة الإمامة ، وضرورة وجود الإمام فی کلّ عصر وزمان . وعرفنا أیضاً السنّة الإلهیّة فی طبیعة عمل الإمام فی الأمّة ، فإننا نذکّر هنا بالشیء الذی تدخلت فیه الإرادة الإلهیّة واقتضته المشیئة الربانیّة وهو أن لا یزید عدد الأئمّة الأطهار على الاثنی عشر إماماً ، ولا ینقص عن عدد نقباء بنی إسرائیل.
ولم تُترک هذه القضیّة للزمن ، بحیث کلّما مات إمام أو قتل ، خَلَفَهُ إمامٌ آخر ، لأن ترکها إلى الزمن لسوف یزید الأمر تعقیداً ، ویجعل الأطروحة الإلهیّة الإسلامیة فی معرض الخطر الأکید ، وذلک حینما یکون ذلک سبباً فی بلبلة أذهان الناس ، وتحیّرهم ، وفی ضیاعهم وتمزّقهم ، ثم فی ظهور الکثیر من الجهالات والأباطیل باسم الدین والإسلام ، وعلى حساب الصواب والحق ..
وحیث تصبح الفرصة فی متناول أیدی أصحاب الأطماع ، لادّعاء الإمامة ، وتضلیل الناس ، والتّلاعب بالدّین وأحکامه ، وظهور البدع ، وضیاع الحق ، حتى لیصیر الوصول إلیه أمراً مستحیلاً أو یکاد.
ولا ننسى : أنّه إذا شعر الحکّام أنّه لیس ثمة ما یجبرهم على اتّخاذ جانب المرونة والحذر ، وأنّهم یمتلکون القوة الکافیة للقضاء على مصدر الخطر علیهم ، واستئصاله بصورة نهائیة وقاطعة ، فإنّهم سوف یبادرون إلى ذلک ولسوف تعصف ریاح حقدهم لتقتلع کل المنجزات التی هی حصیلة جهد وجهاد الأنبیاء والأوصیاء ، وکل الناس الذین أخلصوا لله سبحانه من جذورها حتى وکأن شیئاً لم یکن ..
ولأجل هذا وذاک ، ووفقاً لمقتضیات الحاجة ، وانسجاماً مع الضّرورات التی یفرضها هذا الواقع وغیر ذلک من حیثیات تربویّة وغیرها ، فقد حدّد النص الوارد عن النبی الأکرم ( صلى الله علیه وآله وسلم) عدد الأئمة من بعده وبیّن أسماءهم. وخرجت السنّة الإلهیّة عما هو المألوف.
فاقتضت الحکمة أن یطول عمر الإمام الثانی عشر بانتظار أن تسنح الفرصة للقیام بالحرکة الإصلاحیّة الشاملة ، وعلى مستوى العالم بأسره.
وحتى مع هذا التّحدید ، وذلک النص الصریح فإنّ الساحة الإسلامیة لم تسلم من ادّعاءات کاذبة لمقام الإمامة ، فقد ادّعیَ هذا المقام لزید بن علی بن الحسین ( علیه السلام ) ، ولمحمّد بن الحنفیة ، ولإسماعیل بن الإمام الصادق ( علیه السلام ) ، وادّعاه أیضاً جعفر الموسوم « بالکذّاب » ، بالإضافة إلى آخرین ..
ولکن ذلک لم یکن من الخطورة بحیث یخشى منه على المسار العام.
وهو أمر قابل للتحمل فی مقابل المفاسد الأکبر والأخطر ، التی سوف تنشأ عن ترک الأمر مستمرّاً عبر المقاطع التاریخیة المختلفة ، من دون تحدیده بعددٍ معیّن ، وبأشخاص بأعیانهم وأسمائهم.
وباستطاعتنا أن ندرک : أنّ الحصر باثنی عشر إماماً کان ضروریّاً من خلال تطابقه مع الحاجة التی کانت قائمة على صعید الواقع ، فإننا إذا درسنا بعمق طبیعة الفترة التی عاشها الأئمة فی القرون الثلاثة التی تلت وفاة الرسول الأکرم ( صلى الله علیه وآله وسلم) .
فإننا سوف ندرک : أن الأمة قد استطاعت فی هذه الفترة أن تستوعب عملیاً جمیع مناحی التشریع ، ومختلف مرامیه وأهدافه على مستوى الاتجاه العام ، وأن تعیش التجربة فی شتى المجالات ، ومختلف الأبعاد ، حیث مرورها بالأدوار المختلفة ، وتشعّب مناحی الحیاة التی تعیشها ، ثم تشبُثها بأسباب المدنیة ، والحضارة ، واتصالها بغیرها من الأمم المختلفة ونموّها وتکاملها فی المجالات الفکریّة ، والسیاسیة والاقتصادیة والتربویة والاجتماعیة وغیرها ـ إن ذلک کلّه ، کان عاملاً مساعداً إلى درجة کبیرة على فهم أعمق للإسلام ولمفاهیمه السیاسیة ، والتربویّة والتشریعیّة ، وغیرها.
ولم تُترک هذه القضیّة للزمن ، بحیث کلّما مات إمام أو قتل ، خَلَفَهُ إمامٌ آخر ، لأن ترکها إلى الزمن لسوف یزید الأمر تعقیداً ، ویجعل الأطروحة الإلهیّة الإسلامیة فی معرض الخطر الأکید ، وذلک حینما یکون ذلک سبباً فی بلبلة أذهان الناس ، وتحیّرهم ، وفی ضیاعهم وتمزّقهم ، ثم فی ظهور الکثیر من الجهالات والأباطیل باسم الدین والإسلام ، وعلى حساب الصواب والحق ..
وحیث تصبح الفرصة فی متناول أیدی أصحاب الأطماع ، لادّعاء الإمامة ، وتضلیل الناس ، والتّلاعب بالدّین وأحکامه ، وظهور البدع ، وضیاع الحق ، حتى لیصیر الوصول إلیه أمراً مستحیلاً أو یکاد.
ولا ننسى : أنّه إذا شعر الحکّام أنّه لیس ثمة ما یجبرهم على اتّخاذ جانب المرونة والحذر ، وأنّهم یمتلکون القوة الکافیة للقضاء على مصدر الخطر علیهم ، واستئصاله بصورة نهائیة وقاطعة ، فإنّهم سوف یبادرون إلى ذلک ولسوف تعصف ریاح حقدهم لتقتلع کل المنجزات التی هی حصیلة جهد وجهاد الأنبیاء والأوصیاء ، وکل الناس الذین أخلصوا لله سبحانه من جذورها حتى وکأن شیئاً لم یکن ..
ولأجل هذا وذاک ، ووفقاً لمقتضیات الحاجة ، وانسجاماً مع الضّرورات التی یفرضها هذا الواقع وغیر ذلک من حیثیات تربویّة وغیرها ، فقد حدّد النص الوارد عن النبی الأکرم ( صلى الله علیه وآله وسلم) عدد الأئمة من بعده وبیّن أسماءهم. وخرجت السنّة الإلهیّة عما هو المألوف.
فاقتضت الحکمة أن یطول عمر الإمام الثانی عشر بانتظار أن تسنح الفرصة للقیام بالحرکة الإصلاحیّة الشاملة ، وعلى مستوى العالم بأسره.
وحتى مع هذا التّحدید ، وذلک النص الصریح فإنّ الساحة الإسلامیة لم تسلم من ادّعاءات کاذبة لمقام الإمامة ، فقد ادّعیَ هذا المقام لزید بن علی بن الحسین ( علیه السلام ) ، ولمحمّد بن الحنفیة ، ولإسماعیل بن الإمام الصادق ( علیه السلام ) ، وادّعاه أیضاً جعفر الموسوم « بالکذّاب » ، بالإضافة إلى آخرین ..
ولکن ذلک لم یکن من الخطورة بحیث یخشى منه على المسار العام.
وهو أمر قابل للتحمل فی مقابل المفاسد الأکبر والأخطر ، التی سوف تنشأ عن ترک الأمر مستمرّاً عبر المقاطع التاریخیة المختلفة ، من دون تحدیده بعددٍ معیّن ، وبأشخاص بأعیانهم وأسمائهم.
وباستطاعتنا أن ندرک : أنّ الحصر باثنی عشر إماماً کان ضروریّاً من خلال تطابقه مع الحاجة التی کانت قائمة على صعید الواقع ، فإننا إذا درسنا بعمق طبیعة الفترة التی عاشها الأئمة فی القرون الثلاثة التی تلت وفاة الرسول الأکرم ( صلى الله علیه وآله وسلم) .
فإننا سوف ندرک : أن الأمة قد استطاعت فی هذه الفترة أن تستوعب عملیاً جمیع مناحی التشریع ، ومختلف مرامیه وأهدافه على مستوى الاتجاه العام ، وأن تعیش التجربة فی شتى المجالات ، ومختلف الأبعاد ، حیث مرورها بالأدوار المختلفة ، وتشعّب مناحی الحیاة التی تعیشها ، ثم تشبُثها بأسباب المدنیة ، والحضارة ، واتصالها بغیرها من الأمم المختلفة ونموّها وتکاملها فی المجالات الفکریّة ، والسیاسیة والاقتصادیة والتربویة والاجتماعیة وغیرها ـ إن ذلک کلّه ، کان عاملاً مساعداً إلى درجة کبیرة على فهم أعمق للإسلام ولمفاهیمه السیاسیة ، والتربویّة والتشریعیّة ، وغیرها.
المصدر : راسخون
source : rasekhoon