عربي
Tuesday 24th of December 2024
0
نفر 0

الصلاة عبادة وتربية

1 ـ الصلاة

تعني لفظة الصلاة في اللغة (الدعاء وطلب البركات والتمجيد، والتزكية، والاستغفار). وقد استعملها القرآن بمعناها اللغوي هذا في موارد عدة ، منها خطابه المجيد للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقوله له:
(خُذْ مِن أموالِهم صَدَقةً تُطهّرهُمْ وتُزكّيِهم بِها وصلّ عَلَيْهِم إنّ صَلاتكَ سَكَنٌ لَهم واللهُ سَميعٌ عَليمٌ).(التوبة/103)
فاستعمال القرآن الكريم ـ هنا ـ لكلمة الصلاة جاء بمعنى الدعاء بالخير والبركة والتزكية.
ومنها أيضاً خطاب القرآن الكريم للمؤمنين، وحثه لهم على الصلاة على النبي والتسليم عليه بقوله:
{ إنّ اللهَ ومَلائكتَهُ يُصَلّونَ على النّبي يا أيُّها الّذينَ آمَنوا صَلّوا عَليهِ وسَلِّموا تَسليماً }. (الأحزاب/56)
ومنطوق الآية هنا واضح باستعمال لفظة الصلاة بمدلولها اللغوي، وهو: التحنّن والتبريك من الله، والدعاء بالتزكية، والاستغفار من الملائكة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وطلب الصلاة من المؤمنين على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برفع دعائهم الى الله سبحانه لطلب التحنّن والبركات له بقولهم: اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، لتتم صيغة التعادل وموازنة الحب والولاء بين الأطراف المدعوّة للصلاة على بعضها البعض ـ النبي والمؤمنين ـ .
والرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أيضاً قد استعمل في أحاديثه وتوجيهاته كلمة (الصلاة) بمعناها اللغوي الذي يعني الدعاء وطلب الخير والبركات، فقال: «إذا دعي أحدكم الى طعام فليجب، وإن كان صائماً فليصلّ»(1) .
أي ليدع الى أهل الطعام بالخير والبركة.
وقد نقل القران كلمة (الصلاة) هذه من استعمالها اللغوي الدال على الدعاء الى معنى إصطلاحي خاص يطلق على تلك العبادة الاسلامية المؤلفة من مجموعة من الأقوال والأفعال التعبّدية بصيغتها التي بلغها الرسول، وحدّد شروطها وكيفياتها، والتي دعا الى الحفاظ على سلامة صيغتها ودقّة معانيها وأهدافها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (وصلّوا كما رأيتموني أُصلّي)(2).
وإلى هذه الصلاة (العبادة التي حدّدها الاسلام) كان القرآن الكريم يشير في كل آية يذكر فيها اسم الصلاة كواجب عبادي مخصوص، كقوله تعالى:
{ وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتوا الزَّكاةَ وأطيعُوا الرّسولَ لعلَّكم تُرحَمون }.(النور/56)
{...إنَّ الصلاةَ كانَت على المؤمنينَ كِتاباً مَوْقوتاً }.(النساء/103)

2 ـ الصلاةُ معْراجُ المؤمن

{ قُلْ لِعِباديَ الّذينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصّلاةَ...}.(ابراهيم/31)
الصلاة هجرة روحية يطوي الانسان فيها فواصل البعد بينه وبين الله، وممارسة تعبدّية يستهدف بها اكتشاف العلاقة بينه وبين بارئه، بوعي روحي مجرّد، وتفتّح وجداني متيقّظ.
ففي الصلاة يكون الانسان في موارد القرب والحب الالهي العظيم.
وفي الصلاة يعلن عن تصاغره وعبوديته لخالقه.
وفي الصلاة تتسع أمام الانسان آفاق العظمة والقدرة الالهية.
وفي الصلاة يتجسّد للانسان فقره وضعفه وحاجته الى غنى بارئه وتتابع إفاضاته ورحمته.
وفي الصلاة تهبط الحجب بين العبد وربّه، فتفيض اشراقات الحب والجمال الالهي على النفس، لتعيش أسعـد لحظات الاستمتاع والرّضى، وهـي في أرقى ما تكـون من حالات الصحـو الوجداني، والاستعداد للتلقّي والقبول التعبـّدي.
وفي الصلاة عودة للوعي، واكتشاف لحقيقة الذات، ومعرفة قدرها أمام خالقها العظيم.
وفي الصلاة محاولة صادقة للهجر والخلاص من الذنوب.
وفي الصلاة سعي للعودة بطهارة النفس وسلامتها الى لحظة ميلادها الفطري، بنقائه وطهارته؛ لأن في الصلاة عزيمة جادّة لهجر الذنوب والمعاصي، ومحاولة مخلصة للانفلات من قيود المادة والشهوة.
فهي سعي للهجرة الى الله، والتسامي نحوه، وهي محاولة للتعالي والانتقال اليه، وهي عودة الى الله بعد كل فترة زمنية يمارس فيها الانسان حياته ؛ فيتعامل مع نفسه، أو مع الله، والناس الذين يعيش معهم، فيتهاون بأداء حقوق الله عليه حيناً، أو يسيء الى الناس فيسلك سلوكاً شاذاً ومنحرفا حيناً آخر، فيكون بحاجة الى التخلّص من هذه الآثار السلوكية السلبية، والتوجهات النفسية المنحرفة، فيجد في الصلاة محطة لتطهير النفس والتأمل في خيرها وصلاحها، ومنطلقاً لتغيير مساره وتوجهه في الحياة.
فهو في وقفته الصادقة بين يدي الله، يستغفره ويتضرّع اليه، ويعلن براءته وندمه، ورغبته في الاستقامة والطهارة، فيجدّد بذلك عهده مع الله، ويستشرف آفاق مسيرته الحياتية من أوضح مداخلها، وأصفى أجوائها، فتنمو بكثرة الممارسة والاقبال على الصلاة ملكات الخير، وتتصاغر نوازع الشر، وتتوارى عن الظهور مناشئ الاجرام، فتقوى بذلك العزيمة، وتشتّد الارادة على الاصلاح وارتياد سبل الخير، وتنمو الرغبة في الطرح والخلاص من كل سييء في الحياة، بممارسة انسحاب النفس الدائم، وإخلاء آفاقها من عتمة الجرائم والآثام.
لذا كانت الصلاة نظاماً تعبدياً لوقاية النفس من شذوذها، وعلاجاً جذرياً يداوي أمراضها، بتعهّد قواها وملكاتها ونوازعها بالتنشئة الصحيحة، والتربية المستقيمة.
وصدق الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يصف أهمية الصلاة، ودورها في تطهير النفس وتقويم السلوك البشري في الحياة بقوله:
( لو كان على باب دار أحدكم نهر فاغتسل في كلّ يوم منه خمس مرّات، أكان يبقى في جسده من الدّرن شيء؟ قلنا: لا، قال: فانّ مثل الصّلاة كمثل النّهر الجاري، كلما صلّى صلاة كفّرت ما بينهما من الذنوب)(3).
وجاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فقال له: يا رسول الله أوصني، فقال: (لا تدع الصّلاة متعمّداً، فإنّ من تركها متعمّداً فقد برئت منه ملّة الاسلام)(4).
وجاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
(ما بين الكفر والايمان إلاّ ترك الصلاة)(5).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
(لكلّ شيء وجه، ووجهُ دينكم الصّلاة، فلا يُشِينَنَّ أحَدُكُم وجهَ دينه)(6).
وروي كذلك عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
(ليسَ منّي من استخفّ بصلاته، لا يَردُ عليَّ الحوضَ لا والله)(7).
وروي عن الامام الصادق (عليه السلام):
(ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصّلاة، ألا ترى العبد الصالح عيسى بن مريم قال: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً)(8).
ولهذه الأهمية العظمى للصلاة أصبحت فريضة عبادية في كل رسالة إلهية بشّر بها الأنبياء لأنها الصلة بين العبد وربّه، ولأنها معراج يتسامى الفرد بها الى مستوى الاستقامة والصلاح.
ولذلك فإنّ القران عندما تحدّث عن الأنبياء ورسالتهم في الحياة، قال:
{ وَجَعلناهُم أئمةً يَهدُونَ بأمرِنا وأوحينا إِليهمْ فِعْلَ الخيراتِ وإقامَ الصّلاةِ وإيتاءَ الزَّكاةِ وكانوا لنا عابِدين }.(الأنبياء/73)
فالصلاة شعار وعلامة للفرد المؤمن، وللاُمة المؤمنة، وهي حدّ فاصل بين المؤمن الحق، وبين من لا ينتمي لُامّة الايمان.
لذا جاء قوله تعالى:
{ فأقيموا الصلاةَ إنَّ الصَّلاةَ كانتْ على المؤمِنينَ كِتاباً مَوْقُوتاً }.(النساء/103)
فهي شعار أهل الايمان، وصفة أُمة التوحيد على تعاقب الأجيال، وتتابع الرسالات والعصور. لذلك تحدّث القرآن الكريم عن أُولئك المسلمين وعن شعارهم مع نبي الاسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأثنى عليهم، وقرن صفتهم بصفة أسلافهم من أتباع الأنبياء، وأصفياء الرسل، فقال عزّ من قائل:
(مُحَمَّدٌ رسولُ اللِه وَالَّذينَ مَعَهُ أشِدّاءُ على الكُفّارِ رُحَماءُ بينهُم تَراهُم رُكَّعاً سُجَّداً يبتَغُونَ فضْلاً منَ اللهِ ورضْواناً سيماهُمْ في وُجوهِهم من أثَرِ السُّجودِ ذلكَ مَثَلُهُم في التَّوراةِ ومَثَلُهُمْ في الانجيلِ كزَرْعٍ أخرَجَ شَطْأََهُ فآزرهُ فاستغلظَ فاستَوى على سُوقهِ يُعْجِبُ الزُّراعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ..).(الفتح/29)
وما كان للقرآن هدف في هذا العرض التاريخي للصلاة إلاّ ليؤكّد للمؤمنين أنّ الصلاة في كل الرسالات الالهية كانت أُولى شعائرها، ومخّ عبادتها بعد الايمان بالله.
وكم أوحى لنا القرآن بقداسة الصلاة وأهميتها في دعوة الأنبياء؛ فحدّثنا عن مناجاة أبي الأنبياء (عليهم السلام) وشعاره الحنيفي الذي تلقّاه من ربّه، والذي كان يردّده خشوعاً ينساب في نفوس أتباعه، عقيدةً، ووعياً، وطريقةً:
{ قُلْ إنّّ صلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ ومَماتي للهِ ربِ العالَمينَ* لا شَريكَ لهُ وبذلكَ أُمِرتُ وَأنا أوَّلُ المسلمين }.(الأنعام/162 ـ 163)
وكم كان يشتد بإبراهيم (عليه السلام) الشوق الى الله فيرفع دعاءه إليه راجياً منه أن يجعله وذرّيته من مقيمي الصلاة والمتعبّدين بها، فيقول:
{ رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرّيتي... }.(إبراهيم/40)
وهكذا عرض لنا القرآن نماذج من الخطابات الالهية الموجّهة للأنبياء، بوجوب الصلاة فريضة على أُممهم وأتباعهم، ليؤكد لنا أهمية الصلاة، ويوضح مركزها في دعوات الأنبياء ورسالات الرسل (عليهم السلام).
3 ـ ترك الصلاة تنكّر وانفصام

{ ما سَلَكَكُم في سَقَرَ* قالوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصلّين }.(المدثر/42 ـ 43)
يعتبر أداء الصلاة أرقى مراتب العبادة، وأجلى مظاهر الشكر، وأوضح شعائر الامتنان والعرفان، وأصدق تعبير عن مشاعر الوفاء والاخلاص، وأخص مراسم الاعلان عن العبودية، والارتباط بالله.
وبالمقابل فإنّ ترك الصلاة يعبّر عن الجفوة والهجران، ويعكس تنكّر النفس التائهة الضائعة، وانفصامها عن مبدئها وغايتها (خالقها العظيم)، على أن هذا الانفصام لا يمكن إلاّ أن يحدث أثره ونتائجه السلبية ومردوداته الخطرة على نفس الانسان وإحساسه، لذا فالنفس الانسانية التي تعيش الشعور بالانفصام المُرّ عن الله سبحانه، تظل تتلمّس البديل وتبحث عن كل وجهة علّها تجد السكينة والسعادة، أو تحظى بالسرور والرّضى، ولكنّها تظل تبحث دون جدوى، وتتخبّط دونما هداية.
ولكي لا تحل بالانسان مأساة العذاب والبُعد عن الله سبحانه، شدّد الاسلام على الالتزام بالصلاة، والحفاظ عليها:
{ حافِظوا على الصّلواتِ والصّلاةِ الوسطى وقومُوا للهِ قانِتين }.(البقرة/238)
وشدّد النكير على تاركي الصلاة وساوى بين ترك الصلاة والكفر من حيث النتيجة الاُخروية التي ينتهي اليها الاثنان، والحالة النفسية والسلوكية التي يتمرّغان بأوحالها، لأنّ كلاًّ من تارك الصلاة والكافر منفصم العلاقة بالله، منقطع الصّلة به، متنكّر للفضل والنّعم، يعاني من ظلمات النفس، ويعيش تحت وطأة تراكم الذنوب والانحراف؛ لذا جعلت الصلاة في عرف الاسلام حدّاً فاصلاً بين الكفر والايمان.
فقد روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله المعبّر عن رأي الاسلام وموقفه من تارك الصلاة:
«ما بين الكفر والايمان إلاّ ترك الصّلاة».
كما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
«الصلاة عمود الدّين، من أقامها فقد أقام الدّين، ومن تركها فقد هدم الدّين».
وروي عن الامام الباقر (عليه السلام):
«بُني الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزّكاة، وحجّ البيت، وصيام شهر رمضان»(9).
وبهذه النصوص المتضافرة من الكتاب والسنّة على تأكيد دور الصلاة وأهميتها الايمانية، والاصلاحية، نستطيع أن نستنتج قدر الصلاة وقيمتها في الاسلام؛ فهي الحدّ الفاصل بين الايمان والكفر، وهي علامة المؤمن، وصفة المتقي، وهي عماد الاسلام وروحه الجامعة لكل معانيه، وصورته المختصرة المركّزة في صيغتها العبادية الرائعة. ففيها تنطوي كل معاني الاسلام، من
الايمان بالله، والاخلاص له، وإظهار الشكر، وتطهير النفس، والترويض على حبّ الخير، وتقويم السلوك، ودوام الاتصال بالله، والارتباط بالعالم الآخر..الخ، لذا كان تركها هدماً للاسلام، وانفصاماً عن الله، وثغرة في نفس التارك يتسرّب منها الفساد والانحراف.

4 ـ فلسفة الأذان للصّلاة

في أوقات متعدّدة، وعلى وجه التحديد خمس مرّات في كل يوم، ومع كل تحوّل كوني، وانتقال زمني وفلكي يطرأ على عالمنا المحيط بنا، وفيما نحن نغطّ في مشاكل الحياة، ونندمج في تيار حركتها الدؤوب الشغول، وقد لفّت بعضنا الغفلة عن ذكر الله، واستهوت الكثير منا مظاهر الحياة، فراح يمنحها كل روحه وإحساسه، مخلصاً لها، مغرماً بالتعلّق بها، ففي غمرة ذلك يسمع الواحد منّا نداء الصلاة يعطّر أجواء الأرض، ويهبط على قلبه هتافاً يردّد شعار التوحيد، ويرفع اسم الله عالياً، وهو يندّد بالغفلة عن ذكره، ويدعو للاقبال على خير الأعمال، واللقاء بأعظم موجود.
في غمرة ذلك، نسمع نداء الصلاة، فنصغي الى سموّ معانيه، وجمال ترانيمه، ونستغرق في الانصات، فيأبى النداء العذب والهتاف الخالد أن يتلاشى في أمواج الفضاء، ليتهادى حياة تنساب الى القلوب الظامئة، ونوراً يتدفق على النفوس التائهة، فيوقظ فيها وعي العقل، وإحساس الضمير، ودفقة الرجاء، وهو يتتالى: «اللهُ أكبر».
الله أكبر مِن أن يُوصَف.
والله أكبر مِن أن يدرك منتهى عظمته أحد.
والله أكبر مِن أن يستوعب جمال وجوده قلب.
عظيم ما أعظمه، كبير ما أكبره ، فأي شيء في هذا الوجود يمكن أن يشغل الانسان عن لقائه، والحضور بساحة رحمته، والاستمتاع بلذيذ مناجاته، والاستضاءة بمشارق نوره.
ويتعالى النداء ذكرى تنصبّ بين يدي العقل، وهالة نور تحيط بمدارات الروح.
«أشهد أن لا إله إلاّ الله»: ليصحو العقل من غفلته، ويستفيق الضمير من رقدته، ويستمر مؤذّن الأرض يوالي إيقاع فصول الأذان: «أشهد أنّ محمداً رسول الله» تعريفاً ببشارة السماء الى الأرض، ودعوة لأتباع رسول الحق والهدى، ليخفّوا الى الصلاة وسط هذا الجوّ الروحي العبق، والاحساس النفسي المتفتح.
ثم يستأنف المؤذّن فصول الأذان، فيكرّر: «حيّ على الصّلاة ، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل»، هيّا أقبل أيها المسلم إنها الصلاة، لقاؤك مع ربّك، ووقوفك بين يديه. إنّها أجمل لحظات عمرك، وأربح مساعيك. أقبل عليها بروحك وقلبك وعقلك، ففيها فلاحك وخيرك.
ولا ينتهي الأذان حتى يكرّر دعوة الحق والثناء «الله أكبر» «لا إله إلاّ الله» لئلاّ يعظم في نفس الانسان عظيم غير الله بعد هذا النداء، ليخفّ الى لقاء ربّه، ويسارع الى الوقوف بين يديه، سبحانه وتعالى.

5 ـ حقائق ذات مغزى

جعل الاسلام للصلاة مقدّمات، وأحاطها بأجواء ومراسيم، واشترط لصحتها وتحقق آثارها شروطاً لا تكتمل الغاية التعبدية إلا بها، تنسج من هذه المراسيم والأجواء الروحية هيكلاً قدسياً يحيط بالصلاة وينظم روحها وأهدافها، فجعل لكل بعد في هذا الهيكل حقيقة ومغزى، ترسم للروح خطّاً في خارطة التكامل، فاذا ما اجتمعت هذه الخطوط والأبعاد أدّت عملاً إيحائياً متوافق النتائج والآثار في نفس المصلّي واتجاهه في الحياة.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الزكاة
الزيارة الجامعة الكبيرة
ُ نَجَاسَةِ أَسْآرِ أَصْنَافِ الْكُفَّارِ
ما تركزه الصلاة في النفس والمجتمع
أَبْوَابِ الْأَسْآرِ
الخمس فی زمن علی علیه السلام
الصلاة عبادة وتربية
إتمَام الحجج في تفسير مَدلول ولا جدَال في الحَج
سنّة الوضوء
أَبْوَابُ الْمَاءِ الْمُضَافِ وَ ...

 
user comment