الفرق بينهم وبين السنّة :
السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
الجواب : الفرق بين الشيعة والسنّة باختصار هو : أنّ الشيعة تعتقد بإمامة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) بلا فصل ـ بحسب الأدلّة العقلية والنقلية المذكورة في مظانّها ـ ثمّ ترى الإمامة في المعصومين الأحد عشر ـ المنصوص عليهم من قبل النبيّ (صلى الله عليه وآله) من أولاد علي (عليه السلام) ـ وهذا هو الفارق الأساسي بينهما .
ثمّ إنّ هناك فروقاً أُخرى في فهم الشريعة ، وأُصول الدين وفروعه ، كُلّها تبتني على الأخذ من معارف وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) ، فالشيعة ـ بما ترى العصمة في أئمّتها (عليهم السلام) ـ تلتزم بالسير في هداهم والتمسّك بسيرتهم .
ولكن أهل السنّة بما أنّهم حرموا من اتّباع خط الإمامة ، أصبحوا صفر اليد من هذه المعارف الإلهية ، وعلى العكس ، أخذوا علومهم من أشخاص معيّنين ـ كأئمّة المذاهب الأربعة وغيرهم ـ ممّن لا ضمان لعلومهم وأقوالهم
|
الصفحة 88 |
|
من الخطأ والزلل ، ثمّ { أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحقّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى } (1) .
( حيدر . الكويت . ... )
من علامات الشيعي التختم باليمين :
السؤال : ما هي الدلائل التي نأخذها ـ نحن الشيعة ـ عند ارتداء الخاتم باليد ، حيث أنّنا نرتدي الخواتم ـ سواء عقيق أو غيره ـ في كلتا اليدين .
فأرجو أن توضّحوا لنا الدلائل من كتب السنّة والشيعة ، حيث أن السنّة يقولون : إنّ التختّم ـ عموماً باليمين أو باليسار ـ هو بدعة ، فكيف أرد على مثل هؤلاء ؟
الجواب : لا خلاف في استحباب التختّم ـ وخصوصاً باليمين عند الشيعة ـ وهذا ممّا تكاثرت عليه الروايات والأقوال عند علماء الشيعة ، وقد أخذوه قطعاً من السنّة النبوية الشريفة .
فعلى سبيل المثال : " عن عائشة : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يتختّم في يمينه ، وقبض (صلى الله عليه وآله) والخاتم في يمينه " (2) .
وذكر السلامي : " أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتختّم في يمينه والخلفاء الأربعة بعده ، فنقله معاوية إلى اليسار ، فأخذ المروانية بذلك " (3) .
وأيضاً صرّح بعضهم كالإمام البروسوي في تفسيره : " كالتختّم باليمين فإنّه في الأصل سنّة ، لكنّه لمّا كان شعار أهل البدعة والظلمة صارت السنّة أن يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا " (4) .
____________
1- يونس : 35 .
2- مجمع الزوائد 5 / 153 .
3- ربيع الأبرار 4 / 24 .
4- روح البيان 4 / 142 .
|
الصفحة 89 |
|
وأمّا ما روي من طريق أهل البيت (عليهم السلام) في استحباب التختّم في اليمين فكثير جدّاً (1) .
نعم ، إذا تختّم الإنسان باليمين فقد أصاب السنّة ، فإذا أراد أن يتختّم بخاتم آخر ، فيمكنه أن يتختّم باليسار ، بشرط أن يبقى الخاتم الأوّل في يده اليمنى .
( صفاء . سوريا . ... )
السؤال : من هم العلويين ؟ وما الفرق بينهم وبين الشيعة ؟
الجواب : العلويون منهم من يؤلّه علياً (عليه السلام) فهؤلاء كفّار ، ولا توجد لهم أيّ صلة بالشيعة ، ومنهم من يغالي في علي (عليه السلام) ويعطي لـه صفات الربوبية ، وهؤلاء أيضاً لا صلة لهم بالشيعة ، ومنهم من لا يلتزم بالأحكام الشرعية ولا يرى وجوبها ، وهؤلاء أيضاً التشيّع منهم بريء .
نعم ، بعض العلويين معتدلين في الاعتقاد ، ملتزمين بالأحكام الشرعية ، يعتقدون ويعملون كما يعمل الشيعة ، وهؤلاء لا يوجد فرق أساسي بينهم وبين الشيعة .
( سلمان . الكويت . ... )
منها الإخبارية والشيخية والأُصولية :
السؤال : أُريد الإجابة بكُلّ صراحة ، هل الشيعة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام هي : الإخبارية والشيخية والأُصولية ؟ وإذا كان صحيحاً أرجو التوضيح ، وإذا كان خاطئاً أرجو معرفة الصواب ، مع خالص الشكر لكم .
____________
1-جامع أحاديث الشيعة 21 / 459 .
|
الصفحة 90 |
|
الجواب : إنّ الشيعة ينقسمون الآن إلى ثلاث فرق : الشيعة الزيدية ، والشيعة الإسماعيلية ، والشيعة الإمامية الاثني عشرية .
والزيدية والإسماعيلية قليلون ، والنسبة الأكثر تعود إلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، حتّى إنّه إذا أطلق لفظ التشيّع يتبادر إلى الأذهان الإمامية .
وأمّا ما ذكرت من الإخبارية والشيخية والأُصولية فإنّها ليست فرق ، بل هم شيعة إمامية اثنا عشرية ، وإن اختلفوا في بعض المباني العلمية فيما بينهم ، إلاّ أنّ اختلافهم لا يخرجهم عن التشيّع ، شأنهم شأن اختلاف مراجع مذهب واحد في بعض النظريات .
( أبو الزين . الأردن . ... )
لو ميّزت شيعتي ما أجدهم إلاّ واصفة :
السؤال : أسيادنا الأعزّة ، ما تحليلكم لقول الإمام علي (عليه السلام) الوارد في الكافي : " لو ميّزت شيعتي ما أجدهم إلاّ واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلاّ مرتدّين " (1) .
يستغل بعض المشاغبين هذا النصّ للقول أنّ الإمام قد تبرّأ ممّن ينتسب لمسلكه .
الجواب : الرواية هذا نصّها : وبهذا الإسناد ، عن محمّد بن سليمان ، عن إبراهيم ابن عبد الله الصوفي ، قال : حدّثني موسى ابن بكر الواسطي قال : قال لي أبو الحسن (عليه السلام) : " لو ميّزت شيعتي لم أجدهم إلاّ واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلاّ مرتدّين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ، ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلاّ ما كان لي ، إنّهم طال ما أتكوا على الأرائك ، فقالوا : نحن شيعة علي ، إنّما شيعة علي من صدق قولـه فعله " .
وهذه الرواية أوّلاً : ليست عن الإمام أبي الحسن علي (عليه السلام) ، بل المراد من أبي الحسن هنا هو الإمام الكاظم (عليه السلام) .
____________
1- الكافي 8 / 228 .
|
الصفحة 91 |
|
وثانياً : ضعيفة السند بإبراهيم بن بكر الصوفي .
وثالثاً : تتعرّض لمن يخالفون أهل البيت (عليهم السلام) ويدّعون أنّهم من شيعتهم ، كمؤيّدي أعدائهم والمدافعين عنهم ، فإنّها تتعرّض لمن يدعون محبّة أهل البيت ولا يعملون بمقتضى المحبّة .
وأهل السنّة هم الذين يفعلون ذلك ، فيدّعون حبّ أهل البيت ويأخذون دينهم من أعدائهم ، فالبخاري يروي عن معاوية وعمرو بن العاص ومروان وغيرهم من أعداء أهل البيت ، ولا يروي عن فاطمة الزهراء والإمام الحسن (عليهما السلام) .
فأكثر أهل السنّة يدّعون المحبّة ولا يصدّقهم العمل ، وفي آخر هذه الرواية : " إنّما شيعتنا من صدق قولـه فعله " .
ورابعاً : إذا كان أكثر من يدّعي التشيّع ويحاول اللحوق بركبهم بهذه الأوصاف ، فما حال النواصب والتابعين لأعدائهم ؟!
( فاطمة . الإمارات . ... )
السؤال : هل يمكن أن تزوّدوني ببعض المعلومات حول الطائفة الصوفية ، وعن الفرق بيننا ـ نحن الشيعة ـ وبينهم في عقيدة التوسّل بالأولياء ؟
الجواب : توجد الكثير من المشتركات فيما بيننا وبين الصوفية ، منها مسألة الزيارة والتبرّك والتوسّل ، كما وتوجد اختلافات أساسية أيضاً ، إذ إنّ الكثير من الصوفية على منهج أهل السنّة ، وإن كانت عندهم محبّة شديدة لأهل البيت (عليهم السلام)، إذ كما تعلمون أنّ الحبّ شيء والاتباع شيء آخر .
كما أنّ الشيعة تتمسّك بالأذكار بما روي عن أهل البيت (عليهم السلام) ، وذلك سواء كان في نفس الذكر والدعاء أو في عدده وتكراره ، أمّا الصوفية فلهم أذكارهم الخاصّة ، والتمسّك بعدد معيّن لم ترد أكثرها في الأحاديث النبوية ، ولا في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) .
|
الصفحة 92 |
|
والتصوّف يميل إلى العزلة ، والتشيّع صريح في كون الإنسان في المجتمع ، ويكون أيضاً متّصلاً بالله تعالى ، وذلك تمسّكاً من الشيعة بأهل البيت (عليهم السلام) الذين قالوا : " لا رهبانية في الإسلام " (1) ، وفوارق أُخرى كثيرة .
( حسن محمّد يوسف . البحرين . ... )
السؤال : هل نقول ـ نحن الشيعة ـ بتأليه النبيّ أو الإمام أو أحد الأئمّة (عليهم السلام) ؟ وما هو مصدر هذه الفكرة ؟
الجواب : إنّ الشيعة تعتقد بالتوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد ، ولا تألّه غير الله تعالى ، ومن ينسب إلى الشيعة أنّهم يألّهون غير الله تعالى فهو افتراء على الشيعة .
وأمّا مصدر هذه الفكرة هو : إنّ من طرق خصوم الشيعة للطعن بالتشيّع هو الافتراء والالتجاء إلى اختلاق أفكار ونسبتها إلى الشيعة ، والكثير من هذه النسب والافتراءات لم يسمع بها الشيعة ، فضلاً عن أن يعتقدوا بها .
( حسن أحمد عبد الرزاق . البحرين . ... )
اعتمدوا على القرآن والسنّة والعقل :
السؤال : من هو أحق الشيعة أو السنّة ؟ وما الدليل ؟
الجواب : إنّ الدين عند الله الإسلام ، ونبي هذا الدين هو محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، ومعجزته القرآن الكريم ، والتشيّع هو الإسلام ، والإسلام هو التشيّع ، ومنشأ الاختلاف كان بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وأصل الاختلاف في الإمامة ، فمن المسلّم عند الجميع أنّ الأنبياء كان لهم أوصياء ، فهل لنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) وصي ؟
____________
1- مجمع البيان 9 / 402 ، دعائم الإسلام 2 / 193 .
|
الصفحة 93 |
|
هل عيّن رسول الله الخليفة من بعده ونصّ عليه ؟ وإذا لم يكن قد عيّن الخليفة ، هل وضّح الرسول نظام الحكم في الإسلام ؟ وما هي الأُسس التي تبتني عليه الأُمّة في تعيين الخليفة ؟
هل الخلافة ببيعة الناس لشخص حتّى ولو كان كبار القوم قد تخلّفوا عن البيعة ! كما حدث لخلافة أبي بكر ! أم أنّها بالنصّ والتعيين كما نصّ أبو بكر على عمر ؟! أم أنّها بالشورى ؟ كما حدث لعثمان ، مع العلم أنّ الشورى ما كانت حقيقية ، وإنّما هي أقرب ما تكون إلى مسرح أو تمثيلية !!
أُناس اعتمدوا على القرآن الكريم ، والسنّة النبوية الشريفة ، وأدلّة العقل والفطرة ، وقالوا : إنّ الإمامة بالنصّ ، نصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة ، والإمامة إلهية ، واحتجّوا بآية التطهير ، وآية الاستخلاف ، وآية المباهلة ، وآية الإنذار ، وآية التصدّق بالخاتم ، وحديث الثقلين ، وحديث الغدير ، وحديث المنزلة ، وغيرها من الآيات والأحاديث .
وإنّ العقل يحتّم على كُلّ إنسان يريد سفراً أن يوصي بعياله من يدبّر أُمورهم ويرجعون إليه ، فكيف برسول الله يغادر أُمّته إلى الأبد ، ويتركهم سدى بلا أن يعيّن لهم خليفة ، وهؤلاء الناس هم الشيعة ، لمشايعتهم علياً (عليه السلام) .
( محمّد خالد زواهرة . فلسطين . ... )