عربي
Sunday 25th of August 2024
0
نفر 0

السؤال : نشكر لكم جهودكم ، ونتمنّى لكم كلّ خير وصلاح

من صفاتها سلامة الإمام من العاهات :

السؤال : نشكر لكم جهودكم ، ونتمنّى لكم كلّ خير وصلاح .

وهناك سؤال نتمنّى الإجابة عليه ، وهو : من صفات اختيار الأنبياء


الصفحة 349


والأئمّة (عليهم السلام) السلامة من العاهات والأمراض المعدية ، فلماذا شاء الله تعالى أن يبتلي النبيّ أيوب (عليه السلام) بالأمراض المعدية ؟

الجواب : إنّ رسل الله تعالى لهم مسؤوليتان ، المسؤولية الأُولى : إبلاغ ما شرّعه الله تعالى لعباده من أحكام ، والمسؤولية الثانية : قيادة الأُمّة . ولابدّ لها نوع من الخصائص والامتيازات التي بها تنقاد الأُمّة ، وإلاّ الأُمّة لا تنقاد إلى عالم بعلمه ، وإنّما تنقاد لعالم يتمكّن من جعل علمه مركز قوّة وسيطرة عقليّة لا مادّية على من يؤمنون بعلمه .

فالأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) حيث إنّ مسؤوليتهم الثانية أنّهم قادة أُممهم فلابدّ وأن تتوفّر فيهم المزايا والخصائص التي إن توفّرت في قائد تنقاد إليه الأُمّة ، وبهذا لا يشترط أن يكون أجمل الخلق ، لكن يشترط في حقّه أن لا يكون من حيث النظرة تشمئزّ منه النفوس والأساس تملّك قلوب من ينقادون إليه ، والناس اعتادوا أن تكون نظرتهم الحسّية مدخلاً للطاعة .

فمن هذه الناحية العاهات تختلف : عاهات لا تشمئزّ منها النفوس إن أُصيب بها واحد منهم وإنّما يعالجونه ويأتون لزيارته ، وعاهات تشمئزّ منها النفوس ، فالله تعالى لا يجنّب رسوله من كُلّ مرض وعاهة من حمى ورمد وأمثال ذلك ، وأمّا الطاعون والبتور والأمراض المعدية ، أو الأمراض التي توجب سوء المنظر ، فالله تعالى يجنّب وليّه ونبيّه لأنّه جعل له مسؤولية قيادة الأُمّة .

( غادة . الأردن . ... )

منصوص عليها عند الشيعة :

السؤال : أخبروني عن رأيكم بكلّ وضوح وصراحة عن سبب اختلافكم مع مذهب أهل السنّة ، وشكراً لكم .

الجواب : باختصار ، فإنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أخبر عن اختلاف أُمّته إلى نيف وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة، وهذا الحديث موجود في مصادر جميع المسلمين.


الصفحة 350


وعليه ، فالبحث عن الفرقة الناجية أمر حتميّ ، فعلى كلّ مسلم أن يبحث في الأدلّة ليعرف هذه الفرقة ومعتقداتها ، ويعتقد بالعقائد الحقّة .

وأصل الاختلاف بين السنّة والشيعة هو في مسألة الخلافة ، وباقي المسائل تتفرّع على هذا الأصل ، فالشيعة تستدلّ بالعقل والنقل بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يرحل من هذه الدنيا حتّى عيّن الخليفة من بعده بالاسم ، شأنه شأن سائر الأنبياء السابقين الذين عيّنوا أوصياء لأنفسهم .

والسنّة تقول : بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) رحل من هذه الدنيا ولم يعيّن ، ولم ينصّ على أحد ، بل ولم يذكر لهم طريقة انتخاب مَن بعده ، بل ترك الأُمّة تفعل ما تشاء .

فعلى كلّ المسلمين البحث في جذور الاختلاف أوّلاً ، وهي مسألة الإمامة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ومراجعة أدلّة الطرفين ، كلّ من كتبه ، لا أن يعتمد على من نقل عنهم .

( سعيد سهوان . البحرين )

أساس الخلاف بين الفريقين :

السؤال : ما هو الفرق بين الشيعة والسنّة ؟ وما هو أساس الاختلاف بينهم ؟

الجواب : كما هو معلوم هناك فروق كثيرة بين الشيعة والسنّة في جانب العقائد والفقه و … .

وأساس الاختلاف بينهما هو في الإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فالشيعة الإمامية تعتقد :

1ـ إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنصّ .

2ـ إنّ الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا فصل ، كما نصّ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواطن عديدة .

3ـ إنّ الأئمّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم اثنا عشر إماماً ، كما نصّ عليهم رسول


الصفحة 351


الله (صلى الله عليه وآله) .

4ـ إنّ الأئمّة (عليهم السلام) معصومون .

وأخيراً ، فإنّ الشيعة تأخذ أحكامها من القرآن وأهل البيت (عليهم السلام) ، وترى هذا الطريق هو الموصل إلى الله تعالى ، ومبرئ للذمّة ، وذلك عملاً بقول الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي رواه عنه جميع المسلمين : " إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " (1) .

وهذا ممّا لا يقول به أهل السنّة ، وهناك فوارق أُخرى .

( عبد الحليم نواصر . الجزائر . ... )

هي أصل الاختلاف :

السؤال : أُودّ الاستفسار عن ميراث النبيّ الأكرم ، وسرّ الاختلاف بين آل بيت الرسول (عليهم السلام) والخليفة الأوّل ؟

الجواب : ليس الاختلاف اختلاف ميراث ومال فيما بين أهل البيت (عليهم السلام) والخلفاء ، وإنّما الاختلاف اختلاف في مبدأ يبيّن الحقّ من الباطل ، وكما اعترف الشهرستاني في كتابه ( الملل والنحل ) (2) ، وغيره ، فإنّ أصل الاختلاف في الإمامة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) : حيث ذهبت الشيعة إلى أنّ الإمامة بالنصّ ، وأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) نصّ على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالإمامة بعده بلا فصل ، وذلك في مواطن ومواقف مختلفة ، من بداية الدعوة حيث جمع عشيرته للإنذار { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } (3) ، وإلى آخر ما قاله في مرضه الذي توفّي فيه ، كما أنّ الإمامة إلى أحد عشر إمام بعد علي (عليه السلام) نصّ عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

وأمّا أهل السنّة فوقعوا في خبط شديد :

فتشاهد خلافة أبي بكر لم تكن بشورى حقيقية ، ولا باجتماع أهل الحلّ والعقد عليها ، وذلك لتخلّف بني هاشم ، وبعض كبار الصحابة ، ولما استعمله

____________

1- مسند أحمد 5 / 182 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 196 ، مسند ابن الجعد : 397 ، المنتخب من مسند الصنعانيّ : 108 ، ما روي في الحوض والكوثر : 88 ، كتاب السنّة : 337 و 629 ، السنن الكبرى للنسائيّ 5 / 45 و 130 ، مسند أبي يعلى 2 / 297 و 303 و 376 ، المعجم الصغير 1 / 131 ، المعجم الأوسط 3 / 373 ، المعجم الكبير 3 / 65 و 5 / 154 و 166 و 170 ، نظم درر السمطين : 231 ، الجامع الصغير 1 / 402 ، العهود المحمدية : 635 ، كنز العمّال 5 / 290 و 13 / 104 و 14 / 435 ، دفع شبه التشبيه : 103 ، شواهد التنزيل 2 / 42، تفسير القرآن العظيم 4 / 123 ، الطبقات الكبرى 2 / 194 ، علل الدارقطنيّ 6 / 236 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 220 و 54 / 92 ، سير أعلام النبلاء 9 / 365 ، أنساب الأشراف : 111 ، البداية والنهاية 5 / 228 و 7 / 386 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 6 و 12 / 232 ، ينابيع المودّة 1 / 74 و 97 و 100 و 113 و 119 و 123 و 132 و 345 و 350 و 360 و 2 / 90 و 112 و 269 و 273 و 403 و 437 و 3 / 65 و 141 و 294 ، لسان العرب 4 / 538 .

2- الملل والنحل 1 / 24 .

3- الشعراء : 213 .


الصفحة 352


أبو بكر وأعوانه من تسليط السيف والتهديد على من لم يبايع ، ولأجل هذا قال قائلهم : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة !!

وتشاهد خلافة عمر كانت بالنصّ من أبي بكر عليه .

وتشاهد خلافة عثمان كانت بمسرحية الشورى التي دُبِّر الأمر فيها من ذي قبل .

( حسين . السعودية . ... )

هي بجعل من الله :

السؤال : توضيح أنّ الإمامة جعل من الله .

الجواب : إنّ الشيعة الإمامية تعتقد بأنّ الإمامة ـ التي هي قيادة الأُمّة الإسلامية ـ منصب الهيّ ، وجعل من الله تعالى ، وأنّها حقّ من حقوق الله تعالى كالنبوّة .

فالمولى تعالى هو الذي ينصب من يكون إماماً للناس ، وهو الذي يختار هذا الإنسان ، ويجعله إماماً دون غيره .

ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :

1ـ قوله تعالى : { وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } (1) .

2ـ قوله تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } (2) .

3ـ قوله تعالى : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } (3) .

4ـ قوله تعالى : { يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض } (4) .

5ـ قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا } (5) .

إذاً فالإمامة جعل من الله تعالى ، وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حقّ الأُمّة أن تختار لها إماماً ، لقوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ

____________

1- البقرة : 124 .

2- القصص : 5 .

3- الأنبياء : 73 .

4- ص : 26 .

5- السجدة : 24 .


الصفحة 353


لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا } (1) .

( أحمد الخاجة . البحرين . 15 سنة . طالب ثانوية )

ليست حكماً وراثيّاً :

السؤال : إنّنا كشيعة اثني عشرية ، نعتقد بأحقّية الإمام علي (عليه السلام) بالخلافة بعد الرسول ، ثمّ انتقال الخلافة بعده للحسن (عليه السلام) ، ثمّ للحسين (عليه السلام) ، ثمّ للأئمّة التسعة من صلبه .

أفلا يعدّ هذا نوع من الحكم الوراثيّ ؟ بحيث لا تكون الخلافة الإسلامية شورى بين المسلمين ، بل تكون فرضاً عليهم يجب أن يتقبّلوه ، وحفظكم الله لمصلحة المسلمين .

الجواب : من المسلّمات عندنا أنّ إمامة الأئمّة الاثني عشر منصوص عليها بهذا الترتيب من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

وعليه ، فيجب علينا أن نتقبّلهم كأئمّة وأوصياء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وطاعتهم واجبة علينا كطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) للنصّ ، فكما نصلّي صلاة الصبح ركعتين ، وصلاة الظهر أربع ركعات للنصّ ، هكذا الحال نقبل إمامة الأئمّة الاثني عشر بهذا الترتيب للنصّ .

وهذا الترتيب لا يلزم منه أن يكون حكمهم (عليهم السلام) حكماً وراثياً ، لأنّ النصّ جاء بهذا الترتيب .

ثمّ إنّا آمنّا بالنصّ ، وعليه صريح القرآن والسنّة ، يعني أنّ الله تعالى هو الذي عيّن ، والله تعالى لا يعيّن إلاّ لمصلحة وحكمة ، ولا دخل للحكم الوراثيّ في تعيين الله تعالى .

ثمّ لا يخفى عليك: أنّنا نعتقد أنّ الإمامة لا تكون عن طريق الشورى والمشورة ، والأخذ بأكثر الآراء ، بل تكون عن طريق النصّ ، لأنّ الشورى

____________

1- الأحزاب : 36 .


الصفحة 354


لا تكون إلاّ في الأُمور الدنيوية التي تتعلّق بحياة الإنسان ، ولا تكون في الأُمور الدينية والتعبّدية، ومنصب الإمامة والخلافة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) منصب دينيّ كمنصب النبوّة لا يتمّ لزوماً بآراء الأكثرية ، ولعلّ بعض الآيات مثل : { وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } ، { وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، { وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } ، { وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } تشير إلى ذلك .

فكما لا يجوز أن نأخذ بآراء الأكثرية لو اتفقوا على الزيادة أو النقصان في عدد ركعات الصلاة ، كذلك في الإمامة .

( أحمد جعفر . البحرين . 19 سنة . طالب جامعة )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين ...
أود أن أعرف بماذا تختلف عنا الفرقة الشيخية ؟
السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...
السؤال : قرأنا أنّ علم الأنبياء والأئمّة (عليهم ...
السؤال: ما هو حكم الخيرة أو الاستخارة ؟ فنرى ...
السؤال : ما هي تسبيحة الزهراء ؟ وكيف تكون ؟
السؤال: إنّ أبا بكر لم يؤذن لحضور جنازة فاطمة ...
السؤال : أُودّ أن أعرف عن كيفية الصلاة التي كان ...
السؤال: لقد كثر التهجّم على مذهبنا من البدع ...
السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟

 
user comment