إن للآباء في الأسرة دوراً بالغ الأهمية .. دوراً يتجاوز مجرَّد توفير المأوى والمأكل والملبس لها والإشراف على نفقاتها والقيام بالإصلاحات البسيطة في المنزل. فدور الأب لا يقف عند حدّ المعاونة في تغيير ملابس صغار الأطفال المبتلّة وتغذيتهم واصطحاب الكبار من بنيه إلى ساحات الرياضة وملاعب الكرة أو امتداح المحاولات البسيطة التي يقوم بها الكبار من بناته في طهي الحلوى.إن دور الأب في الأسرة يتضمّن أدواراً مهمة متعددة . فهو يشمل دوره كأب وكزوج وكصاحب مهنة وكمواطن في المجتمع ، كما يتضمَّن بطبيعة الحال دوره كفرد له شخصية معينة وخبرات خاصة ، فرد يحب أشياء ويبغض أشياء أخرى ويسترشد في حياته بقيم وأهداف معيَّنة. وللأب تأثير قوي على سائر أفراد الأسرة وعلى أسلوب حياتها في مجموعه. ويمكن القول بوجه عام أنه حلقة الاتصال بينها وبين العالم الخارجي، وأنه يمثِّل وجهة نظر الرجل في البيت . والأب الناجح هو أولاً وقبل كل شيء زوج صالح . فالعلاقة بين الرجل وزوجه جانب هام من جوانب دوره كأب ومتى كانت هذه العلاقة متينة سعيدة تصبح الأساس القوي الذي تبني عليه الأسرة صرح الحب المتبادل والاحترام والرضى. ومهما يكن الطفل صغير السِّن فلا بد أن يحاول الأب أن يقضي بعض وقت فراغه معه . فقد لا يعود الأب إلى بيته عادةً قبل السادسة والنصف أو السابعة مساءً . وهنا لا بد أن يكون نظام حياة الطفل من المرونة بحيث يلائم مواعيد أبيه . فليس ثمَّة ما يدعو إلى ضرورة نوم الطفل في السادسة تماماً متى كان من الممكن أن يبدأ يومه في السابعة صباحاً وأن ينام في السابعة مساءً ممّا يتيح له قضاء بعض الوقت مع أبيه . كذلك يحتاج الكبار من الأطفال إلى هذا الشعور بالانتماء وبأنَّ وجودهم ليس فيه ما يضايق الأب عندما يعود إلى البيت بعد انتهاءه من عمله. فتناول الأطفال طعامهم مع أبيهم واشتراكهم معه في الحديث واستماعه إلى ما يقولون باهتمام كل ذلك يقوّي من شعورهم بأهميتهم ويجعل نظرتهم إلى الحياة العائلية إيجابية مشرقة.