عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

الرجال

تمهيد

هل الحق يعرف بالرجال أم يعرف الرجال بالحق؟

أو السؤال بصيغة أخرى: هل الرجال فوق النصوص، أم النصوص فوق الرجال؟

إن الإجابة على هذا السؤال تكشف لنا جوهر الخلاف بين السنة والشيعة.

ذلك الخلاف الذي بدأ من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله عندما انحاز قطاع من المؤمنين للإمام علي عليه السلام وانحاز القطاع الأكبر لأبي بكر. فمنذ هذه الفترة ظهر بين المسلمين خطان تفرعت عنهما قضايا ومسائل مواقف واجتهادات (1).

وما نحاول عرضه في هذا الباب هو مدى موقف كل من الخطين من النصوص وموقف النصوص منهما؟

هل كانت النصوص في صف أبي بكر أم في صف علي عليه السلام...؟

هل الذين ساروا على خط أبي بكر اهتدوا إلى ذلك بالنصوص أم حكموا الرجال؟

وهل الذين ساروا على خط علي اهتدوا إلى ذلك بالنصوص أم بشخص علي؟

إن قضية الرجال تعد من أخطر القضايا التي واجهت الملل والنحل على مر الزمان وهي القضية الرئيسية التي تسببت في ضياع بني إسرائيل وأتباع عيسى عليما السلام من بعدهم.

يقول سبحانه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) التوبة 31.

الأحبار هم علماء اليهود. والرهبان هم عباد النصارى وكلاهما قد جعلا مصدر التحليل والتحريم، أي تم رفعهم فوق النصوص وأصبحوا هم مصدرها.

____________

(1) الخطان هما خط آل البيت. وخط الصحابة أو ما عرف فيما بعد بخط الشيعة وخط السنة. انظر لنا السيف والسياسة.

 

 


ومثل هذا النص القرآني إنما يحذر أمة محمد من الوقوع في شرك الرجال واتخاذهم أربابا من دون الله.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل وقعت أمة محمد صلى الله عليه وآله في شرك الرجال أم لا؟

يقول الشاطبي: إن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا ضلال. وما توفيقي إلا بالله وإن الحجة القاطعة والحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره. وإن مذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن رأى سيرهم والنقل عنهم وطالع أحوالهم علم ذلك علما يقينا (1).

إلا أن هذا الموقف النظري لأهل السنة ليس هناك ما يعضده عمليا على ما سوف نبين من خلال استعراضنا لموقف كل من الشيعة والسنة من الرجال ومن النصوص.

وقد حددنا دائرة الرجال في هذا الباب في محيطين اثنين هما:

- محيط الصحابة.

- محيط آل البيت.

وما نهدف إليه هو محاولة إثبات أن خط الصحابة هو خط الرجال.

وخط آل البيت هو خط النصوص.

____________

(1) الاعتصام للشاطبي، ج 2 / 355 ط. القاهرة.

 

 


الصحابة عند أهل السنة

يقول البخاري: من صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه (1) ويعلق حجر قائلا: يعني أن اسم صحبة النبي صلى الله عليه وآله مستحق لمن صحبه أقل ما يطلق عليه اسم صحبة لغة وإن كان العرف يخص ذلك ببعض الملازمة.

ويطلق أيضا على من رآه رؤية ولو عن بعد. وهذا الذي ذكره البخاري هو الراجح إلا أنه هل يشترط في الرائي أن يكون بحيث يميز ما رآه أم يكتفي بمجرد حصول الرؤية؟

محل نظرهم ومنهم من بالغ فكان لا يعد في الصحابة إلا من صحب الصحبة العرفية وكذلك روي عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد من أقام مع النبي صلى الله عليه وآله سنة فصاعدا أو غزا معه غزوة فصاعدا. والعمل على خلاف هذا القول لأنهم اتفقوا على عد جمع جم من الصحابة لم يجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وآله إلا في حجة الوداع. ومن اشترط الصحبة العرفية أخرج من له رؤية أو من اجتمع به لكن فارقه عن قرب. ومنهم من اشترط في ذلك أن يكون حين اجتماعه به بالغا وهو مردود أيضا لأنه أخرج مثل الحسن بن علي عليه السلام ونحوه من أحداث الصحابة.

والذي جزم به البخاري هو قول أحمد والجمهور من المحدثين ويرد على التعريف من صحبه أو رآه مؤمنا به ثم ارتد بعد ذلك ولم يعد إلى الإسلام فإنه ليس صحابيا اتفاقا فينبغي أن يزاد فيه - أي في قول البخاري - \" ومات على ذلك \". فلو ارتد ثم عاد إلى الإسلام لكنه لم يره ثانيا بعد عوده فالصحيح أنه معدود في الصحابة لإطباق المحدثين على عد الأشعث بن قيس ونحوه ممن وقع له ذلك وإخراجهم أحاديثهم في المسانيد. أما الجن فالراجح دخولهم لأن النبي بعث إليهم قطعا وهم مكلفون فيهم العصاة والطائعون فمن عرف اسمه منهم لا ينبغي التردد في ذكره في الصحابة. وأما الملائكة فيتوقف عدهم فيهم على ثبوت بعثته إليهم فإن فيه خلافا بين الأصوليين حتى نقل بعضهم الإجماع

____________

(1) البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي.

 

 


على ثبوته وعكس بعضهم، وهذا كله فيمن رآه في قيد الحياة الدنيوية أما من رآه بعد موته وقبل دفنه فالراجح أنه ليس بصحابي (1).

وقد نقل ابن حجر قول شيخ البخاري علي بن المديني: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي (2).

والقاضي الباقلاني: إن الصحبة لا يوصف بها إلا من كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجري هذا لوصف على من لقي النبي ساعة ومشى معه خطأ أو سمع منه حديثا (3).

ويقول الغزالي: اعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء إسرافا في أطراف.

فمن مبالغ في الثناء حتى يدعي العصمة للأئمة، ومنهم متهجم على الطعن يطلق اللسان في ذمة الصحابة. فلا تكونن من الفريقين واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد. واعلم أن كتاب الله تعالى مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم. فينبغي أن تستعمل هذا الاعتقاد في حقهم ولا تسئ الظن بهم (4).

ويقول ابن حجر: وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، من غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى. ويدخل في قولنا مؤمنا به كل مكلف من الجن والإنس. واتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة (5).

____________

(1) فتح الباري: ج 7 / 4 وما بعدها.

(2) المرجع السابق.

(3) الكفاية، ص 51.

(4) الاقتصاد في الاعتقاد. ط. القاهرة.

(5) الإصابة في تمييز الصحابة: ج 1 / 7. ويذكر أن ابن حجر يعتبر الأطفال ممن مات النبي وهم دون سن التمييز صحابة. ويقول إن ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق لغلبة الظن على أنه رآهم. وقال ابن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا.

 

 


ويقول ابن الأثير: والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح لأن الله عز وجل زكاهم وعدلهم وذلك مشهور لا نحتاج لذكره (1).

ويقول ابن عبد البر: فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعدل ممن ارتضاه الله بصحبة نبيه ونصرته ولا تزكية أفضل من ذلك ولا تعديل أكمل منها. قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) الآية (2).

ويقول الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم. ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان (3).

ويقول ابن تيمية: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقبلون ما جاء في الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم (4).

ويقول السفاريني: والذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل واحد تزكية جميع الصحابة بإثبات العدالة لهم والكف عن الطعن فيهم والثناء عليهم. والاعتقاد بنزاهتهم وأنهم أفضل جميع الأمة بعد نبيهم. هذا مذهب كافة الأمة ومن عليه المعول من الأئمة (5).

ويقول ابن الصلاح: للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن

____________

(1) أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ط. القاهرة.

(2) الإستيعاب في معرفة الأصحاب بهامش الإصابة.

(3) شرح الطحاوية في العقيدة السلفية.

(4) العقيدة الواسطية شرح خليل هراس. ط. الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.

(5) الدرة المضيئة وشرحها / عقيدة سفاريني: ج 2 / 338.

 

 


عدالة أحد منهم. بل ذلك أمر مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة والإجماع (1).

ويفسر أهل السنة المقصود بالعدالة بقولهم: تفصيله أن يكون مسلما بالغا عاقلا سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة (2).

ويقول ابن حجر: والمراد بالعدل ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة والمراد بالتقوى اجتناب الأعمال السيئة من شركة أو فسق أو بدعة (3).

وقال ابن عابدين: العدل من يجتنب الكبائر كلها حتى لو ارتكب كبيرة تسقط عدالته وفي الصغائر العبرة بغلبه أو الإصرار على الصغيرة فتصير كبيرة.

وتعود إليه عدالته إذا تاب (4).

وروى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلا ينتقص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية (محمد رسول الله والذين معه) حتى بلغ (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية (5).

وقال القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين (6).

ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي من أصحابي أربعة - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - فجعلهم أصحابي) (7).

____________

(1) علوم الحديث، ص 264.

(2) المرجع السابق.

(3) شرح نخبة الفكر. وقال مثله النووي في التقريب، والسيوطي في تدريب الراوي.

(4) الدر المختار، كتاب الشهادة.

(5) الجامع لأحكام القرآن، ج 16 / 296. ط. القاهرة.

(6) المرجع السابق.

(7) رواه البزار عن جابر مرفوعا صحيحا.

 

 


وقال الآمدي في الأحكام: اتفق الجمهور من الأئمة على عدالة الصحابة، وقال قوم: حكمهم في العدالة حكم من بعدهم في لزوم البحث عن عدالته عند الرواية.

ويقول القرطبي: فالصحابة كلهم عدول. أولياء الله تعالى وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة. وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم فيلزم البحث عن عدالتهم.

ومنهم من فرق بين حالهم في بداءة الأمر. فقال: إنهم كانوا على العدالة إذ ذاك ثم تغيرت بهم الأحوال فظهرت فيهم الحروب وسفك الدماء فلا بد من البحث. وذا مردود ولا يجوز أن ينسب إلى أحد من الصحابة خطأ مقطوع به وقد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم وألا نذكرهم إلا بأحسن الذكر لحرمة الصحبة ولنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم وأن الله غفر لهم وأخبر بالرضا عنهم.

ومن أصحابنا من قال: إن سبيل ما جرت بين الصحابة من المنازعات كسبيل ما جرى بين إخوة يوسف مع يوسف. ثم إنهم لم يخرجوا بذلك عن حد الولاية والنبوة فكذلك الأمر فيما جرى بين الصحابة، وقد سئل الحسن البصري عن قتالهم فقال: قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغبنا وعلموا وجهلنا واجتمعوا فاتبعنا. واختلفوا فوفقنا (1).

وقد استند أهل السنة في رؤيتهم هذه إلى عدة نصوص من القرآن والأحاديث منها قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران / 110.

وقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة / 143.

وقوله: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم) الفتح / 18.

____________

(1) الجامع لأحكام القرآن، ج 16 / 299 / 322.

 

 


وقوله: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) التوبة / 100.

وقوله تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) الأنفال / 64.

وقوله تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضمن الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) الحشر / 8.

ومن النصوص النبوية:

قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) (1). وقوله: (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصفه) (2).

وقوله: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي) (3).

وقوله: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) (4).

ومثل ما يقال حول الصحابة عند أهل السنة يقال مثله عن أمهات المؤمنين زوجات النبي. ومثلما جعلوا أفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. جعلوا الأضواء مركزة على عائشة من دون بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم واعتبروها حاملة علم الرسول (5).

____________

(1) البخاري ومسلم.

(2) البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي.

(3) الترمذي.

(4) البخاري.

(5) أنظر لنا السيف والسياسة. وفقه الهزيمة.

 

 


ولأجل هذه النظرية القدسية التي ينظر بها أهل السنة للصحابة وهذا التنزيه المطلق لهم اعتبروهم مصدرا من مصادر التلقي وقدموهم على النصوص بل أخضعوا النصوص لهم.

ومثال ذلك اجتهادات عمر على النصوص وإخضاعها لفهمه وحصرها في رأيه (1).

ومثال ذلك أيضا النصوص الواردة في ردتهم وفسقهم وبغيهم فهذه النصوص قد تم تأويلها وتطويعها بحيث لا تمس الصحابة ولا تشكك فيهم ولا تهز صورتهم (2).

ومن هنا تحولت أقوال الصحابة وممارساتهم إلى نصوص تتعبد بها الأمة خاصة مواقف ابن عمر وأقواله (3).

____________

(1) أنظر النص والاجتهاد وفقه الهزيمة وسوف نلقي الضوء على هذا الأمر عند الحديث عن موقف الشيعة من الصحابة.

(2) أنظر مفاهيم القرآن، ج 5، الفصل الثالث وشبهات حول الشيعة وفقه الهزيمة.

ويظهر أن القوم تناسوا النصوص الواردة في القرآن والتي تذم الصحابة مثل قوله تعالى: (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون * ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) التوبة / 44 - 46.

وقوله تعالى: (قل أنفقوا طوعا أو كرها فلن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين) التوبة.

وقوله: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) التوبة.

وقوله: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) الحجرات.

وذلك غير الثلاثة الذين خلفوا وأصحاب المسجد الضرار وأصحاب الإفك وغيرهم كثير ذكرهم القرآن وجميعهم من الصحابة شاهدوا الرسول وعاصروه ومع ذلك حكم عليهم القرآن بالفسق والنفاق والجبن والفرار من الحرب.

وفي الأحاديث يروي البخاري قول الرسول صلى الله عليه وآله: إنكم لتحشرون حفاة عراة وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي، أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم). وهناك عدة روايات رواها البخاري حول ردة الصحابة وهي معروفة بأحاديث الحوض.

(3) يعتبر ابن عمر ركنا من أركان مذهب أهل السنة وقد ركزت الأضواء عليه من دون بقية الصحابة

=>

 

 

(1) حق اليقين في أصول الدين، ج 2..

(2) المرجع السابق..

ولقد ساد في واقع الأمة هذا الرأي الذي تبنته جماعة أهل السنة حول الصحابة بينما ضرب الرأي الآخر ونبذ وهو من داخل الجماعة، بعد أن دعم الحكام هذا الرأي لكونه يخدم مصالحهم ويتيح لهم فرصة استثمار كثير ممن يدخل ضمن هذا التعريف ممن لا يستحقون درجة الصحبة ليروي باسم الرسول صلى الله عليه وسلم الروايات التي تضفي المشروعية على سياساتهم وممارساتهم وأنظمتهم وتفرض على الجماهير طاعتهم (1).

وعلى هذا الأساس طغى الرجال على النصوص وأصبح الحق يعرف بهم لا يعرف بالنصوص واعتبر القوم المساس بهم مساسا بالنصوص.

من هذا اعتبرت قضية الصحابة عند أهل السنة قضية بالغة الحساسية فقد ارتبط بها الدين كله وأي محاولة للطعن فيهم تعتبر طعنا في الدين.

____________

<=

لمواقفه الموالية للحكام والمعادية لآل البيت. فقد بايع معاوية ويزيد والحجاج ولم يبايع الإمام عليا. وصلى وراء الحجاج ومعه أنس بن مالك ومن هنا اخترعت قاعدة جواز الصلاة وراء كل بر وفاجر. كذلك تحولت نصوص عائشة وأبي هريرة ومواقف كل منهما إلى قواعد فقهية تتعبد بها الأمة. انظر لنا فقه الهزيمة فصل الرجال. وانظر أحاديث عائشة للسيد مرتضى العسكري. وأبو هريرة للسيد شرف الدين وأبي رية.

(1) أنظر لنا فقه الهزيمة فصل أوهام. والسيف والسياسة.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفقه الشیعی مفتاح إصلاح البشر والوصول إلى ...
أهداف الفاروق
اليوم الآخر في القرآن الكريم
معنى الصفة
مَن هن الخبيثات ومَن هم الخبيثون؟
مفهوم البداء في عالم الخلق والتكوين
هل المعاد إعادة للمعدوم؟
الإمامة والخلافة بإختصار
كتاب الغيبة
عُبادة بن الصامت

 
user comment