سؤال 1360 :
ما هي العلّة التي من أجلها سخّر اللّه الريح لسليمان عليه السلام ؟
جواب : أراد اللّه عزّوجلّ أن يقول لسليمان : لو سخرت لك جميع
(1) علل : باب 55 ـ 60 .
(324)
ملك الدنيا كما سخرت لك هذه الريح ، لكان زوالها من يدك كزوال الريح ... « فتأمل » .
من هم أكثر عددا الناس ، أم بنو آدم ؟ ولماذا ؟
جواب : الناس أكثر عددا من بني آدم ، لأنك إذا قلت الناس دخل آدم فيهم ، وإذا قلت بنو آدم فلم يدخل آدم معهم ونقص آدم من الناس .
ما هي العلّة التي من أجلها توقد النصارى النار ليلة ميلاد المسيح وتلعب بالجوز ؟
جواب : لما جاء المخاض إلى مريم عليهاالسلام ولجأت إلى جذع النخلة اشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها ثم أشعل فيه النار حتى دفئت ، وكسر لها سبع جوزات فأطعمها ، فمن أجل ذلك توقد النصارى ليلة الميلاد وتلعب بالجوز .
لماذا سمّي الحواريون الحواريين ؟ ولماذا سمّيت النصارى نصارى ؟
جواب : الحواريون ـ من الحوار ـ وكانوا يقصّرون ثيابهم ويغسلونها
(325)
من الوسخ ، وسمّي الحواريون لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير .
وسمّي النصارى لأنّهم كانوا من قرية اسمها ـ ناصره ـ من بلاد فلسطين الآن في فلسطين نزلتها مريم ونزلها عيسى عليهماالسلام بعد رجوعهما من مصر .
ما هي العلّة التي من أجلها لا يجوز ضرب الأطفال على بكائهم ؟
جواب : روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم انّة قال :
« لا تضربوا أطفالكم على بكاءهم ، فإن بكاءهم أربعة اشهر شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأربعة أشهر الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه(1) .
ما هي علّة جفاف الدموع ، وقسوة القلوب ، ونسيان الذنوب ؟
جواب : قال عليّ عليه السلام : ما جفّت الدموع إلاّ لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلاّ لكثرة الذنوب .
(1) علل الشرايع : ص 81 ب73 .
(326)
وقيل : كثرة المال تنسي الذنوب ، وترك ذكر اللّه يقسي القلوب ، « فلا تفرح بكثرة المال ، ولا تدع ذكر اللّه عزّوجل على كل حال »(1) .
لماذا يولد البعض مشوهاً في خلقه ؟
جواب : اهم أسباب ذلك هو : إيتاء الرجال نساءهم في حالة الطمث(2) .
ما هي علّة المرارة في الأذنين ، والعذوبة في الشفتين ، والملوحة في العينين ، والبرودة في الأنف ؟
جواب : ان اللّه عزّوجل : جعل الأذنين مرّتين لئلا يدخلهما شيء إلامات ، ولو لا ذلك لقتَلَ ابن آدم الهوام .
وجعل الشفتين عذبتين ، ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر .
وجعل العينين مالحيتن ، لأنهما شحمتان ، ولو لا ملوحتهما لذابتا .
وجعل الأنف باردا سائلاً لئلا يدع في الرأس داء إلاّ
(1) علل : باب 74 ، ب75 .
(2) باب 77 .
(327)
أخرجه ، ولو لا ذلك لثقل الدماغ وتدود(1) واللّه العالم .
ما هي الكلمة التي أولها كفر وآخرها ايمان ؟
جواب : هي كلمة : (لا إله إلاّ اللّه ) ، لو قال (لا إله) كان كفراً ، ولو قال : (إلاّ اللّه ) كان إيماناً .
ما هو أعظم ، قتل النفس أو الزنا ؟
جواب : الزنا أعظم من قتل النفس ، لأن اللّه عزّوجل قد قبل في قتل النفس شاهدين ، ولم يقبل في الزنا إلاّ أربعة شهود .
أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟
جواب : ألصوم أعظم من الصلاة ، لأن المرأة الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ... هذا واللّه العالم .
ما هي علّة شبه الرجل بأعمامه وأخواله ؟
جواب : ان نطفة الرجل بيضاء غليظة ، ونطفة المرأة صفراء رقيقة ، فإن غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل أباه
(1) باب 81 .
(328)
وأعمامه ، وإن غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله ... واللّه العالم(1) .
لماذا خلت الجبهة من الشعر ؟
جواب : لأنها مصب النور إلى العينين .
لماذا كان للجبهة تخطيط واسارير ؟
جواب : ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العينين .
لماذا كان الحاجبان من فوق العينين ؟
جواب : ليوردا عليهما من النور قدر الكفاية .
لماذا جعل اللّه العينين كاللوزيتن ؟
جواب : ليجري فيهما الِميل بالدواء ويخرج منها الداء ، ولو كانت مربعة او مدورة ما جرى فيها الميل وما وصل إليها دواء ولا خرج منها داء .
لماذا كان ثقب الأنف في أسفله ؟
(1) علل : ب85 .
(329)
جواب : لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ وتصعد فيه الروائح إلى المشام ، ولو كان في أعلاه لما نزل منه داء ولا وجد رائحة .
لماذا جعلت الشفة والشارب من فوق الفم ؟
جواب : ليحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم ، لئلا يتنغص على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه .
لماذا احتد السن ، وعرض الضرس ، وطال الناب ؟
جواب : كان السن حادا ، لأن به يقع العض ، وكان الضرس عريضا لأن به يقع الطحن والمضغ ، وكان الناب طويلاً لتشتد به الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء .
لماذا جعلت اللّحية للرجل ؟
جواب : ليعلم بها الذكر من الأنثى .
لماذا خلت الكفّان من الشعر ؟
جواب : لأن بهما يقع اللمس .
(330)
لماذا خلا الظفر والشعر من الحياة ؟
جواب : فلو كان فيهما حياة لتألم الإنسان لقصهما .
لماذا جُعل الأنف فيما بين العينين ؟
جواب : ليقسم النور إلى قسمين إلى كل عين سواء .
ما هي العلّة التي من أجلها إحتجب اللّه جلَّ جلاله عن خلقه ؟
جواب : فلو انهم كانوا ينظرون اللّه عزّوجلّ لما كانوا يهابونه ولا يعظّمونه ، نظير ذلك أحدكم إذا نظر إلى بيت اللّه الحرام أول مرّة عظّمه ، فإذا أتت عليه أيام وهو يراه لا يكاد أن ينظر إليه إذا مرّ به ولا يعظمّه ذلك التعظيم ، والسبب الآخر هو : الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم ... .
لأي شيء بعث اللّه الأنبياء والرسل إلى الناس ؟
جواب : لئلا يكون للناس على اللّه حجة من بعد الرسل ، ولئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير وليكون حجة اللّه عليهم .
لماذا بعث اللّه عزّوجل موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر ، وبعث عيسى بالطب ، وبعث محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم
(331)
بالكلام والخطب ؟
جواب : لمّا بُعث موسى عليه السلام كان الأغلب على أهل عصره السحر ، فأبطل سحرهم واثبت به الحجة عليهم .
وبُعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب .
وبُعث محمّد صلى الله عليه و آله وسلم في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام فأتاهم من كتاب اللّه عزّوجلّ ما أبطل به قولهم واثبت به الحجة عليهم .
قال بعض الزنادقة لأبي الحسن الرضا عليه السلام : لم احتجب اللّه ؟
جواب : فقال أبو الحسن عليه السلام : انّ الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم .
ثم قال : فلم لا تدركه حاسة البصر ؟
قال عليه السلام : للفرق بينه وبين خلقه الّذين تدركهم حاسة الأبصار .
ثمّ قال : فحدّه لي ؟
قال عليه السلام : إنّه لا يحد ، لأن كلّ محدود متناه إلى حد ، فإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة ، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزايد ، ولا متجزئ ولا
(332)
متوهم .
لأيّ علّة أعطى اللّه عزّوجلّ أنبياءه ورسله المعجزة ؟
جواب : أعطى اللّه المعجزة لتكون دليلاً على صدق ما أتى به ، والمعجزة علامة اللّه لا يعطيها إلاّ أنبياءه ورسله وحججه ، ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب .
لماذا سمّي بعض الأنبياء ـ أولي العزم ؟
جواب : إنّما سميّ أولوالعزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وان كل نبيّ كان بعد نوح عليه السلام ، كان على شريعة نوح ومنهاجه ، وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم عليه السلام ، وهكذا الأنبياء من بعده موسى ، وعيسى ، ومحمّد ، صلواة اللّه عليهم اجمعين ـ فهؤلاء الأنبياء الخمسة هم أولوالعزم، وهم أفضل الأنبياء والرسل عليهم السلام .
ما هي علّة حاجة الأُمة إلى النبي والإمام عليه السلام ؟
جواب : ذلك لبقاء العالم بصلاحه .
روي ان اللّه عزّوجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو امام ، « وما كان اللّه ُ ليعُذِّبَهُم وأنت فيهم » .
(333)
لماذا صار النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله وسلم أفضل الأنبياء ؟
جواب : لأنّه كان أول من أقرّ باللّه ِ تعالى وأول من أجاب حيث أخذ اللّه ميثاق النبيّ « وأشهدَهُم على أنفسهم ألسَتُ بَربّكُم قالوا بلى » ، فأول نبيّ قال : بلى هو النبي محمّد صلى الله عليه و آله وسلم وسبق الأنبياء جميعا إلى الإقرار باللّه عزّوجلّ .
لماذا سمِّي رسول اللّه بالنبيّ الأمي ؟
جواب : إنّما سمّي الأمي لأنه كان من أهل مكة ، ومكة من أُمهات القرى ، وذلك قول اللّه عزّوجل : «وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا»(1).
لماذا سمّي النّبي صلى الله عليه و آله وسلم محمّدا ، وأحمد ، وأبا القاسم ، وبشيرا ، ونذيرا ، وداعيا ... ؟
جواب : سمّي النبي صلى الله عليه و آله وسلم محمّد لأنه محمود في الأرض ، أحمد لأنه محمود في السماء ، وأبو القاسم فإن اللّه عزّوجلّ يقسم يوم القيامة قسمة النار لمن كفر ، ويقسم قسمة الجنّة لمن آمن به صلى الله عليه و آله وسلم ففي الجنة ، وأما النذير فإنّه ينذر بالنّار لمن
(1) هذا قول ، وهناك أقوال أُخرى تقول : كان النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم لم يحسن الكتابة ، واللّه العالم .
(334)
عصاه ، وأما البشير فإنّه بشر بالجنّة لمن اطاعه ، وأما الداعي فإنه صلى الله عليه و آله وسلم يدعو النّاس إلى دين اللّه ورسالة اللّه عزّوجلّ .
لماذا كان النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يسلم على الصبيان ؟
جواب : ليكون ذلك سُنّة من بعده .
لماذا سمّي النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يتيما ؟
جواب : إنما سميّ يتيما لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين والآخرين ، وفي قوله تعالى :
«أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى» أي وحيدا لا نظير لك فآوى اليك الناس ، وعرّفهم فضلك حتى عرفوك .
«وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى» أي منسوبا عند قومك إلى الضلالة ، فهداهم بمعرفتك .
«وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى» أي فقيرا عند قومك يقولون لا مال لك ، فأغناك اللّه بمال خديجة ، ثم زادك من فضله فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله اللّه لك ذهبا لجعله .
(335)
العلّة التي من أجلها أصبح النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يتيما ؟
جواب : لئلاّ يكون لأحد عليه طاعة .
العلّة التي من أجلها لم يبق لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ولد ؟
جواب : لأن اللّه عزّوجلّ خلق محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم نبيا وعليا عليه السلام وصيا ، فلو كان لرسول اللّه ولد من بعده لكان أولى برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من أميرالمؤمنين عليه السلام ، فكانت لا تثبت وصية أميرالمؤمنين عليه السلام .
ما هي علّة المعراج لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؟
جواب : اسرى برسول اللّه محمّد صلى الله عليه و آله وسلم إلى السماء ، من أجل أن يريه ملكوت السماوات ، وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه ، فقول اللّه عزّوجل : «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» . ذلك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم دنا من حجب النور ، فرأى ملكوت السماوات ، ثم دنى صلى الله عليه و آله وسلم فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى .
ما هي العلّة التي من أجلها سمّي محمّدا ، وعليا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم أفضل الصلاة والسّلام ؟
(336)
جواب : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لعلّي بن أبي طالب ... لما خلق اللّه عزّوجل آدم عليه السلام ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له الملائكة ، وأسكنه جنّته ، وزوّجه حوّاء أَمتَه ، فرفع طرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمس سطور مكتوبات ، قال آدم : يا رب ما هؤلاء ؟ قال تعالى : هؤلاء الذين إذا شفعوا بهم إلى خلقي شفعّتهم ، فقال آدم : يا رب بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ فقال : أما الأول : فأنا المحمود وهو محمّد ، والثّاني : فأنا العالي وهذا عليّ ، والثالث : فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع : فأنا المحسن وهذا الحسن ، والخامس : فأنا ذو الإحسان وهذا الحسين ، كل يحمد اللّه تعالى .
العلّة التي من أجلها وجبت محبة اللّه تبارك وتعالى ، ومحبة رسوله وأهل بيته صلوات اللّه عليهم على العباد ؟
جواب : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : أحبوا اللّه لما يغدوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب اللّه ، وأحبوا أهل بيتي لحبي .
ما هي علّة محبة أهل البيت عليهم السلام طيب الولادة ، وأن علّة بغضهم خبث الولادة ؟
جواب : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يا علي من أحبني وأحبك وأحب
(337)
الأئمة من ولدك فليحمد اللّه على طيب مولده ، فإنّه لا يحبنا إلاّ مؤمن طابت ولادته ، ولا يبغضنا إلاّ من خبُثت ولادته .
وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :
من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد اللّه على بادى ءِ النعم ، قيل : وما باديء النعم ؟ قال : طيب المولد .
وكان جابر بن عبد اللّه الأنصاري يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم ، وهو يقول :
عليّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ، يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب عليّ ، فمن أبى فانظروا في شأن أمه .
عن ام سلمه رضي اللّه عنها ، قالت : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول : لعلي عليه السلام : لا يبغضكم إلاّ ثلاثة : ولد زنا ، ومنافق ، ومن حملت به أمه وهي حائض .