المرأة ومسألة القضاء :
مسألة القضاء مثل مسألة الاجتهاد ، وبما أن القضاء يرافقه تنفيذ الحدود ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) (1) .
أو يأمر بشأن الفاسقين الآخرين :
( فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) (2) .
لذا قيل إن النساء يستطعن ان يقمن بالفقاهة ويخرجن قضاة ، ولكن لا يتولين القضاء فهو منصب تنفيذي . المرأة تستطيع استنباط جميع المسائل الحقوقية في الإسلام وتخرج طلبة يجلسون في منصب القضاء . المرأة تستطيع ان تصبح مثل صاحب الجواهر في مقام الاجتهاد وتخرج مرجع تقليد وقاضياً . تدرس في جمع طلبة جامعيين في كلية الحقوق لكنها لا تصبح مرجع تقليد وقاضياً .
حل شبهة :
السؤال المطروح هو أن تدريس الرجال هو عمل تنفيذي أم لا ؟ وإذا لم تستطع املأة ان تتصل بالرجال ، فكيف تستطيع ان تخرج قاضياً ، مجتهداً ومرجع تلقليد ؟ وثانياً : إن التعليم من المرأة ، هو إما واجب ، حيث إن إثبات وجوب تدريس الفقه والقضاء على المرأة ليس أمراً سهلاً . أو هو ليس واجباً ، ومع ملاحظة أن سماع صوت المرأة مكروه للرجل ، لذا فان هذه المرأة لا تصل إلى الكمالات بالتدريس ، بل تبتلي بمنقصة وحزازة .
____________
(1) سورة المائدة ، الآية : 38 .
(2) سورة النور ، الآية : 2 .
جواب هذه الشبهة هو ، أولاً : إن العمل التعلمي هو غير العمل التنفيذي اليومي ، لأن التدريس في جمع المحققين يختلف عن الاعمال التنفيذية اليومية التي يرافقها اعتراضات ومواجهات وشكاوى من مئات الأشخاص فهذه الأعمال العلمية العميقة لا تؤدي إلى محذور ، فالطالب عارف الوظيفة والاستاذ عارف بالوظيفة أيضاً . وثانياً : إذا استطاعت نساء ان يصلن إلى مقام الفقاهة الشمخ ، يصبح التعليم والتدريس واجباً عينياً ، في حالة أن المرأة تعلم مسألة من المسائل الإسلامية والرجل لا يعلم . وإذا كانت هناك علوم يعرفها الرجل والمرأة أيضاً فالتعليم والتدريس هو واجب كافئي فإثبات وجوب تعليم الجاهلين ـ على المرأة ـ ليس أمرأً صعباً ، ولكن للتعليم أشكال ، فأحياناً بالكتابة ، وأحياناً يحصل بالشريط ، وأحياناً بالترديس الحضوري من وراء حجاب ، وأحياناً من دون حجاب .
إذا وصل شخص إلى المقام العلمي بحيث يستطيع التدريس في مستوى عال في الحوزات العلمية والمراكز العلمية والجامعات ، وإذا كانت المرأة من ( والقواعد من النساء ) فسن الشيخوخة يقتضي أن تتمتع بتخفيف في مسألة الحجاب ، في حالة ان لا تكون ( متبرجات بزينة ) (1) ، فكيف بالصوت ، فصوت المرأة ليس عورة من ناحية إذا أرادت ان تتكلم و لا يعتبر مثل الوجه ، رغم ان رعاية الحجاب ( خير لهن ) . وحكم المسألة واضح .
وإن لم تصل إلى حد ( والقواعد من النساء ) ، فإن التعليم إما واجب عيني أو كفائي ، وسماع صوت المرأة إذا كان مكروهاً للرجل ، ولكن كراهية سماع الصوت للمرأة بعيد ـ إلا بدليل خاص ـ لأن مثل هذه الأحكام ليست ملازمة لبعضها البعض ـ مثل أن يقال : إن ستر مقدار من الوجه واليد ليس
____________
(1) سورة النور ، الآية : 60 .
واجباً على المرأة ، ولكن هل يستطيع الرجل النظر أم لا ؟ فلهذا حكم منفصل ، وفي حالة أن يثبت أن الإسماغع مكروه ، فهذه الكراهة هي مثل الكراهة في العبادات بمعنى ( أقل ثواباً ) ، لا أن تكون من نوع الكراهات الحزازتية الابتدائية . بل هنا أهم ومهم وفي حالة التزاحم تعود كراهتها إلى ( اقل ثواباً ) .
بناء على هذا ، فالشخص الذي يتحمل هذه الكراهة ويدرس من أجل رضى الله ، سواء بصورة كتاب ، أو بصورة شريط ، وإذا لم يمكن ، فمن وراء حجاب ، أو بصورة حضورية . فهذا ليس فيه كراهة ، وإذا كان فيه كراهة فهي مثل الكراهة في باب العبادات .
وكمثال الخطبة المروية عن فاطمة الزهراء عليهم السلام في باب احتجاجات المعصومين عليهم السلام ، تتعلق بمسألة التعليم ، لم يكن واجباً ان تطرح الزهراء عليها السلام تلك الخطبة التوحيدية المفصلة من أجل استرداد فدك أو استحقاق خلافة زوجها . هذه الخطبة كانت تعادل جزء من القرآن الكريم تقريباً .
كان الذين حفظا ونقولا تلك الخطبة قليلين ، من الحافظين والرواة لتلك الخطبة النورانية زينب عليها السلام . فقد قهمت تلك المراة الصغيرة السن في ذلك الوقت الخطبة وروتها . ما هي الضرورة في قراءة الزهراء عليهم السلام لهذه الخطبة التوحيدية الرفيعة في ذلك الجمع ، كان للتعليم والتدريس وللمناظرة السياسية والمشاركة والحضور في الساحة لاسترداد الخلافة وفدك .
مقارنة خطبة الزهراء مع بعض خطب نهج البلاغة (1) :
ورد حديث معروف في عظمة الزهراء عليهم السلام وأنه لو لم يكن علي ابن
____________
(1) الإشارة لخطبة الزهراء عليهم السلام وتفصيل الكلام كان بمناسبة اقتران الدرس بذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهم السلام .
أبي طالب ، لم يكن للزهراء كفؤ وزوج ( آدم ومن دونه ) لتوضيح هذا الحديث ، من الجيد ملاحظة كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة وكلام فاطمة الزهراء عليهم السلام حتى يشاهد التساوي بينهما . بيان هذه المسألة هو (1) :
ان العترة الطاهرة ليسوا منفصلين عن القرآن في أية مرحلة من المراحل العلمية لأنهم القرآن الناطق ، أي ليست هناك في القرآن مسألة لا يعرفها هؤلاء ، كما انه كل كمال لديهم ، موجود في القرآن . وإلا يأتي محذور انفكاك القرآن عن العترة أو انفكاك العترة عن القرآن . لذا كل وصف في القرآن الكريم موجود في العترة الطاهرة أيضاً . آيات القرآن الكريم ليست كلها بمستوى واحد ، رغم ان جميع السور معجزة ولكن الإعجاز له مراحل أيضاً . فمثلاً ان الى معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معجزة ولكن العروج له درجات ، في بعض الدرجات كانت الملائكة عموماً وجبرائيل عليه السلام خصوصاً يرافقون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي بعض آخر حين يصل إلى بحر النور ، هناك يظل الملائكة عند الساحل ويعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحر النور ، أو هناك حيث الكلام في :
( ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى ) (2) ..
هناك الكلام ليس في الفلك والملك . مع أن السير والعروج كله معجزة .
القرآن الكريم كله معجزة مثل معراج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن ( تبت
____________
(1) المصدر السابق .
(2) سورة النجم ، الآيتين : 8 ـ 9 .
يدا أبي لهب ) ليست مثل ( قل هو الله أحد ) والآيات الأخرى في القرآن ليست بدرجة ( شهد الله ) .
لذا أكد الحديث والسنة على أن نقرأ في الصلاة ( قل هو الله أحد ) ونقرأ ( شهد الله ) في التعقيبات ولم يذكر مثل ذكك الثواب لـ ( تبت يدا ) هذا من حيث المحتوى .
من الناحية الأدبية أيضاً ، ليست ( تبت يدا ) مثل :
( يا أرض ابلعي ماءك وياسماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي ) (1) .
إن ( تبت يدا ) ليست بمستوى ( يا أرض أبلعي ) من ناحية الاعجاز الأدبي والفصاحة والبلاغة ، ولا هي بمستوى ( قل هو الله أحد ) من حيث المحتوى ، والحال ان جميع الآيات هي اعجاز إلهي ، لذا روي عن الإمام السجاد عليه السلام في حديث معروف رواه الكليني في الكافي والمرحوم الصدوق ـ في كتاب التوحيد ـ أن الله أنزل سورة ( قل هو الله أحد ) وأوائل سورة الحديد حتى ( والله عليم بذات الصدور ) لأنه كان يعلم ان أقواماً متعمقين يأتاون في آخر الزمان ، وقال ( فمن رام وراء ذلك فقد هلك ) (2) .
هذا هو الارشاد بنفي الموضوع ، أي لا تذهبوا من بعد ذلك ، ليس هناك طريق ، . فتهلكون ، وليس ان هناك طريقاً وعليكم ان لا تتعمقوا ـ كما تصور البعض ـ
فأيات القرآن مع أنها معجزة ، لكنها ليست بمستوى واحد . كذلك نهج البلاغة ، قيل إن كلام الإمام إمام الكلام . وكلام الإمام ملك الكلام
____________
(1) سورة هود ، الآية : 44 .
(2) أصول الكافي ، ج 1 ، 91 .
وفوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ، ولكن الخطب والكلمات القصار والرسائل في نهج البلاغة لس بمستوى واحد ، رغم انها أفضل من مستوى الفصاحة المتعارفة . في ذروة كلام الإمام عليه السلام في الخطبة التي تعتبر رغة الخطب بين سائر خطجب الإمام ، حيث يجب أن يقرأ الإنسان نهج البلاغة عدة مرات حتى يفهم هل ان هناك خطبة لهذه الخطبة أم لا ؟ هناك نرى أن الزهراء خطبت قبل ان يخطب علي مثل هذه الخطبة .
ان خطب أمير المؤمنين عليه السلام هي فوق الحد المتعارف ولكن لا يعني ذل كانه ليس بأتطاعة شخص ان يتكلم مثله .
عندما كان أمير المؤمنين عليه السلام يجهز جيشه للهجوم مرة ثانية على أهل صفين ، خطب خطبة رواها المرحوم الكليني قبل الرضي رحمة الله ـ لأن كثيراً مما ورد في نهج البلاغة رواه علماؤنا في جوامعهم الروائية في كتب كتبوها قبل نهج البلاغة بسنين وقبل ولادة المرحوم الرضي رحمه الله .
زمع أن المرحوم الكليني ألف كتابه بعنوا جامع الحديث ، لكن في بعض الأحيان كلاماً مثل ما قاله في آخر روايات صفات الذات وصفات الفعل ، لأن المرحوم الكليني لم يكن محدثاً فقط ، بل كان حكيماً متكلماً ، أصولياً أيضاً وكان له في المعارف حكم قوي ـ في آخر هذه الخطبة وضمن الإشارة إلى هذه الجملة الرفيعة :
( لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان ) (1) .
قال : لو جمع الأنس والجن ، ولم يكن بينهم نبي ووصي وولي ، لا يستطيعون أبداً إيراد خطبة كخطبة علي عليه السلام . وهذا يشبه تحدي سورة الإسراء حيث قال الله بشأن القرآن :
____________
(1) أصول الكافي ، ج 1 ، ص 136 .
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) (1) . وفي شرح ذلك القسم من أصول الكافي قال المرحوم صدر المتألهين : إن كلام الكليني هذا ليس مقبولاً باطلاق كان يجب أن يقول : لو جمع كل العماء فوق الأرض ولم يكن بينهم نبي من الأنبياء أولي العزم لا يستطيعون ان يتكلموا مثل علي ـ .
هذه الخطبة هي التي قال عنها المرحوم المحقق الداماد في تعليقه على شرح أصول الكافي ، إن رفعة هذه الخطبة في انها أجابت على كثير من الشبهات . لأن المفكر المادي الملحد يقول : إن الله تعالى ، إما خلق العالم الشبهات . لأن المفكر المادي الملحد يقول : إن الله تعالى ، إما خلق العالم ( من شيء ) أو ( من لا شيء ) ـ لأن الشيء واللاشيء نقيضان وكما ان جمع النقيضين محال فرفع النقيضين مستحيل أيضاً ـ وبناء على هذا غذا قلنا : إنه خلق العالم من شيء فذلك الشيء هو مادة وأزلي وليس مخلوقاً لله . وإذا خلق من لا شيء فاللاشيء هو عدم والعدم لا يمكن ان يكون مبدأ ومادة شيء .
قال المرحوم المحقق الداماد رحمه الله في تعليقه : إن هذا الخطبة العلوية أجابت على هذا التوهم وقال : أن نقيض ( من شيء ) ليس هو ، ( من لا شيء ) ، بل ان نقيض ( من شيء ) هو ( لا من شيء ) . إذا خلق الله سبحانه العالم ( من شيء ) فالمحذور هو نفسه . أما ( من لا شيء ) فهو ليس نقيض ( من شيء ) لأن نقيض كل شيء هو رفعه . ان نقيض ( من شيء ) هو ( من لا شيء ) وليس ( من لا شيء ) ، لأن ( من لا شيء ) هو عدم وملكة والعدم والملكة ليست سلباً وإيجاباً أبداً . وورد في الخطبة النورانية العلوية :
الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد الذي لا من شيء كان ولا من
____________
(1) سورة الإسراء ، الآية : 88 .
شيء خلق ما كان ) (1) .
عندما يمدح الميرداماد رحمه الله هذه الخطبة ، والكليني يتكلم ذلك الكلام ، وصدر المتألهين يعبر ذلك التعبير ، فهذا دليل على أن هذه الخطبة تعتبر من غرر خطب أمير المؤمنين عليه السلام ولكن حتى في هذه الخطبة ليست الكلمات والجمل بمستوى واحد ، كما ان آيات سورة الحديد المباركة ليست في مستوى واحد ، أي أن هناك فرقاً كثيراً بين الآيات الست الأولى وبين الآيات الأخرى ، ولهذا السبب ورد في الرواية التي وراها المرحوم الكليني والمرحوم الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام ان سورة ( قال هو الله أحد ) والآيات الست الأولى من سورة الحديد للمتعمقين .
في الخطب كلمات ليست في مستوى واحد لكن هذه الخطبة من غرر الخطب وهذه الجمل في هذه الخطبة تعد من غرر جمل الخطبة .
بعد توضيح هذ المسألة ، لو راجعنا خطبة الزهراء عليها السلام نرى ان هذا التعبير الرفيع موجود في تلك الخطبة . قالت الزهراء عليها السلام هذه الخطبة قبل علي عليه السلام بسنوات ، خطبة أمير المؤمنين كانت بعد حرب صفين والنهروان ، وفي أواخر فترة حكومته ، وبعد خمس وعشرين سنة من الجلوس في الدار ، ولكن فاطمة خطبت تلك الخطبة قبل حوالي ثلاثين سنة من هذه الخطبة وبينت تلك الجمل .
والآن وبعد هذا التفصيل يتضح لماذا لو لم يكن علي ، لما كان للزهراء زوج وكفؤ (2) .
____________
(1) أصول الكافي ، ج 1 ، ص 138 .
(2) أصول الكافي ، ج 1 ، ص 461 .
نتيجة البحث :
بناء على هذا ، بالنظر لأن فاطمة الزهراء عليها السلام هي معصومة أولاً . وثانياً : ان المعصوم مطلق ـ سواء نبي أو غير نبي . فعله وقوله وتقريره ـ كلامه وسكوته وسلوكة وتعاملة ـ يعد سنة إسلامية ، ثالثاً : السنة هي حجة ، لذا فقول الزهراء وفعلها وتعاملها حجة ، وليس هناك فرق في حجية السنة بين الزهراء وعلي والحسن والحسين وسائر الأئمة المعصومين عليهم السلام . إذا كان كلام علي بن أبي طالب وأبنائه الأحد عشر حجة ، بسبب عصمتهم ، فهذه الحجية والعصمة هي للزهراء عليها السلام أيضاً ، والسنة بهذا المعنى الواسع هي مصدر الفقه الإسلامي ، والفقه الإسلامي يتلقى أسسه من هذه المصادر ، ومعيار المصدرية هي العصمة أيضاً وفي النتيجة ان الزهراء عليها السلام هي إحدى مصادر الفقه الإسلامي .
بناء على هذا إذا كان الكلام في الكراهة فان تلك الكراهة تعود إلى ( أقل ثواباً ) ، علاوة على أنه عندما يصبح محور البحث ، هو العلوم الإسلامية ، فان المشاركين يأتون بحضور واخلاص ، وكذلك المدرسين بعفاف واخلاص ، وقطعاً يكون الجو ، جو عصمة وطهارة وإذا كانت هناك كراهة ، تضع حكمها تحت تصرف حكم الأهم ، حين التزاحم .
المرأة ومسألة الجهاد :
ان المرأة تستطيع ان تتولى قسماً مهماً من مسألة الجهاد ، لأن الجهاد ليس كله تواجداً في الخندق واطلاق رصاص . فرسم الخريطة وطرق المواصلات تعد من الاقسام المهمة للجهاد ، بالإضافة إلى المساعدات التموينية خلف الجبهة وفي الجبهة وهل ان المتواجدين في الجبهة يعملون كلهم عملاً عسكرياً ؟ ان قسماً منهم يتولى الأمور المتعلقة برسم الخرائط . والمعلومات الحربية وغيرها ، الأمور العسكرية الشاقة والصعبة قالوا بأن لا
تتصدى لها المرأة ، لا ان تكون محرومة من فيض الجهاد ، أو أن لا تدافع إذا كان البلد في حالة دفاع وحرب ومهدداً من قبل الأجانب . ومن لوازم الدفاع التدريب العسكري . طبعاً يجب أن يكون التدريب العسكري للنساء مفصولاً عن الرجال . كما هو التدريب في سائر الفنون ـ ولكن تحت قيادة واحدة ، تقوم بالجهاد في الجبهة وخلف الجبهة . إذن لم تحرم المرأة من أي من هذه الميادين ، بل إن المرأة بمستوى الرجل في أكثر المصاعب والامانات وفي كثير من المصائب والمشاكل .
ان القول بأن الحرب والجهاد ليست وظيفة المرأة بتعلق بالجهاد الابتدائي حيث قالوا انه يتعلق بالإمام المعصوم عليه السلام ، وبعض فقهائنا رضوان الله عليهم قالوا : إنه لا يختص بالإمام المعصوم . أما إذا أصبحت المرأة قائدة فرقة في الحروب الدفاعية ورد كيد الأجانب فان ذلك ليس جائزاً فقط بل أحياناً يكون واجباً ، لأن الدفاع لا يختص بالمرأة والرجل . أينما كان دفاع فالمرأة مثل الرجل وتتواجد في جميع الميادين الحربية وغير الحربية ، لذا يجب أن تتعلم الفنون العسكرية حتى تكون مدافعة حين الدفاع او الشعور بالخطر تكون فائدة فرقة نساء ، وتدفع خطر العدو إلى جانب الرجال ، وهم منفصلون عن بعضهم على أساس تقسيم العمل .