إنّ معيار الأفضلية بين الناس هو في درجة الإيمان والعلم والتقوى.
إن الإنسان المؤمن بالله واليوم الآخر والذي يخشى الله سبحانه هو الأسمى بين الناس بإيمانه وتقواه، والعالم العامل بعلمه له درجات يمتاز بها بين المؤمنين وأن المتقين الذين بلغوا أوج اليقين لهم الرفعة بين الناس جميعاً؛ وإذا ما تأملنا في آيات القرآن الكريم وجدنا إشارات واضحة تضيء القلوب والعقول:
أهل الإيمان
قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}([1]).
إنّ الاتجاه العام الذي تحرم فيه آيات القرآن الكريم وما ورد في الروايات عن أهل البيت^ إن المؤمن له من الكرامة عند الله عز وجل والشأن، بحيث يكون حب المؤمن ومودّته هو حب الله ورسوله وتقديم العون للمؤمن بمثابة العون لله والرسول وإدخال البهجة والفرح في قلب المؤمن هو ما يسرّ الله والرسول.
يروي الإمام محمد الباقر عن جدّه رسول الله’ قوله: >من سرّ مؤمناً فقد سرّني ومن سرّني فقد سرّ الله<([2]).
وقال الإمام الباقر×: >ما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن<([3]).
وقال الإمام الصادق×: >لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحب إلى الله من عشرين حجة كل حجة يُنفق فيها صاحبها مئة ألف<([4]).
وجاء عنه× قوله: >إنْ أشبع رجلاً من أخواني، أحب إليّ من أن أدخل سوقكم هذا فأبتاع منها رأساً فأعتقه<([5]).
أهل العلم
قال رسول الله’: >أفضل العالم على سائر الناس كفضلي على أدناهم<([6]).
وعنه صلوات الله عليه قال: >فضل العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب<([7]).
وقال’: >ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفّعون: الأنبياء ثم العلماء، ثم الشهداء<([8]).
وعن الإمام محمد الباقر× قال: >عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد<([9]).
أهل التقوى
يقول القرآن الكريم حول التقوى:
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ}([10]).
وجاء عن النبي’: >إن الله عز وجل يخاطب الناس يوم القيامة:
>أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم أنسابكم فاليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم، أين المتقون؟ إن أكرمكم عند الله أتقاكم<([11]).