عربي
Saturday 18th of May 2024
0
نفر 0

فضيلة تربة الحسين ( ع ) ومعجزة منها

فضيلة تربة الحسين ( ع ) ومعجزة منها :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى الربعي الكاتب قال حدثني أبي موسى بن عبد العزيز قال : لقيني يوحنا بن سراقيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني و قال لي بحق نبيك و دينك من هذا الذي يزور قبره منكم بناحية قصر ابن هبيرة من هو من أصحاب نبيكم قلت ليس هو من أصحابه هو ابن بنته فما دعاك إلى المسألة عنه فقال له عندي حديث طريف قلت حدثني به فقال وجه إلى سابور الكبير الخادم الرشيد في الليل فصرت إليه فقال تعال معي فمضى و أنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي فوجدناه زائل العقل متكئا على وسادة و إذا بين يديه طشت فيها حشو جوفه و كان الرشيد استحضره من الكوفة فأقبل سابور على خادم من خاصة موسى فقال له ويحك ما خبره فقال له أخبرك أنه كان من ساعة جالسا و حوله ندماؤه و هو من أصح الناس جسما و أطيبهم نفسا إذ جرى ذكر الحسين بن علي (عليه السلام) قال يوحنا هذا الذي سألتك عنه فقال موسى إن الرافضة لتغلوا فيه حتى أنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا قد كانت بي علة غليظة فتعالجت لها بكل علاج فما

[224]

نفعني حتى وصف لي كاتبي أن آخذ من هذه التربة فأخذت فنفعني الله بها و زال ما كنت أجده قال فبقي عندك منها شي ء قال نعم فوجه فجاءوه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فأخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن يداوي بها و احتقارا و تصغيرا لهذا الرجل الذي هذه تربته يعني الحسين (عليه السلام) فما هو الآن أن استدخلها دبره حتى صاح النار النار الطشت الطشت فجئناه بالطشت فأخرج فيها ما ترى فانصرف الندماء فصار المجلس مأتما فأقبل على سابور فقال انظر هل لك فيه حيلة فدعوت بشمعة فإذا كبده و طحاله و رئتيه و فؤاده خرج منه في الطشت فنظرت إلى أمر عظيم فقلت ما لأحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى الذي كان يحيي الموتى فقال لي سابور صدقت و لكن كن هاهنا في الدار إلى أن يتبين ما يكون من أمره فبت عندهم و هو بتلك الحالة ما رفع رأسه فمات في وقت السحر قال محمد بن موسى قال لي موسى بن سريع فكان يوحنا يزور قبر الحسين (عليه السلام) و هو على دينه ثم أسلم بعد هذا فحسن إسلامه

اعتمادا على بعضه قال حدثنا عبد ربه بن علقمة عن حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب تحببوا إلى الأشراف و توددوا و اتقوا على أعراضكم من السفلة و اعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)

قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أملاه على منبر له قال : خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش فقال لي امض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر من يعني و كنت أجل أبا بكر عن مراجعته و كان راكبا حمارا له فجعل يسير عليه و أنا أمشي مع ركابه فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن جابر التفت إلي فقال يا ابن الحماني إنما جررتك معي و حشمتك أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية قال فقلت من هو يا أبا بكر فقال هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى فسكت عنه و مضى و أنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى و بصر به الحاجب و تبينه و كان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبو بكر هناك و كان عليه يومئذ قميص و إزار و هو محلول الأزرار

[225]

قال فدخل على حماره و ناداني فقال يا ابن الحماني فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر و قال أ تمنعه يا فاعل و هو معي فتركني فما زال يسير على حماره حتى دخل الإيوان فبصر بنا موسى و هو قاعد في صدر الإيوان على سرير و بجنبي السرير رجال متسلحين و كذلك كانوا يصنعون فلما أن رآه موسى رحب به و قربه و أقعده على سريره و منعت أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف فناداني تعال ويحك فصرت إليه و نعلي في رجلي و علي قميص و إزار و أجلسني بين يديه فالتفت إليه موسى فقال هذا رجل تكلمنا فيه قال لا و لكني جئت به شاهدا عليك قال فبما ذا قال إني رأيتك و ما صنعت بهذا القبر قال أي قبر قال قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله و كان موسى قد وجه إليه من كربه و كرب جميع أرض الحائر و حرثها و زرع الزرع فيها فانتفخ موسى حتى كاد أن ينقد ثم قال و ما أنت و ذا قال اسمع حتى أخبرك. اعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني فمضيت لوجهي فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق و رأيت هناك عجوزا فقالت لي أين تريد أيها الشيخ قلت أريد الغاضرية فقال لي استبطن هذا الوادي فإذا أتيت آخره اتضح لك الطريق فمضيت و فعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك فقلت من أين أنت أيها الشيخ فقال أنا من أهل هذه القرية فقلت كم تعد من السنين فقال ما أحفظ مما مضى من سني و عمري و لكن أبعد ذكري إني رأيت الحسين بن علي (عليه السلام) و من كان معه من أهله و من تبعه يمنعون الماء الذي تراه و لا يمنع الكلاب و لا الوحش تشربه فاستعظمت ذلك فقلت ويحك أنت رأيت هذا قال إي و من سمك السماء لقد رأيت هذا أيها الشيخ و عاينته و أنت و أصحابك تعينون على ما قد رأينا فما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم فقلت ويحك و ما هو قال حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه فقلت ما أجرى إليه قال أ يكرب قبر ابن بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و يحرث أرضه فقلت و أين القبر قال ها هو ذا

[226]

أنت واقف في أرضه فأما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه. قال أبو بكر بن عياش و ما كنت رأيت القبر قبل ذلك قط و لا أتيته في طول عمري فقلت فمن لي بمعرفته فمضى معي الشيخ حتى وقف لي على حائر له باب و آذن و إذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن أريد الدخول على ابن بنت رسول الله فقال لا تقدر على الوصول في هذا الوقت قلت و لم قال هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله و محمد رسول الله و معهما جبرئيل و ميكائيل في رعيل من الملائكة. قال أبو بكر بن عياش فانتبهت من نومي و قد دخلني روع شديد و حزن و كآبة و مضت بي الأيام حتى كدت أنسى المنام ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة كان لي دين على رجل منهم فخرجت و أنا لا أذكر الحديث حتى صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص فحين رأيتهم ذكرت الحديث و رعبت من خشيتي لهم فقالوا لي ألق ما معك و أنج بنفسك و كانت معي نفيقه. فقلت ويحكم أنا أبو بكر بن عياش و إنما خرجت في طلب دين لي فالله الله لا تقطعوا بي عن طلب ديني و تضروني في نفقتي فإني شديد الإضاقة فنادى رجل منهم مولاي و الله لأتعرض له ثم قال لبعض فتيانهم كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن قال أبو بكر فجعلت أتذكر ما رأيت في المنام و أتعجب من تأويل الخنازير فمضيت حتى صرت إلى نينوى فرأيت و الذي لا إله إلا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته و هيئته رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء فحين رأيته ذكرت الأمر و الرؤيا فقلت لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحيا ثم سألته كمسألتي إياه في المنام فأجابني بما كان أجابني به ثم قال لي امض بنا فمضيت فوقفت معه على الموضع و هو مكروب فلم يفتني شي ء في منامي إلا الإذن و الحير فإني لم أر حائرا و لم أر آذنا فاتق الله أيها الرجل فإني قد آليت على نفسي ألا أدع إذاعة هذا الحديث و لا زيارة ذلك الموضع و قصده و إعظامه فإن موضعا يأتيه إبراهيم و محمد و جبرئيل و ميكائيل لحقيق أن يرغب في إتيانه و زيارته.

فإن أبا حصين حدثني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من رآني في المنام فإياي رأى فإن الشيطان لا يتشبه بي

فقال له موسى إني إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي

[227]

هذه الحمقة التي ظهرت منك و بالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنك تحدثت بهذا لأضربن عنقك و عنق هذا الذي جئت به شاهدا علي فقال أبو بكر إذا يمنعني الله و إياه منك فإني إنما أردت الله بما كلمتك به فقال أ تراجعني يا ماص و شتمه فقال اسكت أخزاك الله و قطع لسانك فأرعد موسى على سريره. ثم قال خذوه فأخذ الشيخ عن السرير و أخذت أنا فو الله لقد مر بنا من السحب و الجر و الضرب ما ظننت أنا لا تكثر الأحياء أبدا و كان أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر و كان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي و موسى يقول اقتلوهما بني كذا و كذا بالزاني لا يكنى و أبو بكر يقول له أمسك قطع الله لسانك و انتقم منك اللهم إياك أردنا و لولد نبيك غضبنا و عليك توكلنا فصير بنا جميعا إلى الحبس فما لبثنا في الحبس إلا قليلا و التفت إلى أبو بكر فرأى ثيابي قد خرقت و سالت دمائي. فقال يا حماني قد غضبنا لله حقا و اكتسبنا في يومنا هذا أجرا و لن يضيع ذلك عند الله و لا عند رسوله فما لبثنا إلا مقدار غذاء و نومه حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه و طلب حمار أبي بكر فلم يوجد فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة و كبرا فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا و كان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيرا ثم يقول اللهم إن هذا فيك فلا تنسه فلما دخلنا على موسى و إذا هو على سرير له فحين بصرنا به قال لنا لا حيا الله و لا قرب من جاهل أحمق يتعرض لما يكره ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم فقال له أبو بكر قد سمعت كلامك و الله حسيبك فقال له اخرج قبحك الله و الله لئن بلغني أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك ثم التفت إلي فقال لي يا كلب و شتمني و قال إياك ثم إياك أن تظهر هذا فإنه إنما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب في منامه أخرجا عليكما لعنه الله و غضبه فخرجنا و قد يئسنا من الحياة فلما صرنا إلى منزل الشيخ أبي بكر و هو يمشي و قد ذهب حماره فلما أراد أن يدخل منزله التفت إلي و قال احفظ هذا الحديث و أثبته عندك و لا تحدثن هؤلاء الرعاع و لكن حدث أهل العقول و الدين

[228]

حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال : حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق و خراسان فقال المأمون أخبروني عن معنى هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فقالت العلماء أراد الله عز و جل بذلك الأمة كلها فقال المأمون ما تقول يا أبا الحسن فقال الرضا (عليه السلام) لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد الله عز و جل بذلك العترة الطاهرة فقال المأمون فكيف عنى العترة من دون الأمة فقال الرضا (عليه السلام) إنه لو أراد الأمة كلها لكانت أجمعها في الجنة لقول الله تبارك و تعالى فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم فقال المأمون من العترة الطاهرة فقال الرضا (عليه السلام) الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال جل و عز إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و هم الذين قال رسول الله إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض انظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلموهم فإنه أعلم منكم قال العلماء أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أ هم الآل أو غير الآل فقال الرضا (عليه السلام) هم الآل فقالت العلماء فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤثر عنه أنه قال أمتي آلي و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن (عليه السلام) أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل قالوا نعم قال فتحرم على الأمة قالوا لا قال هذا فرق ما بين الآل و الأمة ويحكم أين يذهب بكم أ ضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أ ما علمتم أنه وقعت الوراثة و الطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم قالوا أين يا أبا الحسن قال من قول الله عز و جل وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ فصارت وراثة النبوة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين أ ما علمتم أن نوحا (عليه السلام) حين سأل ربه عز و جل فَقالَ

[229]

رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ

و ذلك أن الله عز و جل وعده أن ينجيه و أهله فقال له ربه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال أبو الحسن (عليه السلام) إن الله عز و جل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله عز و جل فقال له الرضا (عليه السلام) في قوله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ و قال عز و جل في موضع آخر أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني الذين عرفهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليهما فقوله عز و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله عز و جل الاصطفاء في كتابه فقال الرضا فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا فأول ذلك قوله عز و جل و أنذر عشيرتك الأقربين و رهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي و كعب و هي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عنى الله بذلك الآل فذكره لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه واحدة و الآية الثانية في الاصطفاء قوله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و هذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل بعد طهارة ينتظر فيها فهذه الثانية و أما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز و جل قل يا محمد فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فأبرز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا و الحسن

[230]

و الحسين و فاطمة و قرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله تعالى وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ قالت العلماء عنى به نفسه فقال أبو الحسن (عليه السلام) غلطتم إنما عنى بها علي بن أبي طالب (عليه السلام) و مما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب و عنى بالأبناء الحسن و الحسين و عنى بالنساءلفاطمة (عليها السلام) فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد و فضل لا يلحقهم فيه بشر و شرف لا يسبقهم إليه خلق إن جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة و أما الرابعة فإخراج الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك و تكلم العباس فقال يا رسول الله تركت عليا فاخرجتنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أنا تركته و أخرجتكم و لكن الله تركه و أخرجكم و في هذا تبيان قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى قالت العلماء فأين هذا من القرآن قال أبو الحسن أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم قالوا هات قال قول الله عز و جل وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى و فيها أيضا منزلة علي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال أنت مني بمنزلة هارون و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال إلا أن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد و آله قالت العلماء يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد عندكم أهل بيت رسول الله قال أبو الحسن و من ينكر لنا ذلك و رسول الله يقول أنا مدينة الحكمة و علي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحناه و شرحناه من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره معاند و لله عز و جل الحمد على ذلك فهذه الرابعة و أما الخامسة قول الله عز و جل وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ خصوصية خصهم الله تعالى العزيز الجبار بها و اصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله قال ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه فدك هي مما لن يوجف عليه بخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قد جعلتها لك كما أمرني الله فخذيها لك و لولدك فهذه الخامسة و الآية السادسة قول الله عز و جل

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

سيرة الإمام الهادي عليه السلام
برکة وجود علی علیه السلام
عبادة المحبّين
ليلة القدر خير من ألف شهر
التنزيه عند اهل البيت عليهم السلام
في أصالة الوجود واعتبارية الماهية
مسجات بمناسبة يوم الغدير
الحریة في الاسلام
أصحاب وثقات الامام الرضا عليه السلام
(نجد) كعبة الوهابية وقرن الشيطان

 
user comment