عربي
Sunday 12th of May 2024
0
نفر 0

بدءاً بالطفولة كيف نبني الشخصية المتوازنة للانسان المسلم؟

يحرص الاسلام كل الحرص على خلق شخصية سوية ومتزنة للفرد المسلم، شخصية لا تعرف معنى للتردد والضعف والتواني، شخصية ثابته القدم، راسخة الفكر، تشخص طريقها بوضوح ودقة، وتسير وفق برنامج محدد وخطة مدروسة ومثمرة.

ومنذ الصغر، يلجأ الاسلام الى وضع الخبرات والنصائح أمام الطفل لبلورة حياته وصقلها ايجابيا على طول مراحل الطفولة وصولا الى المراحل المتقدمة من العمر، حيث لكل فترة لها طبيعتها وظروفها ومطالبها.

 

نصائح لبناء شخصية الطفل

 

مع ان بعض الاطفال يشعرون بالثقة بالنفس بشكل طبيعي الا ان معظمهم بحاجة الى مساعدة تمكنهم من أن يصلوا الى تلك القناعة النفسية، وفيما يلي ست نصائح لبناء الشخصية المتوازنة التي هي ضرورة اساسية من ضرورات النمو العاطفي والذهني على حد سواء.

1 - التركيز على النواحي الايجابية في الطفل: اذ يتعلم الطفل منذ مرحلة مبكرة ان انجازاته تجلب له أهم مكافأة في الحياة وهي حب أبويه له واستحسانهما لعمله، فإذا حصل الطفل على ذلك فأنه يكتسب حافزا قويا بدفعه الى بذل المزيد من الجهد في محاولات اخرى أثناء نموه التربوي.

2 - مساعدة الطفل في مجال تحديد أهداف واقعية: يشعر الطفل بالرغبة في التقدم في الحياة اذا أحس فعلا بلذة الانجاز، ان الابوين اللذين يتفهمان نفسية طفلهما ويتعاطفان معه يعرفان نقاط ضعفه وقوته على حد سواء ويستطيعان أن يساعداه في تحديد أهداف يمكن أن تكون واقعية ممكنة التنفيذ ، فالاهدف ذات الطموح الكبير والتي تتجاوز قدرات الطفل تسبب له شعورا بالاحباط من خلال فشله في تحقيقها، وينعكس هذا الشعور بدوره على اضعاف الثقة بالنفس والكف عن محاولات الانجاز.

3 - مكافأة الطفل على محاولاته الجريئة حتى ولو انتهت الى الفشل: فمن الضروري بالنسبة للآبوين أن ينظرا الى فشل طفلهما على أنه طبيعي، لا على أنه مأساة الطفل بحاجة الى ادراك أن الهزيمة هي مرحلة عارضة وليست نهائية، وأن الفشل هو بداية الطريق الى النجاح.

4 - عدم نعت الطفل بصفات سلبية: فليس اسرع من تدمير نفسية الطفل وشعوره بالاحباط من العبارات التي يقولها الابوان بشكل لا شعوري عندما يصفانه بأنه غبي أوبليد، فالجرح الذي تسببه مثل هذه العبارات التي ينعت بها الطفل عادة ما تصبح بالفعل من سماته الرئيسية.

5 - تقبل الطفل على أنه حالة فريدة متميزة: مما لاشك فيه ان الاطفال يتفاوتون في قدراتهم الجسمية والذهنية، وبالرغم من هذا التفاوت الواضح بين الاطفال فان كثيرا من الاباء والامهات يحاولون ان يلزموا اطفالهم بالسعي الى اهداف تقليدية لاتتفق مع مهارتهم ولا يؤدي هذا الا الى اعاقة نمو الطفل في المجالات الاخرى .

6 - عدم معاملة الطفل وكأنه دمية هشة سريعة الكسر: كثيرا ما يعتقد الابوان ان كل ازمة في حياة طفلهما تودي الى احداث عقدة نفسية في حياته ويعملان بسبب ذلك على حماية طفلهما من المؤشرات الخارجية ويحاولان ان يعزلاه عن الحياة الواقعية في قوقعة تحميه من المؤثرات النفسية.

ولكن هذا مخالف لفطرة الحياة، ومادام التوتر جزءا لايتجزأ من حياة البالغين فلابد أن يعتاد الطفل عليه تدريجيا بحيث تؤدي معاناته من التوترات الصغيرة الى اكتساب القدرة على مواجهة التوترات النفسية الكبيرة بعد البلوغ.

 

أسس بناء الشخصية المسلمة

 

من الجدير بالذكر ان الايمان الحق بدفع الى السلوك المستقيم حيث جاء الانسان الى الحياة ومعه فطرة نقية مهيأة لقبول الحق وكل تغيير لنقاء هذه الفطرة وصفائها ماهو الا تشويه لشخصية المسلم الذي ينبغي أن يتجه اتجاها مستقيما لا عوج فيه، وهو الاتجاه نحو الله تعالى والاستسلام له والاستعانة منه في كل امور وشجون الحياة.

ان الاساس الاول لشخصية المسلم هو الاسوة الحسنة اذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الاسلامية سلوكا وتطبيقا من القرآن الكريم ومنهج الرسول (ص) واهل بيته الكرام (ع) ، فقد ذكر القرآن ، الصفات الاساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي محمد (ص) لآن خلقه القرآن ولآن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه.

اما الاساس الثاني فهو العلم حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير وينير مسالك الحياة فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته عن غيره بالفكر والعلم المفيد.

ومن أسس الشخصية الاسلامية ، العبادات فهي دعائم الاسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم وترسم لشخصية المسلم، الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الاسلام يستشعر بنبض الايمان في اعماقه فلا ينبعث من حياته الا الخير.

ويعتبر العمل من الاسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله مادام عملا شريفا وما دام كسبه حلالا فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها الى الامام. وتنهض شخصية المسلم على اساس العمل باتقانه له، اخرويا  كان او دنيويا.

ثم يأتي الجهاد كأساس اخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن الى قلبه سبيلا. يتوجه بعقيدة راسخه يرى من خلالها ان الاجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والارض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع.

من ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لايذل ولايستكين لاحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرورو والاستعلاء. كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك اي تأثير خارجي عليه ، وقد حرص الاسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الافات او تحتلها الاباطيل والنزعات، فليس لاحد ان يخضع الا لله، ودعا الى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم الى تحرير شخصيته من الخوف والقلق.

ومن ملامح شخصية المسلم ايضا، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء . وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير اسراف او تقتير ، سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما».

ولشخصية المسلم سمة من ارفع السمات التي تميزه عن غيره، انها القوة الدافعة قوة الايمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه انسانا قويا لايخشى في الحق لومة لائم ، وهو ثابت الشخصية لاتزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الانسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتا في كل احواله واعماله وافعاله، يتحلى بالاخلاق والقيم النابضة.

ومن ابرز صفات المسلم، الشجاعة الادبية فهي احدى قيم الاسلام الهامة، والشجاعة الادبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لايخاف من مخلوق وانما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء .

ويعمل الاسلام على الا يتعرض المسلم الى الاذى بأية صورة ، ووجوب المحبة والمودة لاخيه المسلم وان يؤثر اخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الايمانية ويستشعر عظمة الاسلام في كل كيانه.

ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم الا على ما يطمئن اليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالانسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، انسان قوي الشخصية.

والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع الى غيره.

وهناك عوائق تعترض النفس البشرية وتعوق امنها وراحتها فاذا ما اهتدى بهدى الله ويمم وجهه شطر الايمان وجد العقيدة الاسلامية، عاصمة له يقول عزوجل: «الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الآمن وهم مهتدون».

ويعنى الاسلام ببناء الشخصية على الصدق منذ فجر الصبا ويدعو الآباء والامهات الى تنشئة الابناء عليه منذ صغرهم. ومن سمات شخصية المسلم الحياء وهو شعبة من الايمان وتتسم شخصية المسلم باعلى انواع الحياء وهو الحياء من الله تعالى كما تتميز شخصية المسلم بالامانة حيث يقول الرسول (ص) : «لا ايمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له» ولعظمة الامانة وضخامتها وما تشتمل عليه من احكام الدين الشرعية فأن ضعاف الشخصية لا يستطيعون حملها.

كماتتميز شخصية المسلم بالتعاون والعفة نظرا لحرصه على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه، والمبادرة بالعمل الصالح والوفاء والشكر والبر وقدرته على توثيق العلاقات الانسانية والاجتماعية والعفو عند المقدرة والصبر وغير ذلك من السمات.


source : http://e-resaneh.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أنواع الزواج
ما لا يجب أن تفعليه عندما يخونك زوجك
صفات الشيعة
الواصلية
صبغات الشعر
نساء في القران
الصحة في الأسرة
الشخصية الازدواجية في القران
تعریف المتعة
أصول الدين عند الشيعة

 
user comment