السؤال:
ما دليلكم على أن المهدي ( عليه السلام ) مولود وحي ؟
أود أن تزودونا بالمصادر التي تثبت أن أمير المؤمنين (ع) ولد في الكعبة وما حكم من ينكر هذه المنقبة له (ع) من الشيعة وهل يعتبر ضالا أم ماذا وما رأي المراجع حفظهم الله في ذلك ولكم الأجر وما ردّكم على من يعتبر لطم الصدور ومواكب العزاء بدعة ؟
كيف يتم إثبات إمامة الإمام الحجة عليه السلام وهو غائب عنا ولم نره في هذا العصر ؟
ما هو برهانكم بعدم رؤية الله في الآخرة هل وردت في كتب القوم إشارات لخطبة سيدتنا ومولاتنا الزهراء صلوات الله وسلامه عليها هل خلق الله الخلق من أجل الخمسة أهل الكساء (ع) . أم أن أهل البيت (ع) جميعاً خلقوا لهداية الخلق والأخذ بيدهم ؟
نحن الشيعة نعتقد أن الإمام المهدي عليه السلام موجود وهو حي يرزق .
هل نعلم أين هو الآن ؟
ما هي علامات وجوده ؟
كيفية الانتفاع به في حال غيبته ؟
ما هو الدليل على أحقية الإمام علي بالخلافة دون سواه ؟
ما هو الدليل على عصمة الأئمة عليهم السلام في غير ما يرتبط بالشريعة أريد أن تتفضّلوا عليّ بذكر الأحاديث من كتب السنة التي تؤيد ما ينتهجه الشيعة في كل من :
1 ـ جمع الصلوات
2 ـ السجود على التربة
ما هي الأدلة التي تدل على تحريم الأغاني من القرآن الكريم والسنة النبوية ؟
ما هو التفسير الديني والعلمي للطم الصدور ؟
ما هو رأيكم في التبرك بالقبور ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ الدليل على أن المهدي عليه السلام حي موجود هو العقل والنقل المعتبر ، وأقوال العلماء من الفريقين شاهدة بوجود الدليل ، مضافاً إلى أن كثيراً من المدعين لرؤيته عليه السلام ثقاة لا يجوز تكذيبهم .
2 ـ من جملة المصادر المعتبرة عند العامة لرواية ولادته عليه السلام في الكعبة هو كتاب ( المستدرك على الصحيحين ) ، ولما كان هذا من جملة أدلة أفضلية إمامنا عليه السلام من سائر الصحابة ، فهو من جملة أدلة إمامته بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ، والشيعي لا ينكر أدلة إمامة علي بلا فصل .
3 ـ إقامة العزاء على سيدنا الحسين الشهيد عليه السلام تخليد لذكراه وإثبات لمظلومية أهل البيت عليهم السلام ولذا كان من شعائر الدين والمذهب التي ندب إليها الأئمة الأطهار وجرت عليها سيرة شيعتهم الأبرار في مختلف القرون والأدوار ، فهي من الدين وإنكارها بدعة لأنه إنكار ما هو من الدين .
4 ـ الأشياء الثابتة قطعاً والغائبة عنا كثيرة ، وطريق إثبات وجوده عليه السلام هو العقل والنقل ومشاهدة الثقات واعتراف كثير من أهل الخلاق .
5 ـ البرهان على عدم إمكان رؤية الله مطلقاً هو عدم كونه جسماً .
6 ـ من رواة خطبة الزهراء عليها السلام هو « الجوهري » صاحب « كتاب السقيفة » وهو من الثقات عند العامة .
7 ـ إن الله تعالى خلق الخلق ببركة أهل البيت عليهم السلام ، فقد ثبت بالعقل والنقل الصحيح أن بقاء العالم والخلائق بأسرها منوط ببقائهم ، وقد صرح بهذا المعنى كثير من علماء المخالفين بشرح حديث الثقلين أيضاً .
8 ـ قد نص علماؤنا الأعلام على أن الامام المهدي عليه السلام يتجول في البلاد وينتقل من مكان إلى مكان من أجل الامور المتعلقة بالدين وأهله عموماً أو خصوصاً ، وذلك من آثار وجوده والانتفاع به في غيبته .
9 ـ أحقية أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة لها أدلتها من العقل والكتاب والسنة ، وكثير من تلك الأدلة وارد في كتب المخالفين بالأسانيد المعتبرة ، كحديث : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » وحديث « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه » قاله يوم غدير خم ، وبايعه القوم كلهم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر ، وهكذا الأدلة والاحاديث الاخرى ، فراجعوا كتب هذا الموضوع .
10 ـ من جملة الأدلّة على العصمة المطلقة هو وجوب الإطاعة المطلقة ، والتفصيل في محله .
11 ـ هناك نصوص في غير واحد من كتبهم المعتبرة من الصحاح وغيرها في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الصلاتين من غير عذر من سفر أو مطر .
12 ـ الأدلة على ذلك كثيرة ، قد جمع العلامة الاميني صاحب كتاب ( الغدير ) طرفاً منها في كتاب « سيرتنا وسنتنا سيرة النبي وسنته » فراجعه .
13 ـ قد حرم الله تعالى في كتابه الكريم « اللهو » و « اللغو » بجميع أنواعه وأقسامه . وكذلك الحال في السنة المتواترة .
14 ـ لطم الصدور في الحقيقة إظهار وإبراز للحزن الشديد على مظلومية أهل البيت عليهم السلام ، فهو من مظاهر اقامة العزاء والمأتم على ما أصابهم من أعداء الله والرسول في هذه الاُمة ، وبذلك يكون المؤمنون معلنين عن ولائهم لأهل البيت وتبرئهم من أعدائهم ، وهل الدين إلا الحب لأولياء الله والبغض لأعداء الله ؟ !
15 ـ التبرك بالقبور عليه السيرة المستمرّة بين عامة المسلمين بجميع فرقهم ومذاهبهم ، وانما منع منه اتباع محمد بن عبد الوهاب ، وهم شرذمة من الناس حكم المسلمون كلهم بضلالتهم .
السؤال:
ما هو الفرق بين الشيعة والسنة وماهو اساس الاختلاف بينهم ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسم الله الرحمن الرحيم
أساس الاختلاف هو أن الشيعة يقولون بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مات عن وصيّةٍ ونصٍ على علي عليه السلام من بعده ، والسنة يقولون بأنه مات بلا وصيّةٍ معترفين بعدم النص على أبي بكر ، مع روايتهم للنصوص المعتبرة بل المتواترة في امامة علي بعد الرسول الأعظم ، وبيعة الأصحاب كلهم له بذلك .
فمنشأ الاختلاف انكار القوم للنص ونكثهم للبيعة ، ثم جاء علماؤهم بعد ذلك يبررون ما كان من اُولئك ، فاشتد الخلاف واستمر إلى يومنا هذا ، ولا يزول إلا برجوعهم إلى الكتاب والسنة الثابتة كحديث الثقلين المتواتر بين الطرفين .
السؤال:
في حادثة فاطمة الزهراء وعند هجوم اللعينان على بيت الامام علي (ع) :
هل : كان الامام علي هناك ام لا ؟
وان كان هناك لِمَ لَمْ يدافع عن حرمه البيت ام انه امر رباني ان يتقبل الموضوع ؟
وهل صحيح ان اللعينان سحباه من عنقه ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الامام علي عليه السلام في البيت ، وقد هجم القوم على البيت لإخراجه إلى البيعة ، فجاءت الزهراء الطاهرة لتمنعهم ، فاعتدوا عليها وكان ما كان مما سعوا في إخفائه وكتمه ولكن شاء الله أن يذكر الخبر وينتشر حتى عن طريق أتباع القوم أنفسهم .
لقد استضعف القوم علياً كما استضعف قوم موسى هارون ، وكادوا يقتلونه ، وكما كان ذاك الموقف بأمر من الله فكذلك هذا .
ثم إنهم قادوه عليه السلام إلى البيعة في قضية مفصلة مذكورة في كتب الفريقين ، وبإمكانكم مراجعتها ، مثل كتاب ( الإمامة والسياسة ) لابن قتيبة ، وقد جاء في نهج البلاغة أن معاوية أراد أن يذم الامام عليه السلام ويطعن فيه بذلك ، فأجابه عليه السلام بأنك أردت أن تذم فمدحت . . . فراجعوا .
السؤال:
سؤالي هو عن الشهادة الثالثة في الاذان والاقامة ما هو البعد التاريخي لها وهل صحيح ان الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) قد امر بلال يوما بان يذكرها في الاذان امام جميع المسلمين للدلالة على امامة امير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسم الله الرحمن الرحيم
الشهادة الثالثة في الأذان والاقامة إنما هي الإعلان عن الولاية لأمير المؤمنين ، بعد الاعلان عن الولاية لله وللرسول ، وهذا ما جاء في القرآن الكريم في قوله عزّ وجلّ : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فقد أجمع المفسرون كما في غير واحد من كتب القوم على أن المراد هو علي عليه السلام . فيكون الأذان مشتملاً على الشهادة بثلاثة ولايات ، كما في الآية المباركة .
وخبر أمره صلى الله عليه وآله وسلم بلالاً ، وكذا خبر أن سلمان المحمدي وأبا ذر الغفاري كانا يذكران ذلك في الأذان ، منقول في بعض الكتب ، والله العالم .
السؤال:
قد يقول القائل أننا لا ننكر الأحاديث الواردة في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولكن هي دليل على خلافته فحسب لا على تعيُّنِها أنها بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ، هكذا يقول بعض المتعصبين من أهل السنة عندما يفشلون في مناقشة الأحاديث سنداً أو معنى ، ولكن قولوا لهم :
أولاً : هذا خلاف ظواهر تلك الأحاديث التي لا تنكرونها .
وثانياً : إنه يتوقف على وجود الدليل على خلافة من تقدم على علي عليه السلام ، وقد نص علماؤكم في الكتب الكلامية المعتبرة عندكم على أن لا نصّ على إمامة أبي بكر من النبي .
وثالثاً: إنه قد بايع القوم علياً عليه السلام في يوم غدير خم بالامامة والخلافة بعد النبي ، وقال الشيخان له : بخ بخ ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
وفي هذا كفاية لمن طلب الرشاد والهداية .
السؤال:
1 ـ هل كان أبو النبي إبراهيم عليه السلام كافرا ؟
2 ـ هل كان للجن رسل خصين بهم ؟
3 ـ هل يجب على الإنسان التوصل الشخصي للأمور العقائدية بمعنى أخر التوصل إلى ربوبية الله والأشياء من هذا القبيل ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ آزر الذي تذكره سورة الانعام ومريم وغيرهما من السور لم يكن والداً لإبراهيم عليه السلام وان اطلق عليه في حواره معه يا ابت والقرينة على ذلك كما ذكر العلامة الطباطبائي ( قده ) في تفسيره أولاً : أن إبراهيم عليه السلام في آخر دعائه بمكة قريب أواخر عمره الشريف أي بعدما هاجر إلى الارض المقدسة وولد له الاولاد واسكن إسماعيل وهاجر مكة قال ( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ) سورة إبراهيم | 41 عليه السلام ، مع أن إبراهيم لما وعد أباه آزر بالمغفرة أي الاستغفار تبرأ منه بعد ذلك لما تبين له انه عدو لله فلا يعود ويستغفر له في آخر عمره ، مما يدل على أن الوالد أخص من الأب في الاستعمال وهو يغاير آزر . ثانياً : قوله تعالى ( ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ) سورة البقرة | 133 فاطلق ولد يعقوب على إسماعيل الأبوة مع أنه عمهم . وقد ورد في الحديث الآباء ثلاثة أب ولّدك وأب علمك وأب زوّجك .
2 ـ ظاهر ما ورد من تعداد عدة الانبياء والرسل وكذا ظاهر سورة الجن هو عدم الانس على الجن وجود الرسل من الجن وانهم من الانس ويؤيده الاعتبار العقلي من جهة كمال الانس على الجن .
3 ـ قد اتفق علماء الدين ومراجع الطائفة على وجوب تعلم الانسان المكلف الامور الاعتقادية من اُصول الدين بأدلتها وتحصيل الاستدلال الواف على صحتها وان كان بقدر يسير ولو عبر الامور الفطرية .
السؤال:
إنني أكتب لكم هذه الرسالة بصدد كتاب بين يدي ( الشيعة الأثنا عشرية وتحريف القرآن ) تأليف : محمد عبد الرحمن الشيخ ، وهذا الكتاب مشحون إفتراءات على الشيعة الأثنا عشرية مثله مثل غيره من الكتب الناصبية الحاقدة على أهل بيت رسول الله (ص) ، وإن هذا الكتاب يوزع مجاناً في دول الخليج مثل:السعودية والكويت وغيرها ، وهذا الكتاب مكتوب عليه حقوق الطبع غير محفوظة لأي أحد يريد أن يطبعه ويوزعه فهو له ، و ليس محدد من أي مكتبة مطبوع .
ذلك ليزيدوا التفرق والتباعد بين الأخوة المسلمين وإننا لا نريد التباعد بين المسلمين لأن العالم أجمع ضد الإسلام ولكن النواصب لا يدركون ذلك ، فإنني أريد من جنابكم الكريم أن تكلفوا أحد من العلماء الأعلام أو أحد من طلاب العلم بتأليف كتاب أسمه ( النواصب وتحريف القرآن ) ، وفي هذا الكتاب تتناولوا روايات التحريف من كتب الصحاح مثل البخاري وغيره ، وآراء علمائهم من خلف الطالح وسلف الفاسد وإنني أعلم إن كتبهم زاخرة بذلك ، و نهاية الكتاب تكتبون إن هذا الكتاب لم يخرج لتفرقة بين المسلمين ولكن رداً على كتاب ( الشيعة الأثنا عشرية وتحريف القرآن ) وتقولون إننا نؤمن إن أهل السنة والجماعة لا يقولون بتحريف ولكن الحملات الزائدة على المذهب الحق هو الذي دفعنا لذلك، مع العلم إنني قرأت كتاب ( سلامة القرآن من التحريف ) لكنه لا يأدي الغرض .
مولانا إعلم إنني أكتب هذه الرسالة وقلبي محترق على تشنيع النواصب على مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وعلى فرقة المسلمين التي قصدها الغرب ، مولانا إنني أخشى على أهل المذهب البسطاء السذج من مثل هذه الكتب لأن البسطاء لا يعلمون معظم الحقائق و لايقرأون في الكتب ، وعندما يأتي ناصبي ويعطيهم مثل هذه الكتب فماذا سيفعل .
إن قصة هذا الكتاب باختصار شديد إن أحد من أصدقائي ذهب إلى الكويت في العطلة ، وثم ذهب إلى المسجد ليصلي فوجد إنه مسجد لأهل السنة والجماعة ولم يخرجوا أو يترددوا لأن لا فرق بين هذا المسجد والآخر الشيعي ، فصلوا وفي خروجهم تجمعوا لهم ستة أو سبعة أشخاص مع إمامهم ، واستحقروا بالمذهب الحق ، فقام أحد الحاضرين مع صديقي بمناقشتهم كما تعلمون إن النواصب لا يقتنعون ، فقام أحد النواصب باللحاق بهم وأعطاهم هذا الكتاب ( الشيعة الأثنا عشرية وتحريف القرآن ) و كتاب ( اصل الشيعة عبد الله بن سبأ ) . و لكن والحمد لله إن الأخوة كانوا مطلعين على الأمور الدينية وعلى إدعائات النواصب كلها محض إفتراء . و إنني يا مولانا أترجاكم أن تردوا عليّ بجواب في حالة الرفض أو الموافقة ، وكل هذه الرسالة رجاء وليس أمر .
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ، لقد واجهتم هذه القضية فأحرقت قلبكم ـ على حد تعبيركم ـ إلى هذا الحد فماذا نقول ونحن نواجه أمثالها ، كلّ يوم تأتينا أخبار من أمثال ما ذكرتم من شتى بلاد العالم ، إن هؤلاء عملاء لأعداء القرآن والإسلام من حيث يشعرون أو لا يشعرون ، وكما ذكرتم فإنّ كتبهم من البخاري وغيره مليئة بأخبار تحريف القرآن بأسانيد يعتقدون بصحتها عن نفس الصحابة الذين يقتدون لهم لا سيّما الذين جمع القرآن على أيديهم حتى أن أحد علمائهم في الأزهر ألّف كتاباً في ذلك فصادرته الحكومة المصريّة . وأمّا كتاب ( سلامة القرآن ) ... فهو خلاصة لكتابنا ( التحقيق في نفي التحريف عن القرآن شريف ) فعليكم بمطالعته ، وإن أمكنكم نشره وتكثير نسخه بالطبع أو بأي شكل آخر فلا مانع من ذلك ، ولعلّه يغنيكم عن أيّ كتابٍ آخر والسلام عليكم .