عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

الامام زين العابدين عليه السلام وتعيين الامام بعده

الامام زين العابدين عليه السلام وتعيين الامام بعده

القسم : الامام علي السجاد عليه السلام   ||   التاريخ : 2008 / 08 / 08   ||   القرّاء : 340

الامام زين العابدين عليه السلام وتعيين الامام بعده

لقد اولى الامام زين العابدين(عليه السلام) قضية الامامة اهمية قصوى قلما يوليها لقضية اخرى من القضايا العقائدية والسياسية والمصيرية. فلم يشأ ان يلتحق بالرفيق الاعلى دون ان يشخص الامام بعده، وينص عليه. فما احوج الامة الاسلامية، والانسانية الضائعة، الى القدوة المثلى والامام العادل. يكشف لها ظلمات الجهل والغواية، وينير آفاق الليل البهيم، ويأخذ بأيديها الى شاطئ الخير والرحمة والسلام.
ولقد شاء الامام زين العابدين ـ عن وعي وادراك ـ ان يكون الامام بعده محمد الباقر(عليه السلام)، فعينه بالفعل اماماً للناس وقدوة للمقتدين. وتذهب الامامية كلها وفي قول واحد الى ان تعيين الامام السابق للامام اللاحق انما هو انعكاس لاحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في تعيين الائمة. وليس تعيين احدهما للاخر إلاّ بنحو الكشف والحكاية عن النصوص النبوية في هذا المضمار.
فاما من حيث النصوص فقد بينها الامام زين العابدين بما فيها من النص على الامام الباقر(عليه السلام)، واما من حيث النصب والتعيين فقد اشار إليه بل نص عليه كما في جملة من الاخبار الروائية والتاريخية واليك جملة منها:


اولاً: في رواية معمر عن الزهري بما مختصره قال: «دخلت على علي بن الحسين(عليه السلام) في المرض الذي توفي فيه (إلى ان قال): ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلاً... قلت: يابن رسول الله ان كان من امر الله ما لابدّ لنا منه ـ ووقع في نفسي انه قد نعى نفسه ـ فإلى من يختلف بعدك؟ قال يا ابا عبد الله الى ابني هذا ـ واشار الى محمد ابنه ـ انه وصيي ووارثي وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم. قلت يابن رسول الله هلا اوصيت الى اكبر اولادك.
قال: يا ابا عبد الله ليست الامامة بالصغر والكبر. هكذا عهد الينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)».


ثانياً: عن عثمان بن عثمان بن خالد عن ابيه قال: «مرض علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب(عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فجمع اولاده محمداً والحسن وعبدالله وعمر وزيدا والحسين، واوصى الى ابنه محمد بن علي، وكنّاه الباقر، وجعل امرهم إليه ...».


ثالثاً: عن مالك بن أَعين الجهني قال: «اوصى علي بن الحسين(عليه السلام) ابنه محمد بن علي(عليه السلام) فقال:
بنيّ اني جعلتك خليفتي من بعدي، لا يدّعي فيما بيني وبينك احد إلاّ قلّده الله يوم القيامة طوقاً من النار، فاحمد الله على ذلك واشكره...».


رابعاً: التفت علي بن الحسين إلى ولده وهو في الموت، وهم مجتمعون عنده، ثم التفت الى محمد بن علي ابنه فقال: «يا محمد هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك ثم قال: اما انه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكنه كان مملوءاً علماً».

خامساً: ونحو الرواية الرابعة ما رواه جعفر بن محمد(عليه السلام) قال: «لما حضر علي ابن الحسين(عليه السلام) الموت، قبل ذلك اخرج السفط أو الصندوق عنده فقال: يا محمد احمل هذا الصندوق. قال: فحمل بين اربعة «رجال». فلما توفي جاء اخوته يدّعون في الصندوق فقالوا: اعطنا نصيبنا من الصندوق. فقال: والله مالكم فيه شيء، ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه اليَّ، وكان في الصندوق سلاح رسول الله وكتبه».


سادساً: عن ابي خالد (الكابلي): «قلت لعلي بن الحسين: من الامام بعدك؟
قال: محمد ابني يبقر العلم بقرا».....

------------------------

المصدر: النظريـة السياسيـة لدى الامام زين العابدين (عليه السلام) 

 الإمام زين العابدين(عليه السلام) في سطور 

القسم : الامام علي السجاد عليه السلام   ||   التاريخ : 2008 / 03 / 06   ||   القرّاء : 980

الإمام زين العابدين(عليه السلام) في سطور

 

 هو الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) رابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وجدّه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأوّل من أسلم وآمن برسالته، وكان منه بمنزلة هارون من موسى، كما صحّ في الحديث عنه[1].

وجدّته فاطمة الزهراء بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبضعته، وفلذة كبده، وسيّدة نساء العالمين كما كان أبوها يصفها.

 وأبوه الإمام الحسين (عليه السلام) أحد سيِّدَيْ شباب أهل الجنّة، سبط الرسول وريحانته ومن قال فيه جدّه(صلى الله عليه وآله): «حسين منّي وأنا من حسين»، وهو الذي استشهد في كربلاء يوم عاشوراء دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.

 وهو أحد الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) الذين نصّ عليهم النبىّ(صلى الله عليه وآله) كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، إذ قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش»[2].

 وقد ولد الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام) في سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين.

 وعاش سبعة وخمسين سنة تقريباً، قضى ما يقارب سنتين أو أربع منها في كنف جدّه الإمام علىّ(عليه السلام)، ثمّ ترعرع في مدرسة عمّه الحسن وأبيه الحسين(عليهما السلام) سبطي الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وارتوى من نمير العلوم النبوية، واستقى من ينبوع أهل البيت الطاهرين.

 برز على الصعيد العلمي إماماً في الدين ومناراً في العلم، ومرجعاً لأحكام الشريعة وعلومها، ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى، واعترف المسلمون جميعاً بعلمه واستقامته وأفضليّته، وانقاد الواعون منهم إلى زعامته وفقهه ومرجعيّته.

 كان للمسلمين عموماً تعلّق عاطفي شديد بهذا الإمام، وولاء روحي عميق له، وكانت قواعده الشعبية ممتدّة في كلّ مكان من العالم الإسلامي، كما يشير إلى ذلك موقف الحجيج الأعظم منه، حينما حجّ هشام بن عبد الملك[3].

 لم تكن ثقة الاُمّة بالإمام زين العابدين(عليه السلام) ـ على اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها ـ مقتصرة على الجانب الفقهي والروحي فحسب، بل كانت تؤمن به مرجعاً وقائداً، ومفزعاً في كلّ مشاكل الحياة وقضاياها، بوصفه امتداداً لآبائه الطاهرين.

ومن هنا نجد أنّ عبد الملك بن مروان قد استنجد بالإمام زين العابدين(عليه السلام) لحلّ مشكلة التعامل بالنقود الرومية إبّان تهديد الملك الروماني له بإذلال المسلمين[4].

 وقد قدّر للإمام زين العابدين أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه (عليه السلام) فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول، في مرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الاُمة وقتئذ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الاُولى، فقد امتدّت هذه الموجة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة، وضمّت شعوباً مختلفة وبلاداً واسعة إلى الدعوة الجديدة، وأصبح المسلمون قادة الجزء الأعظم من العالم المتمدّن وقتئذ خلال نصف قرن.

 تعرضت الاُمة الإسلامية في عصر هذا الإمام (عليه السلام) لخطرين كبيرين:

الخطر الأول: هو خطر الانفتاح على الثقافات المتنوعة، والذي قد ينتهي بالاُمة إلى التميّع والذوبان وفقدان أصالتها، فكان لابدّ من عمل علمي يؤكّد للمسلمين أصالتهم الفكرية وشخصيّتهم التشريعية المتميّزة المستمدة من الكتاب والسنّة. وكان لابدّ من تأصيل للشخصية الاسلامية، وذلك من خلال زرع بذور الاجتهاد.

وهذا ما قام به الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) فقد بدأ حلقة من البحث والدرس في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله) وأخذ يحدّث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية، من تفسير وحديث وفقه وتربية وعرفان، وراح يفيض عليهم من علوم آبائه الطاهرين.

وهكذا تخرّج من هذه الحلقة الدراسيّة عدد مهمّ من فقهاء المسلمين، وكانت هذه الحلقة المباركة هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس الفقه الإسلامي وكانت الأساس لحركة الفقه الناشطة.

الخطر الثاني : هو الخطر الناجم عن موجة الرخاء والانسياق مع ملذّات الحياة الدنيا والإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة، وبالتالي ضمور الشعور بالقيم الخلقية.

وقد اتّخذ الإمام زين العابدين(عليه السلام) من الدعاء أساساً لدرء هذا الخطر الكبير الذي ينخر في الشخصية الإسلامية ويهزّها من داخلها هزّاً عنيفاً ويحول بينها وبين الاستمرار في أداء رسالتها. ومن هنا كانت «الصحيفة السجادية» تعبيراً صادقاً عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام(عليه السلام) إضافة إلى كونها تراثاً ربّانياً فريداً يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب، وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمّدي العلوي، وتزداد إليه حاجة كلّما ازداد الشيطان للإنسانية إغراءً والدنيا فتنةً له[5].

----------------------------

الهامش

 

 

[1] صحيح مسلم : 7 / 121 .

[2] إثبات الهداة : 2 / 320 حديث 116 .

[3] اختيار معرفة الرجال : 129 ـ 132 ح 207 ، والجاحظ في البيان والتبيين: 1/286، الأغاني: 14/75 و  19/40، وابن خلكان في وفيات الأعيان : 2/338 ط ايران.

[4] انظر: دراسات وبحوث للعاملي : 1/127 ـ 137 .

[5] السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) في مقدمته للصحيفة السجادية.

 

 

 

 

زاد المعاد-المصدر: اعلام الهداية



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
ملامح شخصية الإمام جعفر الصادق عليه السلام
أحاديث في الخشية من الله (عزّ وجلّ)
أقوال علماء أهل السنة في اختصاص آية التطهير ...
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة
معرفة فاطمة عليها السلام
علي مع الحق - علي مع القرآن - شبهة وجوابها - خلاصة ...
صدق الحدیث
السيد الشاه عبدالعظيم الحسني رضوان الله عليه
كلمات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القصار

 
user comment