السؤال: ما هي ملابسات زواج الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله بعائشة وحفصة ؟ وما هي الأهداف من ورائها ؟
جواب سماحة الشيخ حسن الجواهري : بسم الله الرحمن الرحيم
قد يتزوج الانسان أحياناً من بعض القبائل أو الاشخاص اما ليقوّي أواصر العلاقة معهم أو ليأمن جانبهم فيما اذا كان يحذر منهم ، فان الزواج يخلق رابطة يصعب على الطرف تجاوزها وغض النظر عنها ، ولعل الزواج المذكور للنبي صلى الله عليه وآله جاء تماشياً مع هذه النكتة .
وقد يكون الزواج المتقدم لنكتة سياسية هي تقوية الاسلام فيما اذا كان أب الزوجة له شوكة في قومه بحيث يكون الزواج موجباً لدخول القبيلة بأكملها في الاسلام، ولعل هذه النكتة أظهر من النكتة السابقة، أو مكمّلة لها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السؤال: ( انّي ظننت أني ملاق حسابيه ) (وظنوا أن لا ملجأ من الله الا اليه ) (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون ).
لماذا جاء لفظ (ظن) في الآيات لتعبير عن العلم بالظن ؟
جواب سماحة السيد مرتضى المهري : يقول جمع من المفسرين واللغويين ان الظن يستعمل تارة في الاعتقاد الراجح واُخرى في العلم . وذكروا لكل منهما شواهد في الشعر العربي ويقول بعض الباحثين عن اُصول اللغة أن الظن يطلق على كل اعتقاد ناشى من امارة فقد يكون علماً وقد يكون اعتقاداً راجحاً بل حتى غير الراجح فالظن يقابل العلم الناشى من الاحساس والادراك والوصول الى حقيقة الشيء ولمسه . فالظن في الآيات المذكورة وان لم يكن في موارده احتمال للخلاف الا انه ليس علماً ناشئاً من لمس الحقيقة بالوجدان أو بالحواس الظاهرة وانما هو علم نشأ من ترتيب مقدمات أو تصديق الأنبياء أو نحو ذلك ان كان يبلغ في بعض الناس كالمعصومين وبعض أهل الكمال الى درجة اليقين ولكنه في أكثر المؤمنين لا يتجاوز ذلك بل ربما يكون أقل منه ومع ذلك فهم يعدون من المؤمنين فلعل الوجه في اختيار هذا التعبير الايعاز الى قبول الايمان من المؤمنين بدرجاته المتفاوتة اذ لاشك ان ايماننا مهما يكن قوياً لا يبلغ حد ايمان من قال « لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً » وهو أمير المؤمنين سلام الله عليه .
السؤال: عندي بحث ماجستير في احدى الدول الأجنبية حول فدك ونصرة المظلوم في الفكر الاسلامي ودراستي ستكون باذن الله متعمقة في روايات الشيعة والعامة كذلك وستستعرض الروايات في عدة قرون من الزمان ، سؤالي من ثلاث أقسام هو كيف أحصر جميع المرويات في قضية فدك ؟ وكيف أجمع مرويات كل قرن هجري ؟ وما الكتب المناسبة لمعرفة طبقات علماء كل جيل بحيث أنّي اذا جمعت مروياتهم جمعت مرويات قرن بأكمله ؟
جواب سماحة الشيخ حسن الجواهري : يمكن للاطلاع على قصة فدك وأخبارها من كتب العامة مراجعة شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة في شرح كتاب الامام عليه السلام الى عثمان بن حنيف فقد تعرض ابن أبي الحديد الى القضية مفصلاً وقال في بداية حديثه : كل ما نذكره فهو من كتب العامة لا من كتب الشيعة ورجالهم واغلب ما ينقله هو من كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري راجع شرح النهج 16 : 344 نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ولاحظ صحيح البخاري / كتاب المغازي / غزوة خيبر / باب 40 / حديث 4240 ولاحظ صحيح مسلم / كتاب الجهاد / باب 15 باب حكم الفيىء وباب 16 باب قول النبي صلى الله عليه وآله لا نورث ما تركناه فهو صدقة ولاحظ السيرة الحلبية 3 : 400 ، ومن كتب الشيعة لاحظ كتاب بحار الأنوار ج25 وغيره من الأجزاء وكتاب وسائل الشيعة 9 : 525 ، 26 : 102 ، 27 : 293 وكتاب اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء المطبوع في مدينة قم المقدسة فانك تجد فيه الشيء الكثير ، وكتاب كشف الغمة للاربلي الجزء الثاني وكتاب وفاة الصديقة الزهراء للمقرم .
ويمكنك مراجعة رجال الشيخ الطوسي لمعرفة طبقات الرواة فان الشيخ الطوسي ذكر الرواة عن النبي والأئمة باسمائهم فيمكن معرفة طبقات رواة قضية فدك بمراجعة الكتاب المذكور ، واذا عرفت طبقات الرجال ، فقد عرفت أيضاً رواة كل قرن على حدة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: لولاك ما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما جميعاً ما تفسير هذا الحديث ؟ المصدر بحار الأنوار .
جواب سماحة الشيخ محمد السند : بسم الله الرحمن الرحيم
ليس معنى الحديث كما قد يتوهم في بادى النظر هو أفضلية علي أو فاطمة عليهما السلام، بل الرسول صلى الله عليه وآله أفضل الكائنات وسيد البرايا « فدنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى » دنواً واقتراباً من العليّ الأعلى، وقال علي عليه السلام « أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله » أي المأمورين بطاعته صلى الله عليه وآله . بل مفاده نظير ما رواه الفريقين عن النبي صلى الله عليه وآله « عليّ منّي وأنا من عليّ » و « حسين منّي وأنا من حسين » وهو يحتمل أوجه من المعاني منها : أن الغرض والغاية من خلق بدن الرسول صلى الله عليه وآله في النشأة الدنيوية وابتعاثه لا يكتمل الا بالدور الذي يقوم به علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام من أعباء اقامة الدين وايضاح طريق الهداية، نظير قوله تعالى النازل في أيام غدير خم يوم تنصيب النبي صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام اماماً ( يا أيها الرسول بلّغ ما اُنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين ) فقد جعل تبليغ الرسالة مرهوناً بنصب علياً اماماً ليقوم بالدور الذي يلي النبي صلى الله عليه وآله وكذا قوله تعالى ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) وهو أيضاً نزل في أيام غدير خم فرضا الرب بالدين مشروط بما أقيم في ذلك اليوم من امامة علي عليه السلام وولده وكذا اكمال الدين وبسبب ما اُقيم من معلم الدين في ذلك اليوم يئس الكفار من ازالة الدين الاسلامي والقضاء عليه، لان القيّم على الدين وحفظه لن ينقطع بموت النبي صلى الله عليه وآله بل باق ما بقيت الدنيا ، ونظير قوله تعالى : ( قل لا اسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى ) فجعل الرسالة في كفة ومودة قربى الرسول صلى الله عليه وآله في كفة معادلة وقال تعالى : ( ما سئلتكم من أجر فهو لكم ) و ( ما أسئلكم عليه من أجر الا من شاء أن يتخذ الى ربه سبيلا ) فكانوا هم السبيل اليه تعالى والمسلك الى رضوانه وان الدور الذي قامت به فاطمة عليها السلام من ايضاح محجة الحق وطريق الهداية في وقت عمّت الفتنة المسلمين ولم يكن من قالع لظلمتها ودافع للشبهة الا موقف الصديقة الطاهرة عليها السلام فقد كان ولا يزال حاسماً وبصيرة لكل المسلمين ولكل الاجيال . اذ هي التي نزلت في حقها آية التطير والدهر وهي اُم أبيها ، الاُمومة للرسول صلى الله عليه وآله وهو مقام لا يقاس به الامومة للمسلمين (اُم المؤمنين) ، وهي روح النبي صلى الله عليه وآله الذي بين جنبيه ، فكل هذه الآيات والأحاديث النبوية لم تزل حيّة طريّة في آذان المسلمين .
وهذا المعنى للحديث حينئذ يقرب من مفاد قوله تعالى : ( ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) أي ليعرفون ثم يعبدون وذلك بوساطة هداية الرسول والدين الحنيف باقامة الأئمة عليهم السلام له بعده صلى الله عليه وآله .