الشهيد الحسين بن علي بن الحسن المثلث من أحفاد الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام )
اسمه وكنيته ونسبه :
السيّد أبو عبد الله ، الحسين بن علي بن الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، المعروف بصاحب الفخّ ، والفخّ بئر قرب مكّة .
ولادته :
لم تحددّ لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثاني ، وأُمّه زينب بنت عبد الله بن الحسن المثنّى .
ثورته :
كان الخليفة العباسي موسى الهادي بن المنصور قاسي القلب ، شرس الأخلاق ، يتناول المسكر ، وكان أحد عمّاله في المدينة ، واسمه عبد العزيز بن عبد الله مثل أميره ، يحمل على الطالبيين ، ويسيء إليهم ، ويفرط في التحامل عليهم ، ويطالبهم بالعرض كلّ يوم ، وكانوا يعرضون في المقصورة ، وأخذ كلّ واحد منهم بكفالة ، ممّا أدّى إلى قيام الحسين صاحب الفخّ ، وذلك في ذي القعدة 169 هـ .
خرج إلى مكّة ، فلمّا كان بفخّ لقيته جيوش بني العباس ، فالتقوا يوم التروية ، وقتلوا جماعة من عسكره وأهل بيته ، واستشهد في منطقة فخّ مع جملة من أهل بيته ، فبقي قتلاهم ثلاثة أيّام حتّى أكلتهم السباع ، ولهذا يقال : لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشدّ وأفجع من فخّ .
الروايات المادحة له :
1ـ عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( مرّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بفخّ ، فنزل فصلّى ركعة ، فلمّا صلّى الثانية بكى وهو في الصلاة ، فلمّا رأى الناس النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يبكي بكوا ، فلمّا انصرف قال : ما يبكيكم ؟ قالوا : لمّا رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله ، قال : نزل عليّ جبرائيل لمّا صلّيت الركعة الأُولى ، فقال لي : يا محمّد إنّ رجلاً من ولدك يقتل في هذا المكان ، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين ) .
2ـ عن النضر بن قرواش قال : أكريت جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) من المدينة ، فلمّا رحلنا من بطن مرّ قال لي : ( يا نصر إذا انتهيت إلى فخّ فأعلمني ) ، قلت : أو لست تعرفه ؟ قال : ( بلى ، ولكن أخشى أن تغلبني عيني ) ، فلمّا انتهينا إلى فخّ دنوت من المحمل فإذا هو نائم ، فتنحنحت فلم ينتبه ، فحرّكت المحمل فجلس .
فقلت : قد بلغت ، فقال : ( حل محملي ) ، ثمّ قال : ( صل القطار ) فوصلته ، ثمّ تنحيت به عن الجادّة فأنخت بعيره ، فقال : ( ناولني الاداوة والركوة ) ، فتوضّأ وصلّى ، ثمّ ركب فقلت له : جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئاً ، أفهو من مناسك الحجّ ؟ قال : ( لا ، ولكن يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنّة ) .
3ـ قبل إرسال رؤوس أصحاب الفخّ المطهّرة إلى بغداد ، حمل الرؤوس إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وعنده جماعة من ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فلم يتكلّم أحد منهم بشيء إلاّ الإمام ( عليه السلام ) ، فقيل له : هذا رأس الحسين ؟ قال : ( نعم ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً قوّاماً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله ) ، فلم يجيبوه بشيء .
4ـ عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) قال : ( لم يكن لنا بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ ) .
شهادته :
استشهد السيّد الحسين صاحب الفخ عام 169 هـ بمنطقة الفخّ .