ان الانزوا والانعزال والابتعاد عن المصاحبة يؤدي إلى الكثير من المشاكل والكآبة وقسوة القلب يعدّ سبباً في اثارة التشنجات النفسية والعصبية ويورث امراضاً نفسية وبدنية .
والعزلة تجعل الانسان يغرق في بحر من الاوهام والخيال والافكار البعيدة عن المنطق والامراض الاخلاقية والنفسية ، وتجلب له امواجاً من المشاكل على اختلاف انواعها .
قال النبي ((صلى الله عليه وآله)) : « أكثر أهل النار العزّاب » .
وعنه أيضاً ((صلى الله عليه وآله)) : « شرار موتاكم العزّاب »(1) .
وفي رواية اخرى عنه ((صلى الله عليه وآله)) : « رذّال موتاكم العزّاب »(2) .
وقال في حديث آخر : « شراركم عُزّابكم والعزّاب اخوان الشياطين »(3) .
وفي موضع آخر قال ((صلى الله عليه وآله)) : « خيار اُمتي المتأهلون وشرار امتي العزّاب »(4) .
وقال ((صلى الله عليه وآله)) أيضاً : « لو خرج العزّاب من موتاكم إلى الدنيا لتزوجوا » .
وقال ((صلى الله عليه وآله)) في حديث آخر : « لعن الله من لم يتزوج » .
ان وصف الرسول الاكرم ((صلى الله عليه وآله)) العازفين فن الزواج باهل النار والرذال واخوان الشياطين والاشرار والملعونين إنما يأتي بسبب حتمية وقوعهم في الفساد والافساد والشيطنة والمعصية والموبقات ، وبذلك يصبحون عاملاً في اثارة المضايقات لمجتمعهم ويتسببون بخلق مشكلات جمّة في كافة مرافق الحياة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ البحار : 100/220 ـ 221 .
2 ـ نفس المصدر .
3 ـ نفس المصدر .
4 ـ نفس المصدر .
واستناداً إلى الآيات والروايات وما أثبتته تجارب الحياة فإن الزواج يكرّم الانسان ويرفعه ويخلصه من بواعث استحقاق العذاب الالهي ويحفظه من الرذيلة والانحدار ويحصّنه من الوقوع في شراك الشيطان ، ويصون المرء من ان يصبح مصدراً للشر والفساد وبالتالي يتعرض لسخط الله ولعنته ، وكل ذلك مدعاة لشيوع الاستقرار والطمأنينة والأمن والطهارة والتقوى والرخاء في شؤون الحياة وتخفيف اعبائها ، ولهذا السبب اشار تعالى إلى العلّة من تشريع الزواج في كتابه الكريم قائلاً :
( يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ )(1) .