عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

ما العمل عندما يصاب أحد الزوجين بمرض عقلي؟

لا يدري المرء، وهو بين أفراد عائلته، ما الذي يحتمل أن تكون عليه حالة أحد الزوجين في الأسرة. فق يبدو على الزوج وكأنه مشدوه، أو كأنه حيران ذاهل، وربما تراه منطوياً على ذاته. ولعلك تلاحظ على الزوجة أنها متقلبة المزاج، أو قد يبدو عليها أنها كثيرة البكاء دونما سبب. فما الدواعي وراء كل ذلك؟ فقد يرجع السبب إلى الإرهاق في العمل. وربما يعزي الأمر إلى كثرة القلق على كيفية توفير نفقات الأسرة. وقد تكون البواعث جراء كثرة طلبات الأبناء وزيادة احتياجاتهم.
لذلك فإن الإبقاء على العلاقة متواصلة مع شريك حياة يعاني من أمراض عقلية أو نفسية، يعد أمراً غاية في الصعوبة. وعلة ذلك هي أن أي شخص يكابد مرضاً عن نوع معين مثل:
1 ـ الاكتئاب،
2 ـ اضطرابات مصدرها قلق ما،
3 ـ أي نوع من أنواع الحالات النفسية المرضية، فإن هؤلاء الأشخاص كثيراً ما يكونون متقوقعين داخل ظلمات آلامهم الأمر الذي يحول بينهم وبين التواصل مع الآخرين، ومع مرور الزمن، فإن المرض العقلي يمكن أن يطمس معالم العلاقة الحميمة بين الزوجين ويعني عليها، وأن يقضي على كل ما هنالك من ثقة كانت بينهما قائمة، فيمحو كل عاطفة من شأنها أن تجعل الزواج مجدياً فيما لو كانت طبيعية. فأحد الزوجين مثلاً، تتسرب إلى نفسه عوامل اليأس، وبوادر الملل من الحياة فيخسر شريكه في حياته، وتتناقص كفاءته، وربما تستولي عليه، هو الآخر الآخر، الكآبة، والضجر. فما الحل؟
فيما يلي بعض النصائح والإرشادات والوصايا، لا شك أنها ذات جدوى إذا ما طبقت بتبصر:
1 ـ لا تحاول مواجهة المشكلة المرضية وحدك وبدون دراية.
فإذا كان الزوج هو المريض فالزوجة تحاول إنعاش نفسه بكلماتها الرقيقة، وكأن تقول له: (هذه سخافة) أنك تشكو من مرض وهمي. وربما يقول الزوج لزوجته: (لا توسوسي) إذا ما أبدت شيئاً من الشكوى. فهذه الكلمات المتبادلة طيبة دون شك، غير أنها لا تحل مشكلة. فلابد من حزم الأمر رأساً واستشارة ذوي الخبرة مباشرة.
2 ـ لا ينبغي أن يسبغ أحد الزوجين على الشريك الآخر بلا مبرر عبارات الإطراء.
فقول أحدهما للآخر الذي يعاني حالة عقلية: أنك أنت الشخص الناجح، أو أنك أنت الكفؤ فتشجع! هذا المديح وهذه العبارات الإيجابية قد تشوه في عين الشخص الممدوح مرآة نفسه Self-Mirror، وتضخم في ذاته دواعي الفشل مما يحمله على الظن أنك تكذب عليه ـ الأفضل البحث عن مصدر الداء والتصدي له.
3 ـ لاحظ بدقة وحذر علائم التغيرات التي أخذت تظهر على زوجتك، وكذلك الزوجة على زوجها.
يجدر أن يلاحظ أحد الزوجين نوعيةالتغيرات التي أخذت تطل برأسها عند الزوج أو الزوجة وأن يبحث عن أسبابها. ومن ثم بحث تلك الأسباب وما أدت إليه، وعدم حث المريض منهما على دفنها ونسيانها. لأن إشراكه/ إشراكها في بحث المشكلة من شأنه أن يبعده عن الكآبة. ومع ذلك فلا مناص من استشارة مختص تفادياً لتفاقم المشكلة.
4 ـ شجع شريك حياتك على الحركة والنشاط.
كثير من الاضطرابات العقلية يتولد عنها خمول. ففي حالة الاكتئاب مثلاً، يتولد لدى المريض ما يشبه الشلل، فتراه وكأنه مشلول الإرادة والتفكير، فلا يريد أن يعمل أو يتحرك. وفي حالة القلق ترى الشخص كثير الحركة ولا يقر له قرار، لكن حركاته لا طائل منها وليست بمجدية، لأنه يتحرك بكثرة ولا يعمل في الواقع. وهو سريع الغضب متهيج الأعصاب. لذلك فيجدر بالزوج الصحيح أن يقترح على شريك حياته: (لنخرج للتنزه سوية)، أو القول مثلاً: (حان الوقت المناسب لنذهب إلى دار الأوبرا، أو لنشاهد معاً فلماً).
5 ـ امنح شريك حياتك ما استطعت من الثقة بالنفس ومن الإحساس بالمسؤولية.
إجعل أو إجعلي زوجتك/ زوجك يشعر أنه ما زال يقوم بواجباته كما كان قبل مرضه/ مرضها. وليكن رائدكما أنتما الإثنان المشاركة في كل شيء داخل المنزل وخارجه: سواء كان عملاً بسيطاً بالنسبة للمريض، الاستمتاع معاً بما يصرف المريض عن مرضه.
6 ـ ميّز/ ميّزي بين شخص وشريك حياة أنتَ/ أنت، تحبه، وشخص مريض الآن ويتطلب علاجاً.
إبتعد عن الإنهماك بأمور شخصية من شأنها أن تؤذي أحدكما، ولا فائدة من ورائها. الأفضل الإنشغال بما ينسيكما الهموم.
7 ـ تذكرا أن علاقاتكما الزوجية التي فترت نوعاً ما الآن ليست راجعة للرفض، وإنما هي نتيجة للمرض العقلي والاضطرابات العقلية.
8 ـ لا يجدر بالمريض منكما أن يخفي مشاعره/ مشاعرها السلبية.
الأشخاص الذين تنتابهم الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية، قد لا يتمتعون بنفس القدر من الحب الذي كانوا يتمتعون به قبل مرضهم. فهم مرضى ومرضهم يجعلهم:
أ ـ عديمي الاكتراث بمن حولهم وما حولهم،
ب ـ شديدي التهيج،
ج ـ سريعي الغضب والنفور،
د ـ كثيري السرحان،
هـ ـ شديدي الرفض لغيرهم ولما يحيط بهم.
لذلك فلابد من تقبل ما يصدر عن المريض من أحاسيس الرفض والمواقف السلبية. فالمجاراة ضرورية حتى يتم الشفاء.
9 ـ كن حصيفاً عند التصريح بالحقيقة.
لطريقة التعبير في الحديث وقع في النفس. فحين تقول لمريضك مثلاً: (يسعدني أن أراك منشرحاً اليوم) أوقع في النفس وأدخل في الفوائد من قولك مثلاً: (لا أطيق أن أراك على ما أنت عليه من علة).
10 ـ حصّن نفسك ضد المرض النفسي.
قد تسأل لعل هذا ممكن؟ الجواب: نعم إنه جد ممكن. ولعلك تسأل: كيف؟ الجواب هو: إعلم أن بعض الأمراض النفسية تنتقل بالعدوى الناجمة عن طول المصاحبة كالإكتئاب مثلاً.
11 ـ لا ينبغي للمريض أن يتوقع الشفاء بين عشية وضحاها.
على المريض أو على المعتني به، أن يوطن نفسه على حقيقة أن الشفاء لا يأتي بسرعة. وأن متابعة العلاج سيأتي بنتائج قد تطول أحياناً. وليكن معلوماً أن لقوة الإرادة على الشفاء دوراً حاسماً في التغلب على المشكلة المريضية.


source : البلاغ
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية
الإمام الخميني (ره) أحيا الإسلام وبث روح المقاومة ...
الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بالشيخ صاحب ...
اليك عشر طرق للنوم الهاديء

 
user comment