انغماس الرأس بالماء مبطل لـه :
السؤال : المعروف أنّ من مبطلات الصوم هي : الأكل والشرب والجماع لا انغماس الرأس في الماء ، مع أنّي شاهدت أنّكم توجبون بالإضافة إلى بطلان الصوم القضاء والكفّارة .
الجواب : من الأُمور الفقهية التي نختلف فيها مع أهل السنّة هي هذه المسألة ، حيث يرى أهل السنّة عدم بطلان الصوم بانغماس الرأس بالماء ، بينما يرى أكثر علماء الشيعة بأنّ انغماس الرأس بالماء موجب لبطلانه ، وإنّ كان عند عمد فيجب فيه بالإضافة إلى القضاء الكفّارة .
والدليل عليه روايات وردت عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : " لا يضرّ الصائم ما صنع إذا اجتنب ثلاث خصال : الطعام والشراب ، والنساء ، والارتماس في الماء " (1) .
وعن الإمام علي (عليه السلام) قال : " وأمّا حدود الصوم فأربعة حدود : أوّلها : اجتناب الأكل والشرب ، والثاني : اجتناب النكاح ، والثالث : اجتناب القيء متعمّداً ، والرابع : الاغتماس في الماء وما يتّصل بها ... " (2) .
( عبد الله . السعودية . ... )
السؤال : هل صحيح أنّ أكل جلد الحيوان أو أوراق الأشجار لا يفسد الصوم ؟
____________
1- وسائل الشيعة 10 / 31 .
2- المصدر السابق 10 / 32 .
|
الصفحة 219 |
|
الجواب : هذه شبهة طرحها الدهلوي في كتابه " التحفة الاثني عشرية " (1) ، كباقي الشبهة التي يطرحها ضدّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، ولكن لو رجعنا إلى الرسائل العملية لمراجعنا العظام وكتبهم الفقهية نجد الحكم خلاف ذلك .
فقد أوردوا من المفطّرات للصوم الأكل والشرب المعتاد وغيره ، وهو حكم إجماعي للكتاب والسنّة .
____________
1- مختصر التحفة الاثنى عشرية : 219 .
|
الصفحة 220 |
|
( أبو نصر الله . ... . ... )
السؤال : أُريد أن أعرف الأحاديث عن صيام عاشوراء ؟ وأنا أعلم بحرمته ، وإنّما أُريد الأحاديث المعتبرة عند أهل السنّة لإيضاح الصورة لهم .
الله يوفّقكم لخدمة مذهب آل محمّد الأطهار (عليهم السلام) .
الجواب : قال علقمة : دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إنّ اليوم يوم عاشوراء ، فقال : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان ، فلمّا نزل رمضان ترك ، فإن كنت مفطراً فاطعم (1) .
وإن الأحاديث الواردة في صوم يوم عاشوراء في الصحاح والمسانيد عند أهل السنّة في غاية الاضطراب والتناقض ، ممّا يقوّي الظنّ بأنّ كُلّ هذه الأحاديث مختلقة من قبل أُجراء بني أُمية :
ففي بعضها : أنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء ، فصامه النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ثمّ أمر الناس بصومه حين قدم المدينة ، ثمّ فرض صوم رمضان ، ونسخ وجوبه وبقي مستحبّاً (2) .
____________
1- صحيح البخاري 5 / 155 ، صحيح مسلم 3 / 149 .
2- صحيح البخاري 2 / 226 ، صحيح مسلم 3 / 147 ، السنن الكبرى للنسائي 6 / 295 .
|
الصفحة 221 |
|
وفي بعضها : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يكن ملتفتاً إلى صوم عاشوراء ، وإنّما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود ، فأمر به لأحقّيته من اليهود بموسى (1) .
فالأحاديث بين ما يسند صومه وصوم المسلمين بأمره (صلى الله عليه وآله) إلى تقليد أهل الجاهلية ، وبين ما يسنده إلى تقليد اليهود ، وتشاهد في رواية مسلم وأبي داود أن النبيّ (صلى الله عليه وآله) عندما صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه لم يكن عالماً بأنّ اليهود والنصارى يعظّمون يوم عاشوراء ، فما علم به (صلى الله عليه وآله) عزم على ترك صومه ، وقصد صوم اليوم التاسع ، لكنّه (صلى الله عليه وآله) توفّي قبل حلول العام المقبل (2) .
فلا يعقل أن يغفل النبيّ (صلى الله عليه وآله) طيلة تسعة أعوام عن تعظيم أهل الكتاب لليوم المذكور ، فإنّ الأحاديث الأُخرى تدلّ على أنّه (صلى الله عليه وآله) صام يوم عاشوراء من أوائل دخول المدينة .
وكذلك تجد التناقض بين حديث مسلم وأبي داود هذا ، وبين حديث مسلم وأبي داود الآخر عن ابن عباس : إذا رأيت هلال المحرّم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائماً ، قلت : هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصومه ؟ قال : نعم (3) .
فالمتأمّل في هذه الروايات المتعارضة المتضاربة ، يفهم أنّها موضوعة مجعولة من قبل بني أُمية ، ويزيد في وضوح كذبها أنّه لا أثر لهذا الصوم فيما نقل عن آثار أهل الجاهلية ، وهؤلاء اليهود والنصارى لا يعرفون يوم عاشوراء ولا صومه !! .
____________
1- تاريخ الأُمم والملوك 2 / 129 ، مجمع الزوائد 3 / 184 ، فتح الباري 4 / 215 ، المعجم الكبير 12 / 40 .
2- صحيح مسلم 3 / 151 ، سنن أبي داود 1 / 546 .
3- نفس المصدرين السابقين .
|
الصفحة 222 |
|
( أُمّ حسين . إمارات . ... )
السؤال : أودّ أن أكتب رسالة إلى إحدى الأخوات حيث أرسلت مجلّة إسلامية ، وذكرت مواضيع تمسّ بالعقيدة الشيعية ، وأُريد أن أردّ عليها بالتي هي أحسن ، مع بيان المواضيع التي ذكرتها بأسلوب مقنع ، وأتمنّى من سماحتكم أن تفيدوني في ذلك .
بالنسبة للمواضيع التي أشارت إليها هي ثواب صيام عاشوراء ، وأنّه من أفضل الصوم بعد صيام شهر رمضان ، وذكرت مواضيع أُخرى تحت عنوان بدعة مثل : الطواف بالأضرحة ، بناء المساجد والقباب على القبور ورفعها ، إقامة الموالد للأنبياء والصالحين ، التوسّل بالنبيّ والصالحين ، التمسّح بقبر النبيّ .
ولكم جزيل الشكر والامتنان .
الجواب : ما ذكرتيه من مطالب ، فنجيب عليها باختصار :
1ـ أمّا صوم يوم عاشوراء ، فإنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) نهوا عنه نهياً شديداً ، ولمّا سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء قال : " عن صوم ابن مرجانة تسألني ؟ ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام) ، وهو يوم يتشأم به آل محمّد ... " (1) .
وقال الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث آخر عن صوم يوم عاشوراء : " كلاّ وربّ البيت الحرام ، ما هو يوم صوم ، وما هو إلاّ يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام ... " (2) .
فصيام يوم عاشوراء من مبتدعات الأُمويين ، أدخلوه في السنّة ووضعوا عليه أحاديث باطلة ، وفي مقام الاحتجاج يمكن أن يحتجّ عليهم بما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن علقمة ، حيث قال : " دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إنّ اليوم يوم عاشوراء
____________
1- الكافي 4 / 146 ، الاستبصار 2 / 135 .
2- الكافي 4 / 147 .
|
الصفحة 223 |
|
، فقال : قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان ، فلمّا نزل رمضان ترك ، فإن كنت مفطراً فاطعم " (1) .
2ـ البدعة ، وهي إدخال شيء ليس من الدين في الدين ، فعلينا أوّلاً أن نعرف ما هو الدين ؟ ومن أين يُؤخذ ؟ ثمّ نبحث عن الأُمور التي ليست من الدين ودخلت في الدين ، حيث روى جميع المسلمين متواتراً عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قولـه : " إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً " ، فالدين ما كان في الكتاب وما روته العترة .
ولو قيل : بأنّ الحديث روي أيضاً بلفظ " كتاب الله وسنّتي " ، فالجواب : أنّه ضعيف ، هذا أوّلاً ، وثانياً أنّه حتّى لو قلنا بصحّته ، فإنّ معنى السنّة يعود إلى العترة وهذا هو معنى الجمع بين الحديثين ، حيث حديث العترة يفسّر حديث السنّة .
فهنا نسأل ونقول أوّلاً : من قال بأنّ هذه الأُمور ليست من السنّة حتّى تكون بدعة ؟ ومن لـه أدنى معرفة بالأدلّة يعلم أنّ الكثير من المسائل التي لم ترد بخصوصها سنّة تشملها العمومات، وإذا شملتها العمومات فستكون سنّة ، ولا تسمّى بدعة .
هذا ، وما ورد من ذكر هذه الأُمور ، فإنّه متّفق على العمل به بين جميع المذاهب الإسلامية ، ولهم عليها أدلّتهم ، والمخالف في هذه الأُمور هم الوهّابيون ـ أتباع محمّد بن عبد الوهاب وابن تيمية ـ الذين خالفوا جميع المذاهب الإسلامية ، بل وحتّى كفّروا أتباع المذاهب الإسلامية .
ولو أردنا أن ندخل في تفاصيل كُلّ موضوع وذكر الأدلّة عليه لطال بنا المقام ، ونكتفي بالإشارة إلى أنّها مسائل قبلتها المذاهب الإسلامية ، وخالفت فيه الوهّابية العمياء .
____________
1- صحيح البخاري 5 / 155 ، صحيح مسلم 3 / 149 .
|
الصفحة 224 |
|
( عبد الله . الكويت . 28 سنة . خرّيج ثانوية )
تحية طيّبة وبعد .
المعروف أنّ بني أُمية بعد اغتصابهم للخلافة وجعلها ملكاً عضوضاً ، قاموا بوضع أحاديث تسيء لأهل البيت (عليهم السلام) ، وتنال من شخصيّتهم ، وتزوير مناسباتهم ، وما جاء في صيام عاشوراء هو أمر مستهجن لمن أنصف وتأمّل وفكّر .
وأذكر بعض الأحاديث التي تمسّك بها أهل السنّة على وجوب صيام العاشر من المحرّم .
عن عائشة : إنّ قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ، ثمّ أمر رسول الله بصيامه حتّى فرض رمضان ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " من شاء فليصمه ، ومن شاء أفطر " (1) .
وعن الربيع : أرسل النبيّ (صلى الله عليه وآله) غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : " مَن أصبح مفطراً فليتمّ بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم " (2) .
وعن ابن عباس : قدم النبيّ (صلى الله عليه وآله) المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : " ما هذا " ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم فصامه موسى ، قال : " فأنا أحقّ بموسى منكم " ، فصامه وأمر بصيامه (3) .
وعن أبي موسى : كان يوم عاشوراء تعدّه اليهود عيداً ، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " فصوموه أنتم " (4) .
وعن ابن عباس : ما رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره ، إلاّ هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان (5) .
____________
1- صحيح البخاري 2 / 226 ، السنن الكبرى للنسائي 6 / 295 .
2- صحيح البخاري 2 / 242 ، صحيح مسلم 3 / 152 .
3- صحيح البخاري 2 / 251 .
4- نفس المصدر السابق .
5- نفس المصدر السابق .
|
الصفحة 225 |
|
أقول : المستفاد من رواية عائشة : أنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء فصامه النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ أمر الناس بصومه حين قدم المدينة ، ثمّ فرض صوم رمضان ونسخ وجوبه وبقي مستحبّاً ، ولكن المستفاد من خبر ابن عباس ، وأبي موسى : أنّ النبيّ لم يكن متلفتاً إلى صوم عاشوراء ، وإنّما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود ، فأمر به لأحقّيّته من اليهود بموسى (عليه السلام) .
فالأحاديث بين ما يسند صومه وصوم المسلمين بأمره (صلى الله عليه وآله) إلى تقليد أهل الجاهلية ، وبين ما يسنده إلى تقليد اليهود ، وهذا مع الأسف حينما يؤخذ على علاّته يثير الاستغراب والعجب ، وهل أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يأخذ دينه من اليهود ؟ وهل أنّ النبيّ هو المشرّع ؟ أم الله المشرّع ؟ هذا فضلاً عن أنّ اليهود لا يصومون يوم عاشوراء ، ولم يسبق لهم أن صاموه .
وهنا تناقض آخر نقل في كتاب مسلم عن عبد الله بن عباس ، وإليك نصّه : " حين صام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله إنّه يوم تعظّمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع " قال : فلم يأت العام المقبل حتّى توفّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) " (1) .
فترى الحديث يقول : أنّ النبيّ لم يكن عالماً بأنّ اليهود والنصارى يعظّمون يوم عاشوراء ، فلمّا علم به عزم على ترك صومه ، وقصد صوم اليوم التاسع ، لكنّه توفّي قبل حلول العام المقبل ، وفي هذا الحديث أُمور أُخر ، منها : أنّ أمره بصوم يوم عاشوراء كان باقياً إلى قبل سنة من موته لا أنّه نسخه وجوب صوم رمضان .
وأنّ النبيّ لم يصم اليوم التاسع أصلاً ، لكن هنا حديثاً آخر يقول : أنّه (صلى الله عليه وآله) كان يصوم اليوم التاسع ! وإليك نصّه : " عن ابن عباس : إذا رأيت هلال
____________
1- صحيح مسلم 3 / 151 .
|
الصفحة 226 |
|
المحرّم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائماً ، قلت : هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصومه ؟ قال : نعم " (1) .
وأقول : أيعقل أن يقلّد النبيّ (صلى الله عليه وآله) اليهود ، ويصوم عاشوراء ويأمر أصحابه بصيامه ، وهو اليوم الذي صامه اليهود حسب الادعاء ، بينما ينهانا عن اتباع سنن أهل الكتاب !
إذ روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً ، وذراعاً ذراعاً حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم " ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : " فمن " ؟ (2) .
وقال أبو هريرة : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم ، وقولوا آمنا بالله ، وما أُنزل إلينا " (3) .
وقال ابن عباس : " كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء ، وكتابكم الذي أُنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدث تقرؤنه محضاً لم يشب ، وقد حدّثكم أنّ أهل الكتاب بدّلوا كتاب الله وغيّروه ، وكتبوا بأيديهم الكتاب ، وقالوا هو من عند الله ، ليشتروا به ثمناً قليلاً إلاّ ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ، لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أُنزل عليكم " (4) .
فكيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتبع اليهود ؟ وهو الذي ينهانا عن أتباعهم ، وأنّ اليهود لم تصم عاشوراء ، لأنّ تواريخها لا توافق هذا اليوم ، لما لهم حساب غير ثابت بسبب إضافة شهر إلى الشهور الاثني عشر كُلّ مدّة من الزمان حتّى تتوافق أعيادهم بالربيع أو الشتاء .
____________
1- نفس المصدر السابق .
2- صحيح البخاري 8 / 151 .
3- المصدر السابق 5 / 150 .
4- صحيح البخاري 8 / 160 .
|
الصفحة 227 |
|
ولعلّ القرآن يشير إلى ذلك في قولـه تعالى : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } (1) .
ثمّ يقول تعالى في آية أُخرى : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } (2) .
وبالتالي على فرض أنّ اليهود صامت عاشوراء ، فهذا يستدعي التلاعب بسنّتهم ممّا يجعلهم يضيفون أو يزيدون ليوافقوا عاشوراء ، وهذا النسيء أشار إليه القرآن ووصفه بالكفر { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } ، حيث النسيء بمعنى الزيادة ، وهذا يستدعي فيما إذا قلّدهم المسلمون أن يوافقون اليهود ويقرّوهم على النسيء ، وهو ليس كفراً فقط بل زيادة بالكفر .
أقول : المتأمّل في هذه الروايات المتعارضة المتضاربة يفهم أنّها موضوعة مجعولة من قبل بني أُمية ، ويزيد في وضوح كذبها أنّه لا أثر لهذا الصوم في ما نقل عن آثار أهل الجاهلية ، وهؤلاء اليهود والنصارى لا يعرفون يوم عاشوراء ولا صومه وهم ببابك ! لعن الله الكاذبين المفترين على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى سنّته .
____________
1- التوبة : 36 .
2- التوبة : 37 .
|
الصفحة 228 |
|
( ... . ... . ... )