عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

مسؤولية المرأة في الاسلام

 

مسؤولية المرأة في الاسلام

يوم كانت المرأة تعيش الإهانة والاحتقار في الماضي ، ويوم كانت إنسانيتها محل نقاش وموضوع جدال ، ما كان يتأنى لها بالطبع أن تساهم في تسيير الحياة الاجتماعية ، وما كان يمكنها أن تلعب دوراً ما في إحداث عصرها ومجتمعها ، فكانت عضوا مشلولاً في المجتمع وطاقة مهملة في الحياة .

 

وفي عصرنا الحاضر عندما يراد للمرأة أن توجه اهتمامها نحو موديلات الأزياء ، وتفكر في حفلات الرقص والغناء ، وتفتش عن أبطال الحب والعشق ، وتعرض نفسها على شباب المراهقة ، وتبحث عن مغامرات الجنس هل تستطيع بعد ذلك أن تمارس دوراً اجتماعياً خطيراً ، أو تشارك في صنع أحداث الحياة ؟

 

إنها ستظل كأختها ، التي كانت تعاني مأساة الماضي ، تعيش على هامش الحياة ، وتفقد الثقة بنفسها ، وتصبح هي الأخرى عضوا مشلولاً في المجتمع ، وطاقة مهملة لا قيمة لها إلا بمقدار ما تقدم من خدمات جنسية للمراهقين والمغامرين الجنسيين وهواة الجمال .

 

والإسلام الذي أنقذ المرأة من مآسي الماضي ، خطط لحمايتها من أخطار المستقبل ، وذلك بأن رسم لها طريقها الصحيح في الحياة ، وبصرها بمواقع الانحراف ، ومزالق الخطر ، لكي تحافظ على إنسانيتها وعفتها وكرامتها ، وفرض عليها أن تساهم في إدارة الحياة وتسيير شؤون المجتمع ، وأن تشارك في أحداث العصر مشاركة صالحة .

 

فالمرأة نصف المجتمع ، وإلغاء دورها يعني أن يعيش المجتمع أعرجاً يعتمد على رجل واحدة ، فالمرأة تمتلك طاقات عظيمة ، ولديها مواهب واستعدادات ضخمة ، وإهمالها يعني إهدار مواهبها واستعداداتها وخسارة طاقاتها .

 

لذا فقد عمل الإسلام على تفجير طاقات المرأة وتنمية مواهبها ، وتوجيه اهتماماتها نحو سعادتها وكمالها ، ونحو مصلحة المجتمع البشري والحياة الإنسانية .

 

فما وجب عليها من طلب العلم ، ليتسع أفق تفكيرها ، وليرتفع مستوى معرفتها وثقافتها ، فتكون مؤهلة لمشاركة الرجل الذي يجب عليه هو الآخر أيضاً طلب العلم في إدارة شؤون الحياة وتسيير أمور المجتمع ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) .

 

فشجع الإسلام المرأة على منافسة الرجل في الإلزام بصفات الكمال ، وتقمص قيم الخير والفضيلة ، فهي ليست قاصرة عن منافسته ومسابقته في خط الفضيلة والكمال ، لأن المجال مفتوح أمامهما ، ولكل منهما كفاءاته وطاقاته التي تؤهله للسير والتقدم في درب الفضيلة والكمال .

 

يقول الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الأحزاب : 35 ، فهنا يؤكد الله تعالى على وجود المرأة إلى جنب الرجل في خط الكمال .

 

والمرأة بعد ذلك مسؤولة في نظر الإسلام عما يحدث في مجتمعها ، مفروض عليها أن تسهم في توجيه المجتمع نحو الخير والصلاح ، وأن تكون على وعي كامل بما يجري ، وأن تقاوم أي انحراف أو فساد يريد غزو المجتمع والتسرب إلى أجوائه .

 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المرأة كما هو واجب على الرجل ، يقول الله عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة : 71 .

 

وعلى أساس هذه الخطة التي رسمها الإسلام للمرأة ، وانطلاقاً من هذا البرنامج العظيم ، يصبح للمرأة شأنها الكبير في الحياة ودورها الخطير في المجتمع ، فهي عضو فعال فيما يحدث ، ومسؤول مباشر عما يجري .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية
الإمام الخميني (ره) أحيا الإسلام وبث روح المقاومة ...
الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بالشيخ صاحب ...
اليك عشر طرق للنوم الهاديء

 
user comment