كيف يجتمع النسيء مع صوم عاشوراء؟
هنا امر لابدّ من اءثارته، وهو انّ الجاهلية كانت تؤخّر المحرم اءليصفر تارة، ويجعلون صفراً مع ذي القعدة محرماً تحرّجاً من توالي ثلاثةاشهر محرّمة. فلم يحصل توافق بين اسم الشهر ـ محرم ـ ونفسه اءلاّ في كلّاثني عشرة سنة مرّة اءذا كان تاخير محرم علي حساب ونظام محفوظ.
وامّا ان كان بمعني اءنساء حرمة المحرم اءلي صفر، ثمّ اءعادتها مكانهافي العام المقبل كما هو المعروف والمشهور في تفسير النسيء، فيكونالمعني اءنّ صفر هو المحرّم عندهم. وانّ الصوم في العاشر من صفر كانهو المتداول عند الجاهلية وعليه فكيف يجتمع مع اءدّعاء ان قريشاً كانتتصوم يوم عاشوراء من المحرم، والنبيّ(ص) ايضاً كان يتابعهم فيذلك.
عاشوراء عيد الاُمويين:
اءنّ الذي يعرف من خلال التتبع وتصريح المؤرّخين ـ فضلاً عننصوص الروايات والاحاديث ـ هو انّ الاُمويين هم الذين اعلنوا منعاشوراء بعنوان «عيد» وذلك للتغطية علي الجريمة البشعة والمجازرالاءنسانية التي ارتكبوها بشان اهل البيت رسول الله(ص) الامر الذي كانيذلُّهم كل يوم عاشوراء حتّي صار مثلاً علي الالسن: اذل من اُمويبالكوفة يوم عاشوراء.
تصريحات للمؤرّخين:
1 ـ المقريزي: لما كان الخلفاء الفاطميّّون بمصر كانت تعطّلالاسواق في ذلك اليوم ـ عاشوراء ـ ويفعل فيه السماط العظيم المسمّيسماط الحزن وينحرون الاءبل، وظلّ الفاطميون يجرون علي ذلك كلّايّامهم فلمّا زالت الدولة الفاطمية اتّخذ الملوك من بني ايوب يوم عاشوراءيوم سرور يُوسعون فيه علي عيالهم ويتبسّطون في المطاعم، ويتّخذونالاواني الجديدة، وسنّها يكتحلون ويدخلون الحمّام جرياً علي عادة اهلالشام التي سنّها لهم الحجاج في ايام عبدالملك بن مروان ليرغموا بذلكاناف شيعة علي بن ابي طالب(ع) الذين يتّخذون يوم عاشوراء يوم عزاءوحزن علي الحسين بن علي(ع) لانّه قتل فيه.
وقد ادركنا بقايا ممّا عمله بنو اُميّة من اتّخاذ عاشوراء يومسروروتبسّط.
2 ـ ابو الريحان: وكانوا يعظّمون هذا اليوم ـ عاشوراء ـ اءلي ان اتّفق فيهقتل الحسين(ع) واصحابه وفعل به وبهم ما لم يفعل في جميع الاُمم باشرارالخلق من القتل بالعطش والسيف والاءحراق وصلب الرؤوس واجراءالخيول علي الاجساد فتشائموابه فامّا بنو اُمية فقد لبسوا فيه ما تجددوتزيّنوا واكتحلوا وعيّدوا واقاموا الولائم والضيافات، واطعموا الحلاواتوالطيبات وجري الرسم في العامّة علي ذلك ايّام ملكهم وبقي فيهم بعدزواله عنهم.
3 ـ الكراكجي: ومن عجيب امرهم دعواهم محبّة اهل البيت: معما يفعلون يوم المصاب بالحسين(ع) من المواظبة علي البر والصدقةوالمحافظة علي البذل والنفقة والتبرّك بشراء ملح السنّة، والتفاخربالملابس المنتخبة والمظاهرة بتطيّب الابدان والمجاهرة بمصافحةالاءخوان، والتوفّر علي المزاورة والدعوات والشكر من اسباب الافراحوالمسرّات، واءعتذراهم في ذلك بانّه يوم ليس كالايام وانّه مخصوصبالمناقب العظام ويدّعون انّ الله عزّ وجلّ تاب فيه علي ا´دم، فكيف وجبان يقضي فيه حق ا´دم فيتّخذ عيداً ولم يجزان يقضي حقّ سيّد الاوّلينوالا´خرين محمّد خاتم النبيين(ص) في مصابه بسبطه وولده.
4 ـ السيد الشريف الرضي يصف هذا الامر في نظم شعري:
كانت ما´تم بالعراق تعدّهااُموية بالشام من اعيادها
جعلت رسول الله من خصمائهافلبئس ما ادّخرت ليوم معادها
نسل النبيّ علي صعاب مطيّهاودم النبيّ علي رؤوس صعادها
وفي نهاية المطاف نقول: نحن اءلي جانب المحدّث البحراني والعلامّةالمجلسي والسيّد احمد الخونساري والشيخ الاُستاذ وكل من يستشم منهالميل اءلي القول بالحرمة بعدما عرفت الروايات الذامّة والناهية، ولحنالتعبير فيها وبعد ما عرفت انّه كان مثاراً لاءهتمام الحزب الاُموي واذنابهمتغطية علي ماساة كربلاء الحسين(ع).
اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعتعلي قتله.