عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

السؤال : هناك بعض الروايات تقول : بأنّ الإمام القائم (عليه السلام) سيخرج ومعه مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والذي لا يختلف عن قرآننا هذا ، سوى أنّ الآيات مرتّبة كما في نزولها ، ووجود بعض التوضيحات التي دوّنها من

____________

1- الإرشاد 1 / 184 .


الصفحة 157


الرسول (صلى الله عليه وآله) .

أمّا السؤال فهو : ما الفائدة من خروج الإمام (عليه السلام) بهذا القرآن الغير مختلف عن قرآننا الحالي ؟ وماذا نستفيد من ترتيب الآيات حسب نزولها ؟

ووفق نصّ حديث الثقلين الذي ينصّ على أنّ القرآن الكريم لن يفترق عن أهل البيت (عليهم السلام) فكيف يكون القرآن موجود بيننا والإمام إلى الآن غائب ؟ ألا يستلزم أنّ القرآن الذي بين أيدينا غير القرآن الذي لدى أهل البيت (عليهم السلام) ؟ ودمتم سالمين .

الجواب : إنّ مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختلف عن قرآننا ، إلاّ أنّ فيه تفسير وتأويل للآيات القرآنية ، وأنّ فيه توضيح المحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ، والعام والخاصّ ، والمطلق والمقيّد ، وأسباب النزول .

وأنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) عندما يظهر ذلك المصحف يظهر كلّ تلك المعاني والتفاسير ، التي غابت عن الناس قبل ظهوره ، يظهرها من ذلك المصحف ، ولا يخفى ما لإظهار تلك المعاني والتفاسير من فائدة ، لفهم الكثير من الحقائق ، التي لم يأن الأوان لإظهارها ، إضافة للمعلومات التي سنعرفها ، والتي تدرّس في علوم القرآن .

ثمّ إنّ ما في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تغيّر في ترتيب السور والآيات ـ كما يظهر من بعض الروايات ـ فائدة في معان أُخرى للآيات القرآنية ، لا تتمّ إلاّ بذلك الجمع ، وهذا لا يتعارض مع ما موجود عندنا من معان للقرآن على هذا الترتيب ، لأنّ الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) قد أقرّوا بصحّة الاستفادة من هذا القرآن على ما هو عليه الآن ، وبهذا الترتيب ، بل هي معان إضافية يظهرونها في وقتها .

وعدم الافتراق الذي نقوله للإمام مع القرآن ، لا يعني عدم الافتراق المكاني، فإنّ هذا الافتراق حاصل منذ أوّل يوم جمع فيه القرآن على شكل مصحف ، فكم مرّة يكون الإمام في مكان ، وكتاب القرآن في مكان آخر ، وإنّما عدم الافتراق الذي نقوله إنّ أعمال الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) لا تخالف


الصفحة 158


مضامين القرآن الكريم ، فكلّ عمل يصدر منهم هو مطابق للقرآن ، وكلّ ما في القرآن هم ممّن عمل به ، وصدّقه وآمن به ، وهو معنى العصمة الذي نستفيده من الملازمة .

( خالد . الجزائر . 27 سنة . التاسعة أساسي )

مصادر تآمر خالد بن الوليد على قتله :

السؤال : قرأت روايات في بعض الكتب تقول : إنّ الخليفة الأوّل قام بالتشاور مع عمر لقتل الإمام علي (عليه السلام) أثناء الصلاة ، بواسطة خالد بن الوليد ، ثمّ ندم الخليفة الأوّل ، أو خاف ، فقال أثناء الصلاة وهو يخاطب خالد : لا تفعل .

فهل هذه الرواية صحيحة وثابتة ؟ وبارك الله فيكم ، وجزاكم خيراً ، وأسألكم الدعاء .

الجواب : التآمر على الفتك بالإمام علي (عليه السلام) في حال الصلاة على يد خالد بن الوليد مرويّ في عدّة مصادر بتفاوت في الإجمال والتفصيل ، وفي الإسناد والإرسال ، ممّا يوحي إجمالاً بصحّة القضية ، وإليك أسماء المصادر التي وردت فيها ذكر ذلك ، وإن كان المتأخّر منها ينقل عن المتقدّم ، وهي :

تفسير القمّيّ (1) ، المسترشد (2) ، شرح نهج البلاغة (3) ، وغيرها (4) .

____________

1- تفسير القمّيّ 2 / 158 .

2- المسترشد : 452 .

3- شرح نهج البلاغة 13 / 301 .

4- أُنظر : الاحتجاج 1 / 124 ، تفسير نور الثقلين 4 / 188 ، بحار الأنوار 29 / 131 ، بيت الأحزان : 135 ، مدينة المعاجز 3 / 151 ، علل الشرائع 1 / 191 ، الصراط المستقيم 1 / 323 .


الصفحة 159


( باقر الهاشميّ . الإمارات . 23 سنة . طالب حوزة )

معنى أنّه هاجر الهجرتين :

السؤال : ما الهجرتين اللتين هاجرهما الإمام علي (عليه السلام) كما ورد ذلك في خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام) .

أفيدونا جزاكم الله خيراً ، ونسأل العليّ القدير وحده لنا ولكم التوفيق والسداد ، ونسألكم الدعاء ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

الجواب : المقصود من الهجرتين التي هاجرهما الإمام علي (عليه السلام) ، هي أحد المعاني الآتية :

الأوّل : المتبادر عند المسلمين عن ذكر الهجرتين ، هي هجرة الحبشة وهجرة المدينة ، والمعلوم أنّ الإمام (عليه السلام) قد هاجر إلى المدينة ، ولكن لم يثبت عندنا أنّ الإمام (عليه السلام) هاجر إلى الحبشة ، فلابدّ إذاً أن لا يكون هذا المعنى مراداً للإمام (عليه السلام) .

الثاني : قد ذكر ابن عباس أنّ الإمام (عليه السلام) قد هاجر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) هجرتيه ، والمعلوم أنّ الرسول قد هاجر إلى الطائف لأيّام قليلة وإلى المدينة ، فمعنى قول الإمام زين العابدين المأخوذ من قول الإمام علي (عليه السلام) في إحدى خطبه : " أنا صاحب الهجرتين " أي أنا صاحب هجرة الطائف وصاحب هجرة المدينة ، وهذا يتمّ إذا تمّ اعتبار الأيّام القليلة مع الرسول في الطائف هجرة .

الثالث : إنّ المراد بالهجرتين هي هجرة المدينة ، والهجرة إلى الكوفة ، فالأُولى هجرة النبوّة ، والثانية هجرة الإمامة ، فكلّ مسافر إلى طلب الدين يسمّى مهاجراً ، فالذين هاجروا إلى المدينة هاجروا للالتحاق بالنبوّة ، والمهاجر إلى الكوفة يهاجر لطلب الإمامة الحقّة .

وقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) في إحدى خطبه قوله : " والهجرة قائمة على حدّها الأوّل، ما كان لله في أهل الأرض حاجة من مستسر الأُمّة ومعلنها، لا


الصفحة 160


يقع اسم الهجرة على أحد إلاّ بمعرفة الحجّة في الأرض " (1) .

وقد شرح العلاّمة التستري ذلك بقوله : " وإنّما قال (عليه السلام) ذلك مقدّمة لغرضه من كون الهجرة إلى الإمام كالهجرة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وإلاّ ففي عصره (عليه السلام) وإن كان الإسلام فتح الأرض شرقاً وغرباً ، إلاّ أنّه لمّا كان رجال قاموا على خلافه من يوم وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى آخر عمره (عليه السلام) صار الأمر مثل أوّل الإسلام " (2) .

____________

1- شرح نهج البلاغة 13 / 101 .

2- بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة 3 / 392 .


الصفحة 161


الإمام الحسن (عليه السلام) :

( أبو حسن . البحرين . ... )

لم يكن كثير الزواج والطلاق :

السؤال : تحية طيّبة وبعد ، أشكر الإخوة الأعزاء على هذا الموقع الأكثر من رائع ، ولكم دوام الموفّقية إن شاء الله .

هناك بعض الأخبار تقول : بأنّ الإمام الحسن كان كثير الزواج والطلاق ، حتّى في بعض المصادر الشيعيّة ، فما مدى صحّة هذه الرواية ؟ أرجو التفصيل .

الجواب : إنّ الروايات الواردة عن كثرة زواج وطلاق الإمام الحسن (عليه السلام) جميعها مردودة عقلاً ونقلاً .

وأمّا ما ورد منها في مصادرنا ، فتشتمل في السند على مجهولين ومهملين ، أو غير موثّقين ، فلا حجّية في إسنادها ، فضلاً عن قبولها .

وأمّا ما جاء في مصادر العامّة بهذا الشأن فهو مقطوع البطلان ، إذ ورد فيه علي بن عبد الله المدائني ، ومحمّد بن علي بن عطية ، والمنصور الدوانيقي ، وكلّهم مجروحون عند أصحاب الرجال ، مضافاً إلى ثبوت عداء بعضهم لأهل البيت (عليهم السلام) كالمنصور ، أو مودّة بعضهم الآخر لبني أُمية كالمدائني ، فهكذا أحاديث تفوح منها رائحة الوضع والتدليس .

ثمّ مع غضّ النظر عن السند فالموضوع غير مقبول عقلاً ، إذ كيف يعقل أن يعرّف أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الإمام الحسن (عليه السلام) بهذه الكيفية ، وهو (عليه السلام) يريد أن ينصّبه للناس إماماً من بعده ؟ أليس ذلك ـ والعياذ بالله ـ يعدّ تنقيصاً في


الصفحة 162


إمامته (عليه السلام) ؟!

فالتحقيق : إنّ أعداء أهل البيت (عليهم السلام) من بني أُمية وغيرهم قد وضعوا هذه الأحاديث ودسّوها في الكتب للنيل من شخصية الإمام الحسن (عليه السلام) .

( معاذ التل . الأردن . سنّي . 32 سنة . طالب جامعة )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال: هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم ...
السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو ...
السؤال: ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل ...
ماالمراد بالقواعد من النساء ؟
السؤال : ما معنى : " علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ...
السؤال : لماذا تمّ اختيار الإمام علي ابن أبي طالب ...
السؤال: كيف كلّم الله النبيّ (صلى الله عليه وآله) ...
ماذا كان الهدف من تأسيس حلف الفضول الذي انضم إليه ...
السؤال: إنّ أبا بكر لم يؤذن لحضور جنازة فاطمة ...
السؤال : ما هو عالم الذرّ ؟ وكيف يؤثّر هذا العالم ...

 
user comment