أهل البيت^ الطريق إلى الله
قال الإمام محمد الباقر×:
>نحن الطريق، وصراط الله المستقيم إلى الله تعالى<([1]).
أجل إن أهل البيت هم صراط الله المستقيم ذلك أن معرفتهم بالله معرفة تامّة كاملة وهم يعون جيداً ما يريده الحق تعالى، وهم المفتاح إلى فهم الآيات والمفردات القرآنية التي تحتاج من يفك رموزها ويدرك مراميها ومعانيها.
وبوجودهم يمكن فهم كل ما يطلبه الله وإدراك كلام الله، وبقواهم الروحية المعنوية وهدايتهم وإرشادهم يمكن للإنسان أن يبلغ رضا الله سبحانه ولقاء الحق والوصول إلى مقام القرب الإلهي.
وأن من لا يسلك طريقهم ولا يترسم خطاهم ولا يتحرك في هداهم فإنه يضل الطريق إلى الله مهما كان ومهما بلغ شأنه.
وقد جاء في الأثر هذه الرواية الهامّة عن أحد أصحاب الأمام الصادق قال: سألت أبا عبدالله الصادق× عن الصراط، فقال×: «هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل».
ثم راح الإمام الصادق× يوضح له معنى الصراط قائلاً:«وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، فأما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة ومن عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلّت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم» ([2]).
وهذا الحديث في غاية الأهمية؛ لأنه يشير بصراحة إلى أن أهل البيت هم الصراط في الدنيا وفي الآخرة ويعني هذا أنهم المرجعية العامّة لكل مسلم ومؤمنين؛ لأنه لا يمكن معرفة الله عز وجل من دون الأخذ عنهم وفهم القرآن في ضوء تفسيرهم وأن الدين كل الدين في خطّهم ومسارهم وسيرتهم، وعلى هذا فإن الطريق إلى المعرفة الحقيقية في كل الأمور التي هي سبب النجاة في الدارين الدنيا والآخرة هو طريق أهل البيت فهم من يقود سفينة الحياة إلى شاطئ الأمان والسعادة، وهم سفينة الإنقاذ من السقوط في ظلمات الهاوية السحيقة.
الهداة إلى الحق
عندما يقع الإنسان بيد أهل البيت^ ويقبل على انتهال معارفهم وعندما يتتلمذ في مدرستهم ويقتدي بهداهم فإنه يصبح عارفاً بالله سبحانه وتتجلى في أعماقه الحقائق وتشرق على قلبه شمس الحق، فيجد في ذاته القوّة والنشاط والحيوية في أداء فرائض الله تبارك وتعالى وتغمر وجوده حالة عرفانية ويفيض قلبه بأنوار الإيمان الراسخ واليقين، ومن ثم تتجلى في سلوكه الصفات الحسنة والأخلاق الكريمة، فيجتنب المحرمات ويبادر إلى أداء الطاعات ألم يكن سلمان زرادشياً ثم نصرانياً، ثم لما أسلم وأحب أهل البيت وأخلص لله في مودتهم إذا به يصل إلى مقامهم حتى أعلن رسول الله’ على الملأ العام قائلاً: >سلمان منّا أهل البيت<([3]).
ألم يكن أبو ذر راعياً في البادية ثم لما أخلص لله في تمسكه بأهل البيت^ بلغ ما بلغ من الدرجات العالية حتى قال رسول الله’ فيه: >ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر<([4]).
وألم يكن بلال حبشياً ثم لما اقتدى بأهل بيت النبي’ إذا به يصبح إنساناً كريماً عند الله وعند الناس وحتى نزل في حقّه قوله تعالى:
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ}([5]).
أجل أن هؤلاء وأمثالهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه من المنزلة وبلغوا ما بلغوا من الشأن ومن المعرفة الصحيحة والمعرفة الحقّة عن طريق أهل البيت^ وأهل البيت^ جسدوا العبودية الحقيقية لله سبحانه وتعالى فبلغوا ما ينبغي لهم أن يبلغوه من الكرامة وأصبحوا قدوة للناس جميعاً ومثالاً على مرّ العصور إلى يوم القيامة.
إن العارف بالله لا يمكنه أن يكون عبداً لغير الحق وهو في أمان من خطرات الظنون ووسوسات الأهواء وإتباع خطوات الشيطان.
إنه مغمور دائماً بالنور ويعيش في رحاب الله وممتثل في حضرة الحق تبارك وتعالى.
أن العارف بالله مطهر من كل لوث ظاهري وباطني لا يفكر بغير الله ولا يذكر ولا يسبح إلا الله عز وجل وهو يضع الله سبحانه نصب عينيه في كل شؤون حياته ولا يخطو خطوة إلا في سبيل الله عز وجل.
وهو لا يخشى أحداً إلا الله ولا يلتفت لأحد غير الله ولا يعبد إلا الله.
إن العارف بالله يعتبر نفسه ملكاً ومملوكاً للحق، وأنه لا مالك حقيقي إلا هو سبحانه أنه تجسيد كامل لهذه المقولة: >العبدُ وما في يده كان لمولاه< إن هذه الجملة صرخته التي تنبعث من أعماق قلبه ومن كل خلية في جسمه.
لقد كان سيدنا يوسف× عبداً لله بكل معنى الكلمة كانت عبوديته واضحة جداً لله وضوح الشمس في رابعة النهار، لقد كان منقاداً لله بكل إحساسه وعاطفته وعقله وبكل وجدانه وكيانه، ولما دعاه الشيطان إلى الفحشاء والمنكر وكان عليه أن يختار ذلك أو السجن قال: رب السجن أحب إليّ، كان يوسف× في أوج شبابه وكان في عمر من تكون شهوته في الأوج؛ لكنه صمد أمام الأغراء لما دعته التي هو في بيتها هتف من أعماق قلبه المفعم بنور الإيمان: معاذ الله:
أي أن الله وهو ربي ومولاي ومالكي الحقيقي وهو لا يريد لي أن استجيب لما تطلبين.
أنني في حضره الله وناصيتي بيد مالكي الحقيقي وربي، أنني أن استجبت لما تطلبين فسأهوى في الهاوية المظلمة هاوية الشقاء.
أنني وإن كنت في ذروة الشباب وأن كانت غريزتي تضجّ وتصرخ بي لكني أشعر بأنني في حضرة الله ورحاب المالك الحق وهو لا يسمح لي أن أنقاد إلى ندائك ونداء الأهواء.
إنها الحقيقة الساطعة أن كل شيء غير الله ليس سوى ظلال باهتة زائلة تبددها أنوار الحقيقة والحق أنني لن أغتر بالظلال الزائلة الفانية والمتبددة ... إنني لن أخُدع بعبادة غير الله سبحانه. أن العارف بالله في الصراط المستقيم بكل كيانه وهو لا يتحرك إلا في هذا الصراط الإلهي.
إنه لا ينخدع ولا يغتر ولا يستسلم فيقع أسير الدنيا ببريقها وخداعها لن يقع في أحابيلها؛ لأن من يقع في أسر الدنيا وحبائل الشيطان سيكون مصيره الشقاء الأبدي في الآخرة.
إنّ المعرفة والوعي هما توأم الإيمان والحب، وأن العارف الحق من تتجسد في أعماقه وفي حركته صفات الحق ومظاهر الخلق الرفيع.
إن آثار المعرفة والوعي وثمارها من الحب والمودّة والعشق، يمكن ملاحظتها في سيرة الأنبياء والأوصياء وخاصّة في سيرة سيدنا محمد’ وآل البيت^.
وإن كل من يجعلهم تاجاً لرأسه فإنه سيتخطى الأفلاك ويحيّر الملائكة في ما سيبلغ من الدرجات العلى.
إنّ أهل البيت هم الوسيلة للقرب من الله لقد عصمهم الله من الخطأ والزلل وطهرهم من الرجس تطهيراً وجعلهم لنا قادة وهداة ومن خلال إيمانهم العميق بالله وهيامهم بالحق تعالى، ندرك معنى: >لا إله إلا الله< و >لا حول ولا قوة إلا بالله< وأنه >ليس في الديار غيره ديّار<.
أجل ستتحقق هذه المفاهيم وتتجسد في حياتنا في سلوكنا وإدراكنا وعقيدتنا وسوف لن تكون حياتنا إلا صورة من صور التوحيد الحقيقي عندما نشعر ونعي أنه لا إله في الوجود إلا هو، وأنه لا شيء في الوجود الفسيح إلا هو سبحانه، وأن ما نراه سوى ظلال باهتة.
إن أهل البيت^ الذين هم الصراط المستقيم والتجلّي الكامل لطريق الحق، قد اتخذوا في عرفان الحقيقة وحقيقة العرفان، إنّهم لا يرون في دار الوجود شيئاً غير الله سبحانه وهم لا يتبعون أمراً من غير الله ولا يعبدون أحداً إلا الله ولا يتوكلون على أحد إلا الله، ولهذا أصبحوا بإذن الله طريقاً للفيض الإلهي عن العالمين، فكل من تمسك بهم ستصيبه رشحة من الفيض الرباني وتسطع عليه الأنوار الإلهية.
أهل البيت ومقام خلافة الله
إنّ أسماء حضرة الحق هي ليست أسماء لفظية، وإنما أسماء عينية ووجودات وهويّات خارجية.
إنّ أولى الأسماء التي تجلت عن حقيقة الغيب بإرادة الحق وظهرت وبرزت هي ـ على رواية ـ أربعة أسماء، وعلى رواية أخرى سبعة أسماء، حيث جميعها تعود إلى اسم واحد؛ والأسماء الأولى التي ظهرت في البدء عبارة عن ألحيّ، العليم، القادر، المتكلم.
ولكل من هذه الأسماء حوزته ومجده، وفيها شوق شديد إلى ظهور وبروز اسم >الله<؛ لأنه جامع لكل الأسماء ولأنه حافظ لكل الأسماء، ومن خلال هذا الاسم يتجلى لكل اسم مجده.
حاجة نظام الخلق إلى خليفة الله
كل جزء من الوجود ـ الذي تحقق بالأسماء الحسنى وأصبح له ظهور عيني ـ هو تحت اسم له مجد ذلك الإسم، ولا شك أنه يتوجب وجود فرد يكون مظهراً تاماً للإسم الأعظم، وذلك من أجل تنظيم العلاقة بين الأسماء العينية للحق، بحيث لا يكون مجد اسم من الأسماء يزاحم غيره من الأسماء.
بعبارة أخرى لزوم وجود إنسان كامل يكون مظهراً لجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا ويكون تجلياً للاسم الأعظم، وليكون خليفة الله عز وجل، ومن خلاله يحصل تدبير العالم، أي من خلال روحانيته ونورانيته يكون تدبير الخلق بما في ذلك الملائكة التي هي هويات نورية عقلية والتي لكل منها واجب يؤديه:
«وما منّا إلا له مقام معلوم»([6])، فالملائكة تحتاج إلى من يدبّر أمورها وشؤونها ويوجهها ويعلمها وتكون مؤتمرة بأمره.
وخلاصة القول إنّ نظام الخلق كما تفيد الروايات والآيات بحاجة إلى خليفة لله حتى لو أن الله عز وجل لم يخلق إنساناً؛ سواء إذن كان الإنسان أم لم يكن، فإن وجود خليفة لله أمر لازم، ولقد كان آدم× أول إنسان فهو أبو البشر وكان بحاجة إلى روحانية ونورانية خليفة الله لكي تدبّر أموره بالعدل، لهذا فقد كان هو نفسه خليفة الله فيكون بذلك مرتبطاً بالله عز وجل، ومن خلال هذا الإتصال يتلقى أوامر الحق تبارك وتعالى ويجسدها في حركته، ويضمن لهذه الحركة التوازن والعدالة المطلوبة.
وعلى أساس هذه الحاجة الأكيدة واللازمة للوجود لهذه الحقيقة، فقد شاء الله سبحانه أن يجعل له خليفة ينوبه في تدبير الوجود والخليقة ويسخر له من أجل ذلك كل شيء ومن هنا ينبغي أن نفهم مقام الخلافة والولاية.
{إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً}([7]).
وهذا الخليفة من مركز الأرض ومن صعيد هذا التراب، بدأت حركته ليصل إلى أعلى مراتب نظام الوجود ويكون هو خليفة الله في تدبير أمور العالم، وبالرغم أن الأرض تبدو في ظاهر الأمر مكان سفلي، بل الأسفل في سلم درجات الوجود، ولكنها من حيث القوى والقابليات، ومن حيث الاستيعاب للدرجات تشغل أعلى المحال؛ لأن التراب ـ أكثر العناصر انفعالاً ـ هو العنصر الذي يمكنه استيعاب جميع الأسماء الإلهية، ويكون بقدرة الإنفعال المحض أكثر هوّيات الوجود فعالية.
{وَ عَلَّمَ آدَمَ الأَْسْماءَ كُلَّها}([8]).
صفات خليفة الله
وانطلاقاً من كون مقام الخليفة يشتمل على مقام جميع الأسماء فهو أستاذ ومعلم لما سوى الله عز وجل.
وفي قصة سيدنا آدم× باعتباره خليفة الله مع الملائكة، وكيف علمهم الأسماء فإن في هذا دلالة على أن آدم الخليفة هو معلم لكل الكائنات في الوجود، ذلك أن الملائكة يمثلون أعلى مراتب الخلق الإلهي من حيث المعرفة والمقام الوجودي، وهم بهذا المقام كانوا تلامذة الإنسان الكامل، فإذا كان الأمر على الملائكة على هذا النحو فكيف به مع بقية الكائنات التي هي بمراتب أدنى من الملائكة.
{... ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (31) قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}([9]).
إن خليفة الله من حيث المعرفة والوجود وإدراك الأسماء الحسنى لله هو في أعلى مراتب الشهود ويتوجب أن يكون في أعلى سلم المراتب من حيث العدالة لكي يمكنه أن يعلم الملائكة وبدبّر أمرهم.
بعبارة أخرى أن خليفة الله يجب أن يكون في أعلى درجات المعرفة والوجود وأن يبلغ مرتبة الكمال في ذلك، ويجب أن يكون في أعلى مراتب العصمة والعدالة لكي يكون محله بين الأسماء العينية الحسنى لله وسائر الكائنات والهويات الوجودية ويكون مدبّراً حاكماً عليها.
إنّ خليفة الله يكون قد طوى في جميع مراحل الوجود من أنزلها إلى أعلاها، ويكون قد حصل على أعلى درجات المعرفة ومراتبها.
إن خليفة الله عنده علم الكتاب وليس بإمكانه الحصول على الكتاب المكنون فحسب، بل أنه يكون قد مسه وأصبح جزءً من وجوده، وقد وصل مرحلة الاعتدال والتوازن في حركته الجوهرية في قواه المدركة وفي قواه التحريكية.
ويكون راعياً فطنأً مدركاً محسناً فاعلاً للخير، وفي طليعة الكائنات في علمه وعمله، قد حصل على الملكات النبيلة من كرم وسخاء وقناعة وعفة وشجاعة وجود وعفو، ويكون قد بلغ الذروة والأوج في الحكمة الإلهية والعرفان العملي ومظهراً لكل أسماء الله الحسنى.
إن خليفة الله إنسان يظهر في كل زمان باسم من أسماء الله تناسب عصره وزمانه فينهض بما يجب عليه القيام به ويؤدي ما عليه من حق هذا الاسم ويقوم بمجده وكل اسم يظهر به فيتألق مجد الحق ويظهر.
إن مظهرية خليفة الله في كل زمان تامّة والتي هي مظهرية تناظر وتساوي جميع أسماء الله الحسنى، حيث يكون الخليفة في مركزيتها ويمحو الافتراق الموضعي بينها.
فهو من حيث الوجود المعرفي أعلى بكثير من مقام الإحسان، بل هو في مقام الإيقان وأعلى.
وهو من جهة المعرفة والعمل له في المحل الأرفع بحيث تنقطع علاقته بغير الحق وبالرغم من رعايته للوجود فإنه لا يكترث له حتى يصل إلى قمة الانقطاع فيعتليها ويستوي فوق ذروتها فلا يرى شيئاً سوى الحبيب فيأخذه الله عز وجل إليه حيث يصل مقام الحق ومن ثم يصبح صبغة الله فيكون عين الله بأذنه وسمعه بأذنه ويد الله بأذنه وجنب الله راضياً مرضياً ويصبح مأذوناً بالتصرف في الوجود، وقد أصبح قلبه عرش الله الذي استوى عليه عز وجل.
{ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى}([10]).
الجديررون بالخلافة
جاء في الحديث القدسي: «لا يسعني أرض ولا سمائي، ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن»([11]).
وهذه هي سعة القلب المؤمن بالله عز وجل إذ بإمكانه أن يتسع لكل الأسماء الحسنى، وحينئذ يكون خليفة لله ويتصرف بالكائنات وتكون حاكمية الله عز وجل عن طريق عرشه (الذي هو قلب المؤمن).
وجاء في الحديث القدسي أيضاً:«لولاك ما خلقت الأفلاك»([12]).
وهذه هي روح المؤمن وقلبه يتسعان ليكونا مظهراً لحكومة الحق تبارك وتعالى في الوجود.