
الله تعالى يظهر بالإمام المهدي دين الإسلام على جميع الأديان
- تاريخ النشر: 2012-02-08 08:42:37
- عدد الزيارات: 561
الثابت والمجمع عليه عند أهل بيت النبوة وشيعتهم، بأن رسول الله قد أكد وبكل وسائل التأكيد، بأن الله سبحانه وتعالى سيظهر الإسلام بالمهدي المنتظر على الدين كله، بحيث تختفي كل الأديان وتتلاشى ولا يبقى منها إلا دين الإسلام. (راجع ينابيع المودة ص 423، ومنتخب الأثر للرازي ص 294، والحديث 712 من أحاديث المعجم ج 3). وهذه المعلومة عند أهل بيت النبوة وأوليائهم من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان، لأن المهدي ستكون له دولة عالمية يشمل حكمها وسلطانها ونظامها كل أقاليم الكرة الأرضية، وستكون المنظومة الحقوقية الإلهية المتكونة من القرآن الكريم والسنة النبوية هي القانون الأوحد والنافذ في هذه الدولة، وسيكون الدين الإسلامي هو الدين الرسمي والفعلي لكافة رعايا ومواطني تلك الدولة. حيث ستتزامن عملية بناء الدولة العالمية مع عملية نشر الإسلام، فتسير العمليتان معا، حيث سيدعو المهدي الناس جميعا إلى الإسلام، ويهديهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور. (راجع الإرشاد ص 364، وروضة الواعظين ج 2 ص 264، وإعلام الورى ص 431، وكشف الغمة ج 3 ص 254، وإثبات الهداة ص 537 ج 3، والبحار ج 51 ص 30، والحديث 1122 من المعجم). وإن المهدي سيصنع كما صنع رسول الله، حيث سيهدم أمر الجاهلية كله، ويستأنف الإسلام جديدا. (راجع الحديث 1123 من أحاديث المعجم وراجع المصادر المذكورة فيه والحديث 1124).
وأكد الرسول هذا المحتوم بقوله: (... أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء ويرد الله الحق إلى أهله، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه فأبشروا ثم أبشروا... (راجع البحار ج 41 ص 127، والتهذيب ج 4 ص 97، والكافي ج 3 ص 536، والحديث رقم 1126 من أحاديث المعجم). وحيثما حل المهدي وحيثما ارتحل يفتح المدارس والمعاهد لتعليم الناس القرآن على ما أنزل الله، فمع المهدي القرآن المكتوب بخط علي، وبإملاء رسول الله، ومع هذا القرآن حاشية بخط علي، وإملاء الرسول تتضمن القول الفصل بكل مسألة وردت فيه، فضلا عن ذلك فإن المهدي بوصفه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة الذين اختارهم الله لقيادة العالم قد ورث علمي النبوة والكتاب، ولا يخفى عليه من أمرهما شيء فيوجه الحركة العلمية، بحيث تأتي منسجمة مع علمي النبوة والكتاب، ومتفقة معهما، ويعدل الوقائع السابقة لعهده لتكون متفقة مع المفهوم الشرعي، فقد يهدم منابر ويدخل التعديلات الجذرية، حتى على المساجد لتكون كما أرادها الله ورسوله بلا زيادة ولا نقصان.
ويبدو واضحا أن شيعة الخلفاء: (أهل السنة) على شح مواردهم اليقينية من الحديث قد توصلوا إلى ذات النتيجة، فكيف يمكن أن يملأ المهدي الأرض عدلا وقسطا، ويرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء أن لم يحكم بما أنزل الله!! وما أنزل الله وحكم الله مختصر بكلمة الإسلام، فعند ما يكون الإسلام هو القانون النافذ في الدولة وهو دينها الرسمي، ويتزامن نشره في العالم مع بسط المهدي لسلطانه في الأرض، فيعني ذلك ضمنا أن المهدي سيظهر الإسلام على الدين كله، وقد صرح بذلك أعلام المفسرين من أهل السنة كما أسلفنا تحت عنوان:
(المهدي في القرآن والسنة).
حتمية هذه المعلومة ومنطقيتها معا:
الثابت بأن عيسى ابن مريم سينزل ويظهر في زمن المهدي، وأن المهدي.
المنتظر سوف يؤم المسيح ابن مريم في الصلاة، وعندما ينزل المسيح ابن مريم تكون للمهدي دولته المستقرة، وحكومته المشكلة، وجيشه القائم ونفوذه وصيته الواسع، مما يعني أن المهدي هو الإمام الشرعي والرئيس الفعلي لأمته ورعاياه، ويفهم بوضوح من الأحاديث والأخبار التي عالجت هذه الناحية، بأن السيد المسيح مكلف بمهام معينة تساعد على تمكين أمر المهدي، وهزيمة أعدائه، وأن الاثنين سيشكلان فريقا واحدا برئاسة المهدي ينصب هدفه بالدرجة الأولى والأخيرة على إنقاذ الجنس البشري وهدايته إلى الصراط المستقيم، والعمل معا لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة أعداء الله هي السفلى، وتوحيد العالم كله لتكون له دولة واحدة، ودين واحد هو دين الله، ولتقسيم موارد العالم على سكانه بالسوية، ليتحقق الوفر والكفاية للجميع، ولتعيش البشرية أزهى عصورها في ظلال الحكم الإلهي، فيحق الله الحق ويبطل دعاوي المبطلين.
فعندما يرى أتباع الديانة المسيحية المسيح ابن مريم نفسه منقادا للمهدي ومتبعا لدينه، فما هي حججهم، وما هي مبرراتهم لمخالفة المسيح وعدم اعتناقهم للدين الذي اعتنقه!! ثم ماذا يبقى لهم إن كان المسيح نفسه على غير دينهم، وهذا يدعوهم وبالضرورة لاعتناق الإسلام دين الله ودين المهدي والمسيح، وعندما تدخل هذه الكثرة من أتباع المسيح في الإسلام على يد المسيح وبمساعدته، فإن دخولها سيخلق حالة من الانبهار العالمي، والوعي العالمي، والمناخ الملائم لاعتناق العالم لدين الإسلام فتقبل الأكثرية الساحقة على دين الله لتدخله أفواجا أفواجا، ويبدو أن اليهود سيقاومون بكل قواهم، وسيقتل خلق كثير منهم، ولكن من يبقى منهم سيستسلم في النهاية ويعتنق الإسلام. ثم إن الله سبحانه وتعالى سيسلح المهدي والمسيح بفيض وافر ودائم من الآيات الربانية والمعجزات المتتابعة التي تخضع لها الأعناق، بحيث يضطر أكثر الخلق عتوا إلى التصديق والتسليم.
وعندما ينجح المهدي بتوحيد العالم، وتكوين دولته العالمية، ونشر القسط والعدل وتحقيق الكفاية والرخاء المطلق لكل سكان الأرض، فلا يبقى فيها محتاج واحد، عندئذ يبهر العالم بالفعل، ويحب هذا الرجل المعجزة حبا عظيما.
فيتعلق المهدي وبدينه تعلقا شديدا، فيكتشف العالم بأنه قد وجد ضالته المنشودة بالإسلام الذي حقق به المهدي عصر البشرية العظيم.
ألم تر كيف دخلت الملايين في الشيوعية ووالتها بسبب وعود الكفاية والرخاء، وكيف أن هذه الملايين قد أعطت كل ما لديها وصبرت صبر أيوب، ولما اكتشفت الملايين أن الشيوعية لا تملك ذلك انفضت من حولها!! وأكثر العقائد البشرية استقطبت أتباعها بشعارات تهواها النفوس، ثم اكتشفت أنها وعود لا يمكن تحقيقها!! ويمكنك أن تتصور حجم الإقبال على دين المهدي وشخصه عندما يحول الأحلام إلى حقائق، والمنى إلى وقائع ملموسة بأيام أو شهور!! يقينا أن العالم الذي عضه الظلم وأذلته الحاجة، وكفر بالوعود الكاذبة سيحب المهدي ودينه إلى درجة العشق والدنف، والهيام.
المهدي المنتظر يظهر في آخر الزمان:
كما صحت وتواترت عند أهل بيت النبوة وشيعتهم وعند الخلفاء والتاريخيين وشيعتهم (أهل السنة) الأحاديث التي تحدثت عن حتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر، صحت وتواترت عندهم الأحاديث النبوية التي تحدثت عن أن المهدي المنتظر سيظهر في آخر الزمان، أي في المرحلة الأخيرة من الحياة الدنيا، وقبيل قيام الساعة وانتهاء دورة الحياة الدنيا وعلى هذا أجمعت الأمة، وأرسلت هذه المعلومة الدينية إرسال المسلمات.
نماذج من هذه الأحاديث:
1 ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي)... (راجع تذكرة الخواص ص 363، وعقد الدرر ص 32 ب 3، ومنهاج السنة لابن تيمية ج 4 ص 211، وقال إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، منهاج الكرامة ص 28 عن ابن الجوزي ص 115، وإثبات الهداة ج 3 ص 606، ومنتخب الأثر ص 182 ف 2 ب 1 ج 1 عن تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنبلي، ومعجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 113).
2 ـ ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي).... (راجع الداني ص 94، وعقد الدرر ص 39 ب 3، ومعجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 114).
3 ـ ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي يخرج في آخر الزمان)... (غيبة الطوسي ص 111، وإثبات الهداة ج 3 ص 502، والبحار ج 51 ص 73 ـ 74، ومنتخب الأثر ص 168، ومعجم الأحاديث ج 1 ص 114 ـ 115).
4 ـ ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (.... يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان)... (راجع الطبراني في الكبير ج 3 ص 52 ح 2675، وفي الأوسط على ما في مجمع الزوائد، وصفة المهدي لأبي نعيم على ما في عقد الدرر، وينابيع المودة، وبيان الشافعي ص 478، وذخائر العقبى مختصرا ص 44، وعقد الدرر ص 151، ومجمع الزوائد ج 9 ص 165، وينابيع المودة ص 223، والإزاء ص 136، وكفاية الأثر 62، وكشف الغمة ج 3 ص 592).
5 ـ ومثله قوله عن المهدي: (يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة). (راجع مواليد الأمة ووفياتهم ص 201، والصراط المستقيم ج 2 ص 260، وإثبات الهداة ج 3 ص 615. ومعجم الأحاديث ج 1 ص 211).
6 ـ ومثله قوله عن المهدي: (يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد).
(ابن حماد ص 98، ابن أبي شيبة ص 196 ح 19486، وأحمد بن حنبل ج 3 ص 5 و 48 ـ 49 ـ 60 و 98، وصحيح مسلم ج 4 ص 2234 وص 2235، وأبو يعلى ج 2 ص 421، وابن حبان ج 8 ص 240، والحاكم ج 4 ص 454، والداني ص 98، والفردوس ج 5 ص 510، ومجمع الزوائد ج 7 ص 316، ومقدمة ابن خلدون ص 250، وراجع معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 231 ـ 236 تجد بقية المراجع).
والأحاديث النبوية التي سقناها كنماذج لحتمية ظهور الإمام المهدي تنم.
وتوحي بما لا يخفى على الإنسان العادي، بأن الإمام المهدي سيظهر في المرحلة الأخيرة من الحياة الدنيا، وبعد ظهوره بزمن يطول قليلا أو يقصر ستنتهي دورة الحياة الدنيا، وتقوم الساعة حيث ستبدأ دورة الحياة الأخرى..