عربي
Thursday 5th of December 2024
0
نفر 0

هل الشكل الخارجي للشاب أو الفتاة مهم؟

هل الشكل الخارجي للشاب أو الفتاة مهم؟

بقلم :عادل القاضي
نعم، مهم. لماذا؟
لأنّه يعطي صورة مشرقة اخرى عن المحتوى الداخلي لشخصية كلّ منهما، فاذا كانت
الروح جميلة، والاخلاق جميلة والعقل جميل، والسلوك جميل، فإن اللباس الجميل
سيضفي جمالا آخر على تلك الجمالات.
نعم، لو كان السؤال - ايّهما أهم . فلا شك ان جوهر الانسان وعلمه ومنطقه وأخلاقه اهم بكثير، لان هذا من الجمال ايضا، بل هو اجمل الجمال.لكننا نلاحظ اقبالا شديداً على ما تضمّه اسواق الموضة واجهزة التفنن بالصرعات من لدن الشباب والفتيات وان كان الاهتمام من قبل الفتيات اكثر لاعتبار ان الزي جزء من جمال المرأة.
ولا يعني ذلك اننا نقلّل من شأن الأزياء فللزيّ تعبيره عن الشخصية وعن الهوية، فالحجاب مثلاً زي تتميز به الفتاة أو المرأة المسلمة حتى أنّك اذا رأيت محجّبة تقول انها مسلمة حتى ولو لم تسألها عن دينها، وكذا العمّة او الجبّة التي يرتديها بعض علماء المسلمين فهي علامة فارقة على انهم مسلمون.لكن الاسلام لم يقيد حرية المسلم في اختيار الزي الذين يرتديه، وترك لأهل كل عصر ان يلبسوا اللباس الذي يناسبهم شريطة ان يكون لباساً شرعياً لا يكشف
المناطق المحضورة من جسد المرأة والرجل، وان لا يكون متبرجا يوحي ويدعو الى الاثارة.
لماذا اذا هذه المبالغة أو التهالك على الموضات والصرعات وكأنها كلّ الشخصية وليست جزءاً منها؟
نعتقد ان التركيز على ثقافة الشكل الخارجي الذي تمارسه اجهزة الاعلام لا سيما المرئية المقروءة له الاثر الكبير في هذا الاقبال (المجنون) على شراء البدلات واستبدالها، حتى بات التغزّل احيانا بملابس الفتاة لا بخصائصها الجمالية.يقول شريط فديو يتحاور فيه شبان اميركان من الجنسين حول الازياء والموضة ان حمىّ الموضة قد لا تسمح للفتاة وللشاب ان يتوقفا قليلا ليطرحا على نفسيهما بعض الاسئلة المعقولة عن التصرفات التي تبدو في غالب الاحيان غير معقولة. وأضاف الجنسان ان الموضة تلعب دور النموذج الذي يقارنون بموجبه ما يلبسون وما يطرح من جديد في اسواق الموضة وهو لهاث لا ينتهي.
ولابدّ للشباب والفتيات من التنبّه الى النقاط التالية بشأن الموضة:
1- إن أول ما يواجهنا في مسألة الموضة هو (التقليد) وخطورة التقليد على الازياء المستوردة تكمن في تاثيرها (الثقافي) و(النفسي) و(الاخلاقي) و(السلوكي). فهي ازياء صممت لغيرنا .. لنساء (كاسيات عاريات) همّهن الاثارة والفتنة والخلاعة والتبرج.
يقول (محمد اسد) النمسوي الذي اسلم، ان ارتداء المسلمات الزي غير الاسلامي يجعلهن يتصورن انهن يستبدلن ثياباً بثياب، والحقيقة أنّ المسألة هي استقبال ثقافة وافدة واخلاق وسلوك لا يقرّها الاسلام. وبالتالي فإن نفسية المرأة المسلمة - شاءت أم أبت - سوف تتأثر بالازياء التي ترتديها.فالاسلام حين اباح للمرأة ان تتبرج لزوجها وان ترتدي ما شاءت من ملابس حينما يختليان، فانه حدد ذلك لها بهذا الحدّ، كما اباح لها ان ترتدي في حضرة النساء
الاخريات ما يحلو لها من ازياء.
2- وفي حمى الموضة تواجهنا ايضاً النزعة الاستهلاكية المتمثلة بالبذخ والاسراف، فاذا كانت للموضة مواسم اربعة، ازياء للصيف واخرى للربيع وثالثة للخريف واخرى للشتاء، واذا كان كل موسم يمطرنا بعشرات التصاميم والالوان والاشكال فإن ذلك مما سيرهق كاهل الفتاة أوالشاب ماليا، حتى بتنا نرى ان الفتاة تخجل من ان تلبس البدلة الواحدة مرتين في مناسبتين مختلفتين، أو أنّها تضطر لاستعارة بدلة اختها أو ابنة خالتها أو جارتها حتى لا يقال عنها أنّها لا تمتلك سوى بدلة واحدة، ولذا نرى ان المناسبات والاعراس اضحت حفلات استعراضية للازياء التي تمثل صيحة الموسم.
3- إنّ مسايرة الموضة ومجارات الصرعات ليست دليلاً أو شرطاً من شروط الدخول الى
العصر أو عالم الحداثة، صحيح ان خير اللباس لباس اهل العصر، وقد تكون الازياء العصرية مظهراً من مظاهر التمدّن، لكن المسايرة العمياء التي لا تعرف ماذا تأخذ وماذا تترك، هي مسايرة في الشكل دون المضمون، فكثيرا ما نرى شبانا وفتيات يتعاملون مع العصر بالمظاهر والاشكال فقط، فإذا كان الذين يصدّرون بضائعهم من الملابس والاحذية وقصات الشعر، أهل حضارة فلم ينصبّ اهتمامنا على اقتباس مظاهرهم فقط دون التعمّق في علمهم وابداعهم ووسائلهم الحديثة ومؤسساتهم الثقافية.
ان تحويل الاهتمام من (المهم) الى (الثانوي) ومن (الجوهري) الى (الشكلي) هو واحد من مساوئ حمّى الموضة.
4- اما تقليد المشاهير والنجوم في السينما والمسرح والطرب في ازيائهم وما يبتدعون من موضات، فهو اعتراف ضمني انهم اهل للقدوة، وهم ليسوا كذلك، فحياتهم الخاصّة - في الغالب - حياة لا تسرّ، فكيف أقلّد - كمسلم أو مسلمة - شخصيات اقل ما يقال عنها أنّها تتصرف بشكل معاكس لاخلاقنا وديننا؟ ثم أنها عملية تقليد متعبة، فالفنان أو المطرب أو الممثل له دخله الممتاز الذي يمكنه من ارتداء عدة بدلات في حفلة واحدة، فلم هذا اللهاث وراء تقليد المظاهر؟ أليست أزياؤنا جميلة؟ أليس لدى مصممات الازياء عندنا تشكيلات وموديلات اجمل بكثير مما لدى الغرب والغربيين؟
أليست ازياؤنا تتناسب مع اخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا؟ أليس هناك بعض الشعوب التي ما زالت تعتز بزيّها الرسمي حتى ولو سافرت او هاجرت الى بلاد غير بلادها، وما ذاك الاّ لتصورها ان هذا تعبير عن هويتها وتراثها وفلكلورها الشعبي الذي انطبعت بطابعه .. فلم لا يكون عندنا مثل هذا الاحترام لأزيائنا؟
ثم أن بعض الموضات المستوردة مثيرة للضحك، مثيرة للقرف .. وقد لا تبدو في البلدان المصنّعة غريبة لكنها في اجوائنا الخاصّة تبدو مستهجنة وغير لائقة، ولذلك لابدّ من ان يراعي الشاب او الفتاة مناسبة الموضة لاوضاعنا كما يراعون لون اللباس الذي يتناسب مع لون بشراتهم.
إن الانقياد وراء (حمىّ الموضة) كالسير في شارع بلا اشارات ضوئية .. هل تحسّبنا لمخاطرها ..
نعتقد في شبابنا وفتياتنا من هم أوعى من ان تنطلي عليهم اللعبة.


source : البلاغ
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

لا فوائد حقيقية يمكن التمتع بها عند شرب القهوة ...
إغلاق مدرسة إسلامية في تورنتو بكندا
رعاية الشباب
السيد حسين الحمامي
قائد الثورة يدعو للجهوزية في مواصلة التصدي ...
و ماذا عن وجبة السحور ؟
مقومات الاقتصادية للأسرة
الشيخ محمد الخليفة
اهمية وحدة الأمة الإسلامية
فرق الحوار بين الرجل والمرأة

 
user comment