يرجى الانتظار

من أجل الإنسان (التقوى؛ ينبوع الوحدة)

من أجل الإنسان التقوى؛ ينبوع الوحدة يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ

من أجل الإنسان
التقوى؛ ينبوع الوحدة

 يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ  فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَاَنْقَذَكُم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ  (آل عمران/102-10)
شهر رمضان الفضيل يمنحنا الفرصة للتزود من معين التقوى، إذ التقوى هي المحصلة النهائية العظيمة لشهر الله الكريم.
أما كيف نستفيد من هذه التقوى، وفي أي مجال؟
لنعلم ان الروافد التي تنبعث من ينبوع التقوى كثيرة ومتنوعة. فالتقوى تجعلنا أقدر على تزكية النفس، وأقدر على معرفة الأعداء وتحديدهم والتصدي لهم. الا أن للتقوى رافداً عظيماً للغاية، ولو تعرفنا إليه واستطعنا تفعيله في حياتنا لكنا من الفائزين بإذن الله عز اسمه، إنه رافد الوحدة. فربنا تبارك وتعالى قبل أن يأمرنا بالإعتصام بحبله يحثنا على تحصيل ملكة التقوى، فيقول: ?يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ?.
فمن دون أرضية التقوى، ومن دون عمارة النفوس بروح التقوى ومخافة الله والساعة، فإن قضية التقوى ومشروعها سيكونان إطاراً بلا محتوى، في حين انه يجب ان تكون محتوى قبل ان تكون إطاراً؛ أي وجوب تآلف النفوس على أساس التقوى.
ولذلك؛ قال الله سبحانه بعد الأمر الصارم والمطلق بالتقوى: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا? ثم قال: ?وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ? أي إن هذه نعمة من الله يلزم وضعها نصب أعيننا كمؤمنين، وهي الوحدة بين القلوب؛ القلوب كلها وبأنواعها، كالوجدان، ونقطة التقاء العواطف، والعقول، والوجود الإنساني عموما. فالقلوب هي التي اتحدت بسبب التقوى، وبسبب معرفة الله سبحانه وتعالى.
?فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً? فالتقوى تجعل المؤمنين إخواناً في الدنيا رغم تفرق أبدانهم ومصالحهم الفردية ومواطنهم وانتماءاتهم العرقية وألوانهم ولغاتهم.
وعلى ذلك؛ فمن الجدير الاستفادة من روح التقوى التي يحصل عليها المرء خلال شهر رمضان المبارك لإنجاز مشروع الوحدة الكبير، عبر المحاولات المستمرة والجدية في هدم حواجز الشيطان التي من شأنها الفصل بين الأخ وأخيه، والصديق وصديقه، والمجاهد ونظيره، وعبر الاقتراب المتواصل، لكي يتم في نهاية المطاف تشكيل الكتلة الإيمانية القوية القادرة على مقاومة ومواجهة التحديات المادية والمعنوية، ومواجهة البأساء والضراء..

المصدر :
العلامات :
آراء المستخدمين (0)
إرسال الرأي