عربي
Thursday 25th of July 2024
0
نفر 0

ممّن هو المهديّ ؟

ضرورة اعتقاديّة
لم يخلق الله تبارك وتعالى من لَدُن آدم إلى قيامة العالَم أُمّاً تليق أن تكون وعاءً لولدٍ يُولَد من نسلها الإمام المهديّ عليه السلام إلاّ فاطمة الزهراء عليها السلام.
ولابدّ لهذه البشريّة: من العرب والأعاجم، والمسلمين والنصارى واليهود، وجميع الملل والنِّحل، ومَن لا دين لهم.. لابدّ لهم مِن مهديٍّ يظهر في آخِر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً. وهذا المهديّ الموعود لابدّ أن يكون مِن عترة سيّد الأنبياء، ومن نسل سيّد الأوصياء وسيّدة النساء، ومن ذريّة سيّد الشهداء: حفيد النبيّ المصطفى الهادي الأمين، وسليل أمير المؤمنين وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين، وهو تاسع أبناء الإمام أبي عبدالله الحسين من الأئمّة الميامين صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين.
ذلكم هو خاتم أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومَن تعلّقت به آمال الأنبياء والأوصياء أن يقيم حكومة العدل الإلهي، حتّى يستتبّ الأمان وينتشر الخير، وينقضي الظلم والجور والشرّ.

نصوص حاكمة
أثبت حوالي سبعين شخصاً من المحدّثين والمؤرّخين لدى أهل السنّة أنّ الإمام الموعود والمهديّ المنتظر هو سليل الصدّيقة الزهراء فاطمة عليها السلام، فرَوَوا عن أُمّ المؤمنين أمِّ سلمة رضوان الله عليها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال في مواقف عديدة:
ـ « المهديُّ حقّ، وهو مِن وُلْد فاطمة».
ـ « المهديُّ من عترتي، مِن وُلد فاطمة».
ووجّه خطابَه صلّى الله عليه وآله إلى بضعته الطاهرة فاطمة سلام الله عليها فقال لها:
ـ « أَبْشِري يا فاطمة؛ فإنّ المهديَّ منكِ ».
ـ «.. ومنّا المهديّ، وهو مِن وُلْدِكِ ».
أمّا المصادر الراوية لهذه النصوص وما يقرب منها فهي عشرات، نذكر منها قسماً شهيراً: الأربعون حديثاً في المهديّ للحافظ أبي نعيم الأصفهاني، إسعاف الراغبين لابن الصبّان المالكي، الإشاعة لأشراط الساعة للبرزنجي الشافعي، البيان في أخبار صاحب الزمان للگنجي الشافعي، التاريخ الكبير للبخاري، تذكرة الحفّاظ للذهبي، الجامع الصغير للسيوطي الشافعي، الدرّ المنثور وكذا مسند فاطمة للسيوطي الشافعي أيضاً، العَرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي كذلك، سنن أبي داود، سنن ابن ماجة، صحيح مسلم، ذخائر العقبى للمحبّ الطبري، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي، الفتن والملاحم لابن حمّاد، الفتوحات المكيّة لابن عربي، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي، كنز العمّال للمتّقي الهندي، المستدرك للحاكم النيسابوري، مطالب السَّؤول لابن طلحة الشافعي، مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الأصبهاني، منهاج السُّنّة لابن تيمية، البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، ميزان الاعتدال للذهبي، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي.. وغيرها كثير.

وصل إلى الأسماع والقراطيس
روى الطوسي في ( أماليه ص 155 ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام في مرضه: « والذي نفسي بيده، لابدّ لهذه الأُمّة مِن مهديّ، وهو ـ واللهِ ـ مِن وُلدِكِ » ( عنه: بحار الأنوار للمجلسي 67:51 / ح 6 ).
وعن أُمّ سلمة قالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « المهديُّ مِن عترتي مِن وُلدِ فاطمة » ( الغَيبة للطوسي:114، مسند فاطمة للسيوطي:93، الفردوس للديلمي 223:4، ميزان الاعتدال للذهبي 87:2 / ح 2927، عقد الدرر للمقدسي الشافعي:15، وعشرات المصادر ).
وكتب ابن عساكر الدمشقي الشافعي في ( تاريخ مدينة دمشق )، ومن طريقه: المتّقي الهندي في ( كنز العمّال 91:13 ـ ط حيدر آباد الدكن ) عن الإمام الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أبشري يا فاطمة؛ فإنّ المهديَّ منكِ ».
وعن سعيد بن المسيّب قال: كنّا عند أُمّ سلمة، فتذاكرنا المهديَّ فقالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: المهديُّ مِن عترتي، مِن وُلدِ فاطمة » ( كشف الغمّة في معرفة الأئمّة للإربلّي 475:2 ـ عنه: بحار الأنوار 85:51 / ح 38، عقد الدرر:21، قال الإربليّ: أخرجه ابن ماجة في سننه ).
وعن أمّ سلمة قالت: ذُكر عند رسول الله صلّى الله عليه وآله المهديّ، فقال: « نَعَم هو حقّ، وهو مِن وُلد فاطمة »، أو قال: « مِن بني فاطمة » رضي الله عنها ( عقد الدرر:22، البرهان في أخبار صاحب الزمان للمتقي الهندي:95، التاريخ الكبير للبخاري 316:2، المستدرك 557:4، الملاحم لابن المنادي:179 / ح 120.. وغيرها ).
وعن أبي أيّوب الأنصاري قال: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله مَرِض فأتَته فاطمة وبكت، فقال: يا فاطمة، إنّ لكرامة الله إيّاكِ زوّجكِ مَن هو أقدَمُهم سِلماً، وأكثرُهم علماً... والذي نفسي بيده، منّا مهديُّ هذه الأُمّة، وهو مِن وُلْدِكِ » ( جواهر العقدين للسمهودي الشافعي، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي الشافعي 253:8 ـ ط مكتبة القدسي بمصر، ينابيع المودّة 240:1 / ح 15 و 269:3 / ح 73، والفصول المهمّة:277.. ).

قالوا.. وكتبوا
قال كعب الأحبار: المهديُّ مِن وُلد فاطمة. ( الفتن والملاحم لابن حمّاد 374:1، المعجم الكبير للطبراني 267:23، الكامل لابن الأثير 1164:3، الصواعق المحرقة لابن حجر:97، منهاج السنّة لابن تيميه 211:4، كنوز الحقائق للمناوي:164، التاريخ الكبير للبخاري 409:4، ميزان الاعتدال للذهبي 355:1.. وعشرات المصادر وقد بلغت قريباً من مئة ).
وقال عبدالله بن عمر بن الخطّاب: يخرج المهدي من وُلد الحسين... ( إلى أن قال: ) ألاَ أصِفُه لكم ؟.. ألا فهو أشبه خَلق الله برسول الله، اسمُه على اسمه، واسم أبيه على اسم ابنه، مِن وُلد فاطمة ابنة محمّد صلّى الله عليه وآله مِن وُلد الحسين، ألا فَمَن توالى غيره لعنه الله! ( عقد الدر في أخبار المهديّ المنتظر ليوسف بن يحيى المقدسي الشافعي:222. وفي عبارة واسم أبيه على اسم ابنه ـ أي اسمه يكون محمّد بن الحسن صلوات الله عليهما ـ وقع تصحيف، وربّما تحريف، فكتبوا: واسم أبيه على اسم أبيه؛ لكي لا يطابق! ).
وقال قَتادة: قلت لسعيد بن المسيّب: المهديُّ حقّ ؟! قال: حقّ، قلت: ثمّ مِمّن ؟ قال: مِن كِنانة، قلت: ثمّ ممّن ؟ قال: من قريش، قلت: ثمّ ممّن ؟ قال: مِن بَني هاشم، قلت: ثمّ ممّن ؟ قال: مِن وُلد فاطمة. ( عقد الدرر:80، الصواعق المحرقة:235، ينابيع المودّة، جواهر العقدينن إحقاق الحقّ ـ الملحقات للسيّد المرعشي 98:13 ـ 110 ).
وقال الزهري: المهديُّ رجلٌ مِن وُلد فاطمة ابنة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وما الخلافة إلاّ فيهم. ( البرهان في أخبار صاحب الزمان للمتّقي الهندي:95 ).
وكتب ابن أبي الحديد في شرح عبارة أمير المؤمنين عليه السلام من ( نهج البلاغة ): « بنا يختم لا بِكُم »: ـ في بعض الخُطَب إشارةٌ إلى المهديّ الذي يظهر في آخر الزمان، وأكثرُ المحدّثين على أنّه مِن وُلد فاطمة عليها السلام. ( شرح نهج البلاغة 224:1 ـ عنه: بحار الأنوار 131:51 / ح 25، والبيان والتبيين للجاحظ:44 ).
وكتب ابن عربي في ( الفتوحات المكيّة ): اعلموا أنّه لابدّ من خروج المهدي عليه السلام، لكن لا يخرج حتّى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً، وهو مِن عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله مِن وُلدِ فاطمة رضيَ الله عنها، جَدُّه: الحسينُ بن عليّ بن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكريّ ابن الإمام عليّ النقيّ ابن الإمام محمّد التقيّ ابن الإمام عليّ الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمّد الباقر ابن الإمام زين العابدين عليِّ، ابن الإمام الحسين ابن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم.. ( عنه: إحقاق الحقّ 697:19. وذكر هذه الفقرة: ابن الصبّان المالكي في إسعاف الراغبين:154، والسيّد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانيّة 37:2، والحائري في إلزام الناصب 107:2، والخونساري الموسوي في روضات الجنّات 58:8، والسيّد مصطفى آل السيّد حيدر الكاظمي في بشارة الإسلام:293 ).
وكتب السيّد ابن طاووس في ( الطرائف 175:1 ): واعلَمْ أنّنا روينا، نحن وأكثر أهل الإسلام أيضاً، أنّ نبيّنا محمّداً صلّى الله عليه وآله قال أنّه لابدّ مِن مهديٍّ مِن وُلد فاطمة ابنته عليها السلام، يظهر فيملأ الأرضَ عدلاً وقسطاً كما مُلِئت ظُلماً وجوراً. وقد روى أيضاً جماعةٌ من رجال الأربعة المذاهب في كتبهم، وأجمع عليه أهل الإسلام.( عنه: حلية الأبرار للسيّد هاشم البحراني 718:2 ).
وكتب محمّد رسول البرزنجي الشافعي في ( الإشاعة لأشراط الساعة:87 ): إنّ أحاديث وجود المهدي عليه السلام وخروجه آخر الزمان، وأنّه مِن عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله ومِن وُلد فاطمة عليها السلام، بلَغَت حدَّ التواتر المعنوي، فلا معنىً لإنكارها. ( عنه: دفاعٌ عن الكافي للسيّد العميدي 374:1 ).
وكتب الباعوني في ( جواهر المطالب 152:1 ) حو فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام: ومِن شرفها أنّ المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً هو مِن وُلْدِها، وقد اختُصّت بهذه المزايا دون أخواتها.

مُستودَع الخيرات جميعاً
من خلال هذه الأحاديث والبيانات المؤيّدة، والإجماعات المتّفقة، والروايات المتواترة المتظافرة، يتبيّن لكلِّ أحد أنّ أهل البيت النبويّ الشريف هم محالُّ معرفة الله، ومساكنُ بركة الله، ومعادِنُ حكمة الله، وحَفَظةُ سرِّ الله، وحَملَةُ كتاب الله، وأوصياءُ رسول الله صلّى الله عليه وآله.. منهم كان أكرم النبيّين، وخيرُ الوصيّين، وسيّد الشهداء المرضيّين، وأفضلُ الأئمّة الهداة الميامين، ومنهم مهديّ الحقّ والعدل والخيرات أجمعين، وهو مِن وُلد فاطمة سيّدةِ نساء العالمين، صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وأبنائها الطيّبين الطاهرين المعصومين.


source : http://imamreza.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في المدينة ...
أخلاق الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مع ...
أقوال علماء أهل السنة في اختصاص آية التطهير ...
الامام السجاد عليه السلام
وصايا الإمام الصادق ( عليه السلام )
إضاءاتٌ هادية من كلمات الإمام الباقر عليه ...
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الثاني
أدب الحوار.. عند الإمام الرِّضا عليه السلام
متى يكون حبّ المعصومين (عليهم السلام) قيّما
عيد الغدير الأغر

 
user comment