حميدة المصفاة أم الإمام الكاظم ( عليه السلام )
اسمها ونسبها :
السيّدة حميدة بنت صاعد المغربي ، الملقّبة بحميدة المصفّاة .
مكانتها :
السيّدة حميدة أُمّ الإمام الكاظم ، وزوجة الإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، وقد اعتنى الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتربيتها وتعليمها وتثقيفها حتّى صارت عالمة فقيهة مربِّية ، وعهد إليها بتعليم النساء وتفقيههن وإرشادهنّ إلى أحكام الإسلام وعقيدته ومفاهيمه وأخلاقه .
أصبحت من رواة الأحاديث ، وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) يرجع النساء إليها في تعلّم الأحكام الشرعية ، والسؤال عن المسائل الفقهية وما أشبه .
زواجها من الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
قال عكاشة بن محصن للإمام الباقر ( عليه السلام ) : لأيّ شيء لا تزوّج أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقد أدرك التزويج ؟
قال ( عليه السلام ) ـ وبين يديه صرة مختومة ـ : ( سيجيء نخّاس من أهل بربر فينزل دار ميمون ، فنشتري له بهذه الصرّة جارية ) .
قال : فأتى لذلك ما أتى ، فدخلنا يوماً على الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
فقال : ( ألا أُخبركم عن النخّاس الذي ذكرته لكم ؟ قد قدم ، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرّة منه جارية ) .
قال : فأتينا النخّاس ، فقال : قد بعت ما كان عندي ، إلاّ جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأُخرى .
قلنا : فأخرجهما حتّى ننظر إليهما ، فأخرجهما ، فقلنا : بكم تبيع هذه الجارية المتماثلة ؟ قال : بسبعين ديناراً ، قلنا : أحسن ، قال : لا أنقص من سبعين ديناراً .
قلنا : نشتريها منك بهذه الصرّة ما بلغت ، ولا ندري ما فيها ، وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال : فكّوا وزنوا .
فقال : النخّاس : لا تفكّوا فإنّها إن نقصت حبّة من سبعين ديناراً لم أُبايعكم .
فقال الشيخ : ادنوا ، فدنونا وفككنا الخاتم ووزنا الدنانير فإذا هي سبعون ديناراً لا تزيد ولا تنقص .
فأخذنا الجارية فأدخلناها على الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وكان الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائم عنده ، فأخبرنا الإمام الباقر ( عليه السلام ) بما كان ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال لها : ( ما اسمك ) ؟ قالت : حميدة .
فقال ( عليه السلام ) : ( حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة ، أخبريني عنك ، أبكر أنت أم ثيّب ) ؟ قالت : بكر .
فقال ( عليه السلام ) : ( وكيف ولا يقع في أيدي النخّاسين شيء إلاّ أفسدوه ) ؟
فقالت : قد كان يجيئني فيقعد منّي مقعد الرجل من المرأة ، فيسلّط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللحية ، فلا يزال يلطمه حتّى يقوم عنّي ، ففعل بي مراراً ، وفعل الشيخ به مراراً .
فقال ( عليه السلام ) : ( يا جعفر خذها إليك ) ، فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) .
ما ورد من الثناء عليها :
1ـ قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( حميدة في الدنيا ومحمودة في الآخرة ) .
2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أدّيت إليّ كرامة من الله لي ، والحجّة من بعدي ) .
3ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) عند ولادة الإمام الكاظم : ( يا حميدة بخ بخ حلّ الملك في بيتك ) .
تزويج ابنها الكاظم ( عليه السلام ) :
كانت للسيّدة حميدة جارية اسمها نجمة أو تكتم ، وذكرت السيّدة حميدة أنّها رأت في المنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لها : ( يا حميدة هذه نجمة زوّجيها لابنك موسى ، فإنّه سيولد له منها خير أهل الأرض ) ، فوهبتها له ، فولدت له الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
وفاتها :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ وفاتها ( عليها السلام ) ، إلاّ أنّها ماتت بعد شهادة زوجها الإمام الصادق ( عليه السلام ) .