عدم الفرق بين الرجل والمرأة في علم الوراثة
هل هناك فرق بين المرأة والرجل في علم الفراسة وعلم الوراثة ؟ وهل الكلام هناك هو عن البدن القوي والمتصلب أم عن القلب السليم ؟ يلزم ان نقطع ثلاث مراحل الواحدة تلو الأخرى حتى نصل إلى نتيجة مطلوبة . بيان هذه المراحل الثلاث أنه يجب أن نصل من الصلابة إلى سلامة البدن ونصل
____________
(1) سورة الروم ، الآية : 54 .
(2) أصول الكافي ، ج 1 ص 218 .
(3) أصول الكافي ، ج 1 ص 32 .
(202)
من سلامة البدن إلى سلامة القلب لنحصل على نتيجة . جاء في القرآن الكريم :
( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من اتى الله بقلب سليم ) (1) .
لم يقل في الآية ( ببدن سليم ) فضلاً عن أن يقول : ( ببدن صلب ) ، يجب أن نبعد عن الأذهان الكلام عن الصلابة . بعض العمال البسطاء الذين يعملون في قطع الخشب وقلع الحجر وأمثال ذلك يتولون أمور المجتمع القوية ، ولكنهم عاجزون عن إدراك أبسط المسائل .
قوة سلامة القلب في المرأة :
إن صلابة البدن ليس لها تأثير في الوصول إلى كمال الروح ، بل ان القول السديد مؤثر وليس القول الشديد ( عليكم بالسديد لا بالشديد ) .
قال تعالى في القرآن :
( وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ) (2) .
اتضح لنا انه يجب عدم توقع فكر متين من صلابة البدن بل ان سلامة البدن تثمر الفكر ، وعليه فان الفكر ليس وحده ، يستطيع حل مشكلة ، بل ان القلب يحل المشكلة ايضاً . وسلامة القلب مهمة ، والله تعالى عرف بعض الرجال بعبارة مريض القلب . ولكنه لم يذكر مرض قلب المرأة .
في البحوث السابقة وضمن بيان آيات من سورة الأحزاب أشير إلى أن الله تعالى يخاطب نساء النبي :
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً
____________
(1) سورة الشعراء ، الآيتين : 88 ـ 89 .
(2) سورة الإحزاب ، الآيتين : 70 ـ 71 .
(203)
معروفاً ) (1) .
أمر النساء ان يتكلمن بأسلوب جيد وبمضمون جيد ، لكي لا يطمع الرجال الذين قلوبهم مريضة . هذا المرض هو في قلب الرجل حيث ان المرأة لا تطمع عندما تسمع صوت الرجل ، المرأة تتمتع بسلامة القلب ، إلا ان يظهر فيها مرض التبرج .
صغرى القياس هي أن النساء يتمتعن من حيث النوع بسلامة القلب . كبرى القياس هي أن أصحاب القلوب السليمة سالمين ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) النتيجة هي ان النساء انجح . ان قوله :
هذا الكتاب ( وشفاء لما في الصدور ) (2) ، ثم قوله إن الطمع في غير المحرم هو مرض ثم قوله : إن هذا المرض هو في الرجل ولم يأت في هذا السياق كلام عن مرض المرأة يتضح منه أن النساء سليمات القلوب من هذا المرض الخاص .
إذا عرفنا واقعنا وأننا في أي حد ، لم نطرح أساساً كثيراً من هذه الإشكالات والأسئلة حول أنفسنا ، لأن جميع المشكلة هي تكمن في أن ما هو أساس خافٍ علينا ، ولم ندرك من هو الأساس حقيقة وما هي الوظائف ولماذا خلقنا ، وما هو معيار القيمة ، عند ذلك أصبح من الممكن ان نتوهم أن من هو أكثر صلابة هو أكثر نجاحاً ؟ في حين أن حقيقة الأمر ليست هكذا .
ملائكة الرحمة والغضب :
ان الله تعالى عرف نفسه بالأوصاف القوية وبالأوصاف اللينة والرأفة والرحمة أيضاً ، والملائكة التي خلقها مجموعتان : مجموعة هم مظهر
____________
(1) سورة الأحزاب ، الآية : 32 .
(2) سورة يونس ، الآية : 57 .
(204)
الصفات الشديد لله ، كم يفهم من هذه الآية الشريفة :
( خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ) (1) .
كما قال تعالى في مقام تعريف هذه المجموعة من الملائكة :
( عليها ملائكة غلاظ شداد ) (2) .
هذه المجموعة من الملائكة هم مشعل غضب الله ومظهر غضب الله ومجموعة أخرى من الملائكة هم مظهر رأفة الله ، هؤلاء رؤوفون ، رحماء ، ومتواضعون بحيث انهم ليسوا فقط مثلاً أعلى لرحمة الله ، بل في الدنيا يضعون أجنحتهم حتى يجلس طلاب العلم عليها لا على الأرض (3) ، وعندما تضع الملائكة اجتحتها حتى يجلس طلاب العلم ، هنا لا يكون الكلام على المرأة أو الرجل .
( وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ) (4) .
هذه الأجنحة هي التي ذكرت في القرآن الكريم في أول سورة فاطر :
( الحمد الله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع ) (5) .
عندما يمدح الإمام علي عليه السلام أجنحة الملائكة يقول :
____________
(1) سورة الحاقة ، الآيات : 30 ـ 32 .
(2) سورة التحريم ، الآية : 6 .
(3) نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الخطبة 183 .
(4) أصول الكافي ، ج 1 ص 34 .
(5) سورة فاطر ، الآية : 1 .
(205)
( أولي أجنحة تسبح جلال عزّته ) (1) .
طبعاً ليس ذلك التسبيح العام الذي لدى جناح كل طائر . فحتى الطير الذي يحرم لحمه يسبح جناحاه بحمد الله .
( وان من شيء إلا يسبح بحمده ) (2) .
وحتى الحيوان نجس العين يسبح لله .
( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) (3) .
ولكن علة أنه ذكر في نهج البلاغة خصوصية لتسبيح اجنحة الملائكة وقال : إنها أولي أجنحة تسبح جلال عزته هي كونه تسبيحاً خاصاً ، هذا النوع من الملائكة هم مثل رحمة الله . الناس على نوعين أيضاً ، بعضهم مظهر الصلابة ، وبعضهم مظهر الرحمة . هل الملائكة الذين هم مظهر الصلابة أرقى ام الملائكة الذين هم مظهر الرأفة والرحمة ؟ واضح ان للملائكة درجات أيضاً ، لأنه قال في القرآن ( أصحاب النار ) (4) أي الملائكة الذين يتولون مسؤولية جهنم ، وفي محل آخر :
( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) (5) .
هؤلاء في نفس الوقت الذي هم في جهنم ويتولون مسؤولية جهنم وأهل جهنم ولكنهم ( في روضة من رياض الجنة ) ومجموعة أخرى الملائكة الذين هم مثل رحمة ورأفة الله . وهؤلاء في الجنة .
____________
(1) نهج البلاغة ، الفيض ، الخطبة 90 .
(2) سورة الإسراء ، الآية : 44 .
(3) سورة النور ، الآية : 41 .
(4) سورة المدثر ، الآية : 31 .
(5) سورة المدثر ، الآية : 31 .
(206)
المرأة مظهر رأفة الله :
الناس كذلك بعضهم مظهر صلابة الله . مشغولون بالحرب مع الكفار في ميدان الحرب ، والبعض الآخر هم مظهر الرأفة يعملون خلف الجبهة . أي أن كل صنف يقوم بعمله الخاص به . لأن الذي يشحذ السلاح له وظيفة ، والذي يتولى معالجة مجروح الحرب له مسؤولية أخرى .
هناك فريق يدخلون صحراء المحشر يوم القيامة راكبين ـ منهم فاطمة الزهراء عليها السلام . ولا يأتي الجميع راكبين ، فما هو هذا المركب ؟ ما هو هذا الركوب ، ما هي ميزة ذلك الذي يأتي راكباً ؟ مجموعة من الناس يأتون راكبين ، ولكن هل هو مثل ركوب البعير الظاهري أو مثل ركوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على البراق ليلة المعراج ( خطوها مدّ البصر ) (1) . على آية حال كثير من مسائل المعراج وكثير من مسائل القيامة يجب أن يعترف الإنسان أنه لا يعرفها ، ليس كل هذه تكون شبيهة بالمسائل الدنيوية ، كثير من الأشياء قابلة للفهم والإدراك ، وكثير من الأشياء غير واضحة .
بناء على هذا مع إدراك هذه الحقائق فانه لا تطرح هذه الأسئلة وهي انه لماذا لم يعط المقام التنفيذي الفلاني للمرأة ، والمقام التنفيذي الفلاني للرجال ؟ وغير ذلك . إن ما هو معيار الفضيلة ليس المقام التنفيذي ، فأي مقام دنيوي يكون أرقى من الخلافة الظاهرية ؟
وجوه الخلافة :
للخلافة وجهان ، الوجه الصادق لها مر في البحوث السابقة انه ليس قابلاً للنصب ولا قابلاً للغضب ، لا الناس يستطيعون ان ينصبوا شخصاً بعنوان خليفة ، ولا يستطيع متجبر ، ان يغصب هذا المقام باستخدام القوة .
____________
(1) بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 333 .
(207)
والذي شكا من غصبه أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشقشقية كان مقاماً تنفيذياً ومسؤولية وخلافة ظاهرية ، ولم يكن مقصود الإمام غصب تلك الخلافة التي هي محتوى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) (1) حيث ان هذه الخلافة ليست قابلة للغصب أساساً ، كما انها ليست قابلة للنصب . بل أن هذا المقام والخلافة يجب أن يعطيها الله .
أما الوجه الآخر للخلافة ، فهي الخلافة الظاهرية ( أي الحكومة والعمل التنفيذي ) . هذا العمل من بين الأعمال التنفيذية هو في صدر الأعمال ، بأن يصبح شخص خليفة المسلمين ، ولأنه ليس هناك مقام أعلى من هذا من حيث التنفيذ ـ فإذا تولى أمثال مالك الأشتر منصباً فهو بعنوان نيابة ـ فالخلافة هي أرقى مقام من حيث المناصب التنفيذية . وقد بين أمير المؤمنين عليه السلام جيداً موقعها وقيمتها وقال : إن نفس هذا المقام بمعزل عن مسألة إحقاق الحق وإبطال الباطل يعد من الدنيا ، والدنيا ليست إلا ( عراق خنزير في يد مجذوم ) (2) كما قال بشأن هذا المقام ( كعفطة عنز ) (3) . فيلزم أولاً توضيح أن الأعمال التنفيذية لا تأتي بالجنة ، حتى يقال لماذا ليس للمرأة سهم في هذا القسم وللرجل سهم أكثر . ان قولهم ( لو كان العلم منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ) (4) هو علم الفراسة ، البعض احتمل انه إشارة إلى أهل الفراسة وليس فارس التي تقع في جنوب إيران ، ان الذين هم أهل الفراسة ( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله عز وجل ) (5) هم الذين يصلون إلى الثريا . في علم الفراسة وعلم الوراثة ليست هناك أية ميزة لصنف
____________
(1) سورة البقرة ، الآية : 30 .
(2) نهج البلاغة . فيض الإسلام ، الخطبة 228 .
(3) نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الخطبة 3 .
(4) بحار الأنوار ، ج 1 ، ص 195 .
(5) الكافي ، ج 1 ، الباب 28 .
(208)
على آخر . وإذا كان هناك امتياز في حيث علم الدراسة فان بعض الأقسام تفهمها النساء أفضل وتعمل أفضل . وقسم آخر ، يفهمه الرجال أفضل ويعملون أفضل ، وهذا الفرق هو من أجل إيجاد نظام أحسن .
دور الدعاء في الوصول الى التكامل :
ان الكمالات الإنسانية تحصل في ظل عبادة واطاعة الله ، والإطاعة والعبادة مشتركة بين المرأة والرجل فقطع طريق التكامل يكون مشتركاً .
كمثال ، الدعاء والمناجاة هي من أفضل طريق التكامل الإنساني ، لأن كمال الإنسان هو في أن يتقرب إلى الله وهو العلم المحض والوجود الصرف والقدرة الصرفة ، ويتخلق بأخلاق الكامل المحض ، وطريق التخلق بالأخلاق الإلهية والتقرب إلى ذلك الكمال ، هو بعهدة العبادات والأدعية .
في هذه الأدعية ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل ، وقد جوزوا وعلموا أهم المناجاة والأدعية للنساء والرجال بالتساوي لم يقل للرجال : إقرأوا دعاء كميل أو المناجاة الشعبانية ولا يحق للنساء مثل هذه الأدعية .
إذا كانت أمرأة انجح من رجل في قراءة المناجاة الشعبانية او الجوشن الكبير يكون تجاهها في التكامل أكثر من الرجل أيضاً ، وفي البحوث السابقة اتضح أن نصيب النساء من مسألة المناجاة والموعظة إذا لم يكن أكثر من الرجال فليس أقل ، لأنها كائن عاطفي أرق قلباً ، ورقة القلب والعاطفة والشعور لها دور مؤثر في طريق الله . بناء على هذا فالنساء تستطيع ان تكون أنجح من الرجال في هذا الطريق .
التقوى معيار الكمال وحصن المؤمن :
في القرآن الكريم هناك أساس هو معيار الكمال ، وتوزن سائر
(209)
الكمالات في ضوء ذلك الاساس وهو ، التقرب إلى الله ، الذي ذكر بعنوان التقوى .
الإنسان المتقي لديه وقاية ، الإنسان المتقي مسلح بدرع ، التقوى التي تعطي الإنسان رؤية عرفانية ، الإنسان المتقي لا يذنب ، والرؤية الكونية للإنسان المتقي تحفظ هذا الدرع كاملاً في المحل المناسب في اتجاهه الخاص ، فإذا رآى خيراً في العالم يوجه الدرع فوراً لنفسه لكي لا يسند الخير إليه بل يرتبط بالله مباشرة ، حتى يتضح أن هذا العمل ، هو عمل الله ، وإذا ظهر شر وآفة وضرر في العالم هذا يوجه الدرع مباشرة نحو الله لئلا يسند هذا الشر والسوء والقبح والضرر والآفة إلى الله .
فرق الخير والشر في الانتساب إلى الله :
سورة النساء تبين أمر المتقين :
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً * ، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلتك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً ) (1) .
أي : رغم ان الخيرات والشرور كلها من عند الله ، وجذورها التكوينية من الله ، ولكن فرق الخير والشر هو أن الخير ( من عند الله ) وكذلك ( من الله ) ، أما المصيبة والشر فهي ( من عند الله ) ولكن ليست ( من الله ) .
إذا كان الشخص متقياً يعطيه بيده وقاية ودرع نظرة كونية جيدة مثل بستاني ماهر يسعى ويجهد من أجل تنمية الورود وفي يده حاجز حديدي كلما
____________
(1) سورة النساء ، الآيتين : 78 ـ 79 .
(210)
وجد ماء عذباً ومناسباً لا يسمح للأوساخ ان تذهب ويسد الطريق حتى يسقي الورد هذا الماء العذب والشفاف والزلال ، وكلما جاء ماء مالح ومر ومضر يضع الحاجز الحديدي باتجاه الورود ولا يسمح بأن يصل الماء المالح أو الماء الملوث والطيني إلى بستانه ، المتقون لهم في رعاية مزارعهم نفس هذا العمل الذي للبستاني الماهر في رعاية الورود ، أي أن البستاني المتقي في يده قفل الماء ، وعندما يصله ماء حلال هو سهمه يحفظه من التوسخ والتلوث ، ولا يسمح أن يصرف الماء الحلال والمباح بلا فائدة ويضع الحاجز حتى لا يذهب إلى محل آخر ويصب في مزرعته ومرتعه فقط ، وإذا وصله ماء هو سهم الآخرين وليس مباحاً وحلالاً له ، يضع قفل الماء هذا حاجزاً ولا يسمح بان يجري في بستانه ، ويسعى ان يذهب هذا الماء الذي هو سهم الآخرين إلى مزارعهم .
الإنسان ، سواء في تغذية الورود ـ في المسائل الطبيعية ـ أو في تغذية مزرعته ؛ في مسائل الحلال والحرام ـ في يده قفل ماء وهذا القفل هو الوقاية الذي هو درعه ، والإنسان صاحب الرؤية الكونية مسلح بهذا الدرع التوحيدي ، وعندما يرى خيراً . فضيلة ، بركة ، رحمة ، نعمة ، ونجاحاً يجعل هذا الدرع فوراً حائلاً ؛ لئلا تعتبر هذه الخيرات والبركات ناجمة من نفسه ولئلا يصبح مغروراً ويقول إنني أصبحت مصدر حدوث هذه الخيرات والبركات ، أو أنني الذي صمت في شهر رمضان وقمت بالعبادات في النهار والأدعية في الليل وأمثال ذلك ؛ لأنه ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) .
وإذا تعرض إلى ضرر ، آفة ، معصية ، فشل ، حرمان وأمثال ذلك يوجه هذا الدرع فوراً نحو الله لئلا تسند هذه المصيبة والآفة إلى الله ، بل ينسبها إلى نفسه ويقول : أنا الذي لم أكن أهلاً للنجاح . وهذه تسمى التقوى ، التقوى ليست في أن لا يذنب الإنسان ، لا يكذب ، هذه أعمال ابتدائية ويقال للمسلم
(211)
في الصف الأول والثاني : لا تنظر إلى غير المحرم ، لا تكذب لا تغتب ، والتي هي من المسائل الابتدائية والأولية في الدين ، ويجب أن لا يقال للشخص الذي ارتفع سنه وتعرف على هذه المسائل الإسلامية عدة سنوات ، لا تكذب ، لا تغتب لا تنظر إلى غير المحرم وأمثال ذلك .
إن هذه صغيرة للشخص الذي هو من أهل الطريق ، يجب أن يصل إلى حد يصبح فيه من أهل التقوى أي أن يمتلك وقاية ودرعاً في اليد ، وتكون رؤيته الكونية رؤية كونية واعية ، وهذا المعنى تعلمه للناس الأدعية وخاصة أدعية شهر رمضان المبارك وفي هذا التدرع الذي هو رؤية كونية عرفانية ليس هناك أي فرق بين المرأة والرجل ، بل إن المناجاة والدموع والأنين التي هي رأسمال وسلاح هذا الطريق لدى النساء أقوى من الرجال .