انتقدت صحيفة سورية اليوم الثلاثاء المواقف الأخيرة لعدد من دول الخليج الفارسي حيال الازمة السورية، معتبرة ان تلك المواقف 'لا تتعدي كونها تنفيذا لتوجيهات أميركية أوروبية'.
صحيفة سورية: مواقف السعودية والكويت والبحرين تاتي تنفيذا لتوجيهات غربية
بعد البيان الذي أصدره مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي بشان الازمة التي تمر بها سورية، استدعت كل من السعودية والكويت والبحرين، الأعضاء في المجلس، سفراءها في سورية أمس «للتشاور»، وذلك عقب يوم واحد من كلمة وجهها ملك السعودية إلي «الأشقاء» في سورية لوقف «سفك الدماء».
وكتبت صحيفة 'الوطن السورية الخاصة معلقة علي تلك المواقف: 'لم تخطئ قراءة المتابعين لحقيقة ودوافع التصريحات والمواقف الخليجية الأخيرة ضد سورية علي أنها لا تتعدي كونها تنفيذا لتوجيهات أميركية أوروبية مباشرة بهدف تصعيد الضغط علي القيادة السورية'.
وأوضحت، أن المباركات الغربية لهذه المواقف جاءت سريعة، ففي حين اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية 'مارك تونر'، أنها مواقف «مشجعة» وكانت «مصدر ارتياح» للأميركيين، أشار 'مايكل مان' المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي 'كاثرين آشتون'، إلي أن الاتحاد الأوروبي يثمن تعاون السعودية لإدانة العنف في سورية، منوها، إلي «أن من شأن الموقف السعودي أن يساهم في تصعيد الضغط» علي سورية.
ولفتت 'الوطن' الي، انه ورغم ترويج البعض لكلمة الملك علي أنها «كلمة تاريخية»، فقد بدا فيها الملك خارج سياق التاريخ لكون من صاغ له هذه «الكلمة» تقصد تجاهل الحقائق الموثقة حول مجازر ترتكبها مجموعات مسلحة في سورية.
وجاءت المواقف الخليجية بعد أيام قليلة من دعوة وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية 'هيلاري كلينتون' للدول العربية لـ«ممارسة الضغط علي سورية».
وبحسب مصادر مراقبة، فإن المواقف الصادرة عن بعض دول الخليج الفارسي ضد سورية تكشف بشكل واضح سيطرة الغرب علي منافذ القرار فيها، مشيرين إلي أن هذه الدول لا تقدم نموذجاً للحياة الديمقراطية والحريات كي تكون قادرة علي توجيه انتقادات لسورية التي رغم المآخذ عليها فإنها تملك مؤسسات ديمقراطية وحياة برلمانية منذ عقود طويلة.
وقالت المصادر: إنه ليس من مصلحة هذه الدول فتح الجدال حول مسألة الإصلاح في وقت تعاني فيه من ترهل في البنية الاجتماعية والسياسية، مشيرة في هذا السياق، علي سبيل المثال، إلي أن السعودية لم تسمح بعد للنساء بقيادة السيارات، في وقت وصلت فيه المرأة في بلدان أخري إلي القمر، كما مارست السلطات البحرينية عنفا شديدا ضد المعارضة الشيعية، ومسحت عن الوجود ساحة اللؤلؤة وعددا كبيراً من مساجد الشيعة، ومدت لها «يد العون» السعودية باسم قوات درع الجزيرة، دون أن يكون هناك أي موقف أميركي أو أوروبي يدين هذه الانتهاكات، علي خلاف توجيه الدول الغربية غضبها علي دمشق باسم «الإصلاح».
وتشهد منذ اكثر من اربعة اشهر عدة مدن سورية مظاهرات تتركز أيام الجمعة تنادي بالحرية وشعارات سياسية مناهضة للنظام، تزامنت مع سقوط قتلي مدنيين وعسكريين وعناصر امن, حملت السلطات مسؤولية هذا الأمر لجماعات مسلحة.
وتدخل الجيش السوري في أكثر من منطقة للتصدي لـ 'مجموعات إرهابية' تتهمها السلطات بأنها كانت وراء الأحداث.
source : ابنا