حكمة مرضه يوم عاشوراء :
السؤال : هل هناك سرّ في مرض الإمام السجّاد (عليه السلام) يوم كربلاء ؟ ولماذا لم يأخذ الإمام الحسين (عليه السلام) ابنته فاطمة العليلة إلى كربلاء ؟
الجواب : شاءت الإرادة الإلهيّة أن يكون الإمام السجّاد (عليه السلام) عليلاً يوم عاشوراء ، وذلك :
أوّلاً : حتّى لا يقتل .
ثانياً : حتّى لا تخلو الأرض من حجّة لله تعالى .
ثالثاً : حتّى يستلم الإمامة بعد أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) .
رابعاً : يسقط عنه وجوب الدفاع عن إمام زمانه ، إذ لو كان سليماً ، ويسمع استغاثة أبيه (عليه السلام) لوجب عليه إغاثته ، والذبّ عنه .
وأمّا السبب في عدم أخذ الإمام الحسين (عليه السلام) ابنته فاطمة العليلة هو لشدّة
____________
1- مناقب آل أبي طالب 3 / 304 .
|
الصفحة 235 |
|
مرضها ، بينما الإمام السجّاد (عليه السلام) فلم يكن مريضاً يوم خروجه من المدينة المنوّرة .
( أحمد كريم . مصر . ... )
السؤال : أُودّ أن أطرح سؤال عن محلّ مقام الإمام زين العابدين ، فقد قرأت أنّه دفن في المدينة ، ولكنّي شاهدت في القاهرة مقام باسم الإمام زين العابدين ، بحيّ السيّدة زينب العريق ، فما السبب في ذلك ؟ وإذا كان الإمام قد دفن حقّاً في المدينة المنوّرة فلمَن هذا المقام ؟
الجواب : إنّ الإمام السجّاد (عليه السلام) استشهد في المدينة المنوّرة ، ودفن في البقيع ، وهذا متّفق عليه ، ولا يوجد فيه أيّ خلاف .
ولعلّ مقام الإمام السجّاد (عليه السلام) في القاهرة متعلّق بأحد أحفاده ، أو لمناسبة أُخرى .
( محمّد . ... . ... )
السؤال : هل إنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) شارك في القتال في واقعة كربلاء ؟
فهناك من يقول إنّه (عليه السلام) اشترك وجرح جرحاً بليغاً ، فأخرج من المعركة ، فأُسر مع باقي أهل البيت (عليهم السلام) .
الجواب : المشهور عند المؤرّخين وأصحاب السير وأرباب المقاتل : أنّ الإمام السجّاد (عليه السلام) كان مريضاً يوم عاشوراء ، بحيث لم يستطع المشاركة في المعركة ، وتلك مصلحة اقتضت في المقام ، لأجل عدم انقطاع سلسلة الإمامة ، وهذا رأي متسالم عليه عند الشيعة الإمامية .
نعم ، جاء في بعض آثار الزيدية ما نصّه : " وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) عليلاً وارتث يومئذ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه ، وأخذ مع
|
الصفحة 236 |
|
النساء ... " (1) ، ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا القول لعدّة وجوه :
منها : ضعف السند وعدم ثبوت الخبر .
ومنها : إنّ الخبر المذكور في غاية الأمر هو نقل تاريخي ، وليس حديثاً ولا رواية عن معصوم (عليه السلام) ، فلا يوجب الاطمئنان بمضمونه ، خصوصاً مع تناقضه مع كافّة الأدلّة الأُخرى .
والمهمّ في المقام هو : أن نعلم أنّ دور الإمام السجّاد (عليه السلام) هو دور التوعية والتثقيف ، وتكريس الجهود نحو إنشاء جيل يفهم المعاني ويعي المفاهيم ، فلا حاجة أن يقوم (عليه السلام) بالسيف بالضرورة في وقت لم تكن هناك أية نتيجة متوقّعة من الكفاح المسلّح .
( علي . البحرين . 30 سنة . طالب )
معنى قوله : أنا ابن مكّة ومنى :
السؤال : ما معنى كلام الإمام زين العابدين (عليه السلام) : " أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن مروة وصفا ... "(2) ؟ وشكراً .
الجواب : إنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) هو من فرع تلك الشجرة الطاهرة ، ومن سلالة الأنبياء والأوصياء ، وهنا يشير الإمام (عليه السلام) إلى أهمّ المعالم الإسلامية التي هي : " مكّة ومنى ومروة والصفا " ، وهذه هي المقدّسات للمسلمين ، ولمّا عبّر عن كونه ابنها ، فهو يريد أن يشير إلى أنّه المصداق الأكمل لها ، فهي معالم صامتة ، والإمام حجّة الله الناطق ، كما أنّ القرآن الكتاب الصامت ، والإمام هو الكتاب الناطق .
فأشار الإمام (عليه السلام) بعباراته هذه ، وفي جمع من الناس ، الذين كانوا يتصوّرون أنّهم خوارج ، فبيّن أنّه هو الأصل لهذه المعالم ، التي يقدّسها المسلمون ، ليعرّف شخصه لهم ومَن هو ، وبذلك فاق أهل الشام من غفلتهم ، وعرفوا أنّهم ليسوا بخوارج .
____________
1- الأمالي الخميسية 1 / 170 .
2- مناقب آل أبي طالب 3 / 305 ، لواعج الأشجان : 234 .
|
الصفحة 237 |
|
|
الصفحة 238 |
|
( ... . البحرين . ... )
السؤال : قال ابن تيمية : " ونقل تسميته بالباقر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) لا أصل له عند أهل العلم ، بل هو من الأحاديث الموضوعة " (1) .
الرجاء إعطاء بعض المصادر عند أهل السنّة حول هذا الموضوع ؟
الجواب : ذكرت بعض مصادر أهل السنّة تسمية الإمام محمّد بن علي (عليهما السلام) بالباقر، لتسمية النبيّ (صلى الله عليه وآله) له بها ، ومن تلك المصادر : شرح نهج البلاغة (2) ، الفصول المهمّة (3) ، وغيرها (4) .
( ... . السعودية . ... )
بعض النصوص الواردة في إمامته :
السؤال : ترد أحياناً بعض الشبهات حول النصوص الواردة بحقّ الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) ، فمنها ما قد يثار من قبل البعض بشأن التنصيص على إمامة كلّ واحد منهم (عليهم السلام) ، وفي هذا المجال حبّذا لو تذكرون بعض الأحاديث المعتبرة على إمامة الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) .
الجواب : نعم ، هناك نصوص عامّة تذكر الأئمّة (عليهم السلام) بأسمائهم ، ورغبة منّا للاختصار ، نذكر بعضها التي لا خدشة في إسنادها ، ولا مناقشة في دلالتها :
1ـ صحيحة أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، التي جاء فيها ذكر الأئمّة بدءاً من أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى الإمام الباقر (عليه السلام) (5) .
____________
1- منهاج السنّة النبوية 4 / 51 .
2- شرح نهج البلاغة 15 / 277 .
3- الفصول المهمّة : 211 .
4- أُنظر : تذكرة الخواص : 302 .
5- الكافي 1 / 286 .
|
الصفحة 239 |
|
2ـ صحيحة عبد الله بن جندب عن الإمام الكاظم (عليه السلام) ، التي صرّحت بأسماء جميع الأئمّة (عليهم السلام) بالترتيب ، وعلى التوالي (1) .
3ـ صحيحة أبي هاشم الجعفريّ عن الإمام الجواد (عليه السلام) ، التي جاء فيها إقرار الخضر (عليه السلام) بجميع الأئمّة (عليهم السلام) عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والإمام الحسن (عليه السلام) ، وارتضاء الإمام (عليه السلام) ذلك منه (2) .
هذا ، وقد وردت نصوص كثيرة في المقام تؤيّد ما ذكرناه ، فضلاً عن الصحاح المتقدّمة ، فيمكننا الاستدلال على المطلوب بالتواتر ، والاستفاضة في هذه الأحاديث .
( عبد الله . ... . ... )
السؤال : هل إنّ الإمام الباقر (عليه السلام) شهد واقعة الطفّ وحضرها ؟
الجواب : نعم ، بما أنّ ولادة الإمام الباقر (عليه السلام) كانت سنة 56 هـ (3)، أو سنة 57 هـ (4)، أي قبل واقعة كربلاء بثلاث سنين ، أو أربع سنين ، كما أدلى (عليه السلام) هو بذلك ، فقد حضر أحداث الطفّ ، وشاهد مأساة جدّه الإمام الحسين (عليه السلام) وأولاده وأصحابه ، وتحمّل الأسر في ضمن الأطفال والنساء ، كما ورد ذلك في بعض الروايات عن لسانه (عليه السلام) (5) .
( ... . السعودية . ... )
السؤال : سمعت أنّ العملة الإسلامية هي من مقترحات الإمام الباقر (عليه السلام) ؟ فكيف ذلك ؟
الجواب : نعم ، بحسب النصوص التاريخية أنّ هذا العمل الجبّار الذي منح العالم الإسلامي استقلاليّته في مجال الاقتصاد ، قد نفّذ بإشارة الإمام الباقر (عليه السلام) ،
____________
1- من لا يحضره الفقيه 1 / 329 .
2- المحاسن 1 / 19 .
3- تذكرة الحفّاظ 1 / 124 .
4- مسار الشيعة : 56 .
5- نفس المهموم : 386 .
|
الصفحة 240 |
|
ومجمل الموضوع كالآتي :
أنّ عبد الملك بن مروان قد أمر بتبديل الطراز المنقوش عليه شعار المسيحية إلى طراز منقّش بشعار التوحيد ، فغضب ملك الروم من عمله هذا ، وهدّده بضرب نقود من الدراهم والدنانير تحمل شعارات ضدّ الإسلام ونبيّه (صلى الله عليه وآله) ، ولا يخفى بأنّ التعامل الدارج بين المسلمين آنذاك كان كلّه على أساس العملة الأجنبية ، أي الرومية .
فتوسّل عبد الملك إلى الإمام الباقر (عليه السلام) ، وبما أنّ المسألة كانت ترتبط بأصل الدين والعقيدة ، تدخّل الإمام (عليه السلام) وأبدى رأيه الشريف ، وأخذ عبد الملك برأيه ، وأمر بضرب النقود وفقاً لما خطّطه الإمام (عليه السلام) ، ومن ثمّ تولّدت العملة الإسلامية ، وجرى التعامل بها ، وتحرّر النقد من التبعية للأمبراطورية الرومية (1) .
نعم ، قد ورد في بعض المصادر : بأنّ الذي قام بهذا العمل هو الإمام زين العابدين (عليه السلام) (2) .
وجاء في بعض الموسوعات الأجنبية : " إنّ أوّل من أمر بضرب السكّة الإسلامية هو الخليفة علي (عليه السلام) بالبصرة ، سنة أربعين من الهجرة " (3) .
ويمكن الجمع : بأنّ الإمام علي (عليه السلام) أمر بضرب السكّة في البصرة في إطار محدود ، بدون إلغاء التعامل بالنقود الأُخرى ، حتّى إذا جاء دور الإمام الباقر (عليه السلام) فضربت العملات الجديدة بأمره (عليه السلام) ، وأُلغيت التعامل بغيرها نهائيّاً .
( عبد الرحمن . ... . ... )
السؤال : نسمع كثيراً بأنّ الأئمّة (عليهم السلام) من الإمام الباقر (عليه السلام) فما بعد مضافاً إلى أنّهم حسينيّون يعتبرون حسنيّين أيضاً ، هل هذا صحيح ؟ وكيف ؟
الجواب : إنّ الإمام الباقر (عليه السلام) كما نعلم هو ابن الإمام زين العابدين بن الإمام
____________
1- أُنظر : حياة الحيوان للدميريّ 1 / 91 ، المحاسن والأضداد للبيهقيّ 2 / 129 .
2- البداية والنهاية 9 / 122 .
3- أعيان الشيعة 1 / 539 نقلاً عن دائرة المعارف البريطانية .
|
الصفحة 241 |
|
الحسين (عليهما السلام) ، وبهذا الاعتبار فهو حسينيّ ، ومن جانب آخر فأُمّه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام) ، ولذا يعتبر (عليه السلام) حسنيّ أيضاً .
فالإمام الباقر (عليه السلام) أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين (عليهما السلام) ، ومن هنا يمكن أن نعرّف الأئمّة من ولد الباقر (عليه السلام) بأنّهم حسنيّون وحسينيّون معاً .
|
الصفحة 242 |
|
( ... . ... . ... )