عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

بعض المقتطفات من موسوعة عاشوراء

{..الحياة..}

مفهوم الحياة في قاموس عاشوراء من وجود الإنسان فوق الأرض وكونه يتنفّس، بل أن إمام عاشوراء لا يستسيغ إلاّ "الحياة الطيبة" التي تتسم بالشرف والعزّة، أنّ الموت بعزّة في هذا القاموس "حياة" والحياة الذليلة موت.

هذا الرأي في الحياة مستورث من قول علي عليه السلام "الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين" (نهج البلاغة للشيخ صبحي الصالح: الخطبة 51)، ولما رأى تسلط الجور على حياة المسلمين، قال أبو عبدالله عليه السلام: "لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما" (المناقب لابن شهراشوب 4: 68)، وكان عليه السلام لا يرى الموت إلاّ قنطرة: "فما الموت إلاّ قنطرة…".

ولما عزم على السير من مكة إلى العراق حذّره أشخاص كثيرون من عواقب هذا المسير ومن غدر أهل الكوفة، فكان هو يردد هذه الأبيات:

سأمضي وما بالموت عار على الفتى

إذا ما نـوى حـقّاً وجـاهد مسـلماً


وواسـى الرجـال الصالحين بنفسـه


وفـارق مثبـوراً وخـالف مُحـرِماً


(مقتل الحسين للمقرم: 199).



وهو ما يدل على أنّه عليه السلام لا يرى الموت في طريق الحق والجهاد والتضحية إقتداءً بالصالحين، عاراً، بل أنّه يرحّب بمثل هذا الموت الذي هو عين الحياة. وإتباع هذه المدرسة يرون الحياة في الموت، والبقاء في الفناء، فالقاسم عليه السلام يرى الموت أحلى من العسل، وعلي الأكبر عليه السلام لما سمع أباه يسترجع سأله: ألسنا على الحق؟ قال: نعم، قال: "إذن لا نبالي بالموت".

وفي ليلة عاشوراء أذن لأصحابه بالانصراف، وقال لهم: أنتم في حلٍّ منّي. فكان قولهم جميعاً: أنذهب لنحيى بعدك؟ لا أتى الله بذلك اليوم. وقال أبناء مسلم بن عقيل: نُقاتل بين يديك حتّى نقتل، تُعساً للحياة بعدك (الكامل لابن الأثير 2: 559).
وفي نهار عاشوراء تكلّم زهير بن القين مع الشمر، فهدده الشمر، فقال له زهير: "أبالموت تهددني؟ والله للموت معه أحبُّ إليَّ من الخلد معكم" (نفس المصدر السابق: 563).

فإن كانت الحياة غير هذه، فهي في ظاهرها حياة ولكنّها في حقيقتها الموت بعينه، من مزايا الحياة أن تزخر بمعالم الحياة وخصائصها، وأن يسير الإنسان قُدُما في ظل العقيدة والإيمان، كما وصفها الشاعر بالقول:


قف دون رأيك في الحياة مجاهداً

إنَّ الحـيـاة عقـيـدة وجـهاد


والقرآن الكريم يعبر في وصف الشهداء بالقول: {أحياء عند ربّهم}؛ أي أنّ أجسادهم وأن دفنت تحت التراب إلاّ أن اسمهم وهدفهم باقٍ، وهذا هو معنى الحياة.
 
 
{..الحنّاء..}

خضاب يستعمل لشعر الرأس والوجه لإخفاء الشيب، ولكي يبدو الشخص أقلّ سنّاً. ويستعمل الخضاب وخاصة عند مواجهة العداء، كأسلوب إعلامي لإظهار الجيش الإسلامي بمظهر الشباب. قال الإمام الصادق عليه السلام كما روي الإمام الصادقعليه السلام :"الخضاب بالسواد مهابة للعدو"(بحار الأنوار 73: 100).


وقد تخضّب الإمام الحسين عليه السلام كما روي الإمام الصادق: "خضّب الحسين بالحناء والكتم" وأنه قد قتل وهو مخضّب "قتل الحسين وهو مخضّب بالوسمة"(عوالم الإمام الحسين: 71،ناسخ التواريخ 4: 99). وفي الطفوف خضـّب أنصار الحسين من الكهول محاسنهم ووجوههم بدماهم. وبعد استشهاد مسلم بن عقيل في الكوفة، ظل حبيب بن مظاهر يترقّب الوقت المناسب للالتحاق بأبي عبدالله عليه السلام.


وفي أحد الأيّام كان يسير في سوق الكوفة فلقي مسلم بن عوسجة (الذي كان ذاهباً لشراء الحنّاء) وأخذه جانباً وحدّثه بخبر قدوم الحسين عليه السلام واتّفق هذان الشيخان على الخروج ليلاً من الكوفة إلى كربلاء (وتخضب محاسنهما بالدماء) والتحقا بالإمام في الليلة السابقة أو الثامنة من شهر محرّم (الوقائع والحوادث 2: 99).


{..حنطة العراق..}

أو حنطة الري (وردت في كتاب معالي السبطين كلمة "حنطة الري".) وقصـّتها هي أن الإمام الحسين لمّا حذّر عمر بن سعد (قائد جيش الكوفة) من قتاله، وأن لا يلطّخ يديه بدمه، كان عمر بن سعد يتذرع بحجج واهية من جملتها أنّه

قال: لقد وعدت في مقابل قتالك بولاية الري.

فلعنه الإمام وقال: "مما يقر لعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلاّ قليلاً".

فقال مستهزئاً: "يا أبا عبدالله في الشعير خلف" (المناقب لابن شهراشوب 4: 55، مقتل الحسين للمقرّم: 248)،


وهكذا كان الحال إذ أن عمر بن سعد لم ينل حكومة الري بل قتله المختار قبل ذلك.

وجاء في روايات أخرى أن عمر بن سعد قال للحسين قبل واقعة الطف بسنوات: يقول بعض السفهاء أنّي قاتلك! فقال له الحسين: ما هم بسفهاء، بل حلماء، ولكن ممّا تقر له عيني أنك لن تأكل من بر العراق بعدي إلاّ قليلاً.


{..الخلخال..}


نوع من الحلي الذهبية أو الفضية على شكل حلقة توضع على الساق فوق القدم . ينقل عن فاطمة بنت الحسين أن جيش عمر بن سعد حسين هجم على الخيام من بعد استشهاد الحسين عليه السلام ، نهب كل ما فيها ومن جملة ذلك انهم سلبوا خلخالين من أرجلها (بحار الأنوار83:45) .

والراوي لهذه القضية وللحديث الذي جرى بين بنت الإمام الحسين عليه السلام والرجل الذي سلبها هي بنت الإمام الحسين نفسها (أمالي الصدوق :140) .
 
 

{..الدرع..}

وقاء يصنع من مسامير صغيرة أو حبّات معدنية دقيقة على هيئة السلسلة المترابطة، ويلبس في الحرب. كما ويستعمل أيضا في التعازي والتشابيه، وعروض المآتم إلى جانب السيف والترس والمغفر، مما يعكس بعض مشاهد يوم الطف.
 
 


{..الدم العبيط..}

ورد في الروايات ظهور آيات عجيبة في الأرض والسماء بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام في عصر يوم العاشر من المحرم، بقى بعضها قائما مدة من الزمن، ومن جملة تلك الدلائل والآيات هو الدم العبيط، حيث ورد في الروايات أنه حصل في بيت المقدس أنهم لم يرفعوا حجرا ولا مدرا إلاّ ووجدوا تحته دماً عبيطاً وأمطرت السماء ثلاثة أيام دماً (بحار الأنوار204:45، وإثبات الهداة للحر العاملي 180:5، وأمالي الصدوق:142)، إن مطر السماء دماً، إضافة إلى انبعاث الدم من الصخور هو بمثابة رثاء الأرض والسماء لاستشهاد أبي عبد الله.


نقل عن أبي سعيد قوله في الدم العبيط: "ما رفع حجر من الدنيا إلا وتحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دما بقى أثره في الثياب مدة حتى تقطعت". (إحقاق الحق462:11 و482).


وجاء بشأن رؤيا أم سلمة بأنها رأت الرسول صلى الله عليه وآله في المنام، وقال لها: انظري في القارورة التي عندك وفيها التراب، إذا صار ترابها دما عبيطا فاعلمي أن الحسين قد قتل.




{..خشبة المحمل..}

يُذكر أنّه لمّا رفعت رؤوس الشهداء على الرماح أمام الناس بالكوفة، وسرت بين الناس ضجّة وبلبلة، ضربت زينب رأسها بخشبة المحمل من شدة الأسى، وشوهد الدم يسيل من تحت برقعها، ثم أنشدت:



يا هـلالاً لمّـا اسـتـتم كـمالا

غـاله خسـفه فأبـدى غـروباً

ما تـوهّـمت يا شـقيق فـؤادي
كـان هـذا مـقـدّراً مكتـوبـاً

(الحسين في طريقه إلى الشهادة:65 نقلاً عن مقتل الخوارزمي).
 
 ______________________________________
 
المصدر:
(( موسوعة عاشوراء ))
تأليف حجة الإسلام والمسلمين
الشيخ جواد محدثي
ترجمة
خليل زامل العصامي


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

وصايا رمضانية
حديث حول قوم ثمود: رؤية قرآنية
بعض المقتطفات من موسوعة عاشوراء
ابن عباس: مدرستُه، منهجه في التفسير
أساليب التبليغ في القرآن
قاعدة (لا حرج)
مدة حكم المهدي المنتظر
دور الأسرة في بناء الشخصية الإسلامية
من السفاح إلى المتوكل
مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني

 
user comment