أخلاق وسيرة سيدنا الإمام المهدي#
عاش أئمة أهل البيت^ ظروفاً غاية في الحراجة فلقد حوصروا وفرضت عليهم القيود ولم تسمح الحكومات المتعاقبة لهم أن يبرزوا اكماهم وكانت الرقابة والمضايقات تزداد بمرور الزمن الى أن وصلت ذروتها في عهد الإمام الحسن العسكري الذي كتم ميلاد ابنه المهدي ثم راح يطلع على ذلك المقربين والمخلصين من أنصاره وأصدقائه ولهذا فأن سيرة الإمام المهدي الذي عاش في غاية السرية ستكون متعددة الإبعاد وستكون شخصيته وسيرته مختلفة تماما عن آبائه وأجداده الطاهرين.
فقد أوردت الروايات أن الإمام عند ظهوره سيكون صارماً جداً إزاء الظالمين ولا تأخذه فيهم رحمة أبداً حتى أن الناس سيقولون >ليس من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم< ([1])
غير أن علينا أن نعلم بأن زمان ظهور الإمام سيكون فيه العدو الظالم ممسكاً بكل شيء وانه سيحارب بشده وقوة الإمام المهدي وقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق× قوله: >إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبله رسول الله’ من جهلة الجاهلية< ولذا فان الإمام المهدي سيضطر اضطراراً إلى التوصل بالقوة والحرب وانتهاج النهج الثوري العنيف وعندما تهزم قوى الظلام والظلم فان العدالة ستقام وسيبدأ عهد الرفاه والسلام والطمأنينة وفيما يلي مجموعة روايات تشير إلى سيرة الإمام الغائب على المستوى العالمي والإنساني.
يشبه النبي خلقاً وخلقاً
عن أبي وابل قال: نظر أمير المؤمنين علي × الى الحسين × فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله سيداً وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق.
وعن عبد الله بن عطاء عن شيخ من ا لفقهاء(يعني أبا عبد الله الصادق× قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ قال: يصنع ما صنع رسول الله’ ([2]) .
وعن ابن عباس عن النبي’ قال: التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ([3])
وعن احمد بن إسحاق بن سعد قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري× يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي أشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا([4]).
وعن قتادة قوله: المهدي خير الناس .... محبوب الخلائق ([5]) وعن أمير المؤمنين علي × وعن النبي ’ قال: آخرهم اسمه على اسمي يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً([6])
وجاء في الإخبار إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية، فمن أطاعة فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وإنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي.
وأنه يستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار بأنطاكية ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين
أهل الزبور بالزبور وبين أهل القرآن بالقرآن، ويجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء الحرام وركبتم فيه ما حرم الله عز وجل، فيعطي شيئاً لم يعطه احد كان قبله، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونورا كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً.
وعن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: كانت عصى موسى قضيب آس من غرس الجنة، أتاه بها جبرائيل × لما توجه تلقاء مدين وهي تابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجها القائم إذا قام ×.
وعن أبي جعفر × قال: إذا ظهر القائم × ظهر براية رسول الله ’ وخاتم سليمان، وحجر موسى وعصاه، ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحمل رجل منكم طعاماً ولا شرباً ولا علفاً، فيقول أصحابه، إنه يريد أن يقتلنا، ويقتل دوابنا من الجوع والعطش، فيسير ويسيرون معه، فأول منزل ينزله يضرب بالحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف، فيأكلون ويشربون ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة.
وعن أمير المؤمنين علي× عن النبي ’ قال: آخرهم اسمه على اسمي يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ([7]).
وعن النبي ’ في حديث طويل >... ومناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وذلك عندما تصير الدنيا هرجاً مرجاً ويغار بعضهم على بعض فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف فحينئذ يأذن الله له الخروج ([8]).
وعن أبي جعفر× في حديث طويل أنّه قال: إذا قام القائم# سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البتريّة عليهم السلام فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم، ثمَّ يدخل الكوفة، فيقتل بها كلِّ منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مقاتليها حتّى يرضى الله عزَّ وعلا.
وروى أبو خديجة، عن أبي عبدالله× قال: إذا قام القائم# جاء بأمر جديد كما دعى رسول الله في بدو الإسلام إلى أمر جديد.
وروى عليُّ بن عقبة، عن أبيه قال: إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيَّامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، وردَّ كلَّ حقّ إلى أهله، ولم يبق أهل دين حتّى يظهروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله سبحانه يقول: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالأَْرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}.
وعن النبي’ في حديث طويل: >... ومناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وذلك عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً ويغار بعضهم على بعض فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف فحينئذ يأذن الله له بالخروج»([9]).
السلام والأمن
وعن أبي عبدالله الصادق× قال: >أول شيء يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلّم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف»([10]).
وعن أمير المؤمنين علي× قال: >... ولو قد قام قائمنا ... ولذهبت الشحناء من قلوب العباد»([11]) .
السلام والأمن
وعن أبي عبد الله الصادق× قال: أول شيء يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف ([12]) .
وعن أمير المؤمنين علي × قال: >...ولو ق قام قائمنا ولخرجت الشحناء من قلوب العباد<([13]) وقال الإمام الباقر × > وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد<([14]) .
وجاء في الأثر وتأمن السبل([15])
عصر الرفاه
قال الإمام الباقر × > من أدرك أهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوى([16]) .
وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله الصادق × يقول: أن قائمنا أذا قام ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ من زكاته ولا يوجد أحد يقبل منه ذلك استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله([17])
وعن الإمام علي أمير المؤمنين × قال:
>يأتيه الرجل والمال كدس فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ< ([18]) .
وعن الإمام الباقر × قال: إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد الى أهله وهم أهله ويعطى الناس عطايا مرتين في السنة ويرزقهم في الشهر رزمتين ويسوي بين الناس حتى لا ترى محتاجاً الى الزكاة ويجيء أصحاب الزكاة بزكاتهم الى المحاويج من شيعته فلا يقبلونها فيصرونها ويدورون بها في دورهم فيخرجون إليهم فيقولون لا حاجة لنا في دراهمكم وساق الحديث الى أن قال ويجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها فيقال للناس تعالوا الى ما قطعتم في الأرحام وسفكتم في الدم الحرام وركبتم فيه المحارم فيعطي عطاء لم يعطه احد قبله([19])
وجاء في الأحاديث : انه يحثو الماء حثواً ولا يعدّه([20]).
وقال رسول الله’ >ويملأ قلوب امة محمد غنى<([21])
رحمة للمؤمنين
وعن الإمام علي الرضا× >سيكون رحمة للمؤمنين وعذاباً للكافرين»([22]) .
وعن الإمام علي بن الحسين قال: >إذا قام قائمنا اذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة<([23]).
وعن الإمام الباقر × > يوسع الله على شيعتنا ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا<([24]) .
وعن الإمام زين العابدين × قال: > إذا قام القائم اذهب الله عن كل مؤمن الحاجة ورد إليه قوته <([25]).
وقال الإمام الصادق× > حتى إذا قام القائم جاءت المزاملة ويأتي الرجل كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه <([26]).
وعن ا لصادق× عن آبائه عن النبي’ قال: لما أسري بي الى ربي جل جلاله ... به انتقم من أعدائي وهو راحة لأوليائي وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين([27]).
نمو القدرات العقلية والأخلاقية
روى الإمام الصادق× عن أبيه الباقر× قال: إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم([28]) .
عن أبي جعفر الباقر قال إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم([29]) .
وعن أبي الشامي قال: سمعت أبا عبد الله× يقول: إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في إسماعهم وإبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد؛ يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه ([30]) .
عن أبان عن أبي عبد الله الصادق× قال: العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة وعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبعثها سبعة وعشرين حرفاً([31]) .
وعن الإمام الصادق× قال: > إن دولتنا آخر الدول ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولون إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء وهو قول الله تعالى {والعاقبة للمتقين}([32])
كيف نحيي الإمام المهدي؟
يعلمنا الإمام الصادق × كيف نحيي الإمام يقول:
>السلام عليكم أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة، السلام عليك يا بقية الله في أرضه».