عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

عاشوراء يوم الاسلام العظيم

إن يوم عاشوراء الإمام الحسين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعتبر أكبر حدث في التاريخ الإسلامي هز الضمير الإنساني وغير مجرى التاريخ ودوى هذه الملحمة البطولية والموقف الرسالي للإمام الشهيد في الفضاء ولا يزال المسلمون يسمعون هذا الدوي الهائل القائل بأنه كل زمان يوم عاشوراء وكل مكان كربلاء.

هذا الصوت الحسيني يطلب من المسلمين وجميع الأحرار في العالم ألا يخضعوا ولا يركعوا ولا ينحنوا أمام الطغاة والظالمين... هذا الصوت يدعونا لنصرة إخواننا في ارض فلسطين ودعمهم ماديا ومعنويا...

صوت الثورة الحسينية يطلب منا أن نرفض جميع أشكال وأنواع المفاوضات السلمية والصلح مع النظام الإسرائيلي الغاصب ويطلب منا مواصلة الجهاد والكفاح والشهادة في سبيل الله وعدم الإصغاء مطلقا لأصوات المستسلمين والجبناء الذين يحبون الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون.

يوم عاشوراء يوم الإسلام العظيم يبعث في المسلمين روح العزة والكرامة والشرف والمجد والعظمة...، يوم التضامن مع المظلومين والمستضعفين، يوم الوقوف بجانب الحق الفلسطيني والانتفاضة المباركة.

كلما دققنا وأمعنا النظر في قضية عاشوراء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) سنجد إن تلك الثورة تسع للتفكير والبيان أكثر فأكثر، وكلما ازداد تفكيرنا في هذه النهضة الحسينية الكبرى وهذه الملحمة البطولية الفريدة من نوعها في التاريخ البشري ستظهر أمامنا حقائق جديدة لم نكن نعرفها من قبل، إذ إن ذكرى عاشوراء الإمام ليست مجرد ذكرى عابرة لبعض الخواطر، وذكريات مأساوية عاطفية بعيدة عن الجانب الإنساني والأخلاقي فقط، وإنما قضية عاشوراء ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأصحابه وأولاده الكرام الذين قتلوا في كربلاء سنة 61هـ من قبل جماعات لا إنسانية لها ولا رحم ولا عاطفة ولا شفقة، هي تبيان لحادثة كبرى غاية في الأهمية لها عدد غير محدود من الأبعاد والجوانب التي تركت أعمق الآثار في حياة الأمة الإسلامية على مر التاريخ فثورة الحسين (عليه السلام) ثورة إلهية أخلاقية اجتماعية سياسية تتضمن جميع أبعاد الإسلام حيث إن سيد الشهداء (عليه السلام) جسد الإسلام بجميع جوانبه في النهضة المباركة، وقد طبق الإسلام عمليا في يوم عاشوراء وفي مسيره إلى كربلاء ورفع شعاره المعروف هيهات منا الذلة، وشعار الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد بين للعالم بأن الهدف الأساسي من الثورة المباركة هو تصحيح مسار الحكومة الإسلامية التي انحرفت عن مجراها الطبيعي جراء الحكم الأموي الهزيل وبالنتيجة أراد الحسين (عليه السلام) ردم الفجوة التي اتسعت بين المبادئ الرفيعة للإسلام وبين المصاديق المشوهة لسلوكيات المسلمين التي بدأ يزخر بها واقع المجتمع الإسلامي ثم ما يستتبع هذا الهدف الأساسي من ضرورة إعادة تشكيل وعي الأمة وبناء لحمة سلوكها من جديد وتجديد عواطفها باتجاه ذلك.

بالإضافة إلى أهداف رسالية أخرى أراد الحسين (عليه السلام) إيصالها إلى العالم ليعرف الجميع قيمة عاشوراء الإمام (عليه السلام).

وان هذا اليوم لا يختص بجماعة الشيعة فان الحسين (عليه السلام) لكل المسلمين في العالم بل لكل الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والقلوب الواعية، فلنجعل من يوم عاشوراء يوم الإنسانية المعذبة ويوم الإسلام العظيم ويوم انتصار القيم والخلق والإرادة الحرة على الظلم والفساد والتميع والتحلل.

فسلام على أبي الأحرار وسيد الشهداء في يوم عاشوراء وسلام على الحسين وأصحابه وأولاده في يوم استشهادهم في سبيل الله وفي سبيل العزة والكرامة.

وسلام على أبي عبد الله يوم يبعث حيا.

فنم يا حسين فنحن عيون ساهرة على أهدافك ورسالتك ومحافظون لثورتك الإسلامية العملاقة، ونحن يا أبا عبد الله على دربك سائرون نأخذ منك الدروس والعبر، ونغترف من معينك الذي لا ينضب درس الجهاد والكفاح والإباء والشموخ.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ضریبة الخمس
حقيقة الخلق في القرآن
ظاهرة التركيز القرآني على اليهود ..الأسباب ...
تفسير القرآن بالقرآن
دعاء الافتتاح ؛ مثال لأدعية أهل البيت عليهم ...
وصايا رمضانية
حديث حول قوم ثمود: رؤية قرآنية
بعض المقتطفات من موسوعة عاشوراء
ابن عباس: مدرستُه، منهجه في التفسير
أساليب التبليغ في القرآن

 
user comment